الشاعر الإسلامي النابغة الصاوي علي محمد شعلان
(1320 هـ- 1403 هـ/ 1902 - 1982م)
هو شاعر إسلامي مصري، ولد في قرية سبك الأحد بمركز أشمون محافظة المنوفية، وتوفي في القاهرة.
كفّ بصره في طفولته، فتولت زهرة القاضي تحفيظه القرآن الكريم، ثم تجويده على الشيخ سابق السبكي.
ثم التحق بالأزهر عام 1918م، وحصل على الشهادة الثانوية عام 1924.
كان عضوا في لجنة الطلبة التنفيذية مندوباً عن الأزهر، فأدت مواقفه السياسية إلى الإخفاق في نيل شهادة العالمية، وهو طالب، ثم حصل عليها عام 1932، وقد تعلم اللغة الإنجليزية مما أتاح له الالتحاق بكلية الآداب - جامعة القاهرة
- قسم اللغات الشرقية 1945 فأجاد اللغتين: الفارسية والأردية، ثم حصــل علــى دبلوم في الدراسات العليا من قسم اللغات الشرقية عام 1948.
اشتغل معلماً للغة العربية في بعض المعاهد العليا.
اشترك في عدد من الجمعيات الخيرية، ورأس لجانها الدينية والإعلامية.
كان أول متحدث في الإذاعة المصرية فور إنشائها 1934في الشؤون الدينية.
ألف لجنة لكتابة القرآن الكريم بطريقة «بريل» للمكفوفين، ورأس اللجنة.
حصل على جائزة الشعر الأولى مناصفة مع الشاعر أحمد محرم في مهرجان بنك مصر 1936.
كما نال وسام الاستحقاق من الطبقة الرابعة من الرئيس جمال عبد الناصر عام 1963، وعلى شهادة تقدير وميدالية فضية في يوم العمل الاجتماعي 1972.
كان يكتب ويقرأ بطريقة «بريل» ولما كانت أغلب الكتب المطبوعة بهذه الطريقة مكتوبة بالإنجليزية، فقد تعلمها حتى أتقنها ويرجع إليه في تصويب ومراجعة المطبوع بها.
الإنتاج الشعري:
له ثلاثة دواوين:«الرسالة الأولى»، و« ينابيع الحكمة» - هيئة الكتاب 1989، و«من وحي الإيمان» (مخطوط).
الأعمال الأخرى:
له كتابان« الشعراء الخمسة»، و«حكمة الشرق»، وترجـم عـن الأردية والفارسية قصائد لمحمد إقبال، وسعدي الشيرازي، وجلال الدين الرومي، وفريد العطار، وطاغور، ونذر الإسلام شاعر البنغال، وترجم عن الإنجليزية قصائد لشكسبير، و«الآن ماذا نصنع يا أمم الشرق؟» - كتاب لمحمد إقبال (مخطوط)، كما كتب عدداً من المقالات.
نظم الشاعر في أكثر موضوعات الشعر المتداولة:
الوجدانيات، والإسلاميات، والوطنيات، والمراثي..
كما كتب شعرًا للأطفال.
وإذا كان عبد الوهاب عزام يقول عن ترجمته لشعر إقبال إن «الذي قرأ شعر إقبال بالأردية، وعانى ترجمة الشعر نظماً، يعجب كل الإعجاب بمقدرة المترجم»، فإن هذا يتضمن الإشادة بقدرته على التوصل لدقائق المعاني وطرائف الصور، وهذه مقدرة عامة سائدة في شعره، فلديه قدرة على التحليل والاستقصاء وعرض الأحاسيس والمشاعر في عذوبة ودقة وسهولة تأخذ بالألباب، تجعل من الشعر الذي اختاره ليترجمه كأنما هو نابع من ذاته، معبر عن انفعالاته.
