الأستاذ الداعية محمد هلال
( ١٩٢٠ _. ٢٠٠٩م )
هو مرشد الإخوان المسلمين بالوكالة بعد وفاة القاضي محمد المأمون الهضيبي .
- عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين.
المولد، والنشأة:
- من مواليد 1920م قرية (ميت علي) مركز المنصورة- محافظة الدقهلية.
- حصل على ليسانس حقوق1950م جامعة فؤاد الأول (القاهرة).
- عمل محاميًا منذ تخرجه عام 1950م، ويمارس المهنة حتى الآن بمقرِّ إقامته بالمنصورة.
- التحق بجماعة الإخوان المسلمين عام 1943م أثناء تواجده في الجامعة.
- اعتُقل عام 1948م حتى 1950م، ثم اعتُقِل عام 1965م حتى 1970م.
- بعد تخرجه أقام بمحافظة المنصورة، وأُسندت إليه مهمة سكرتير المكتب الإداري لمحافظة الدقهلية، ثم كان مسئولاً عنها من قِبل (الإخوان) بعد عام 1954م، حيث قدر الله ألا يعتقل، واستمر كذلك حتى قُدم للمحاكمة عام1965م.
- بَعد خروجه من المعتَقل عام 1970م- وكان مكتب المحاماة الخاص به قد أُغلق- سافر ليعمل مستشارًا قانونيًا بجامعة الإمام "محمد بن سعود" بالرياض لمدة سنتين، وجدد العقد إلا أن مدير الجامعة أنهى العقد؛ لأنه قال كلمة حق في أحد السوريين من الذين تجنَّسوا بالجنسية السعودية، وطالب بأن يتساوى في جميع حقوقه مع أي سعودي آخر، ثم عاد لمصر وعمل بالمحاماة مرةً أخرى.
- وبعد خروجه من السجن عام 1970م عاد عضوًا لمجلس الشورى العام، ثم عضوًا بمكتب الإرشاد أوائل التسعينيات حتى هذه اللحظة.
- تزوَّج عام1953م، ورُزِقَ بثلاث بنات وولدين، وكلهم متزوجون، وله 9 أحفاد.
هلال مرشد الإخوان بالإنابة:
بعد وفاة فضيلة الأستاذ محمد المأمون الهضيبي صباح يوم الجمعة 2004/1/9 م اختار مكتب الإرشاد الأستاذ "محمد هلال" ليقوم بمهام المرشد العام؛ طبقًا للائحة الجماعة التي تنص على أن يتولى أكبر أعضاء مكتب الإرشاد سنًا المسئوليةَ في حالة غياب أو وفاة المرشد؛ وذلك لحين الانتهاء من إجراءات انتخاب المرشد العام الجديد.
وفي أول تصريحٍ له عقب قيامه بأعمال المرشد العام لجماعة (الإخوان المسلمين)، أكد الأستاذ هلال أن الشورى ركن أصيل في دعوة الإخوان المسلمين ، وأن آلية اختيار القيادات داخل الجماعة تتم وفقًا لمبدأ الشورى، وأن من يقول عكس ذلك فهو لا علم له باللوائح الداخلية للجماعة، مشيرًا إلى أن اللائحة الداخلية التي صيغت منذ الإمام الشهيد "حسن البنا"، وبما أدخل عليها من تعديلات، تحدد أنه إذا لم يكن للمرشد العام نائبٌ أو نوابٌ فإن أكبر الأعضاء سنًّا يتولى المسئولية، ثم تبدأ الإجراءات المنصوص عليها في لوائح (الإخوان)، والتي تبدأ بترشيح الأسماء أو الاسم الذي سيُنتخب لمنصب المرشد العام للجماعة، ويقوم بنفس هذه الإجراءات كلٌّ من مجلس الشورى العام ومكتب الإرشاد العالمي لاختيار المرشد العام.
وأضاف هلال أنه أصبح من الثوابت أن يكون المرشد العام من مصر؛ لأنها البلد التي أسس بها الإمام "البنا" جماعة (الإخوان) في عام 1928م، كما أشار الأستاذ "هلال" إلى أنه منذ فبراير1949م- استشهاد الإمام "البنا"- يتم انتخاب المرشد العام للجماعة، بدءًا من الإمام "حسن الهضيبي"، ومرورًا بـ"التلمساني" و"أبو النصر" و"مشهور"، حتى الأستاذ "محمد المأمون الهضيبي"- رحمهم الله جميعًا
وفاته:
توفي صباح الاثنين 2009/1/9 محمد هلال عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين، وأحد أبرز قيادي الجماعة، في محافظة الدقهلية شمال مصر عن عمر تجاوز الـ90 عاما، ونقل جثمان الفقيد إلى مسقط رأسه في قرية ميت على ليشيعه الآلاف من قيادات وأعضاء الجماعة.
