الأديب الداعية فائز عبد القادر شيخ الزور

( 1357هـ =1938م)/(1443هـ= 2021م)

هو الأديب الكاتب الحافظ الداعية فائز بن عبد القادر بن محمد بن عبد القادر شيخ الزَّوْر.

• ومعنى الزَّور: بفتح الزاي وإسكان الواو: مجموعة بساتين تسقى من ناعورة واحدة.
• وشيخ الـزَّوْر: هو القائم بتوزيع مياه الناعورة على مجموعة البساتين المعروفة باسم الزَّوْر.

المولد، والنشأة:

• ولد الشيخ الأديب فائز بن عبد القادر شيخ الزور في حي العليليات بمدينة حماة في وسط سورية عام 1357هـ /1938م.

ونشأ في كنف أسرة مسلمة ملتزمة تحب العلم، وتحترم العماء.

• الحالة الاجتماعية:

   تزوج من السيدة الفاضلة (نورية أحمد الحايك) عام 1378هـ (1959م)، وهي أم أولاده (المهندس عبد القادر، والمهندس عبد الله، والمهندس عبد الرحمن، والأستاذ أيمن)، وهي والدة بناته الخمس اللواتي تزوجن من (الشيخ عبد العظيم عرنوس، والسيد ماجد محمد المنجد، والسيد سمير سعد الدين، والسيد عبد الرحمن إسماعيل العبد الله، والشيخ صالح شيخ النجارين).

• توفيت زوجته المذكورة عام 1416 هـ (1995م)، وتزوج في العام التالي ابنة الشيخ محمد منير لطفي، وشقيقة الشيخ محمد موفق لطفي.
• الدراسة، والتكوين:

التحق بالمدارس النظامية، فدرس المرحلة الابتدائية والإعدادية، ثم التحق بدار المعلمين الابتدائية في مدينة حلب عام 1372 هـ (1952م)، وتخرج فيها عام 1375 هـ (1955م) .

وحفظ القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية، ثم أخذ بعض القراءات، وأجيز فيها.

ودرس العلوم الشرعية والعربية والأدب، والتحق بجامعة دمشق، وحصل على الإجازة في آداب اللغة العربية، وتخرج فيها عام 1392هـ، (1972م).

ومن شيوخه:

الشيخ سعيد عبد الله العبد الله، قرأ عليه القرآن بقراءة الإِمام عاصم بروايتة والإمام ابن كثير بروايتيه ورواية ورش عن نافع وأجازه فيها.

• وحضر دروساً عديدة لشيخ حماة العلامة محمد الحامد، والشيخ صالح النعمان، والشيخ بدر الدين الفتوى - رحمهم الله

ـ ولكن يبقى الشيخ سعيد حوى هو الشيخ الأول له طيلة أربعين سنة أو تزيد.

الوظائف، والمسؤوليات:

• عين معلماً في المدارس الابتدائية في مدينة عامودة - محافظة الحسكة من عام 1375 هـ (1955 م) حتى عام 1378 هـ (1959م)
• انتقل إلى محافظة حماة (مسقط رأسه)، ودرَّس فيها المرحلة الابتدائية، والإعدادية منذ عام 1387 هـ (1959م) وحتى عام 1395 هـ (1975م).
• تعاقد مع دولة الإمارات العربية المتحدة معلما في مدارس وزارة الدفاع منذ عام 1395 هـ (1975م) حتى عام 1412 هـ (1992 م)، ثم موجها حتى عام 1415 هـ (1995م)
• انتقل إلى دولة قطر عام 1415 هـ (1995م) حيث عين إماماً وخطيباً في مسجد النعـمان بن بشير، ومدرسا في مدارس الأندلس الخاصة، وبعد انتهاء خدمته في مدارس الأندلس عين موجها شرعيا ومشرفا في قسم تحفيظ القرآن الكريم التابع لإدارة الدعوة بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
• قرأ القرآن الكريم على شيخ القراء في مدينة حماة والمدرس في جامعة أم القرى في مكة المكرمة فضيلة الشيخ سعيد العبد الله المحمد - رحمه الله -، وحصل منه على إجازات في القراءات الأربع (عاصم، ونافع، وابن كثير، وأبي عمرو البصري).
• وقرأ على الشيخ سعيد رحمه الله تعالى العديد من الكتب والمتون في اللغة والفقه والحديث والتفسير، وسجلها للشيخ على أشرطة، كان الشيخ يستمع إليها، ويسر بها:

