العالم المجاهد الداعية الدكتور محمد رشاد البيومي والكتابة على جدران الزمن
(1935م – معاصر)
هو العالم المجاهد الداعية الدكتور "محمد رشاد البيومي" مربي الأجيال في مصر، وعضو مكتب الإرشاد ونائب المرشد في الجماعة.
مولده، نشأته:
ولد الدكتور رشاد محمد علي البيومي في قرية الحديدات الغربية محافظة سوهاج في مصر، حيث زف إلى والده مولد ابنه يوم الاثنين 7 ربيع الثاني 1354 هـ الموافق 8 يوليو 1935م.
الدراسة، والتكوين:
التحق بمراحل التعليم المختلفة حتى نزح من بلدته إلى القاهرة؛ ليلتحق بقسم الجيولوجيا بكلية العلوم جامعة القاهرة عام 1951م.
وقبل ذلك كان قد تعرف على جماعة الإخوان المسلمين، وأثناء الدراسة تولى البيومي مسئولية الطلاب بكلية العلوم في أوائل 1954م، وتوقف عن الدراسة بعد اعتقاله عام 1954م حتى 1971م.
ثم عاد للكلية مرة أخرى في 5/1/1972م، بعد أن أُفرج عنه عام 1972م، وسجل بالفرقة الثانية، وتخرج معيدًا بالكلية عام 1974م.
أنهى رشاد البيومي رسالة الماجستير عام 1977م
وحصل على الدكتوراه عام 1980م، تحت إشراف مشترك بين جامعة القاهرة، وجامعة لندن إنتاريو بكندا.
حياته الأسرية:
تزوج الدكتور رشاد البيومي من أخت الأخ حسن عبد المنعم، والذي كان يرافقه في المعتقل، كما كانت لحماته دور كبير في الحركة الدعوية منذ أيام الإمام البنا.
رزق الدكتور رشاد البيومي بولد واحد، ويقطن الدكتور حالياً في مدينة 6 أكتوبر.
الوظائف، والمسؤوليات:
بعد أن أنهى د. رشاد بيومي رسالة الدكتوراه سافر لدولة الإمارات حيث قضى بها خمس، أشرف فيها على ثلاث رسائل دكتوراه ورسالة ماجستير، ونشر 12 بحثًا عن جيولوجية الإمارات, ثم تدخل وزير الداخلية الأسبق "زكي بدر" لإنهاء إعارته بعد أن رُقي أستاذًا مساعدًا في عام سنة 1986م.
عاد إلى جامعة القاهرة، وأشرف على 16 رسالة دكتوراه و14 رسالة ماجستير، ورُقي إلى درجة أستاذ 1992م, ثم أستاذًا متفرغًا في عام 1995م، ثم أستاذًا غير متفرغ منذ عام 2005م.
شغل موقع عضو الجمعية الجيولوجية المصرية، ووكيل أول نقابة العلميين منذ عام 1991م حتى الآن، كما أنه عضو الجمعية الجيولوجية الأمريكية.
شغل موقع عضو الجمعية الجيولوجية المصرية، ووكيل أول النقابة منذ عام 1991م حتى الآن.
عضو الجمعية الجيولوجية الأمريكية.
سافر إلى كندا وألمانيا في مهمات علمية.
شارك في العديد من المؤتمرات العلمية الدولية.
أثبت جماعة الإخوان المسلمين أنها جماعة تجمع بين أحضانها علماء هم ثقلهم فى الحياة العلمية والمحافل العالمية، ففي كل يوم تبرز شخصية جديدة تنبغ فى مجال علمي معين بل تتبوء مكانة علمية عالية، فنرى الدكتور يوسف القرضاوي والدكتور حسين الدين كمال والدكتور حمد خليفة، والدكتور محمد بديع، وأيضا الدكتور رشاد بيومي... وغيرهم الكثيرين.
رشاد البيومي وجماعة الإخوان المسلمين:
كانت محافظة سوهاج من المحافظات التي زارها الإمام البنا ونشر فيها منهج الإخوان وربى فيها كوادر دعوية، وفي هذه المحافظة تعرف رشاد البيومي على دعوة الإخوان، والتحق بشعبتها وذلك أثناء استعداد الإخوان للمشاركة في حرب فلسطين.
يقول الأستاذ صلاح الدين حسن:
في سوهاج وفي عام 1948 شهد الفتى رشاد البيومي الذي كان يبلغ من العمر ثلاثة عشر عاما مشهدا لم تره عينه من قبل.. حشود تتجه نحو شعبة لجماعة الإخوان المسلمين صائحين مكبرين مهللين يرتلون أهازيج الجهاد والعداء للصهاينة، ثم يسجلون أسماءهم للذهاب للجهاد في فلسطين..
كان من بين هؤلاء معلم البيومي الذي كان يحبه حبا شديدا، وكان اسمه محمد العدوي أحد كبار الإخوان في الدقهلية فيما بعد والذي ألقت به الأقدار حينها إلى سوهاج، وقد روى العدوي للفتى الصغير ما أحدثه الصهاينة في فلسطين من مذابح، وما يهدفون إليه من الاستيلاء على الأقصى وتدميره وبناء الهيكل مكانه، انتابت البيومي حالة من الغضب وولدت لديه رغبة في الانتقام، وزرع في وجدانه حب الإخوان، وتألم حينها لأنه لم يذهب مع طلائع المتطوعين الذين رفضوا انضمامه لصغر سنه.
ولم تمض أيام إلا ومدرس التربية الرياضية صلاح البنا يعلن سفره للمشاركة في حرب فلسطين، فحملوه على الأكتاف مودعين إلى محطة القطار، وهناك دوَّى الهتاف (الله أكبر ولله الحمد) فزاد ذلك من تمسكه بجماعة الإخوان المسلمين.
انتقل رشاد بيومي إلى القاهرة عام 1951م ليكمل دراسته فتعرف على الإخوان بجامعة القاهرة حيث كانت الأحداث ساخنة، وكانت حكومة الوفد قد أعلن النحاس باشا رئيس الوزراء في 8 أكتوبر من عام 1951م معاهدة 1936م من طرف واحد والتي كانت تكبل مصر بالأغلال.
وعرف الإخوان بشكل أفضل في فترة حرب فلسطين 1948م، وعمل معهم في الجامعة، وكان مسئولاً عن الإخوان في كلية العلوم مع بداية المحنة.. تمَّ اعتقاله، وحُكم عليه بالسجن عشر سنوات.
وانطلق شباب الإخوان في معركة شرسة ضد المحتل الانجليزي، وهي معركة القنال حيث شارك فيها عدد كبير من الإخوان المسلمين أمثال عبد الرحمن البنان، والمجاهد حسن دوح، وأبو الفتوح عفيفي، ومحمد مهدي عاكف.
كما شارك رشاد البيومي في هذه الحرب، وبعد انتهاء الحرب واندلاع ثورة 1952م تولى رشاد البيومي مسئولية طلبة الإخوان في كلية العلوم اوائل عام 1954م، حتى اعتقل والذي ظل خلف القضبان حتى عام 1972م وبعد خروجه وحصوله على الدكتوراه سافر لألمانيا ليكون بجانب الأستاذ مصطفى مشهور.
ثم تحول إلى الإمارات ليتولى مسئولية الإخوان هناك، ثم عاد إلى القاهرة عام 1989م.
اُختير عام 1995م عضوًا بمكتب الإرشاد إلى أن تمَّ القبض عليه على ذمة قضية عسكرية عام 1996م, وحُكم عليه بالبراءة بعد أن قضى أربعة شهور ونصف.
ثم اعتقل عام 2002م, وقضى به شهرين ونصف الشهر.
المحنة:
انتقل رشاد البيومي للقاهرة لتكملة دراسته، وشارك في حرب القنال عام 1951م، وتولى مسئولية الإخوان في كلية العلوم حتى وقعت حادثة المنشية في 26 أكتوبر 1954م، فقبض عليه، وألقى به وراء أسوار السجن الحربي..
عذب تعذيبا قال عنه: "لا يتحمله بشر"، لكنه رغم صغر سنه لم يتراجع ولم يخضع للضغوط التي طالبته بأن يكتب ولو كلمة تؤيد الثورة والرئيس عبد الناصر، واقتدى في ذلك بمن كان مغرما بهم، وهم (كمال السنانيري، وأحمد شريت، ومصطفي مشهور)، حكمت عليه المحكمة بعشرة سنوات، مكث بعضها في ليمان طرة ثم رحل قبل مذبحة طرة مع إخوانه أصحاب الأحكام بسنوات طويلة إلى سجن الواحات وقضى به فترة وأيضا سجن أسيوط حيث قضى به فترة، وايضا سجن المحاريق.
خرج البيومي عام 1965 ومكث خارج السجن 24 يوما فقط، ثم عاد إليه مرة أخرى وظل به حتى عام 1972م.