وتقدم محمد مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين، آلاف المشيعين في جنازة محمد هلال عضو مكتب الإرشاد؛ وذلك بعد صلاة العصر من مسجد الجمعية الشرعية بمدينة المنصورة، وسط وجود أمني مكثف.
وشارك في الجنازة الدكتور محمود عزت الأمين العام للجماعة، وجمعة أمين، ود.محمد مرسي، ود.محمود غزلان، د.محمد بديع، والحاج صبري عرفة، ود.محمد عبد الرحمن أعضاء مكتب الإرشاد، كما حضرها طلعت الشناوي مسئول المكتب الإداري لإخوان الدقهلية.
كما شارك في الجنازة حسين إبراهيم نائب رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين وأعضاء الكتلة بالدقهلية، إبراهيم أبو عوف، ومحمد عبد الباقي، وطارق قطب، بالإضافة إلى النائب محمد كسبة عضو الكتلة بدمياط.
وحضر الجنازة كذلك الدكتور عبد الرحمن البر أستاذ الحديث بجامعة الأزهر، وأحمد منصور الإعلامي بقناة (الجزيرة)، الذي كان هلال بمثابة الأب الروحي له.
وانتقلت الجنازة من مسجد الجمعية الشرعية إلى ميدان مشعل بمدينة المنصورة ومنه إلى قرية "ميت على" مسقط رأس الفقيد ليواري جثمانه الثري بمدافن القرية.
يذكر أن محمد هلال ولد في 18 /8 /1920، في عزبة "كفر السنط " التابعة لمركز المنصورة بمحافظة الدقهلية، وتخرج في كلية الحقوق جامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليا ).
انضم هلال لجماعة الإخوان منذ عام 1943، وتم اعتقاله في الفترة من عام 1948 إلى 1950، ثم أعيد اعتقاله مرة أخرى في الفترة من 1965 إلى عام 1971، وبعد خروجه من السجن عام 1971، عاد عضوا لمجلس الشورى العام للجماعة، ثم عضوا بمكتب الإرشاد أوائل التسعينيات حتى وفاته.
كما شغل هلال منصب مسئول الإخوان المسلمين في محافظة الدقهلية، بالإضافة إلى أنه المسئول الأعلى لنشاط المحامين الإخوان، ويشرف على مجموعة من المدارس الخاصة.
وبعد وفاة مرشد الإخوان "مأمون الهضيبي" عام 2004 ، قرر مكتب الإرشاد العام للجماعة أن يقوم محمد هلال بمهام المرشد العام طبقا للائحة جماعة الإخوان المسلمين التي تنص على أن يتولى أكبر أعضاء مكتب الإرشاد سنا المسئولية في حالة غياب أو وفاة المرشد، وذلك لحين الانتهاء من إجراءات انتخاب المرشد العام الجديد.
وفاته:
رحل عن عالمنا بعدما قدم لدينه ودعوته الكثير وكان مثالا للتربوي الذي ترك في نفوس الجميع بصمات حيث توفي في 9/ 1/ 2009م.
أصداء الرحيل:
رحيل «هلال» القائم السابق بأعمال المرشد العام للإخوان
الإثنين 21-09-2009 23:00 |
توفى محمد هلال، القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين السابق، عضو مكتب الإرشاد أمس عن عمر يناهز 90 عاماً، بعد صراع طويل مع المرض، وشيعت جنازته فى قرية «ميت على» - مسقط رأسه - بالمنصورة.
تصدر خبر الوفاة الصفحة الرئيسية لموقع «إخوان أون لاين» على الإنترنت، حيث نعى محمد مهدى عاكف، المرشد العام للإخوان المسلمين، إلى جموع الإخوان فى مصر والعالمين العربى والإسلامى «هلال»، مؤكدًا أنه كان مثالاً للتضحية لدعوته، والإخلاص مع ربه، خاصة فى ظل قيادته للجماعة فى فترة ما بعد وفاة المستشار المأمون الهضيبى المرشد العام، وتوليه منصب القائم بأعمال المرشد ليدير أمور الجماعة بمهارة فى واحدة من أشد فترات الجماعة حساسية.