758 ــ الصاوي شعلان (1320 ــ 1403 هـ / 1902 ــ 1982م)
قال من قصيدة في الإمام الحسين (رضي الله عنه):
الشمسُ أهدتْ للهلالِ رســـــــــالةً أمسى بها كشّافُ ليـــــلِ الغيهبِ
والسبط مِن ذاكَ القبيـــــلِ فإن بدا وجهُ الحسينِ فثمَّ أنوارُ الــــــنبي
ذكرى خلودِكَ يا حـــسينُ صحيفةٌ ذهبَ الزمانُ وحسنُها لــم يذهبِ
في (كربلاءَ) تركـــتَ درساً خالداً بسوى الدماءِ حروفُه لــــم تكتبِ
أنـــــتَ الإمامُ ابـــنُ الإمامِ وهكذا إرثُ المكارمِ منصباً عن منصبِ
أهدى جــــــــدودُك للبريةِ زمزماً تسـقي الحجيجَ مـوارداً لم تنضبِ
وعزفتَ عن شربِ الفراتِ مرنّقاً لمَّا رأيـــــــتَ عـليهِ ذلَّ المشربِ
والحرُّ يؤثِرُ أن يمــــــوتَ بعزمِه أسداً ولا يحيــــــــــا بمكرِ الثعلبِ
اللهُ أكبرُ يا بــنَ فاتحَ خيـــــــــــبرٍ اللهُ أكبرُ يا بـنَ قاتــــــــلِ مرحبِ (1)
الصاوي علي محمد شعلان، شاعر وكاتب ومترجم، ولد في محافظة المنوفية بمصر، وفقد بصره في طفولته، فحفظ القرآن الكريم وتجويده على الشيخ سابق السبكي، ثم التحق بالأزهر، وحصل على الثانوية، وأصبح عضواً في لجنة الطلبة التنفيذية مندوباً عن الأزهر، وحصل على شهادة العالمية عام 1932، تعلم اللغة الإنجليزية فأتاح له ذلك الالتحاق بكلية الآداب - جامعة القاهرة - قسم اللغات الشرقية 1945 فأتقن اللغتين: الفارسية والأوردية، ثم حصل علــى دبلوم في الدراسات العليا من قسم اللغات الشرقية عام 1948.
عمل معلماً للغة العربية في بعض المعاهد العليا.
اشترك في عدد من الجمعيات الخيرية، ورأس لجانها الدينية والإعلامية.
كان أول متحدث في الإذاعة المصرية فور إنشائها عام 1934 في الشؤون الدينية.
ألف لجنة لكتابة القرآن الكريم بطريقة «بريل» للمكفوفين، ورأس اللجنة.
حصل على جائزة الشعر الأولى مناصفة مع الشاعر أحمد محرم في مهرجان بنك مصر 1936، كما نال وسام الاستحقاق من الطبقة الرابعة من الرئيس جمال عبد الناصر عام 1963، وعلى شهادة تقدير وميدالية فضية في يوم العمل الاجتماعي 1972.
كان يكتب، ويقرأ بطريقة «بريل» ولما كانت أغلب الكتب المطبوعة بهذه الطريقة مكتوبة بالإنجليزية، فقد تعلمها حتى أتقنها ويرجع إليه في تصويب ومراجعة المطبوع بها.
له ثلاثة دواوين هي:
الرسالة الأولى
ينابيع الحكمة
من وحي الإيمان
ومن الكتب: الشعراء الخمسة
حكمة الشرق
سفراء التصوف في العالم الإسلامي
وترجم عن الأوردية والفارسية قصائد للشاعر والفيلسوف الباكستاني محمد إقبال، والشعراء سعدي الشيرازي، وجلال الدين الرومي، وفريد العطار، وطاغور، ونذر الإسلام شاعر البنغال، وترجم عن الإنجليزية قصائد لشكسبير، وكتاب (الآن ماذا نصنع يا أمم الشرق؟) لمحمد إقبال (مخطوط)، وله عدد من المقالات الأدبية والإسلامية والوطنية، ومقالات عدة عن الشاعر إقبال منها:
(فلسفة الحیاة في نظر إقبال)، (في ذكرى إقبال)، (إقبال والأمة العربية)، (مراحل تربية الذات عند محمد إقبال)، (إقبال يشكو إلى رسول الله)، (مختارات من ديوان إقبال)، (والآن ماذا نصنع يا أمم الشرق)، (إقبال وأسرار الحياة)، (حزب الشيطان عند إقبال)، (إقبال والثورة الليبية)، إضافة إلى ما كتبه بالاشتراك مع محمد حسن الأعظمي (الحياة والموت في فلسفة إقبال)، ونشره في حيدر آباد دكن 1945.