كانت له رحلة اخرى مع السجون ففي عام 1996م قُبض عليه على ذمة القضية العسكرية المعروفة بقضية حزب الوسط, وحُكم عليه بالبراءة بعد أن قضى أربعة شهور ونصف داخل المعتقل، ثم اعتُقل عام 2002م, وقضى شهرين ونصف الشهر، ثم اعتُقل مرة أخرى عام 2006م لمدة 5 أشهر.
وظل عضوا بمكتب الإرشاد حتى جرت الانتخابات الأخيرة والتي تم اختياره ضمن الأعضاء.
وبعد اختيار الدكتور محمد بديع مرشداً عام لجماعة الإخوان المسلمين اختار الدكتور رشاد البيومي والدكتور محمود عزت والأستاذ جمعة أمين عبد العزيز، والمهندس خيرت الشاطر نوابا للمرشد العام وذلك يوم الأربعاء 12 من صفر 1431هـ الموافق 27 يناير 2010م.
د. رشاد البيومي : نشاطات الزلازل تهددنا:
أجرى الحوار- عبد المعز محمد، شارك فيه- محمد سعيد:
- الغردقة وشرم الشيخ وسفاجا وجدة.. مهدَّدة بزلازل مدمرة
- السيول نعمة ربانية ولكن حكوماتنا لا تعرف استغلالها
- هناك فالق مائل كامن تحت القاهرة يُحتمل نشاطه في أي لحظة
- أسوان تتعرَّض لزلازل يومية بسبب بحيرة ناصر
- تحذيرات غرق الدلتا حقيقة ولا بد من إستراتيجية للإنقاذ
- مفاعل ديمونة يمثل خطرًا كبيرًا على العريش ورفح
حالة من الرعب والفزع اجتاحت العالم مع تصاعد وتيرة مخاطر الكوارث الطبيعية التي تضرب بلدان العالم من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب، فمع الجهود المبذولة لخفض نسبة الغازات المنبعثة من الدول الصناعية وتسببها في ظاهرة الاحتباس الحراري أصبح الوضع البيئي والإنساني على المحك.
وجاءت كارثتا هاييتي والسيول في مصر لتزيد من المخاطر التي يستشعرها الناس، فزلزال هاييتي راح ضحيته أكثر 120 ألف قتيل وأكثر من 250 ألف جريح، فضلاً عن تدمير البنية التحتية، وتسببت السيول في سيناء وأسوان في مقتل وإصابة العشرات واختفاء قرى بأكملها وتحولها إلى برك مياه في ظل عجز حكومي فاضح في التعاطي مع الكارثة.
(إخوان أون لاين) حاور الدكتور رشاد البيومي أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة ووكيل نقابة العلميين، وعضو الجمعية المصرية الجيولوجية المصرية، وعضو الجمعية الجيولوجية الأمريكية، وعضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين ؛ حول أسباب تلك الكوارث المتلاحقة، وأين تقع المنطقة العربية منها، ومدى تأثيرها، وكيفية التعامل معها، وحول خطورة تآكل الشواطئ واختفاء الدلتا واحتمالية تعرض القاهرة ومدن مصرية وعربية لخطر الزلازل؛ فإلى نص الحوار:
* كيف ترى القصور الحكومي الشديد الذي كشفت عنه كارثة السيول الأخيرة التي اجتاحات سيناء وأسوان، وعدم الاستفادة منها؟
السيول نعمة ربانية وللأسف يتم التعامل معها بشكل سيئ للغاية، وما حدث من عمل إنشاءات في مجرى السيل هو جريمة، فمخرات السيول وخاصة في المناطق المنكوبة معروفة ومحددة، والتعامل معها بهذا الشكل يعد فسادًا يجب محاسبة المسئولين عنه.
* وكيف يمكن الاستفادة من السيول وتحويلها من ضرر إلى منفعة عامة؟
بشكل مبسط لا يحتاج إلى تعقيد، يأتي ذلك من خلال بناء سدود وخزانات على الوديان ومخرات السيول تتم الاستفادة منها في الزراعة لنفع الناس، خاصة أن تلك المناطق التي تحدث بها السيول مناطق قاحلة يندر فيها المطر كما هو الحال في وادي العريش ووادي قنا.
كارثة هاييتي:
آلاف الضحايا سقطوا في الزلزال المدمر بهاييتي
* في نفس الوقت الذي ضربت فيه السيول كلاًّ من سيناء وأسوان، ضرب هاييتي التي تقع على المحيط الأطلنطي زلزال راح ضحيته أكثر من 120 ألف قتيل وأكثر من 250 ألف جريح.. فما الأسباب العلمية التي تقف وراء هذا الزلزال؟
هاييتي جزيرة بركانية نشأت نتيجة نشاط بركاني تحت القشرة الأرضية، وغالبًا ما يحدث ذلك في تلك المناطق وخاصة منطقة البحر الكاريبي الذي يشهد بين الحين والآخر نوعًا من النشاط الزلزالي والبركاني، ينتج عن ذلك ظهور صخور بركانية من قاع المحيط شكلت عبر آلاف السنين "هاييتي"، وتسمى تلك المناطق بـ"بلوم" الزهرة، لأنها دائمًا تكون غير مستقرة على الإطلاق، وبحسب نظرية الألواح المتحركة، فإن المحيط الأطلنطي ينفرج من 1 سم إلى 1.7 سم كل عام من خلال قياسات علمية محددة، وأن تلك الطفوح البركانية الموجودة في قاع المحيط نتيجة النشاط البركاني، يكون من المتوقع ونتيجة الحركة الدائمة تحت الضغط الكامن داخل الصخور من المتوقع أن يحدث زيادة في الضغط الداخلي مما ينتج عنه الزلزال أو البركان، وهو ما شاهدناه في هاييتي، فالزلزال وصل إلى 8 ريختر، وهو ضخم جدًّا ومدمر فضلاً عن توابعه التي تحدث دمارًا كبيرًا هي الأخرى.
* في الآونة الأخيرة وبخاصة عند حدوث زلازل في بلاد تطل على المحيطات يتوقع البعض حدوث ما يسمى بتسونامي.. فما الحقيقة العلمية لذلك أيضًا؟
هناك مجموعات من الزلازل أكثرها خطورة التي تصل إلى 9 ريختر لأنها عندئذ تكون مدمرة، فضلاً عن توابعها التي تبلغ 6 و7 و8 درجات بمقياس ريختر، وكما قلت لك إن تلك الزلازل نتيجة حركة صخرية داخل المحيطات، فيحدث ما يسمَّى بالتسونامي، وهو عبارة عن كمية كبيرة من المياه والأمواج تهاجم الشواطئ بأكبر من سعتها، فينتج من ذلك فيضانات كبيرة وغزو أمواج؛ ما يتسبَّب في دمار شاسع مثل ما شاهدناه منذ سنوات قليلة في جنوب شرق آسيا مخلفًا وراءه آلاف القتلى وعشرات البيوت المدمرة.
* مع التقدم العلمي الضخم لماذا لا توجد آلية تكنولوجية لتوقع حدوث الزلازل؟
بالفعل هناك أبحاث علمية كبيرة ومتقدمة للغاية في كثير من دول العالم، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية لقياس ذلك الضغط الكامن الذي يتسبَّب في حدوث الزلازل، بل إن بعض الأبحاث استعانت في أبحاثها ببعض أنواع الحيوانات التي لديها القدرة على استشعار الخطر، ولكن رغم ذلك يبقى العلم عاجزًا عن معرفة أو توقع متى وأين وكيف يقع الزلزال.
مدن عربية مهددة.
* ما أكثر الدول أو المناطق الذي يهددها هذا الخطر؟
الأكثر تعرضًا لهذا الخطر هي دول جنوب شرق آسيا، وخاصة ماليزيا وإندونيسيا وشبه القارة الهندية، وفي البحر المتوسط تركيا وقبرص، وفي البحر الأحمر المدن الساحلية وخاصة الغردقة وشرم الشيخ وسفاجا، والدول المواجهة للمحيطين الأطلنطي والهادي.
* وأين تقع المنطقة العربية من هذه النشاطات البركانية والزلزالية؟
المنطقة العربية وللأسف واقعة أمام خطر هي الأخرى، وإن كان ذلك بشكل مختلف أو أقل ضررًا، فهناك مناطق بها نشاط بركاني داخلي كالبحر الأحمر الذي ينفرج سنويًّا وبحسب القياسات العلمية من 1 سم إلى 1.5 سم سنويًّا، وينتج من ذلك طفوح بركانية تترسب على شاطئيه، وتسببت في حدوث زلازل في أوقات سابقة، وأتذكر أثناء حضوري مؤتمر في لندن أوائل الثمانينيات كانت هناك تحذيرات علمية للسعودية بعدم بناء مدن سكنية كبيرة على المدن الساحلية إلا على بُعد 100 ميل؛ لأن ذلك الانفراج في البحر الأحمر قد يؤثر بحركته النشطة في تلك المدن، كما أن هناك انكماشًا في البحر الأبيض الذي يضيق سنويًّا بنسب مختلفة، وكذلك هناك حركات نشطة تحت الجزيرة القبرصية حيث يوجد تحتها فالق نشط يتسبب في حدوث زلازل تتعرض له الدول العربية المطلة على البحر الأبيض.