وقال الدكتور محمد حبيب، نائب المرشد العام للجماعة، إن «هلال» له إسهامات كبيرة عملت على تقدم الجماعة، خاصة فى فترة الستينيات والسعبينيات من القرن الماضى، مشيرا إلى أنه قضى عمره مجاهدا فى خدمة عقيدته وأمته ومجتمعه. وأضاف، لـ«المصرى اليوم»، أن هلال كان حريصا خلال الفترة الأخيرة على الحضور إلى القاهرة والمشاركة فى اللقاءات والاجتماعات الخاصة بالجماعة، إلا أنه لم يحضرها خلال الشهرين الماضيين لمرضه الشديد، نافيا أن يكون عدم حضوره خلال هذه الفترة بسبب الخلاف مع قيادات الجماعة أو فكرها.
وحول علاقته بشباب الإخوان، أشار حبيب إلى أن «هلال» كان مشجعا للغاية لجميع شباب الإخوان، وكان متواصلا معهم، مؤكدا أنه- أى هلال- كان حريصا على مناقشتهم فى أفكارهم وآرائهم.
«هلال» من مواليد 1920، ويعد أحد رجال الرعيل الأول للإخوان المسلمين، حيث التحق مبكرًا بدعوة الإخوان المسلمين، وكان شاهدًا على كثير من الأحداث، شغل موقع القائم بأعمال المرشد العام عقب وفاة المستشار محمد مأمون الهضيبى لحين انتخاب مرشد جديد.
أ. محمد هلال في حوار شامل
مقدمة:
- الإصلاح الحقيقي يبدأ بإلغاء الأحكام العرفية وإجراء انتخابات نزيهة
- الأجيال لدينا تتواصل ولا تتصارع
- عاكف بكى عند اختياره مرشدًا
الأستاذ محمد هلال أحد رجال الرعيل الأول للإخوان المسلمين، وُلد عام 1920م والتحق مبكرًا بدعوة الإخوان المسلمين كان شاهدًا على كثيرٍ من الأحداث ومراقبًا لكثيرٍ من التطورات، شغل موقع القائم بأعمال المرشد العام عقب وفاة المستشار محمد المأمون الهضيبي لحين انتخاب مرشد جديد.
تقابلنا معه لمعرفة حقيقة انتخاب الأستاذ محمد مهدي عاكف، ورأيه فيما يُثار حول تعديل المادة 76 من الدستور المصري، كما شرح لنا حقيقة ما يُثار حول خلافات الرؤى بين جيل الشباب وقدامى الإخوان، وهل هناك بالفعل صراعات بين الطرفين..
فإلى نص الحوار:
* بداية متى بدأت علاقتكم بالإخوان؟
بدأت علاقتي في الأربعينيات عام 1943م، وكنتُ في هذا الوقت طالبًا بكلية الحقوق، وعلى طريقة الإخوان والأسس المعمول بها أكرمني الله بأحد الإخوة المربين كان زميلاً لي في كلية الحقوق، وكان في ذلك الوقت زميل المرحوم :سعيد رمضان وحسن دوح ومصطفى مؤمن، وهو الأخ مصطفى كامل دعاني دعوة فردية، وظل يُتابعني وكان يزورني يوميًا كأنه يدرس الحالة، وكان يصطحبني كل ثلاثاء إلى المركز العام في الدرب الأحمر.
كما ساهم في معرفتي بالإخوان الدكتور خميس حميدة من أبناء المنصورة وأحد أعضاء مكتب الإرشاد، ومرت الأيام وأصبحت بفضل الله وفضل مقابلة الدكتور خميس واصطحاب الأخ مصطفى كامل لي من الإخوان المسلمين، وعشتُ مع الإخوان حتى اعتقلنا عام 1948م، وفصلتُ مع مجموعة كبيرة من طلبة كلية الحقوق ووضعنا في الهايكستب، وهو نفس المكان الذي حُوكم فيه الإخوان عام 1995م، وكان معنا عدد كبير من كبار :الإخوان كان منهم الدكتور حسان حتحوت.
ثم نقلونا إلى الطور ووضعونا في منطقة الفحص الطبي للحجاج العائدين من الأراضي المقدسة، واعتبرها :الإخوان خلوةً ونزهة، وتعرَّفتُ خلال هذا المعتقل على كل أعضاء مكتب إرشاد الجماعة، وكان من بين :الإخوان رجل اسمه الشيخ محمد جبر التميمي كان يجلس بنا عقب صلاة التراويح في شهر رمضان لإرسال تلغرافات إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء والذكر، وظللنا على هذا النحو طيلة شهر رمضان، وإذا بالأخبار تأتي بعنوانين في الصحف (هدية الملك فاروق للمصريين.. إقالة إبراهيم عبد الهادي) حتى جاء فؤاد سراج الدين وتمَّ الإفراج عن كل الإخوان، ورد الإخوان الجميل للوفد في 3 يناير وانتخب الإخوان حزب الوفد ونجح في تشكيل الوزارة منفردًا.