وكان له دور بارز في الحركة الوطنية، والنضال ضد المحتل، فكان من خطباء ثورة 1919م، وكان الأستاذ العقاد يناديه بـ: يا خطيب الأمة (2)
كتب عنه الأستاذ عبد اللطيف الجوهري ترجمة وافية في مقال تضمن جوانب حياته الاجتماعية والأدبية والسياسية، قال منه:
(يُعد العلامة الشاعر الشيخ الصاوي علي شعلان نابغة الشرق، وشاعر قيثارته الإيمانية في العصر الحديث، وتُعد شخصيته الفريدة من نوادر القرن الرابع عشر الهجري / العشرين الميلادي، ولم يكن عجيباً أن يُلقّب بمعجزة الشرق في مواجهة هيلين كيلر معجزة العالم الأمريكي، وهي السيدة التي تحدَّت الصمم والعمى، وتغلبت بصبرها على كل المعيقات فأنجزت من الأعمال والمؤلفات ما لا يَقوى على إنجازها أقوياءُ قادرون.. وهي العمياءُ الصماءُ البكماءُ، وفي زيارتها لمصر أواسط القرن العشرين التقت بالشيخ الصاوي شعلان النابغة الضرير، وكتبت صحيفة (المصري) عن ذلك اللقاء تحت عنوان (معجزة أمريكا تلتقي معجزة مصر)، وقد اعتمد الشيخ الصاوي شعلان في تحدّي العجز والعمى على يقين الإيمان، وإيمان اليقين. كان الشاعر الصاوي شعلان ــ رحمه الله ــ مثالاً للمؤمن الصابر الراضي بقضاء الله الذي جعل من عجزه دافعاً للجد والمثابرة والإبداع – ولله في خلقه شؤون.
وعن طموح الصاوي شعلان ونبوغه قال الجوهري:
وقد دفعَ الشيخَ طموحُه وشغفُه بالتفرُّد والنبوغ للبحث في طريق العبقرية والقمم السامقة في عالم المثل الأعلى، ولذا نراه يأسى لما يشيع في عالمنا الإسلامي من الخصال الخبيثة من الحقد والحسد وحرب الناجحين والنقمة على النابغين، على النقيض من سلوك الأوربيين تجاه الناجحين عندهم والنابغين فيهم. يقول رحمه الله: "وإنه لمن أعظم النكبات في الأمم الشرقية أنه لا يكاد المصلح يبدأ رسالته حتى تَنْجُمُ له النواجمُ من أمته، وتَدبُّ له العقاربُ من أبناء جنسه لعرقلة خطواته وإضاعة مجهوداته وتأخير غاياته، فبينما هو يبذل من ماله وجهده ويحرق نفسه بَخوراً لأمته إذا بالصيحات تعترضه من كل مكان وتخنق أنفاسه، وفي أمم الغرب لا تكاد تلمع بارقة العبقرية في نابغ منهم حتى يرفعوه إلى السِّماك الأعزل، ويهيئوا له الأسباب، ويُغدقوا عليه الثروة التي تمكنه من الفراغ لأداء رسالته، بينما تخفق العبقرية في الشرق من فجر مهدها، وترى قبل شروق الحياة مغرب لحدها".
وعن شهرة الصاوي شعلان بترجمة قصائد محمد إقبال وإبداعه فيها وخاصة قصيدة (حديث الروح) يقول:
القصيدة برغم أنها مترجمة عن الشاعر الفيلسوف محمد إقبال إلا أن صوغ الشاعر الصاوي شعلان إيَّاها في قالب الشعر العربي بهذه الصورة الجميلة موهبةٌ فَذةٌ لا تتأتى إلا لشاعر أجاد اللغتين المنقول عنها (الأُرديِّة) والمنقول إليها (العربية) فضلا عن شاعرية مُتدفقةٍ وأحاسيسَ مرهفةٍ وإلمامٍ دقيقٍ لمضامينَ القصيدة ومعانيها الجزئية والعامة على السواء، وقد تحقق ذلك كله للشاعر الصاوي شعلان بصورة لم تتوفر لغيره من كثير من أدباء العربية الذين قدموا شعر إقبال منظوماً إلى العربية، وإن كانت جهودهم في مجال التعريف بإقبال وحماستهم له ولآرائه السديدة في الإصلاح السياسي والتجديد الديني مشكورة غيرُ منكورة، ولكن يبقى الشيخ الصاوي في ترجمة أشعار الدكتور محمد إقبال نظما إلى العربية نسيجَ وَحدِهِ، وفريدَ عصره.