مصر والزلازل
* هل معنى ذلك أن مصر بعيدة عن حزام الزلازل؟
مصر شهدت زلازل وعواصف وسيولاً بشكل متكرر
هذا كلام غير دقيق، ف القاهرة وكما هو معروف علميًّا موجود تحتها فالق كامن، من الممكن أن ينشط في أي لحظة، وأعتقد أن الدول التي تفكر بشكل صحيح تقوم ببناء المنازل وإنشاءاتها طبقًا لـ"كود الزلازل"؛ الأمر الذي يقلل من نسبة الخسائر البشرية والإنشائية في حال حدوث زلازل وهو ما لا نطبقه للأسف؛ ما يعرِّضنا لكارثة في حال حدوث نشاطات زلزالية، لا قدر الله.
* الأبحاث العلمية ذكرت أيضًا أن البحيرات الصناعية تشكل خطرًا على الدول التي تقع فيها.. فما مدى صحة ذلك؟
لا شك أن البحيرات الصناعية الكبرى تمثل خطرًا على الدول التي تقع فيها مما ينتج منها الكثير من الزلازل المدمرة، وبحسب المقولة العلمية الشهيرة "عندما تعمل بركة ينتج منها بالتأكيد زلازل"، وهو الأمر الخطير الذي يتعرض له العديد من أهالي أسوان نتيجة بحيرة ناصر خلف السد العالي؛ لأن هذه البحيرة أدت لوجود خلل في طبقات الأرض بعكس البحيرات الطبيعية، وهذا الخلل تعبر عنه الأرض بزلازل، وهناك بعض الأماكن بأسوان خلف السد تتعرَّض لما بين 3 إلى 4 زلازل أسبوعيًّا، إلا أن الله سبحانه وتعالى كان رءوفًا بنا بوجود فالق الكلابشة الموجود في تلك المنطقة؛ لأنه يمتص المياه من البحيرة ويخفف من حدة تلك الزلازل المتتابعة.
ولعلنا نتذكر زلازل العام 92 والذي تسبب فيه الإهمال بتصريف مياه الصرف الصحي في مفيض الريان فنتج منه بركة ضخمة تفاعلت مع القشرة الأرضية فكان ما كان.
ملاعب الجولف:
* وهل هناك تأثير للبحيرات الصناعية في القرى والمدن عالية الرفاهية وكذلك ملاعب الجولف التي غزت مصر.. هل من الممكن أن يؤدي ذلك إلى كارثة؟
علميًّا هذه البحيرات صغيرة الحجم لا تشكل خطرًا ولكن مع انتشارها وقربها من بعضها البعض قد تسبب كارثة، لأن فكرة إنشاء بحيرة قائمة على إحلال المياه بكثافتها العالية محل القشرة الطينية خطر جدًّا، وهو الأمر الذي يسبب خللاً كبيرًا وينتج عنه زلازل وتشققات وتصدعات أرضية.
* وما الإجراءات التي يجب أن تتخذها الدولة لإنقاذ ذلك الوضع الخطير؟
من أهم الأشياء هو تفعيل نظام كود الزلازل، فهناك أكواد معينة كل واحد منها خاص بحجم وطبيعة الخطر الذي تواجهه، والتي يجب الأخذ بها في الإنشاءات بحيث يكون التصميم والارتفاعات والمواد التي يتم البناء بها مناسبة لطبيعة القشرة الأرضية ولكود الزلازل التابع له، بحيث تأخذ تلك المباني الأمواج الزلزالية بشكل مرن دون خطورة على الأرواح البشرية، حتى لا يحدث ما حدث في زلازل العام 1992 الذي كانت قوته 4.5 درجات بمقياس ريختر فقط ولكنه تسبَّب في كارثة إنسانية رغم ضعفه.
* هناك كارثة أخرى حذَّر منها العلماء وهو غرق الدلتا نتيجة الاحتباس الحراري، وهو ما قابلته آراء أخرى قلَّلت من هذا الخطر، فما حقيقة الوضع في هذه المنطقة؟
للأسف تلك التحذيرات صحيحة وواقعية، وهناك عاملان أساسيان يمثلان منطلقين للخطورة؛ الأول: التغيرات التي تحدث في المناخ وارتفاع درجة الحرارة مع تزايد انبعاث العديد من الغازات، وذوبان القطبين الشمالي والجنوبي؛ الأمر الذي يزيد من مستوى البحار والمحيطات، والثاني هو السدُّ العالي، فالسدُّ وما له مكانة كبيرة وتأثير ضخم إلا أنه أصبح طرفًا أصيلاً في تلك الأزمة.
* كيف؟
السد العالي وعلى مدار تاريخه الذي قارب الخمسين عامًا يقوم بحجز فتات الصخور المحملة مع مياه النيل التي كانت تترسَّب على جانبي النهر، وخاصةً في منطقة الدلتا، وكانت تلك الصخور المفتتة يطلق عليها "الغريان" تعمل على تجديد التربة، وهو الأمر الذي حرمها منه السد العالي، فأصبحت الأرض- وكما يقال في العامية المصرية- "مطبلة وملحت"، فضلاً عن المواد الأخرى التي كان يسببها طرح مياه النيل في البحر، وعلى شاطئ المتوسط والتي كانت تختلط بالرمال فينتج منها الرمال السوداء، والتي يُستخرج منها عددٌ من المواد المشعة والذهب.
* وهل تلك الكارثة تسير بخطى سريعة أم أنها ستكون بعد عشرات السنين؟
للأسف تسير بخطى سريعة للغاية، ولعل المصطافين الذي يذهبون إلى مصايف بلطيم وجمصة يشاهدون تسارع تآكل الشوطئ فكل عام يتآكل تقريبًا أكثر من 3 أمتار.
* وما الجهود التي يجب أن تُبذل لتدارك تلك الكارثة؟
هناك من يدعو إلى عمل مصدَّات على الشواطئ لإنقاذها، ورغم فاعلية تلك المصدات فإنها مكلفة للغاية، والمطلوب على وجه السرعة وضع إستراتيجية عاجلة من الدولة والجهات البحثية لتدارك الأمر وإنقاذ الموقف.
مفاعل ديمونة:
* هناك تقارير علمية حذرت من خطورة المفاعلات الصهيونية القريبة من الأراضي المصرية وخاصة مفاعل ديمونة، وحذَّرت بعض هذه التقارير من حدوث زلازل قوية قد تضرب مصر.. فهل هذه التحذيرات حقيقية أم أن لها بعدًا سياسيًّا؟
هذا خطر حقيقي فعلاً وطبقًا لتقرير أعده علماء الجيولوجيا بهيئة الطاقة الذرية منذ عدة سنوات فإنهم قد حذَّروا من تعرُّض مصر لزلزال مدمر، يفوق 6 درجات بمقياس ريختر؛ بسبب الأنشطة النووية التي يمارسها الكيان الصهيوني في صحراء النقب، ومن الناحية العلمية فإن كثرة التجارب الصهيونية في ديمونة تؤدي إلى احتمال انفجاره إثر انشقاقه في السنوات الأخيرة؛ ما أثَّر سلبًا في وضع القشرة الأرضية في محيط المفاعل وفي محيط المنطقة العربية المحيطة بالأراضي المحتلة خاصة مصر؛ لأن المفاعل يقع في صحراء النقب على الحدود المصرية.
وللأسف الشديد وطبقًا لشهادة معدِّي التقرير فإن الحكومة الأمريكية أمرت مراكزها العلمية بالتكتم على الأبحاث التي أثبتت أن قشرة وادي الصدع الكبير والتي تمر بمصر قادمةٌ من بحيرة تنجانيقا حتى جبال لبنان قد تأثرت بشدَّة، وخاصةً في الجزء الذي يدخل خليج العقبة، وبالتأكيد فإن أكثر المناطق المصرية تعرضًا لهذا الخطر هي منطقة العريش ورفح.
المصدر
مقال:د. رشاد البيومي: نشاطات الزلازل تهددنا إخوان أون لاين
وجاء في صحيفة الاستقلال:
رشاد البيومي.. أكاديمي مصري سجنه عبدالناصر ويقتله السيسي بالإهمال
منذ 2021/03/09م.
منظمات حقوقية حذرت مما يتعرض له رشاد البيومي وزملاءه من إهمالٍ طبي في ظل الانتشار المستمر لفيروس كورونا.
فور إعلان الانقلاب العسكري في مصر 3 يوليو/ تموز 2013، شنت أجهزة الأمن حملة اعتقالات بحق قيادات جماعة الإخوان المسلمين، وعلى رأسهم أعضاء مكتب الإرشاد، ومن بينهم الدكتور رشاد البيومي (86 عاما) نائب المرشد العام للجماعة.