هل كان الإفراج عنكم كرامة من كرامات الدعاء؟
وغيرها الكثير، فأثناء اعتقالنا على سبيل المثال كان لنا أخ اسمه حسن العشماوي- نجل العشماوي باشا وزير المعارف- وطلبنا من حسن أن يطلب من والده مقابلتنا واصطحبنا حسن لوالده، وطلبنا منه عقد امتحانات لطلبة الإخوان الذين كانوا قيد الاعتقال فاتتهم الامتحانات، واجتمع العشماوي باشا بمجلس الجامعة، وأصدر قرارًا بامتحان كل طلبة الإخوان الذين كانوا رهن الاعتقال، وذلك في غير وقت الامتحانات.
نريد أن نتعرف على قصة توليكم موقع القائم بأعمال المرشد العام؟
أ.محمد المأمون الهضيبى المرشد السابق للاخوان المسلمين
كنا في شهر رمضان، وكان الأستاذ محمد المأمون الهضيبي- رحمه الله- مريضًا وأثناء ذهابي لأداء العمرة جاءني خاطر أنني أكبر أعضاء مكتب الإرشاد سنًا، فسألتُ وأنا بين يدي الله ألا يُعرِّضني لهذه المحنة والفتنة، وبعد أن رجعتُ إذا بخبر وفاة الأستاذ مأمون الهضيبي يأتيني وشعرتُ حينها بأنَّ الابتلاء قد جاء وطلبتُ حينها من الله سبحانه وتعالى أن ينجيني من هذه المحنة.
وكان من فضل الله عليَّ أنمكتب الشورى العالمي كان مجتمعًا في نفس اليوم، وشاء الله أن يتفقوا على :المرشد الجديد، وكان كل قطر من الأقطار يرشح مرشدًا، ووقف محمد مهدي عاكف وقال لي: أرجو أن يرجع للخلف كل مَن تخطى سنه السبعين، فقلتُ له: إنَّ مكتب الإرشاد هو المختص بذلك، ووزعت على أعضاء المكتب أوراق الترشيح، وحصل عاكف على أعلى الأصوات، ثم جاء بعده حبيب ثم الشاطر، واختارهما عاكف ليكونا نائبين له.
السياسة والدعوة:
على مدى تاريخ الجماعة هل حدث اختلاف في أولوياتها، فهناك مَن يرى أنه قد غلب عليها في السنوات الأخيرة الطابع السياسي والحركي على حساب العمل الدعوي والتربوي فما رأيك؟
الهضيبى وعبد القادر عودة والتلمساتى
بالفعل غلبت السياسة في بعض الأحيان على الأمور الدعوية، وظهر هذا الوضع في عهد الأستاذ عمر التلمساني ؛ حيث لم يكن في هذه الفترة لطلبة الجامعات غير هوية الإسلام لكنها كانت بعيدة عن خط سير دعوة الإخوان المسلمين بكل تفاصيلها وظروف نشأتها، وأطلق الطلاب المتدينين على أنفسهم فترة السبعينيات :الجماعات الإسلامية، وكانوا يلجأون للأستاذ عمر التلمساني ليرشدهم، ولمَّا وقعت بعض الأحداث استعانت الحكومة ببعض المقربين من الأستاذ عمر لتوجيه هؤلاء الشباب فجلس معهم الأستاذ عمر ليضمهم تحت لواء
الإخوان المسلمين كان من بينهم عبد المنعم أبو الفتوح وعصام العريان وأبو العلا ماضي.
ولم يكن لدى الإخوان المربين وقت يستطيعون فيه أن يضموا هذا العدد الكبير من طلاب الجامعات لمدرسة
الإخوان المسلمين بحيث تبدأ تربيتهم من الأسرة ثم الكتيبة فالمعسكر.
وهؤلاء الشباب مع فضلهم- أكرمهم الله ومعظمهم على خير كبي لم يتلقوا القسط الوافر من التنشئة في مدرسة :الإخوان كما ينبغي وانشغلوا حينها بالسياسة.