منها (تفسير ابن جزي، والـمزهر، وألفية ابن مالك، وشرح ابن عقيل، والشاطبية، وشروحها، ومشكاة المصابيح، وبهجة المجالس، ونيل الأرب، والمنتخب في غريب لغة العرب) وغيرها، وذلك منذ عام 1381 هـ (1961م)

   حتى وفاة الشيخ رحمه الله في الثامن من رجب 1425 هـ (الرابع والعشرين من آب 2004م)، وكانت الصلة بعد مغادرة المترجم له وشيخه مدينتهما حماة الحضور شخصياً إلى مكة المكرمة حيث يقيم الشيخ، أو بواسطة التسجيلات والمكالمات الهاتفية.

• مؤلفاته:

   وللشيخ الراحل مؤلفات مفيدة منها:

1-كتاب دروس في ترتيل القرآن الكريم: طبعته (إدارة إحياء التراث الإسلامي في قطر) أربع طبعات بإشراف الشيخ عبد الله بن إبراهيم الأنصاري _ رحمه الله _، وطبعته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في قطر أربع طبعات، وكانت هذه الطبعات المذكورة توزع مجانا على طلبة العلم، كما طبعته المكتبة الحديثة في العين (الإمارات العربية المتحدة)، ومكتبة الفاروق في الطائف، وطبعته عدة طبعات مؤسسة علوم القرآن في الشارقة.

   وقد سجل الكتاب وأذيع على ثلاثين حلقة في إذاعة القرآن الكريم في قطر.

2-إمتاَعُ الفُضَلاء بتَراجِم القرّاء فِيما بَعدَ القَرن الثامِن الهِجري- للساعاتي

• للمؤلف كتب أخرى في القراءات لم تطبع، ولكنها موجودة للقراءة والتحميل في موقع (www.tarteel.com) الذي صممه وأشرف عليه أحد أبناء الشيخ (أيمن فائز شيخ الزور).منها:

3-توضيح المعالم في الجمع بين روايتي شعبة وحفص عن عاصم.

4-وطلائع الفجر في الجمع بين قراءتي عاصم وأبي عمرو.

5- والفوز الكبير في الجمع بين قراءتي عاصم وابن كثير.

6- والجدول العذب النمير في الجمع بين قراءات عاصم والبصري وابن كثير.

تلاميذه:

• تخرج على يديه آلاف التلاميذ في المراحل التعليمية المختلفة.
• وتلقى على يديه المئات علم التجويد، وقرؤوا عليه القرآن الكريم، ونال العشرات منهم إجازات في القراءات التي أجيز فيها.

ولا يزال الشيخ يقرئ القران الكريم حتى وفاته.

وفاته:

توفي فائز شيخ الزور في قطر في ٣٠ _ ١٢_ ٢٠٢١م.

رحمه الله تعالى رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.

أصداء الرحيل:

الشيخ الفاضل فائز عبد القادر شيخ الزور في ذمة الله:

رحل عن دنيانا يوم الثلاثاء 24 جمادى الأولى 1443هجري، الموافق 28 ديسمبر2021 م، الشيخ العالم الجليل الأستاذ فائز عبد القادر شيخ الزور عالم من علماء القرآن من أهل الفضل والاحترام، كان رحمه الله باذلا للعلم، معلما لكتاب الله، دمث الأخلاق، عف اللسان، طيب القلب.

تصدر للإفادة والتعليم، معلماً وموجهاً وخطيباً وإماماً ومقرئاً، في سوريا والإمارات وقطر، وقد عرف بتيسيره علم التجويد وتصحيح التلاوة للعامة في حلقات المساجد والإشراف على الدورات والمسابقات القرآنية، وتخرج على يديه آلاف التلاميذ في المراحل التعليمية المختلفة، وتلقى على يديه المئات علم التجويد، وقرؤوا عليه القرآن الكريم، ونال العشرات منهم إجازات في القراءات التي أجيز فيها.

وبقي على عطائه حتى مرضه ووفاته، رحمه الله تعالى وتقبله وأعلى مقامه ورفع درجته وجزاه عن المسلمين خيراً، وجعل القرآن شفيعاً له وأخلف علينا خيراً، وألهم أهله وذويه الصبر والرضوان.