مطلع مارس/آذار 2021، وجهت مؤسسة "عدالة لحقوق الإنسان" ومركز "الشهاب لحقوق الإنسان" (مصريتان) نداء عاجلا إلى المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة.
النداء طالب المفوضية الأممية باتخاذ كافة الإجراءات القانونية لإلزام حكومة نظام عبد الفتاح السيسي باحترام الحق في الحياة للسجناء ووقف كافة الانتهاكات الجسيمة داخل السجون، خاصة الحرمان من الرعاية الصحية والطبية اللائقة للسجناء السياسيين.
وطالبت المنظمتان، على وجه التحديد، بتحقيق عادل وشفاف حول حالة محمد رشاد البيومي، وما يتعرض له من إهمال طبي مُتعمَّد، قامت على إثره السلطات المصرية بتحويله إلى أحد المستشفيات الحكومية، نتيجة تفاقم حالته.
كما حذرت المنظمتان مما يتعرض له الكثير من السجناء السياسيين من إهمال طبي في ظل الانتشار المستمر لفيروس كورونا، وما يُشكله من حالة طارئة تتطلب المزيد من اتخاذ التدابير اللازمة في مثل تلك الحالات.
على مدار نحو 8 سنوات تعرض خلالها أستاذ الجيولوجيا بكلية العلوم جامعة القاهرة للتنكيل، وتدهورت حالته الصحية داخل سجن العقرب شديد الحراسة وسيء السمعة، في ظل مخاوف من أن يلقى البيومي نفس مصير قادة ورموز الجماعة الذين لقوا حتفهم داخل السجن وعلى رأسهم الرئيس الراحل محمد مرسي، والأستاذ محمد مهدي عاكف مرشد الجماعة السابق.
"معركة القنال"
في 8 يوليو/ تموز 1935، ولد رشاد محمد علي البيومي، في قرية الحريزات الغربية، مركز المنشاة، بمحافظة سوهاج جنوبي مصر، وفيها التحق بمراحل التعليم المختلفة من الابتدائية إلى الثانوية، وأبدى تفوقا ملحوظا بين أقرانه.
تعرف البيومي على دعوة الإخوان المسلمين في مقتبل عمره (13 عاما)، حيث التحق بشعبة سوهاج، أثناء استعدادهم للمشاركة في حرب فلسطين عام 1948.
وقتها، هاله مشهد حشود المتطوعين من الجماعة وهم يتزاحمون على تسجيل أسمائهم في كشوف المجاهدين، وتعرف البيومي على أحد كوادر الإخوان محمد العدوي، الذي غرس في الفتى رشاد تعلقه بقضايا الأمة الإسلامية وعلى رأسها قضية فلسطين.
العدوي روى للبيومي ما اقترفته العصابات الصهيونية من مجازر ومذابح بحق الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة، وحاول حينها البيومي أن يلتحق بمتطوعي الإخوان، لكن حداثة سنه حالت بينه وبين مراده.
ومع ذلك استمرت أفكار التحرر من الاحتلال والاستبداد راسخة في نفس البيومي، وترجم ذلك عمليا عندما شارك في "معركة القنال" ضد الاحتلال الإنجليزي لمصر عام 1951، رفقة محمد مهدي عاكف، وحسن دوح، وعبد الرحمن البنان.
اندلعت المعركة عقب إلغاء رئيس وزراء مصر آنذاك مصطفى النحاس باشا، معاهدة 1936، من طرف واحد باعتبارها معاهدة إخضاع وإذلال، وانخرط شباب الإخوان في القتال على طول خط القناة.
ملامح قيادية:
في عام 1951، التحق البيومي بكلية العلوم جامعة القاهرة، قسم الجيولوجيا، وظهرت ملامحه القيادية عندما عينه الإخوان مسؤولا عن أنشطة الجماعة في الكلية.
أثناء الدراسة تعرض البيومي للاعتقال عقب حادثة المنشية عام 1954، وهي المرحلة التي عرفت تاريخيا في أدبيات جماعة الإخوان بـ(المحنة الأولى)، حيث قضى في سجون نظام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قرابة 18 عاما، تنقل خلالها في مختلف معتقلات الجمهورية.
مكث سنوات في ليمان طرة ثم رحل قبل "مذبحة طرة" الشهيرة عام 1957، إلى سجن الواحات وقضى به فترة، إلى أن تم ترحيله إلى سجن أسيوط، ثم سجن المحاريق بالوادي الجديد، وروى رشاد البيومي عن تعذيبه على يد عناصر الأمن قائلا: "لقيت تعذيبا لا يتحمله بشر".
لم يستكمل البيومي دراسته إلا بعد أن خرج من السجن عام 1972، عندما سجل بالفرقة الثانية، وتخرج من الجامعة بتفوق عام 1974، وتم تعيينه معيدا بقسم الجيولوجيا في كلية العلوم.
أنهى البيومي رسالة الماجستير عام 1977، وحصل بعدها على درجة الدكتوراه عام 1980، بإشراف مشترك بين جامعتي القاهرة و"لندن أونتاريو" بكندا.
بعد حصوله على الدكتوراه سافر إلى دولة الإمارات العربية، وقضى بها 5 سنوات، أشرف فيها على عدد من رسائل الدكتوراه والماجستير، ونشر 12 بحثا عن جيولوجية الإمارات.
أثناء وجوده بالإمارات نشط البيومي في مجال الدعوة، حتى تدخل وزير الداخلية المصري الراحل زكي بدر، المعروف بقسوته ضد الإسلاميين، وطالب بإنهاء إعارته بعد أن رقي أستاذا مساعدا.
عاد البيومي إلى جامعة القاهرة، وأشرف على 16 رسالة دكتوراه و14 رسالة ماجستير، ورُقي إلى درجة أستاذ عام 1992، ثم أستاذا متفرغا عام 1995، ثم أستاذا غير متفرغ منذ عام 2005.
شغل البيومي منصب عضو الجمعية الجيولوجية المصرية، ووكيل أول نقابة العلميين عام 1991، وأصبح عضوا بالجمعية الجيولوجية الأميركية، وسافر إلى كندا وألمانيا عدة مرات في مهام بحثية علمية، فضلا عن مشاركته في العديد من المؤتمرات الدولية المتعلقة بمجال الجيولوجيا.
وبسبب نشاطه الدعوي داخل الجماعة كانت له رحلة أخرى مع السجون عام 1996، إذ قُبض عليه على ذمة القضية العسكرية المعروفة بتأسيس "حزب الوسط"، وقضى 4 أشهر داخل المعتقل، ثم اعتُقل عام 2002، وقضى شهرين ثم اعتُقل مرة أخرى عام 2006، لمدة 5 أشهر.
مسيرة دعوية:
مطلع الثمانينيات من القرن الماضي انتقل البيومي بين الإمارات وألمانيا لمشاركة المرشد العام للجماعة الأستاذ مصطفى مشهور، تأسيس المركز الإسلامي بألمانيا، وفي عام 1989، تولى مسؤولية قسم الطلبة بجماعة الإخوان، إلى أن تم اختياره عضوا بمكتب الإرشاد منذ عام 1995.
في 27 يناير/ كانون الثاني 2010، بعد اختيار الدكتور محمد بديع، مرشدا للجماعة، تم تعيين البيومي، والدكتور محمود عزت (معتقل)، والأستاذ الراحل جمعة أمين والمهندس خيرت الشاطر (معتقل)، كنواب للمرشد العام.
مع اندلاع ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، انخرطت جماعة الإخوان في الثورة، حيث شارك ودعم البيومي الثورة في طليعتها، وفي 23 يوليو/ تموز 2011، تحدث البيومي بوضوح عن علاقة الإخوان بالمجلس العسكري الحاكم للبلاد آنذاك.
البيومي قال: "القبول بالمؤسسة العسكرية كان البديل للفراغ وكلاهما أمران أحلاهما مر، ولم يكن هناك خيار غير هذا، لا سيما وأن (الرئيس الراحل) حسني مبارك لم يكن وحتى آخر لحظة يريد أن يتنحي، فكانت الظروف تحتم وجود أي سلطة تستطيع أن تقوم بهذا العمل في هذه الفترة الانتقالية".
وأضاف: "لكن أؤكد على أن الشعب أبلغ رسالته للعسكر وهو أنه لن يرضى بحكم عسكري إلى الأبد".
وحينما سُئل البيومي عن شباب الإخوان، قال: "هؤلاء الشباب ما كان لهم أن ينضموا لصفوف الإخوان إلا بعد قناعة كاملة وتفكير عميق سيما وأن هناك أهوالا تقابلهم، وتهديدات بقطع أرزاقهم وإعاقة مسيرتهم الحياتية أو العلمية أو الدراسية. ولو كان الأمر على هذا النحو لما تمكنت الجماعة من المضي قدما عبر مراحلها الطويلة وحتى الساعة".