البعض يرى أن هذا التفاوت في المنبع الفكري والتربوي هو المسئول عن الاختلاف في وجهات النظر بين أجيال الإخوان؟
ليس هذا المعنى ما قصدت، فما أقصده أنَّ المجموعة التي قادت الطلاب في الجامعة لم يكن لديها وقت إلى جانب الضغوط الأمنية التي مُورست ضدهم وحالت دون تلقيهم ما كان يتلقيه الإخوان قبل الثورة، فما إن جاء عبد الناصر للحكم انقلب على الإخوان وضيق عليهم وضلل المصريين، وأعدم الإخوان وحكم عليهم بالسجن، وسار مَن خلفه على نهجه وتحرك الإخوان وسط هذه الظروف بحرصٍ شديدٍ.
ورغم ذلك لم يكن هناك قيادات شابة وقيادات غير شابة، فالقيادة كلها كانت في يد الأستاذ عمر التلمساني رحمه الله.
القيادات الشابة
ما قصدته هو أن ما يقود الجماعة الآن جيلان جيل السبعينيات وجيل ما قبل الثورة.. هل هناك خلافات في وجهات النظر بين الجانبين؟
غير ممكن أن يكون للإخوان قيادتان، فالإخوان جماعة ربانية لها قيادة واحدة يمثلها المرشد العام ومكتب الإرشاد، فضلاً عن أننا جماعة شورية، وقد نختلف في وجهات النظر ولو جاء ابن لي واختلف معي في الرأي أقربه من نفسي، فقد يكون على حق، والفيصل في حسم الرأي يرجع إلى الشورى؛ فهي لدينا ملزمة وليست معلمة، ومَن يتحدث عن صراعات بين أجيال الإخوان فهذه مجرد أحلام شيطانية لا قيمةَ لها، وخروج البعض من :الإخوان لا يُؤثر فيها كما لم يؤثر خروج قمم مثل الباقوري وأحمد السكري والغزالي وصالح عشماوي.
والغزالي كتب في الأستاذ حسن الهضيبي ما لا يمكن أن يرضاه مسلم، ثم شرح الله صدره، وأبلغني الأستاذ الهضيبي أنَّ الغزالي اعتذرَ له عمَّا فعل، وقال لي الأستاذ الهضيبي بلِّغ الإخوان أن يقرأوا للغزالي، وأن يكون في ضمائرهم كما كان في السابق.
ولذلك أؤكد أنَّ الأجيال لدينا تتواصل ولا تتصارع، وهؤلاء الشباب أقرب إلينا من أولادنا منهم عمد الجماعة.. أين حبيب وأين خيرت وأين عبد المنعم والعريان، فهؤلاء ثمرة لهذا التاريخ.
هناك مَن يرى أن الإخوان بنفس أمراض المجتمع المصري فقد تسببت الديكتاتورية والاستبداد في عجز المجتمع عن إفراز قيادات جديدة.. هل عجز الإخوان عن تقديم قيادات بعد قيادات السبيعيات؟
عددت لك بعض الشباب في قيادة الإخوان على سبيل المثال، وليس على سبيل الحصر، فمكتب الإرشاد ليس به من الجيل القديم الكثيرين ومعظمه من جيل السبعينيات وما قبله، فضلاً عن ذلك فإنَّ الإخوة الذي بيدهم مقاليد الأمور في الدعوة كلهم من الشباب، فانظر إلى الأقسام والمكاتب الإدارية في المحافظات كلهم من الشباب.
المادة 76
أنتقل من الحديث عن وضع الإخوان إلى الأوضاع الأخيرة التي شهدتها الساحة المصرية، بوصفك رجل قانون وسياسة في نفس الوقت.. ما رأيك في تعديل المادة 76 من الدستور؟
المادة 76 أريد بتعديلها أن تكون ستارًا لأعمال أخرى، فهي خطوة أُريد بها طمس الحقائق، فلا يمكن أن يتصور إنسان عاقل أن مَن ذاق حلاوة الحكم والسلطة لأكثر من عقدين من الزمان أن يتخلى عنها بسهولة، فإذا كانوا جادين في عملية الإصلاح فهناك مواد أخرى لا بد من تعديلها كالمادتين 75، 77 وغيرهم الكثير.
والضوابط التي وردت بنفس خطاب الرئيس لتعديل المادة 76 تُفرِّغ التعديل من مضمونه.
ضمانات الإصلاح.