وعن نشأة الصاوي شعلان وكفاحه في التحصيل العلمي يقول الجوهري: أَكَبَّ الفتى يدرس ويَجِدُّ في التحصيل حتى اجتاز مراحل التعليم بالأزهر بنجاح باهر، وقد بَدَتْ أَمَاراتُ النجابة والنبوغ على فتانا في الجامع الأزهر، حتى إن شيخه في (تجويد القرآن الكريم) الشيخ سابق محمد السُّبكي كان يُسنِدُ إليه تعليم المبتدئين، ويغتنم الفتى سنوات الدرس بالجامع الأزهر، ويَعمدُ إلى دراسة اللغات من فارسية وأردية وإنجليزية وفرنسية وغيرها بمساعدة زملائه الوافدين للدرس بالجامع الأزهر الشريف من البلدان الإسلامية وسائر بلدان العالم، وساعده على النبوغ في ذلك ذاكرتُه اللاقطة، وذكاؤه الشديد، وموهبته الخاصة في تعلم اللغات.
وعَمَدَ الصاوي شعلان أيضاً إلى دراسة الكتابة بطريقة الحروف البارزة المشهورة بطريقة (برايل) معتمداً على نفسه بعد أن طَرَقَ عِدة معاهدَ لتعلُّم الكتابة، ولَمْ تَرُقْهُ طريقُها، ولجأ إلى الاستعانة بأحد المدرسين الخصوصيين لتعليمه الكتابة بالخط البارز، وكان يدفع له أجر الدروس من النقود القليلة التي يحصل عليها من تدريسه بعض الدروس للآخرين، ومن الطريف أنه طمع في شراء المِسطرة الوحيدة التي لدى أستاذه وهي المسطرة الخاصة بالكتابة البارزة للمكفوفين، ولم يكن لديه من المال إلا ثمن المسطرة فدفع لأستاذه كل ما معه من مال وترك نفسه يومين عُرضة للجوع والمسغبة، بَيْدَ أنه كان كلما تحسَّس المِسطرة بين يديه نسي آلام الجوع، وفرح بها كثيرا.
ولَمْ يَكْتَفِ – رحمه الله ــ بالشهادة العالية التي حصل عليها من الجامع الأزهر سنة (1350ﻫ) تحمل البراءة من "فؤاد" ملك مصر إلى حضرة الشيخ الصاوي علي شعلان بناء على ما أقرَّه مجلسُ الأزهرُ الأعلى في 14 من ربيع الثاني سنة 1351ﻫ، الموافق 16 من أغسطس سنة1931م من نجاحه في شهادة العالمية، وإنما يَطرق باب الدرس العالي بجامعة القاهرة وييسر له الالتحاق بمعهد الدراسات الشرقية صديقه الدكتور عبد الوهاب عزام – رحمه الله ــ وقد جَمَعَ بينهما التوجُهُ الإسلاميّ والإعجابُ بشاعر الإسلام الدكتور محمد إقبال، ويُواصل الدرس للحصول على درجة الدكتوراه غير أن ظروفاً خاصة به حالت دون التقدم للحصول عليها.
وعن جانب الكفاح السياسي في حياة الصاوي قال الجوهري:
وكان لشاعرنا شغف بالكفاح السياسي إِبَّانَ الدراسةِ الجامعية بالأزهر في مواجهة الاحتلال الأجنبي لمصر، وذات مرة جمعه مع زملائه في الأزهر اجتماعٌ سياسيٌّ في رحاب الأزهر، فعَمَدَتْ الحكومةُ إلى إطفاء الأنوار ليَنْفَضَّ الاجتماع فما كان من شاعرنا إلا أن صاح ببيتين من شعره جمع بهما ما تفرق من الطلاب الحضور حتى اكتمل الاجتماع في ساحة الأزهر على ضوء القمر والبيتان هما:
إن كان غابَ سراجٌ عن مآقينا فنور ربُّ السما يا قومُ يكفينا
هم أطفؤوها كي تطفا عزائُمنا هذا مُحالٌ ولو كانوا شياطينا
وعن عمله في الإصلاح الاجتماعي والدعوة قال:
وأما في مجال الإصلاح الاجتماعي والدعوة إلى مكارم الأخلاق الإسلامية فقد أفنى الرجل عمره في رسالة الخير والتوجيه التربوي الإسلامي، ومن وسائله في ذلك مجلة "مكارم الأخلاق الإسلامية" القاهرية التي كان مديراً لها فضلا عن جهوده في مجال إصلاح السجون لتكون أماكن للتربية والتهذيب، وكان له دوره في بث الروح الإسلامية فيها، وإقامة الصلوات والدروس الدينية وسط المسجونين، وفي مجال العمل الخيري شارك في تأثيث جمعية" النور" للنهضة بالمكفوفين بالزيتون بالقاهرة، وكان هو صاحب فكرة تسميتها بهذا الاسم كما يقول الباحث علي عامر بقسم الأدب والنقد بكلية اللغة العربية التابعة لجامعة الأزهر في بحثه لنيل درجة الماجستير عن العلامة الصاوي علي شعلان شاعرا.