المصادر:
1 _ الدكتور رشاد البيومي ... والكتابة على جدران الزمن
2 _ د. رشاد البيومي.. البروفيسور المجاهد تلميذ سيد قطب.
صحيفة الاستقلال
د. رشاد البيومي.. البروفيسور المجاهد تلميذ سيد قطب
وكتب الأستاذ أحمدي البنهاوي
لم أجد صورة واحدة للدكتور رشاد البيومي، 85 عاما، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، وهو خلف القضبان سواء أمام المحكمة أو في غيرها، فبروفيسور الجيولوجيا الممنوع من الرعاية الطبية بمحبسه بسجن العقرب أصيب في 10 يونيو بذبحة صدرية أسقطته في قاعة محكمة العسكر فقرر قضاته تأجيل محاكمته بجانب الدكتور محمد مرسي و25 آخرين من جماعة الإخوان عن واحدة من هزليات القضاء الشامخ، فطالب النشطاء وتلامذته بوقف إهماله طبيا واطلقوا اليوم الجمعة هاشتاج #الحياة_للبيومي.
فمدرب رياضة الجودو في بعض الأندية وحائز على حزام أسود في اللعبة الدكتور رشاد البيومي كان آخر مشاهدة له في 3 يوليو 2013، قبل أن يتم توقيفه مساء نفس اليوم مع رئيس حزب الحرية والعدالة د. سعد الكتاتني، وهو من عاش حياته شابا في جنبات سجون عبدالناصر بصحبة شهيد الظلال سيد قطب.
تاريخ علمي:
ولد الدكتور رشاد محمد علي البيومي، الأستاذ غير متفرغ بكلية العلوم جامعة القاهرة، في 8 يوليو 1935م، بقرية الحديدات الغربية – سوهاج، وهو متزوج وله ولد واحد، ويقيم بمدينة 6 أكتوبر.
التحق بكلية العلوم جامعة القاهرة- قسم الجيولوجيا عام 1951م، ثم عاد للالتحاق بالكلية في 5/1/1972م، بعد أن أُفرج عنه عام 1972م، وسجل بالفرقة الثانية، وتخرج معيدًا بالكلية عام 1974م.
وأنهى رسالة الماجستير عام 1977م، وحصل على الدكتوراه عام 1980م، تحت إشراف مشترك بين جامعة القاهرة وجامعة لندن إنتاريو بكندا.
قضى “البيومي” خمس سنوات في الإمارات، أشرف فيها على ثلاث رسائل دكتوراه ورسالة ماجستير، ونشر 12 بحثًا عن جيولوجية الإمارات، ثم تدخل وزير الداخلية الأسبق “زكي بدر” لإنهاء إعارته بعد أن رُقي أستاذًا مساعدًا عام 1986م.
ومع عودته إلى جامعة القاهرة، أشرف على 16 رسالة دكتوراه و14 رسالة ماجستير، ورُقي إلى درجة أستاذ 1992م، ثم أستاذًا متفرغًا عام 1995م، ثم أستاذًا غير متفرغ منذ عام 2005م.
وفي جمعيات علمية، شغل موقع عضو الجمعية الجيولوجية المصرية، ووكيل أول نقابة العلميين منذ عام 1991م حتى الآن، وعضو الجمعية الجيولوجية الأمريكية، وسافر إلى كندا وألمانيا في مهمات علمية، فضلا عن مشاركته في العديد من المؤتمرات العلمية الدولية.
دعوة الإخوان:
وللدعوة مع الدكتور البيومي تاريخ، عرف الإخوان فترة حرب فلسطين 1948م، وعمل معهم في الجامعة، وكان مسئولاً عن الإخوان في كلية العلوم ثم الجامعة مع بداية محنة 1954م.
ثم اختير عام 1995م عضوًا بمكتب الإرشاد، وأشرف على المكتب الإداري بمحافظة الجيزة، حتى اختير عضوًا بمكتب الإرشاد، وبعد عودته من الإمارات كان مسئولاً عن قسم الطلاب ثم المهنيين، كما كان مسئولاً عن الإخوان المسلمين في دولة الإمارات أثناء وجوده هناك فترة الثمانينات.
أصحاب المؤبدات:
وأصاب السجن فارسنا النبيل، باعتقالات عديدة حيث دخل السجن الحربي عام 1954م بعدما وقعت حادثة المنشية، حتى أوائل عام 1971م، وأُفرج عنه لمدة 24 يومًا، ثم أُعيد اعتقاله حتى أوائل عام 1972م.
عذب تعذيبا قال عنه: “لا يتحمله بشر”، لكنه رغم صغر سنه لم يتراجع ولم يخضع للضغوط التي طالبته بأن يكتب ولو كلمة تؤيد الثورة والرئيس عبد الناصر، واقتدى في ذلك بمن كان مغرما بهم، وهم (كمال السنانيري، وأحمد شريت، ومصطفي مشهور)، حكمت عليه المحكمة بعشر سنوات، مكث بعضها في ليمان طرة ثم رحل قبل مذبحة طرة مع إخوانه أصحاب الأحكام بسنوات طويلة إلى سجن الواحات وقضى به فترة وأيضا سجن أسيوط حيث قضى به فترة، وايضا سجن المحاريق.
وقُبض عليه على ذمة القضية العسكرية عام 1996م، وحُكم عليه بالبراءة بعد أن قضى أربعة شهور ونصف.
واعتُقل عام 2002م، وقضى شهرين ونصف الشهر، واعتُقل عام 2006م لمدة 5 أشهر ونصف الشهر.
مطالبات بالحرية لأستاذ الجيولوجيا الدكتور “رشاد البيومي والكاتب الصحفي “توقيق غانم “
طالبت منظمة نحن نسجل الحقوقية بالإفراج عن أستاذ الجيولوجيا الدكتور "رشاد محمد علي البيومي "والبالغ من العمر 86 عاما والذي يقبع داخل سجن ملحق مزرعة طرة منذ 9 سنوات عقب اعتقاله كونه أحد أعضاء مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين.
وذكرت أن "البيومي" يعد أكبر سجين سياسي قيد الاحتجاز في مصر الآن من حيث السن و مدة الاعتقال ، ويواجه أحكاما بالسجن والإعدام في قضية أحداث مكتب الإرشاد و قضية سجن وادي النطرون ، وطالبت بالإفراج عنه نظرا لظروفه الصحية وكبر عمره.
وعلى مدار نحو 9 سنوات تعرض خلالها أستاذ الجيولوجيا بكلية العلوم جامعة القاهرة للتنكيل، وتدهورت حالته الصحية داخل سجن العقرب شديد الحراسة وسيء السمعة، في ظل مخاوف من أن يلقى البيومي نفس مصير قادة ورموز جماعة الإخوان المسلمين، الذين لقوا حتفهم داخل السجن وعلى رأسهم الرئيس الشهيد الدكتور محمد مرسي، والأستاذ محمد مهدي عاكف مرشد الجماعة السابق والدكتور عصام العريان .
وفي الرابع من يوليو 2013، ألقت قوات أمن الانقلاب العسكري القبض على د. رشاد بيومي نائب المرشد العام، بعد يوم واحد فقط من إعلان بيان الانقلاب، ثم خضع لمحاكمة جائرة بتهم ملفقة منها ، قتل المتظاهرين بمكتب الإرشاد والتحريض على مجزرة بين السرايات.
أما قضية "أحداث مكتب الإرشاد" التي قام فيها بلطجية موجهين من قبل العسكر والدولة العميق، بقتل 9 من الإخوان وإصابة 91 آخرين، فقد تم تداولها منذ 30 سبتمبر 2013 عندما تركت نيابة جنوب الجيزة الفاعلين الأصليين ، وأحالت قيادات من جماعة الإخوان بينهم د. رشاد البيومي والمرشد العام د. محمد بديع وم .خيرت الشاطر ود. سعد الكتاتني ود. محمد البلتاجي والدكتور الشهيد عصام العريان إلى محكمة الجنايات، وصدر أول حكم في مايو 2016 ضد المرشد العام وإخوانه، بالإعدام للبعض وبالسجن المؤبد والمشدد لآخرين.
وبعد نقض تلك الأحكام وإعادة المحاكمة في القضية، صدر الحكم في 5 ديسمبر 2018 بالمؤبد ، ثم جاء حكم محكمة النقض الصادر يوم الخميس 9 يوليو 2020 بتأييد السجن المؤبد لكل من مرشد جماعة الإخوان المسلمين محمد بديع، ونائبيه خيرت الشاطر ورشاد البيومي، والأعضاء في الجماعة محمود أبوزيد ومصطفى عبد العظيم وعبد الرحيم محمد، في القضية المعروفة إعلاميا بـ"أحداث مكتب الإرشاد"، ليعكس العديد من المفارقات التي تعكس طريقة إدارة النظام الانقلابي بواسطة القضاء لما تبقى من قضايا لقيادات الإخوان وإرادة التنكيل التي تعدت حدود ما كان يتصور بعضهم أنه عقاب أو تصفية حسابات أو ضغوط لزيادة كلفة استمرار الخصومة والمقاومة ، ورفع سقف شروط تجاوز عقبات الماضي الدموي، ليصبح الهدف الوحيد للتنكيل هو التصفية بلا حسيب ولا رقيب.