رأيك.. إذا كانت السلطة جادة في الإصلاح.. ما الضمانات المطلوبة لتحقيق ذلك؟
إلغاء الأحكام العرفية وانتخاب جمعية عمومية لإعادة صياغة الدستور المصري وإطلاق حرية تكوين الأحزاب وحرية النقابات والإفراج عن المسجونين السياسيين وإلغاء قانون الأحزاب وإجراء انتخابات حرة ونزيهة، حين يتم ذلك يمكننا أن نقول إننا حقننا إصلاحًا، ونرجو من الأحزاب أن تفيق من الوهم الذي يعيشونه وأن يربأوا بأنفسهم أن يكونوا مجرد طحالب تتمنى رضاء النظام عليها لتحصل على بعض المقاعد في المجالس النيابية.
إذا كانت الأحزاب اتفقت مع النظام على إقصاء الإخوان لتحقيق بعض المصالح.. هناك مَن يرى أيضًا أن تصريحات الإخوان حول بعض القضايا تُفهم على أنها مداهنة للنظام الحاكم؟
هؤلاء بعيدون عن معرفة أخلاق الإخوان، ومَن يعرف تاريخ الجماعة وممارستها يُدرك أننا لا مطمعَ لنا في وزارة أو حكم، وكل تصرف لنا هدفه إرضاء الله وخدمة هذه الأمة.
لكن تراجع دور الجماعة في بعض المواقف يجعل البعض يضع الإخوان في هذه الخانة؟
اذكر لي مثال.
وفاء قسطنطين
يعتبر البعض موقف الإخوان سلبيًا في قضية إجبار وفاء قسطنطين على العودة إلى المسيحية؟
ما حدث لوفاء قسطنيطين عار على مؤسسة الأزهر ومؤسسة الحكم، فهل يعقل أن تُسلم المرأة دون ضغوط ثم تأتي الشرطة لتسلمها للكنيسة، وأتساءل ماذا يريدون من الإخوان؟ هل يريدوننا أن نرفع السلاح لإعادتهم للإسلام؟
هم يرددون من حين لآخر أنَّ الإخوان جماعة محظورة، ولا يوجد شيء اسمه الإخوان فلماذا يسألوا عن دورنا في مثل هذه المواقف؟!
برأيك لماذا يصر النظام على وصف الإخوان بالجماعة المحظورة رغم وجودهم في الشارع بوضوح؟
يظن النظام وهو ظن خاطئ- أنه لا بديلَ له في الشعب المصري غير الإخوان المسلمين، فنحن لسنا طلاب حكم أو مناصب، والإخوان لا يقبلون أن يأتون للحكم إلا عن طريق انتخابات حرة ونزيهة.
سياسة الإخوان في الفترة الأخيرة هو التحالف مع المعارضة لمواجهة استبداد نظام الحكم إلا أننا شاهدنا مؤخرًا تحالفًا بين الإخوان وبعض العناصر الحكومية في النقابات مثل دعم الإخوان لرجائي عطية مرشح الحكومة على منصب نقيب المحامين.. هل يعد ذلك تناقضًا في الرؤى؟
رغم أنَّ الأحزاب اجتمعت على إقصاء الإخوان ولا تلومهم في ذلك؛ لأنهم لا يجتمعون على خير- إلا أننا لا نرد يدًا امتدت إلينا رغم أننا لسنا في حاجة إليهم وهم مَن يحتاجوننا لصالح هذا البلد، أما فيما يتعلق بالنقابات فشرف لهذه الأحزاب أن يكونوا على قوائمنا، وما يُثار عن أن رجائي عطية مرشح الحكومة فهذا أمر غير صحيح، فالحكومة هي التي أسقطته في انتخابات النقابة الماضية وسامح عاشور هو الذي يُقيم الولائم والحفلات للوزراء الذين يسيئون للشعب المصري، وهو الحليف الأول لمباحث أمن الدولة والنظام، وفي محافظة مثل :الدقهلية ينظم الحزب الوطني دعاية كبيرة لسامح عاشور الذي ينفق أموال النقابة فيما يُغضب الله؛ فعلى سبيل المثال أخذ من النقابة مبلغ 200 ألف جنيه لتوكيل محامين لمروان البرغوثي ورفض البرغوثي أن يُكلَّف له محامون أمام القضاء الصهيوني ولم يعيد عاشور هذا المبلغ حتى الآن.
مصادر الترجمة:
١_ الموسوعة التاريخية الحرة.
٢_ إخوان أون لاين.
٣_الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين في مصر.
٤_ مواقع إلكترونية أخرى.
وسوم: العدد 1052