ماتت عارفة كريم اصغر علماء الحاسوب

كاظم فنجان الحمامي

كاظم فنجان الحمامي

[email protected]

قال ابو الحسن التهامي في رثاء ولده

يا كوكبا ما كان اقصر عمره وكذا تكون كواكب الأسحار

جاورت أعدائي وجاور ربه شتان بين جواره وجاوري

لم استطع كبت حزني وألمي عندما تلقيت نبأ وفاة الفتاة الباكستانية الموهوبة  (عارفة كريم راندهاوا), لقد شبه شاعر تهامة فلذة كبده بالكوكب الجميل, الذي يظهر وقت السحر ثم يختفي بسرعة, وها نحن نشبهها بكواكب الأسحار التي بزغت وتألقت في سماء العلوم والمعارف عام 2004 لتفارق الحياة على حين غرة, وتنتقل إلى جوار ربها, بعد أن تفوقت على أفضل علماء مايكروسوفت في علوم الحاسوب, وبعدما نالت ارفع الميداليات والأوسمة وهي في التاسعة من العمر. .

نعتتها مؤسسة مايكرو سوفت بأبلغ العبارات, وبكاها بيل غيتس وأساتذة هارفارد, وتوشحت لفراقها القارة الهندية كلها بالسواد, وهكذا ذبلت هذه الزهرة اليانعة في حدائق العلوم والمعارف, لكنها تركت أريجها يعطر الكون كله ويعبق بشذى الورود البريئة. . .

">

ولدت عارفة عام 1995 في إحدى القرى الباكستانية, وتوجتها مؤسسة مايكروسوفت عام 2004 وهي في ربيعها التاسع لتضعها في طليعة الكوكبة العالمية لخبراء الكومبيوتر, وحصلت عام 2005 على ميدالية (فاطمة جاينا) الذهبية في العلوم والتقنيات الحديثة, وكان الرئيس الباكستاني على رأس المحتفين بالطفلة الفائزة, وحصلت في العام نفسه على جائزة السلام في الباكستان, وهي في سن العاشرة, ثم دعتها مؤسسة مايكروسوفت عام 2006 للمشاركة في اجتماعات برشلونة لمناقشة سبل تطوير البرامج وتحسين أدائها, وكانت الطفلة الوحيدة من بين العلماء الأعلام, الذين تركوا بصماتهم التطويرية في سجلات برشلونة, ثم مثلت بلادها في مهرجان دبي للحواسيب, وفي عام 2008 دعاها بيل غيتس لزيارة مقر مؤسسته, فكرمها أفضل تكريم, وتوجها أميرة على مملكته. .

تدهورت صحتها فجأة عام 2011, وبدت عليها علامات التعب والإرهاق, وتعرضت لنوبات قلبية متكررة, فادخلوها المستشفى العسكري الخاص, لتتلقى الرعاية والاهتمام, فلم تتحسن صحتها, وزارها الرئيس الباكستاني في ردهة العناية المركز للاطمئنان عليها. .

كان بيل غيتس يتصل بذويها من وقت لآخر, فطلب منهم نقلها إلى أمريكا, لكنها دخلت في غيبوبة بسبب تلف خلايا الدماغ, ثم انتقلت إلى رحمة الله, لتلتحق بكواكب الأسحار. . .

">

رحمك الله يا صغيرتي, وتغمدك بواسع رحمته, وأنزلك منازل الشهداء, وأسكنك فسيح جناته....