رحلة التألق من البادية إلى الأدغال والأهوار
في أثر الدخيل
بين بريدة والـﭽبايش
من 1873 إلى 1944
كاظم فنجان الحمامي
[email protected]
سليمان بن صالح الدخيل, رمز آخر من الرموز النجدية العربية الأصيلة, أعتلى ناصية
المجد, وكتب اسمه بالخط الكوفي, بمداد العز والشرف, في سجلات زوراء العراق: قبة
العلم, ودار الحكمة وقلعة الأئمة. .
نجدي صحيح النسب, من ضواحي (بريدة), ولد في جوف الصحراء, وترعرع في بيت من بيوتات
الأدب والثقافة. اغترف من ينابيع القصيم أصول اللغة ومبادئ التفسير والتلاوة, ثم شد
الرحال إلى البصرة, ومنها إلى الهند. .
عاد ثانية إلى (بريدة), فانطلق منها صوب بغداد, ليتبوأ أعلى المناصب الإدارية في
المحمودية و(عنة), و(بلد), وكربلاء, والجبايش في ذي قار.
كان رجلا وديعا, كثير العطاء, دمث الأخلاق, يميل إلى الخير في كل ما يعمل ويضمر,
وكان إداريا حازما, ومن أشد المعارضين لطغيان الإمبراطورية العثمانية وسياستها
الاستبدادية التعسفية في العراق, فطاردوه وحاربوه, وحكموا عليه بالسجن, ومنعوا
صحيفته من الصدور. .
سنقتفي هنا أثر هذا المناضل الجريء في رحلته الطويلة من (بريدة) إلى قلب
الميزوبوتاميا حيث عوالم الفنون والعلوم والآداب. .
وفاة صحافي عراقي
دعونا نغادر القوالب السردية التقليدية, ونبدأ محطتنا الأولى من النهاية المؤلمة
لهذا العملاق المنسي, ونبتدئ حكايتنا من الساعات الأولى بعد أفول قرص الشمس, في بيت
متواضع من بساتين الكرخ على ضفاف دجلة, وعلى وجه التحديد مساء يوم الأربعاء, في
السابع والعشرين من كانون الأول (ديسمبر) عام 1944, وهو اليوم الذي فارق فيه الشيخ
الحياة الدنيا, وانتقل إلى جوار ربه, فرثته صحيفة (البلاد) البغدادية في صباح اليوم
التالي بكلمات صادقة معبرة كتبها الأستاذ (رفائيل بطّي), بعنوان حزين, بالبنط
العريض: (وفاة صحافي عراقي), ورثاه الأستاذ (عبد القادر البرّاك) في الصحف
البغدادية, بمقالة بعنوان: (للتاريخ فقط, من ضحايا الصحافة في العراق), ضمه فيها
إلى كوكبة الرواد, الذين شيدوا صرح الإبداع الصحفي وارتقوا بمستوى القلم النظيف,
ودافعوا عن الكلمة الحرة في وادي الرافدين, فأشاد بانجازاته وانجازات رفاقه من
أمثال الأستاذ إبراهيم صالح شكر, وإبراهيم حلمي, وهاشم الرفاعي, الذين عدّهم من
ضحايا القلم النظيف والفكر المنير.
وافته المنية على فراشه, بعد أن تجاوز العقد السابع من العمر, فمات فقيرا معوزاً في
منزل بسيط, واضطر قبل وفاته إلى بيع كتبه ومسودات مؤلفاته إلى الأب (انستاس ماري
الكرملي), وكانت مخطوطاته معروضة في مكتبة المتحف الوطني العراقي مع مجموعة الأب
(الكرملي), وذلك قبيل تعرض المتحف للتدمير والسرقة بمخالب غربان الغزاة عند اجتاحهم
بغداد. .
فبعد حياة حافلة بالتغيرات الدراماتيكية المتسارعة, خاض غمارها (الدخيل) مياه
المحيط الهندي, وتنقل بين مرافئ البصرة, وامتلك فيها زمام سلطة الإدارة المحلية
بيده اليسرى, وأمسك بزمام القوة الرابعة بيده اليمنى, كان فيها هو المدير,
والقائمقام, والمستشار, والوكيل, والتاجر, والمستثمر, والكاتب, والمؤلف, والناشر,
والسياسي المعارض. فكانت النهاية الرقود في مقبرة الإمام أبو حنيفة النعمان في
الاعظمية ببغداد. .