وقال عن الغبن الذي لحق بشخصية الصاوي تحت عنوان: لم ينل من الناس ما يستحقه:
هذا الرجل الموهوب بتعبير المعاصرين والعبقريُّ نسيجَ وحدِهِ بتعبير القدماء لم يحظَ بحقه من التكريم، وتسليط الضوء على جوانب شخصيته المتعددة في مجال الشعر والإصلاح السياسي والنشاط الصحافي والعمل الخيري والدرس الجامعي والترجمة والتأليف، ولقد كان حَسناً أن تحاول جامعة الأزهر أن تذكرَ للرجل بعض حقِّهِ بالدراسة التي قام بها الباحث علي عامر العربي بقسم الأدب والنقد التابع لكلية اللغة العربية بالقاهرة بإشراف الدكتورة جودة عبد الله مصطفى، وتركز على العلامة الصاوي علي شعلان شاعراً.
وعن شعره قال:
والرجل – رحمه الله ــ يحتاج إلى مزيد من الاهتمام لإبراز جوانب العبقرية في شخصيته الفريدة، ولا يفوتنا الإشارة إلى النشاط العلمي للرجل كما ذكر الباحث علي عامر في بحثه المذكور آنفا، فكم له من مقالات وأشعار كثيرة جمعت في ديوان سماه الشاعر "وحي الإيمان" صدر بالقاهرة عام1975م، وصدره بإهداء إلى سيدنا رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم، وكتاب آخر يجمع بين الترجمات الشعرية والنثرية للشعراء (إقبال، والعطار، والرومي، وحالي، وسعدي الشيرازي) بالاشتراك مع العلامة محمد حسن الأعظمي وديوانه "إيوان إقبال"، ويتضمن مجموعة من القصائد التي ترجمها شعراً من شعر إقبال عن الأردية أو الفارسية مع بعض القصائد التي ترجمها الدكتور عبد الوهاب عزام – رحمه الله ــ لشعر إقبال، فقد صدر إيوان إقبال عن السفارة الباكستانية بالقاهرة عام 1977م في ذكرى الميلاد المئوي لإقبال.
وقد قام بالرجل وساعد في جمع قصائده وتَتَبُّعِ أعماله المنشورة والقراءة له وإعداد خطبه ومحاضرته رجلان فاضلان ممن أُعجبا بالرجل أيما إعجاب، وتعلقت روحهما به أيما تعلق، وهما الأستاذان الشيخ عبد الحَكَم محمود نور الدين الذي لازم العلامة شعلان منذ الثلاثينات، وشارك في جمع ندواته الدينية، وكان يقرأ له خطبه ومحاضراته، والرجل الثاني الأستاذ محمد الليثي علي محمد، والذي بدأت علاقته بشاعرنا منذ الثلاثينات أيضاً ولازمه وكان يقرأ له أصول الأحاديث التي يقوم بأدائها في الإذاعة، ثم أتمَّ جَميلَه مع الشاعر بجمع قصائده المنشورة المتناثرة، وعرضها عليه قصيدة، قصيدة لاختيار ما يُنشر منها وما لا يُنشر، والتأكد والتدقيق في ذلك حتى تم ذلك بصدور ديوان وحي الإيمان..
ثم يذكر الجوهري بعض أقوال الأعلام في الصاوي منها:
قال عنه الدكتور غريب جمعة: (هو رجل كلماته التِّبْرُ، وبيانُهُ السحرُ، ونطقُه الإلهام، وحديثه الحكمة، وخياله السمو إلى أفق سماوي ملائكي...)
وقال عنه الدكتور عبد القدوس أبو صالح رئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية في معرض حديثه عن ترجمة الشيخ الصاوي شعلان لشعر إقبال: (لم ينجح أحد في ترجمة شعر إقبال إلي العربية ترجمة صادقة بكل ما في هذه الكلمة من معنى حتى يخيل إليك أنها نظمت في العربية أصلاً كما نجح الشيخ الصاوي شعلان، وإن قصيدته "حديث الروح" تساوي ديوان شعر كامل).