قصيدة رثاء في الشيخ فائز شيخ الزور رحمه الله:

وكتب محمد عصام علوش قصيدة رثاء في الشيخ فائز أخيه ورفيق دربه، يقول فيها:

بَـكَـتِ الـمَـنـابـرُ والـقـلـوبُ تـأسُّـفًـا   وهـمَـتْ دمـوعُ العَـيْنِ بالـسَّيَـلانِ

لـمَّـا أتـى خـبَـرُ الــنَّـعِـيِّ بـقـــوْلِــهِ: قـد مـات (فـائـزُ) حـافـظُ القرآنِ

قـد مـات مَـن يـتـلـو الـقُـرانِ مُـرتِّلًا ومُـجــــوِّدًا فـي غــايَـةِ الإتــقـانِ

قـد مات مَـن خـبِـرَ الـقراءاتِ الَّـتي وَرَدَتْ بـإســـنــادٍ عـن الـعَـدنــانِ

كـمْ ذا أجـــــاز بـهـا تـلامِــــذةً لـــه فـانـداح مـنه العِطرُ في الـبُـلْـدانِ

عَـجـزَ الـكــلامُ فـمـا بـهِ مِـن قُــدرةٍ عـن أن يُعـبِّرَ عن مدى الأحـزانِ

والـوَصفُ لـيْـس يَـفِـيـهِ يَـوْمًا حَـقَّـه مـا كـان لـلـشِّـعـرِ الـرَّكـيـكِ يَدانِ

وهـو الأديــبُ وقـد تسامَـقَ رِفـعَـةً والشَّاعرُ المَوْهوبُ ذو الـوِجـدانِ

وهو الـمحـقِّـقُ والـمُـدقِّـقُ يـبـتـغـي فـيـمـا جَـنــاه إطـاعَـةَ الـرَّحـمـنِ

وهـو الكريمُ كـمِـثْـلِ ريـحٍ أُرسِـلَـتْ وهــو الـتَّـقِـيُّ الـطَّـاهِــرُ الأردانِ

وهو الصَّبورُ على التَّغرُّبِ والنَّوى كـمْ كـان مَـنَّى الـنَّـفسَ بالأوْطـانِ

قـد كـان يُـبـدي لـلـنَّـزيـلِ بَـشـاشَـةً ويُـتـيـحُ بَـذلَ الـجـودِ لـلـضِّـيـفانِ

وكـأنَّـمـا أخـــــلاقُـهُ وصِـفــــاتُـه   قُـدَّت مِن الـنَّسـريـنِ والـرَّيْـحانِ

كـمُـلَـتْ مَحـاسنُه فـفـاضَ طلاوةً   وكـأنَّـه الأزهــارُ في الـبُـسـتـانِ

فاغـفــر لـه مُـتجاوزًا عـمَّا يُرى   وْيعـتري الإنسانَ مِن نُـقـصانِ

واجـعـلْ حـبـيـبَـكَ شـافِعًا لمُحبِّه وأجِــرْه يــا ربِّـي مِـن الـنِّـيــرانِ

ألهِمْ ذويه الصَّبرَ يا ربَّ الوَرى عَــوِّضْ بَـنــيـه مَـرارةَ الـفُـقـدانِ

وقال الأستاذ عمير الجنباز في رثائه:

طواك الموت عنا غير أنا       نراك بحسن ذكرك ما تزال

لك في دعوة القرآن سعي            وأقوال تؤيدها الفعال

مضت سنوات عمرك في عطاء    به وبمثله يسمو الرجال

رثائي فيك أن الموت حق...         وأن بقاء دنيانا محال

لك الدعوات بالرحمات تترى... وعند الله ما خاب السؤال

غفر الله له، وأعلى في المدارج مرتقاه، وجعل الجنة مثواه ومأواه، وأحسن الله عزاء أهله وطلابه ومحبيه، وأخلف على المسلمين خيراً.

مصادر الترجمة:

١_ رابطة أدباء الشام.

٢_ موقع إسلام ويب.

٣_ موقع التبراة في الإمارات.

٤_صفحة محمد عصام علوش .

5-مواقع إلكترونية أخرى.