الانطلاقة الأولى من البصرة
على خطى السندباد راح الشاب (سليمان الدخيل) يعد العدة للرحيل إلى مدينة الزبير,
والانطلاق منها إلى البصرة للبحث في آفاقها الرحبة عن فرصة مستقبلية ترضي طموحه,
كانت الزبير خاضعة لسلطة المنتفك, وكانت بين المنتفك وأهل نجد علاقات حميمة, وبخاصة
مع الشيخ فالح والشيخ مزيد السعدون, فوصلها (الدخيل) وعينه على نجد, التي شغف بها,
وتغنى بربوعها في حله وترحاله, ولطالما ردد هذا البيت تعبيرا عن لوعته النجدية:
سقى الله نجد والسلام على نجد
ويا حبذا نجد على القرب والبعد
وجد (الدخيل) الملاذ الآمن في مدينة الزبير, وشرع منذ اليوم الأول بطرق أبواب
البصرة الحضارية المفتوحة للمبدعين والمكافحين, لكنه لم يمكث طويلا على ضفاف شط
العرب, فركب البحر على ظهر أول سفينة مغادرة إلى الهند, ووصل إلى بومباي, التي أجاد
فيها اللغة الانجليزية, وتعلم منها مبادئ الاوردية. .
عمل في الهند كاتبا للحسابات في مكاتب التاجر النجدي (عبد الله بن محمد الفوزان),
لكنه لم يعتد على العيش في بومباي, خصوصا بعد أن تفجرت في روحه براكين الثورة
الأدبية والفكرية, فعاد إلى البصرة عن طريق البحر, وتوجه على الفور إلى بغداد,
ليعمل في جانب الكرخ عند عمه الشيخ (جار الله الدخيل), فوقع في حب بغداد, التي فتحت
قلبها للمهاجرين من نجد, وكانت سخية مع (الدخيل) وأقرانه. .
تفجر الإبداع في الكرخ
كان عمه تاجرا, ووكيلا لإمارة ابن رشيد في بغداد, بل كان من وجهاء الحضر والبدو,
وله مكانة خاصة عند الوالي, ويرتبط بعلاقات واسعة برجال السياسة والتجارة والثقافة
في بغداد. فتوطدت علاقة (سليمان الدخيل) بزعيم النهضة الفكرية الأستاذ (محمود شكري
الآلوسي), وكان ضليعا بالعلوم والآداب والفنون, فاستفاد منه (الدخيل) في صقل مواهبه
الفتية, وتنمية قدراته الكتابية. .
وجد الدخيل نفسه في روضة من رياض الفكر المتحرر من القيود التقليدية, والتف حوله
رهط من الشعراء, والأدباء, ورجال الفن والموسيقى, وكان مجلسه عامرا برموز المجتمع
البغدادي الراقي, فوجد المناخ متاحا لإصدار جريدة (الرياض) في كانون الثاني (يناير)
1910, وكانت منبرا ينطق بالحق وينادي بالإصلاح والتجديد, والتحرر من قيود التسلط
العثماني البليد.
قال عنها الأستاذ (رفائيل بطّي): (وها إنني أنتقل إلى التحدث عن جريدة ذات لون خاص
في الصحف العراقية, بل في الصحف العربية قاطبة في ذاك الجيل, لقد ظهرت الرياض عربية
اللهجة, أدبية المشرب, وإن لم تكن قويمة اللسان, ولا مشرقة البيان, إلا أن صفتها
التي امتازت بها هي العناية الفائقة بأخبار نجد, وجزيرة العرب, وإمارات الخليج
العربي). .
توقفت (الرياض) عن الصدور, وحُجبت بأمر الوالي العثماني بعد الضجيج الذي أثارته في
تحدي السلطان الجائر, فعاد (الدخيل) ثانية بمجلة (الحياة) التي صدر العدد الأول
منها في بغداد في كانون الثاني (يناير) 1912, لكنها لم تصمد طويلا بعد عددها
السابع, بقرار آخر من الوالي المتعجرف. .
كتب الدخيل في افتتاحيتها: ((أما بعد فهذه <الحياة> يقدمها الإخلاص إلى عشاقها من
مغرمين بحب سعادة الأوطان لتكون رابطة لهم في الوداد, وواسطة بينهم في سبيل التعاون
والاتحاد, حتى إذا ما أثمرت الأوطان بتحقيق ما ينويه الأبناء, فقل قد نالت الأوطان
سعادتها وطابت حياتها)). .
كان الدخيل يتقن اللغة التركية, إلى جانب الانجليزية والهندية, وربما منحته مداركه
اللغوية الواسعة فرصة الاطلاع على الثقافات الأجنبية الأخرى والاقتباس منها, فجاءت
جريدته زاخرة بالمواضيع الثقافية والأدبية والعلمية والتراثية والتاريخية
والفلسفية, ولا نغالي إذا قلنا أنه أول نجدي مارس الصحافة والطباعة والنشر خارج
الجزيرة العربية, وأول من رفع لواء الكلمة الحرة خارج نطاق الحجاز, آخذين بعين
الاعتبار ضرورة التأكد من هوية (الثنيان) صاحب جريدة (الرقيب) التي صدرت في بغداد
عام 1904. .