وقال فيه الشيخ أبو الحسن الندوي: (الأستاذ صاوي شعلان له شغف عظيم بالثقافة الإسلامية الهندية، يعرف الفارسية، ويحفظ لإقبال شيئاً كبيراً في ترجمة رسالته إلى الأمم الإسلامية التي تعرف بمثنوي "بس وجه بان كرد" أي "ماذا نصنع يا أمم الشرق (أقوام شرق)!؟ ولا شك أن هذه المنظومة رسالة جامعة وفكرة مركزية لإقبال، وقد جاء فيها بكل ما يريد أن يقول للأمم الإسلامية، وفق الله الأستاذ صاوي لترجمتها).
وقال الندوي أيضاً: (له قدرة على ترجمة الشعر مع أن ذلك من أصعب الأشياء، ومِثْلُ الأستاذ الصاوي شعلان يستحق أن تستعين به الحكومة والمجامع العلمية على الأقل في نشر فكر إقبال في العالم العربي الذي يَعرف طاغور الشاعر الهندي أحسن مما يعرف إقبالاً). (3)
ومن أقوال الأعلام فيه أيضاً:
قال عنه الدكتور أسامة الأزهري: (إن الصاوي شعلان يسمى بالآلة الحاسبة البشرية، وكان أعجوبة، ومن ثمرات هذا العالم الأزهري ولنشاطه في الترجمة كان يلقب بـ«هيلين كيلر الشرق»، موضحا أنه من أسّس لجنة لكتابة القرآن الكريم بلغة برايل، وشكل لجنة فيها عدد من العلماء في سبيل إنجاز المصحف بطريقة برايل). (4)
قال عنه العلامة حسين مجيب المصري: (كان آية من آيات الله في دقة الفهم والذكاء، والمقدرة على إتقان اللغات، وروعة الترجمة، في ثوب عربي مبين) (5)
وقال عنه عبد الوهاب عزام: (الذي قرأ شعر إقبال بالأردية، وعانى ترجمة الشعر نظماً، يعجب كل الإعجاب بمقدرة المترجم). (5)
وقال الشيخ أحمد الشرباصي: (الشيخ الصاوي شعلان يعد مثلا من أمثلة نبوغ المكفوفين) (7)
1 ــ كربلاء بين شعراء الشعوب الإسلامية لحسين مجيب المصري ص 175 ــ الفصل الثاني ــ كربلاء في الشعر العربي الحديث / مدونة الروائية المصرية زهرة يسري بتاريخ 27 / 9 / 2009
2 ــ الصاوي شعلان، الأعمى الذي رأى كل شيء ــ مقال لصلاح حسن رشيد / مجلة الألوكة الثقافية / المجلس العلمي بتاريخ 5 / 12 / 2013
3 ــ العلامة الشاعر الشيخ الصاوي علي شعلان نابغة الشرق وشاعر القيثارة الإيمانية، مجلة رابطة الأدب الإسلامي العالمية العدد 107
4 ــ جريدة القاهرة بتاريخ 17 / 2 / 2022
5 ــ الصاوي شعلان، الأعمى الذي رأى كل شيء ــ مقال لصلاح حسن رشيد / موقع الألوكة المجلس العلمي بتاريخ 5 / 12 / 2013
6 ــ نفس المصدر
7 ــ في صحبة المكفوفين مقال في مجلة الألوكة الثقافية / المجلس العلمي بتاريخ 3 / 3 / 2013
كما ترجم له وكتب عنه:
١_ فريد إبراهيم ــ الصاوي شعلان: ناقل المسك... ومحقق حلم إقبال.
٢_ الباحث علي عامر ــ الصاوي شعلان.. شاعراً ــ كلية اللغة العربية - بنين ( القاهرة ) 1988
٣_ كامل سلمان الجبوري / معجم الشعراء من العصر الجاهلي إلى سنة 2002م ج 2 ص 452
٤_ محمد خير رمضان يوسف / تتمة الأعلام ج 2 ص 287
٥_ محمد خير رمضان يوسف / معجم المؤلفين المعاصرين في آثارهم المخطوطة والمفقودة وما طبع منها أو حقق ص 281
٦_ الدكتور غريب جمعة ــ الصاوي شعلان: الضرير العبقري – أعجوبة الشرق
٧_ الدكتور خالد محمد عبده ــ الشيخ الصاوي شعلان.. رائداً للترجمات الصوفية.
٨_ الموسوعة التاريخية الحرة.
وسوم: العدد 1062