وفي هزلية "مجزرة بين السرايات" التي وقعت في 2 يوليو 2013م قبل يوم من إعلان الانقلاب، استجوبت نيابة جنوب الجيزة الدكتور رشاد بيومي، داخل غرفة مأمور سجن طرة في 5 يوليو 2013م، ووجهت له تهما ملفقة بقتل المتظاهرين والشروع في القتل، وأنكر علاقته بالواقعة، وقال إنه "رجل طاعن في السن ولم يظهر في المشهد منذ فترة، ولم يشارك في الفعاليات أو يدعو لتجمع المتظاهرين سواء في رابعة العدوية أو ميدان النهضة في الجيزة".
وفي مطلع مارس 2021، وجهت مؤسسة "عدالة لحقوق الإنسان" ومركز "الشهاب لحقوق الإنسان" نداء عاجلا إلى المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، باتخاذ كافة الإجراءات القانونية لإلزام حكومة الانقلاب باحترام الحق في الحياة للسجناء ووقف كافة الانتهاكات الجسيمة داخل السجون، خاصة الحرمان من الرعاية الصحية والطبية اللائقة للسجناء السياسيين.
وطالبت المنظمتان، على وجه التحديد، بتحقيق عادل وشفاف حول حالة الدكتور محمد رشاد البيومي، وما يتعرض له من إهمال طبي مُتعمد، قامت على إثره السلطات المصرية بتحويله إلى أحد المستشفيات الحكومية، نتيجة تفاقم حالته.
وما زال د. البيومي رهن الاعتقال في ظروف غير إنسانية، صابرا محتسبا رغم تقدم سنه، ليضرب مثالا حيا ودرسا للأجيال الجديدة والسائرين على طريق الدعوة في الصبر والاحتساب مع اليقين بوعد الله.
والدكتور رشاد محمد علي البيومى من مواليد محافظة سوهاج عام 1935م ، التحق بكلية العلوم جامعة القاهرة قسم الجيولوجيا في عام 1951م ، دخل السجن عام1954م حتى 1971م ، ثم عاد للالتحاق بالكلية في 5/1/1972م، وسجل بالفرقة الثانية، وتخرج معيدا بالكلية عام 1974م ، أنهى رسالة الماجستير عام1977م، وحصل على الدكتوراة عام 1980، تحت إشراف مشترك بين جامعة القاهرة وجامعة لندن إنثاريو بكندا.
وقضى خمس سنوات في الإمارات، أشرف فيها على ثلاث رسائل دكتوراة ورسالة ماجستير، ونشر 12 بحثا عن جيولوجية الإمارات، ثم تدخل وزير الداخلية الأسبق زكي بدر لإنهاء إعارته بعد أن رُقي أستاذا مساعدا في عام سنة 1986م ، عاد إلى جامعة القاهرة، وأشرف على 16 رسالة دكتوراة و12 رسالة ماجستير، ورُقي إلى درجة أستاذ 1992م, ثم أستاذا متفرغا في عام 1995م.
وعرف البيومي الإخوان خلال فترة حرب فلسطين 1948م، وعمل معهم في الجامعة، وكان مسئولا عن الإخوان في كلية العلوم مع بداية المحنة، تم اعتقاله وحُكم عليه بالسجن عشر سنوات.
واُختير عام 1995م عضوا بمكتب الإرشاد إلى أن تم القبض عليه على ذمة قضية عسكرية عام 1996م, وحُكم عليه بالبراءة بعد أن قضى أربعة شهور ونصف، ثم اعتُقل عام 2002م, وقضى به شهرين ونصف الشهر.
وشغل البيومي موقع عضو الجمعية الجيولوجية المصرية، ووكيل أول النقابة منذ عام 1991م وعضو الجمعية الجيولوجية الأمريكية ،سافر إلى كندا وألمانيا في مهمات علمية ، شارك في العديد من المؤتمرات العلمية الدولية.
مطالبت بالحرية ل"توفيق غانم" بعد عام على اعتقاله تعسفيا
بالتزامن مع مرور عام على اعتقال الصحفي " توفيق غانم " طالبت منظمة العفو الدولية السيسي قائد الانقلاب بالإفراج عنه ورفع الظلم الواقع عليه واحترام الحق في التعبير ، فالصحافة ليست جريمة .
وقالت المنظمة عبر حسابها على تويتر "في الذكرى السنوية الأولى لاحتجازه بسبب عمله الصحفي، طالب@AlsisiOfficial بالإفراج حالا عن توفيق غانم البالغ من العمر 67 عاما، ويعاني غانم من مشاكل صحية عديدة، لكن لم يتم نقله بعد إلى مستشفى خارج السجن لتلقي العلاج المناسب، وهو محتجز في ظروف قاسية.
وفي وقت سابق دانت 11 منظمة حقوقية استمرار حبس الصحفي توفيق غانم، وطالبت بالإفراج الفوري غير المشروط عنه ، والتوقف عن معاقبته نتيجة عمله الإعلامي والصحفي طوال السنوات الماضية، حتى وصل الأمر إلى حبسه بدون تهمة حقيقية.
وحملت المنظمات وزارة الداخلية بحكومة الانقلاب المسئولية الكاملة عن صحته وسلامته وشددت على ضرورة التوقف عن استهداف الصحفيين بشكل عام، والتوقف عن اعتقالهم من منازلهم أو أثناء ممارسة عملهم، وترك مساحة آمنة للصحفيين والإعلاميين للقيام بمهمتهم بشكل طبيعي دون خوف.
والكاتب الصحفي توفيق غانم، 67 عاما، هو المدير الإقليمي السابق لوكالة الأنباء التركية "الأناضول" وقد اعتقلته قوات أمن الانقلاب في 21 مايو من منزله بمدينة 6 أكتوبر.
وقال محاميه لـلجنة حماية الصحفيين إنه "بمجرد احتجازه، تم استجواب غانم حول عمله الصحفي وآرائه السياسية، كما تم استجوابه حول أساليب الأناضول في جمع الأخبار، وتغطيتها للسياسة المصرية خلال فترة عمله كمدير إقليمي".
وقالت عائلته لـهيومن رايتس ووتش إن "داخلية الانقلاب داهمت منزل "غانم" وصادرت اللاب توب الخاص به وهاتفه المحمول دون تقديم أمر قضائي".
وأضافت ، اختفى قسرا لمدة خمسة أيام دون أي اتصال بأسرته، ثم مَثَلَ أمام نيابة أمن الدولة في القاهرة في 26 مايو، عندما وُجهت إليه تهمة الانتماء إلى منظمة إرهابية، ومنذ ذلك الحين، تم احتجازه قبل المحاكمة، كما أكد محاميه.
وقال جو ستورك، نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في هيومن رايتس ووتش إن "اعتقال توفيق غانم واختفائه القسري في 21 مايو يُظهر أن حملة القمع التي تشنها مصر على الصحفيين مستمرة بلا هوادة، مشددا أنه على حكومة السيسي الإفراج فورا عن غانم وإنهاء هذا النمط من الاحتجاز التعسفي للأشخاص بسبب آرائهم".
رشاد البيومي.. العالم المجاهد مربي الأجيال:
عالم جليل من أعلام مصر، وأحد البارزين في علم الجيولوجيا، وممن لهم بصمة كبيرة في الحياة العلمية المصرية.
شهد له القاصي والداني بدماثة الخلق وعزة النفس والتفاني في خدمة الوطن، وكانت له رحلة كفاح فريدة تخللتها موجات من العسف بحقه بالاعتقال والتغييب في السجون، ورغم ذلك استكمل مشواره العلمي بصبر ودأب حتى نال أعلى الدرجات وأخذ موقعه اللائق به، أستاذا في كلية العلوم بجامعة القاهرة.
لم تلن لهذا العالم الشيخ الجليل قناة، رغم بلوغه الثالثة والثمانين من عمره، حيث يقبع (ديسمبر 2018م) في سجون انقلاب العسكر في مصر صابرا محتسبا فداء لدينه ودعوته.
إنه ابن صعيد مصر وفخر مصر كلها، الدكتور رشاد محمد علي البيومي، الذي ولد في قرية الحديدات الغربية محافظة سوهاج، يوم الاثنين 7 ربيع الثاني 1354 هـ، الموافق 8 يوليو 1935م.