منار الفكر الإصلاحي
كانت جريدته (الرياض) متنفسا للمد القومي العروبي المعارض لسياسة الدولة العثمانية
(دولة الرجل المريض), التي كانت في النزع الأخير من عمرها الضائع قبل أن تلفظ
أنفاسها على فراش الموت السياسي والعسكري والإداري, فبادر إلى إنشاء أول دار
للطباعة والنشر في بغداد, فولدت (دار الرياض) من أمواله, التي جمعها بعرق جبينه,
وبذل من أجل إنشائها كل ما لديه من ثروة وجهود مضنية, شاركه فيها صديقه الحميم
الأديب (إبراهيم حلمي العمر), وكانت منارا للفكر الإصلاحي المتجدد في عصر النهضة
العربية, ففجرت أكبر التحديات في مواجهة الفكر السلطاني المتحجر, وأسهمت في بزوغ
فجر الوعي المنفتح. .
تكاثفت أنشطتها بعد الحرب العالمية الأولى لتعكس رغبات الشعوب المضطهدة, وصوتها
المطالب بإرساء أسس النظام الإداري الصحيح القائم على العدل والمساواة, وكانت حصة
الأسد في البحوث والدراسات الفكرية والتاريخية والجغرافية والتراثية من نصيب
الجزيرة العربية, بمعنى أن (الدخيل) كرس اهتماماته على حفظ تراث المدن والقصبات
والبنادر (المرافئ) في عموم الرقعة الجغرافية للخليج والجزيرة, فتناول مواقعها,
وتاريخها, وأقسامها, ولهجاتها, وسكانها, فلم يترك شاردة أو واردة عن الإحساء,
والقصيم, والكويت, والمنتفك, وعمان, وقطر, والأحواز, واليمن, إلا وتناولها بالبحث
المعمق, فنشر كل ما كتب عنها في زمنه, وكل ما كتب عنها في مخطوطات القرون الغابرة,
والملفت للنظر ان الأب (انستاس ماري الكرملي) كان من أشد المعجبين بمنشورات دار
الرياض, وربما يعود هذا الإعجاب إلى المهارات التراثية والجغرافية التي تفوق بها
الدخيل على معاصريه, فكانت مجلات (لغة العرب), و(الزهور) هي المنابر البديلة
للدخيل, وكان الأب (الكرملي) يستأنس برأي (الدخيل) في إجلاء الغموض عن بعض
التعقيدات المرتبطة بتركيبة القبائل العربية. .
من زنابق الرياض
تميزت دار الرياض بكثافة إنتاجها الفكري والعلمي والتاريخي, وتبوأت مركز الصدارة في
عموم أقطار الهلال الخصيب, فأسهمت في انبعاث النهضة العربية بصورتها المشرقة بعد
تحررها من قبضة التسلط العثماني الثقيل, وبلغت ارفع درجات التألق بمؤلفات الدخيل
نفسه, وبخاصة مؤلفاته الخليجية التراثية, التي أصبحت في نهاية القرن العشرين من
أغنى المراجع الزاخرة بما تحتويه من كم هائل من المعلومات الموثقة. .
من هذه المراجع نذكر: (تحفة الألباب في تاريخ الإحساء), و(العقد المتلألئ في حساب
اللآلئ), و(القول السديد في إمارة آل رشيد), وكتاب من أدب الرحلات والسرد التاريخي
بعنوان (ناظم باشا), وكتاب (حساب الجفر) لكنه نسبه لأبن العربي, والحقيقة انه من
مؤلفاته المشتركة مع إبراهيم حلمي. .
ومن مخطوطاته: كتاب بعنوان (سوق الشيوخ), وكتاب بعنوان (العرائق), وكتب أخرى حملت
عناوين: (جزيرة العرب), و(بلد البو عينين, دراسة تاريخية عامة), و(بقايا بني تغلب),
و(تيماء: درس في تاريخ هذه المدينة العريقة), و(نجد: موقعها, حدودها, أقسامها,
لغاتها, سكانها), و(دراسة في أصول بعض الأعراب), و(الخميسية أو لؤلؤة البرية). .
وسط الأدغال والأهوار والبردي
واجه (الدخيل) كل ألوان الشقاء والمطاردة والتعسف في مهنة المتاعب, فجرب حظه في
السلك الإداري, واختار العمل موظفا في أروقة وزارة الداخلية ببغداد في الشهر الأول
من عام 1922, ثم تحول إلى العمل في النواحي والأقضية, فكانت بدايته مديرا لناحية
(بلد) شمال بغداد, ثم أصبح قائمقاماً لقضاء مدينة (عنة) وامتداداتها في البادية
الشمالية المرتبطة بالرمادي (الأنبار), ثم انتقل للعمل في مديرية (الدعاية العامة),
وهو الاسم القديم لدائرة الثقافة والإعلام, بعدها انتقل إلى مدينة (المحمودية)
مديرا للحكم المحلي, ثم تحول إلى مدينة (كربلاء) ليترأس الحكم المحلي هناك, انتقل
بعدها إلى مدينة (ذي قار) ليعمل في منطقة نائية, حيث استقر به المقام (حاكما
محلياً) لقضاء (الجبايش), برتبة (قائم مقام) في الهيكل التنظيمي العراقي, وشغل
منصبا كبيراً في أعلى السلم الإداري لأهوار جنوب العراق, وكانت تضم معظم المسطحات
المائية المترامية الأطراف, وتحمل اسم (البطائح) في القرون الماضية. .
