الباحث والمترجم اورخان محمد علي
|
حازم ناظم فاضل |
انتقل إلى رحمة الله تعالى استاذنا الفاضل (أورخان محمد علي) يوم الاثنين 23/صفر/1431 ه - الموافق 8/ شباط/2010 م في اسطنبول عن عمر ناهز الثالثة والسبعين عاماً .. اثر مرض عضال أصيب به منذ سنوات.. وقد بدأ يصارع المرض الذي وان فتك بجسده ولكنه عجز ان ينال من روحه وسكتت قلبه عن الحركة ذلك القلب النابض بالعلم والإيمان .
لقد صرف حياته من أجل تعريف الإسلام بسلاح العلم والإيمان والتشبع بالعلوم والتكنولوجيا الغربية لفهم الإسلام ونشر علومه . فدافع عن الإسلام في كل المحافل .
ولد في مدينة كركوك - العراق في 30/10/1937من عائلة تركمانية. كان والده مديراً لمدرسة ابتدائية . له أخان وخمس أخوات.
أكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية في كركوك.
أرسله أهله إلى اسطنبول لإكمال دراسته الجامعية فيها وقد التحق هناك بجامعة الهندسة / كلية الإنشاءات ( كلية الهندسة المدنية)، وتخرج فيها عام 1963 حاصلاً على شهادة الماجستير في الهندسة المدنية.
رجع إلى بلده العراق وأدى الخدمة العسكرية كضابط احتياط. وبعد إنتهاء الخدمة العسكرية تعين مهندساً في وزارة الإسكان والتعمير في قسم المشاريع الكبرى، حيث شارك في إنجاز العديد من المشاريع العملاقة في بغداد.
وأثناء خدمته في تلك الوزارة سجل في القسم المسائي لجامعة المستنصرية في كلية الإدارة والاقتصاد / قسم الاقتصاد عام 1971وتخرج فيها عام 1976 حاصلاً على درجة البكالوريوس في الاقتصاد حيث كانت الدراسة آنذاك خمس سنوات.
طلب إحالته على التقاعد في عام 1989. وبعد أن ساءت الأوضاع السياسية في العراق سافر إلى اسطنبول عام 1994 . وأقام فيها إلى ان وافاه الأجل.
وكان من هوايته الوحيدة منذ أن دخل الإبتدائية هي القراءة . وبعد إنهاء الثانوية بدأ في الجامعة بترجمة ما رأى مفيداً من الكتب من اللغة التركية إلى العربية، ثم أضيف بعد التخرج لهذه الترجمة بعض الكتب من الانكليزية إلى العربية ، ثم بدأ بتأليف الكتب التي يرى أن المكتبة العربية في حاجة إليها.
متزوج ، له ولدان وبنت وكلهم تخرجوا من الجامعة قبل سنين.
وعمل في حقل التأليف والترجمة . واهتم كثيراً بتفنيد نظرية دارون في كل مكان ، وقد تساءل العديدون عن سبب اهتمامه بتفنيد هذه النظرية وصرف كل هذا الجهد في هذا المجال ، وكان يقول لهؤلاء باختصار :
(1)إن دلائل وبراهين عديدة ظهرت سابقاً وحديثاً وكلها تفنّد هذه الفرضية وتشير إلى الأسس الواهية التي قامت عليها والى ضعف التبريرات التي تدافع عن صحتها ، ولم أجد أي مصدر علمي مكتوب باللغة العربية تشير إلى هذه الأدلة والى هذه البراهين بشكل مقنع ومرضي وبالمستوى العلمي المطلوب .
(2)إن هذه الفرضية كانت الخلفية الفلسفية للنظرية العنصريةRacism وكان منظّرو النظريات النازيّة والفاشية وفلاسفتهم ومفكروهم يستندون عليها في دعاويهم العنصرية، إذ ما دامت الحياة صراعاً بين الأحياء وأن البقاء للأنسب وللأصح. إذن فأن من حق العناصر البشرية المتميزة «العنصر الجرماني مثلاُ بنظر فلاسفة النازية» السيادة على العناصر البشرية الأخرى. وأستند الذين يدافعون عن تفوق الجنس الأبيض على الأجناس الأخرى « وخاصة على السود» على فرضية التطور ، إذ زعموا أن الأجناس البشرية المختلفة الموجودة حالياً قد تطورت من حيوانات مختلفة وليس من حيوان واحد ، لذا فإن بعض هذه الأجناس أرقى من البعض الآخر.