رحلة كفاح علمي وعملي:
التحق د. رشاد البيومي بمراحل التعليم حتى نزح من بلدته إلى القاهرة ليلتحق بقسم الجيولوجيا بكلية العلوم جامعة القاهرة عام 1951م، وتوقف عن الدراسة بعد اعتقاله عام 1954م ثم عاد للكلية مرة أخرى في الخامس من يناير عام 1972م، بعد أن أُفرج عنه، وسجل بالفرقة الثانية، وتخرج ثم عين معيدًا بالكلية نفسها عام 1974م.
أنهى رسالة الماجستير عام 1977م، وحصل على الدكتوراه عام 1980م، تحت إشراف مشترك بين جامعة القاهرة وجامعة لندن إنتاريو بكندا.
بعد أن أنهى رسالة الدكتوراه سافر لدولة الإمارات حيث قضى بها خمس سنوات، أشرف فيها على ثلاث رسائل دكتوراه ورسالة ماجستير، ونشر 12 بحثًا عن جيولوجية الإمارات, ثم كان أن طلب وزير داخلية مصر الأسبق "زكي بدر" إنهاء إعارته بعد أن رُقي أستاذًا مساعدًا في عام 1986م.
عاد د. البيومي إلى جامعة القاهرة، وأشرف على 16 رسالة دكتوراه و14 رسالة ماجستير، ورُقِّي إلى درجة أستاذ عام 1992م, ثم أستاذًا متفرغًا في عام 1995م، ثم أستاذًا غير متفرغ منذ عام 2005م.
نشاط متميز في العمل العام:
تزوج الدكتور رشاد البيومي من أخت الأستاذ حسن عبد المنعم الذي كان يرافقه في المعتقل، وكان لوالدة الأخير (حماة د. البيومي) دور كبير في الحركة الدعوية منذ الإمام البنا رحمه الله، ورزق د. رشاد بابن وحيد هو عمر.
وكان من نشاطاته العامة وعمله المجتمعي، أن فاز بعضوية الجمعية الجيولوجية المصرية، وانتخب وكيلا أول لنقابة العلميين عام 1991م، كما أنه عضو الجمعية الجيولوجية الأمريكية، وشارك في العديد من المؤتمرات العلمية الدولية.
مع الإخوان منذ عام 1948م:
عرف د. البيومي الإخوان المسلمين فترة حرب فلسطين 1948م، حيث كانت محافظة سوهاج من المحافظات التي زارها الإمام البنا ونشر فيها منهج الإخوان وربى فيها كوادر دعوية، وأثناء استعداد إخوان المحافظة للمشاركة في حرب فلسطين تعرف رشاد البيومي إليهم، والتحق بإحدى شعبهم.
يقول الأستاذ صلاح الدين حسن: في سوهاج وفي عام 1948 شهد الفتى رشاد البيومي الذي كان يبلغ من العمر ثلاثة عشر عاما مشهدا لم تره عينه من قبل.. حشود تتجه نحو شعبة لجماعة الإخوان المسلمين صائحين مكبرين مهللين يرتلون أهازيج الجهاد والعداء للصهاينة، ثم يسجلون أسماءهم للذهاب للجهاد في فلسطين.
كان من بين هؤلاء معلم البيومي الذي كان يحبه حبا شديدا، وكان اسمه محمد العدوي، أحد كبار الإخوان في الدقهلية فيما بعد والذي ألقت به الأقدار حينها إلى سوهاج، وقد روى العدوي للفتى، رشاد، ما أحدثه الصهاينة في فلسطين من مذابح، وما يهدفون إليه من الاستيلاء على الأقصى وتدميره وبناء الهيكل مكانه.
يومها زرع في وجدانه حب الإخوان، وانتابت الفتى حالة من الغضب لما يحدث في فلسطين، ولكنه لم يتمكن من الذهاب مع طلائع المتطوعين الذين رفضوا انضمامه لصغر سنه.
ولم تمض أيام إلا ومدرس التربية الرياضية صلاح البنا يعلن سفره للمشاركة في حرب فلسطين، فحملوه على الأكتاف مودعين إلى محطة القطار، وهناك دوَّى الهتاف (الله أكبر ولله الحمد) فزاد ذلك من تمسك "البيومي" بجماعة الإخوان المسلمين.
وبعد انتهاء حرب 1948، انتقل رشاد بيومي إلى القاهرة عام 1951م ليكمل دراسته فتعرف على الإخوان بجامعة القاهرة حيث كانت الأحداث ساخنة، بعد أن أعلن مصطفى النحاس باشا رئيس الوزراء في 8 أكتوبر من عام 1951م إلغاء معاهدة 1936م التي كانت موقعة مع الإنجليز، وكانت تكبل مصر بالأغلال.
ومع اندلاع ثورة 1952م تولى رشاد البيومي مسئولية طلبة الإخوان في كلية العلوم حتى أوائل عام 1954م، حين اعتقل وحُكم عليه بالسجن عشر سنوات فظل خلف القضبان حتى عام 1972م، وبعد خروجه حصل الماجستير والدكتوراه، ثم سافر الى ألمانيا ليكون بجانب الأستاذ مصطفى مشهور، ثم تحول إلى الإمارات، وعاد إلى القاهرة عام 1989م فتولى مسئولية قسم الطلبة، حتى اختير عضوا بمكتب الإرشاد عام 1995م، وظل عضوا بمكتب الإرشاد حتى انتخاب الدكتور محمد بديع مرشدا عاما لجماعة الإخوان المسلمين فاختار الدكتور رشاد البيومي والدكتور محمود عزت والأستاذ جمعة أمين عبدالعزيز والمهندس خيرت الشاطر نوابا للمرشد العام، وذلك يوم الأربعاء 12 من صفر 1431هـ الموافق 27 يناير 2010م.
في سجون النظام منذ 1954م:
حين وقعت حادثة المنشية في 26 أكتوبر 1954م، تم القبض على رشاد البيومي وألقى به وراء أسوار السجن الحربي، وأمضى 10 سنوات بالسجن الى أن أُفرج عنه عام 1972م.
خلال تلك السنوات عُذب تعذيبا قال عنه: "لا يتحمله بشر"، لكنه رغم صغر سنه لم يتراجع ولم يخضع للضغوط التي طالبته بأن يكتب ولو كلمة تؤيد عبد الناصر، واقتدى في ذلك بمن كان مغرما بهم، وهم (كمال السنانيري، وأحمد شريت، ومصطفي مشهور).
ومن السجن الحربي تم ترحيله إلى ليمان طرة، وقبل مذبحة طرة رُحِّل مع إخوانه أصحاب الأحكام بسنوات طويلة إلى سجن الواحات وقضى به فترة ثم سجن أسيوط حيث قضى به فترة، وأخيرا سجن المحاريق.
وأثناء تلك الفترة خرج البيومي عام 1965 من السجن لمدة 24 يوماً فقط ثم عاد إليه مرة أخرى، وهناك تعرف على حسن عبد المنعم، الذى تزوج من أخته بعد خروجه عام 1972م.
وكانت له رحلة أخرى مع السجون في عام 1996م، حيث قبض عليه نظام حسني مبارك على ذمة القضية العسكرية المعروفة بقضية حزب الوسط ضمن 15 من قيادات الجماعة، أبرزهم المرشد العام السابق محمد مهدي عاكف، و د. عبدالحميد الغزالى، وأبوالعلا ماضى، ومحمود العرينى عميد كلية الزراعة جامعة الأزهر، وحُكم عليه بالبراءة بعد أن قضى أربعة أشهر ونصف داخل المعتقل، ثم اعتُقل عام 2002م, وقضى شهرين ونصف الشهر فى نفس السجن والعنبر، ثم اعتُقل مرة أخرى عام 2006م لمدة 5 أشهر ونصف الشهر. وإجمالا قضى البيومي فى السجون نحو 18 عاما قبل اعتقاله الأخير عقب انقلاب الثالث من يوليو 2013م.
الاعتقال الأخير في 2013م:
وفي الرابع من يوليو 2013، ألقت قوات أمن الانقلاب العسكري القبض على د. رشاد بيومي، نائب المرشد العام، بعد يوم واحد فقط من إعلان بيان الانقلاب، ثم خضع لمحاكمة جائرة بتهم ملفقة منها: قتل المتظاهرين بمكتب الإرشاد والتحريض على مجزرة بين السرايات!!
أما قضية "أحداث مكتب الإرشاد"، التي قام فيها بلطجية موجهين من قبل العسكر والدولة العميق، بقتل 9 من الإخوان وإصابة 91 آخرين، فقد تم تداولها منذ 30 سبتمبر 2013 عندما تركت نيابة جنوب الجيزة الفاعلين الأصليين وأحالت قيادات من جماعة الإخوان بينهم د. رشاد البيومي والمرشد العام د. محمد بديع، وم .خيرت الشاطر، ود. سعد الكتاتني، ود. محمد البلتاجي، ود. عصام العريان، الى محكمة الجنايات، ومرت القضية بعدد كبير من المحطات حتى صدور أول حكم في مايو 2016 ضد المرشد العام وإخوانه، بالإعدام للبعض وبالسجن المؤبد والمشدد لآخرين.