كانت هذه المحطة هي الاختبار الأخير لهذا الرجل العصامي, فالتركيبة الاجتماعية
لقبائل الاهوار تعد من التشكيلات البشرية الغامضة, لما ينفرد به سكان الاهوار من
حرية التمتع بالعيش الفطري في الفضاءات المائية المفتوحة, ومن الصعب إخضاعهم لأي
سلطة, ويتعذر عليه فرض أحكام القانون على تلك التكتلات السكانية المتمردة على
السلطة عبر كل العصور والمراحل, بيد أن هذا الرجل كان موفقا إلى حد بعيد في أداء
وظيفته على الوجه الأكمل, وربما ساعدته خصاله البدوية المتسامحة في خلق حالة من
الود والانسجام بين سكان الاهوار والحكومة المركزية, فوطد علاقته بوجهاء قبيلة (بني
أسد) الذين يشكلون الغالبية العظمى من سكان مركز الجبايش, فأحبهم وأحبوه, وأمضى
أجمل أوقاته بين الماء والسماء والوجوه البريئة الطافحة بالحيوية والنشاط, واستقر
به المقام في أحضان القصب والبردي بين الطيور المهاجرة, والأسماك الملونة, والمناظر
الخلابة, في هذا الفردوس الطبيعي, والبيئة الغنية بالثروات, المزدانة بالهدوء
والسكينة, فأطلق لأفكاره العنان وطفق يكتب أجمل مخطوطاته. .
فكتب مخطوطة نادرة عن الاهوار ونظامها البيئي الفريد, وخصص مساحات كبيرة عن الحياة
البرية في المسطحات المائية, تناول فيها أساليب العيش في الأحراش والأدغال, وعادات
الناس, وحدود الرقعة المائية الفسيحة, وأسرارها وخباياها, وتحدث بإسهاب عن هور
(الحمّار), وهور (أبو عجاج), وهور (إصليّن), وهور (أبو الصلابيخ), وهور
(نقطة وانة), والخميسية, و(إيشان شعيب), فسبق (ويلفريد ثيسغر) و(كيفن يونغ), و(ليز
وفالكون) في استكشاف هذه المستنقعات الجميلة الغامضة المعروفة بتنوعها البيئي
العجيب, بيد أن هذه المخطوطة احترقت, واختفت مع المخطوطات المحفوظة في مكتبة المتحف
الوطني العراقي, وكتب مخطوطة أخرى عن مدينة (سوق الشيوخ), فتناول موقعها, وحدودها,
وعرف بمؤسسها عام 1761 الشيخ (ثويني المحمد) جد أسرة السعدون من المنتفك. .
أوسمة العز والشرف
نال (سليمان بن صالح الدخيل الدوسري) أرفع أوسمة العز والشرف بمواقفه البطولية
الصادقة حين حمل لواء الدعوة إلى وحدة العرب, وقارع الاستبداد العثماني, الذي سعى
لطمس الهوية العربية, كانت جريد (الدخيل) منبرا حرا شامخا من منابر التحرر
والانعتاق من الظلم.
كان (رحمه الله) عالماً مثقفا واسع العلم والمعرفة, أخذ العلم من علماء القصيم.
وصقل مواهبه الفكرية في مدارس العراق, وكان من خيرة تلاميذ العلامة (الآلوسي). له
علاقات فكرية وأدبية وعلمية مع زعماء النهضة العربية في زمانه.
الملفت للنظر أن اتحاد الصحافة الخليجية أوصى بتكريم (الدخيل) في الاجتماع المنعقد
بالدوحة عام 2009, وأوصى بتكريم (عبد الله بن عيسى الزهير) مؤسس جريدة (الدستور) في
البصرة عام 1912, باعتبارهما من رواد الصحافة السعودية.
وحري بوزارة الثقافة والإعلام في العراق أن تكون هي السباقة في تكريم هؤلاء الرواد,
الذين وقفوا في طليعة الكوكبة الفكرية, فشاركوا في قيادة النهضة الصحفية في بغداد
والبصرة بداية القرن العشرين, وكان لهما الأثر الكبير في أغناء الحركة الفكرية في
العقد الأول من القرن الماضي...