وكان د. البيومي ممن حكم عليهم بالمؤبد في هذه القضية مع د. محمد بديع، حيث جاء في لائحة اتهام نيابة الانقلاب لهما وإخوانهما أنهم "أمدوا الموجودين بمقر مكتب الإرشاد بالمقطم بالأسلحة النارية والذخائر والمواد الحارقة والمفرقعات والمعدات"!
وبعد نقض تلك الأحكام وإعادة المحاكمة في القضية، تم تداولها عدة مرات، أمام نفس الدائرة (ما يسمى بـ "الدائرة 11 إرهاب بمحكمة جنايات القاهرة برئاسة محمد شيرين فهمى") ، الى أن تقرر حجزها للنطق بالحكم في 5 ديسمبر 2018م. وجاء الحكم هذه المرة بالمؤبد.
ثم جاء حكم محكمة النقض المصرية الصادر يوم الخميس 9 يوليو 2020 بتأييد السجن المؤبد لكل من مرشد جماعة الإخوان المسلمين محمد بديع، ونائبيه خيرت الشاطر ورشاد البيومي، والأعضاء في الجماعة محمود أبوزيد ومصطفى عبد العظيم وعبد الرحيم محمد، في القضية المعروفة إعلاميا بـ"أحداث مكتب الإرشاد"، ليعكس العديد من المفارقات التي تعكس طريقة إدارة النظام الحاكم في مصر، بواسطة القضاء، لما تبقى من قضايا لقيادات الإخوان، وإرادة التنكيل التي تعدت حدود ما كان يتصور بعضهم أنه عقاب أو تصفية حسابات أو ضغوط لزيادة كلفة استمرار الخصومة والمقاومة ورفع سقف شروط تجاوز عقبات الماضي الدموي. ليصبح الهدف الوحيد للتنكيل هو التصفية بلا حسيب ولا رقيب، إلى جانب العبث بالأحداث التاريخية بدس روايات سلطوية محضة تفتقر للمنطق، وتصديرها للمستقبل.
وفي هزلية "مجزرة بين السرايات" التي وقعت في 2 يوليو 2013م قبل يوم من إعلان الانقلاب، استجوبت نيابة جنوب الجيزة الدكتور رشاد بيومى، داخل غرفة مأمور سجن طره في 5 يوليو 2013م، ووجهت له تهما ملفقة بقتل المتظاهرين والشروع فى القتل، وأنكر علاقته بالواقعة، وقال إنه رجل طاعن فى السن، ولم يظهر فى المشهد منذ فترة، ولم يشارك فى الفعاليات أو يدعو لتجمع المتظاهرين سواء فى رابعة العدوية أو ميدان النهضة فى الجيزة.
وفي مطلع مارس/آذار 2021، وجهت مؤسسة "عدالة لحقوق الإنسان" ومركز "الشهاب لحقوق الإنسان" (مصريتان) نداء عاجلا إلى المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، باتخاذ كافة الإجراءات القانونية لإلزام حكومة نظام عبد الفتاح السيسي باحترام الحق في الحياة للسجناء ووقف كافة الانتهاكات الجسيمة داخل السجون، خاصة الحرمان من الرعاية الصحية والطبية اللائقة للسجناء السياسيين.
وطالبت المنظمتان، على وجه التحديد، بتحقيق عادل وشفاف حول حالة الدكتور محمد رشاد البيومي، وما يتعرض له من إهمال طبي مُتعمَّد، قامت على إثره السلطات المصرية بتحويله إلى أحد المستشفيات الحكومية، نتيجة تفاقم حالته.
وعلى مدار نحو 8 سنوات تعرض خلالها أستاذ الجيولوجيا بكلية العلوم جامعة القاهرة للتنكيل، وتدهورت حالته الصحية داخل سجن العقرب شديد الحراسة وسيء السمعة، في ظل مخاوف من أن يلقى البيومي نفس مصير قادة ورموز جماعة الإخوان المسلمين، الذين لقوا حتفهم داخل السجن وعلى رأسهم الرئيس الراحل محمد مرسي، والأستاذ محمد مهدي عاكف مرشد الجماعة السابق.
وما زال د. البيومي رهن الاعتقال في ظروف غير إنسانية، صابراً محتسباً رغم تقدم سنه، ليضرب مثالا حيا ودرسا للأجيال الجديدة والسائرين على طريق الدعوة في الصبر والاحتساب مع اليقين بوعد الله.
فرج الله عنه وعن إخوانه، وجميع المظلومين في العالم.
مصادر الترجمة:
١_ موقع اخوان اون لاين.
٢_ الموسوعة التاريخية الحرة.
٣_ الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين.
٤_ موقع الاعتدال.
٥_ صحيفة الاستقلال.
٦_ بوابة الحركات الإسلامية.
7-موقع الإسلاميون: 29/ 12/ 2009م.
8- موقع المختصر: 27/ 1/ 2010م.
مقال:رشاد البيومي: الفتنة الطائفية مؤامرة خارجية ، موقع:إخوان أون لاين.
مقال:رشاد البيومي: الإعلام الأمني يمارس التضليل ،موقع:إخوان أون لاين.
مقال:د. رشاد البيومي يكتب: الرد على بعض التخرصات والأكاذيب ،موقع.إخوان أون لاين.
مقال:د. رشاد البيومي يرد على د. محمد أبو الغار ،موقع.إخوان أون لاين.
مقال:د. رشاد البيومي يكتب: رسالة إلى الشهيد ،موقع.إخوان أون لاين.
مقال:د. رشاد البيومي: شباب الإخوان ينحتون في الصخر ،موقع.إخوان أون لاين.
مقال:د. رشاد البيومي يكتب: أعاجيب ،موقع.إخوان أون لاين.
مقال:د. رشاد البيومي: الإمام البنا استحق لقب مجدد الإسلام في القرن العشرين ،موقع.إخوان أون لاين
مقال:د. رشاد البيومي: شهادة ورسالة ،موقع.إخوان أون لاين.
مقال:رشاد البيومي: الإمام البنا استحق لقب مجدد الإسلام في القرن العشرين ،موقع.إخوان أون لاين.
مقال:د. رشاد البيومي: نشاطات الزلازل تهددنا ،موقع.إخوان أون لاين.
مقال:الدكتور "رشاد البيومي" البروفيسير المجاهد، موقع.إخوان أون لاين.
مقال:رشاد البيومى.. "البروفيسور المجاهد" تلميذ سيد قطب مرشح لخلافة عاكف فى تولى منصب المرشد الثامن لجماعة الإخوان ، بقلم:شعبان هدية ،موقع:جريدة اليوم السابع.
مقال:رشاد البيومي.. المختار ، بقلم:إيمان عبد المنعم ،موقع:الدستور.
مقال:رشاد البيومى.. نائب مرشد الإخوان لـ(الشروق): برنامج الجماعة تتم مراجعته وكل مواده قابلة للتعديلبقلم:محمد سعد عبد الحفيظ ومحمد خيال موقع.جريدة الشروق.
مقال:أكد د. رشاد البيومي، نائب المرشد العام للإخوان المسلمين، أن النظام الذي يستمد شرعيته من العصابة الأمريكية والصهيونية التي تهدف إلى تفكيك العالم العربي والإسلامي يقينًا سينهار، مشدِّدًا على أنه لو كان لدى النظام شيء من الإحساس بالشعب واحتياجاته ومطالبه لانسحب على الفورموقع :الشرقية أون لاين
مقال:البيومى: «الإخوان» لا تسعى للسيطرة على الثورة.. ولن تفصل الدين عن العمل السياسى ،بقلم: أحمد الخطيب موقع:المصري اليوم.
مقال:د. رشاد البيومي: نشاطات الزلازل تهددنا منتدي شباب اول ليلة 2011م.
مقال:د. رشاد البيومي: شباب الإخوان حمى الثورة من البلطجية موقع دسوق.
خبر:رشاد البيومي يهنئ الشاطر ومالك بإطلاق. سراحهما ، بقلم:حمدي عبد العال ،موقع:إخوان أون لاين.
خبر:د. رشاد البيومي: نحمل أكفاننا من أجل إنقاذ مصر ، بقلم: أسامة عبد السلام ، موقع: إخوان أون لاين.
خبر: المصرية تعتقل د. رشاد البيومي وتسعة من الإخوان ،موقع.إخوان أون لاين.
خبر: "رشاد البيومي": تهاني من القلب للشيخ "ياسين" ، موقع.إخوان أون لاين.
خبر: عفوًا رسول الله.. تضرع د. رشاد البيومي ، موقع. إخوان أون لاين.
مقال: د. رشاد البيومي ينفي ما نشرته (المصري اليوم) ، بقلم. محمود حمدي ، موقع. إخوان أون لاين.
حوار:د. رشاد البيومي: لم نخسر في انتخابات الشورى ، حوار: أحمد الجندي ،موقع.إخوان أون لاين.
وسوم: العدد 1063