(3) كانت هذه الفرضية هي الخلفية الفلسفية لما يسمى ب«الثورة الجنسية» Sexual Revolution أو الإباحية الجنسية التي انتشرت في العالم الغربي وفي العالم الشيوعي ... إذ ما دام الإنسان سليل الحيوانات فإن الخلق والضمير والمثل الأخلاقية والعفة ليست إلا خرافة وخداعاً للنفس ، وما على الإنسان إلا إتباع غرائزه تماماً كما يفعل أجداده من الحيوانات. إذن فإن هذه الفرضية – علاوة على عدم صحتها من الناحية العلمية كما سنبرهن على ذلك في الكتاب – إهانة كبيرة للإنسان ونزع للهوية الإنسانية منه ولصق الهوية الحيوانية على جبينه،فإذا تم هذا فليس من العسير تصور الآثار النفسية العميقة التي ستتبع ذلك ، وإن الإنسان ليعجب من الذين يصرون على «حيوانية الإنسان» ثم يستغربون بعد ذلك زيادة حوادث الاغتصاب والجرائم الخلقية الأخرى وانتشار المخدرات وتحلل الروابط العائلية، وزيادة جرائم القتل والسرقة .. الخ . أليس ذلك عجيباً ؟
أليس عجيباً أن توحي للناس بأنهم ليسوا سوى أحفاد حيوانات ثم تتوقع منهم ألا يتصرفوا كحيوانات ؟ وأية مدرسة تربوية تستطيع في ظل الإيحاءات المدمرة لهذه الفرضية أن تربي وترشد أجيال الشباب ؟ وكيف تستطيع ذلك ؟.
(4) إن جميع الكتب السماوية أكدت أن الإنسان من نسل آدم(عليه السلام) ، وهذه الفرضية نشرت الشك والإلحاد في النفوس، لذا فأننا نرى أن الفلسفة الماركسية وجميع الفلسفات الإلحادية الأخرى تتبنى هذه الفرضية بحرارة ، لا لكونها فرضية «علمية» ، بل لكونها تؤيد الأفكار الإلحادية وتقوم بتفسير الكون والحياة دون الحاجة إلى وجود الخالق. أي أن المسألة مسألة «إيديولوجية» مرة أخرى وليست علمية ، وكان (كارل ماركس) من أكبر المعجبين ب ( جارلس دارون ) وقد أهداه نسخة من كتابه «رأس المال» مع إطراء شديد له . لأن (ماركس) رأى في فرضية التطور القائمة على «الصراع وبقاء الأنسب» في عالم الأحياء وكأنها تطبيق لنظريته في «حرب الطبقات » في المجتمع الإنساني .
إذن، فأن فرضية التطور هي أكثر الفرضيات نشراً لليأس والقنوط والشعور بالانحطاط والإلحاد،وأكثر الفرضيات هدماً للنفوس وللمجتمعات وهي أكثر الفرضيات بعداً عن العلم وعن الحقيقة وأكثرها قرباً من الخيال والفرضيات البعيدة عن الواقع ، لذا فلن نكف عن محاربتها وتعريتها ولكن ليس بالأسلوب الإنشائي أو الخطابي أو العاطفي ، بل بالأسلوب العلمي وبالأدلة العلمية ، ونحن على إستعداد للدخول في أي نقاش علمي حول هذا الموضوع في الصحف والمجلات .
فألف وترجم في هذا المجال العديد من الكتب :
(1) دارون ونظرية وتطور: للعالم التركي شمس الدين آق بلوت ،ترجمه عن التركية ، مطبعة الزهراء الحديثة ، الموصل .
وعندما أهدى نسخة من الكتاب الى الدكتور علي الوردي صاحب كتاب (لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث) قال :
( لقد غير هذا الكتاب من أفكاري تجاه التطور ونظرية دارون) .
ويقول الاستاذ في تقديمه للكتاب :
تعتبر نظرية دارون إحدى النظريات التي شغلت العالم ولا تزال تشغله، ذلك لأنها نظرية تريد تقديم تفسير لأصل الانسان، بل لأصل الحياة ونشأتها على هذه الارض، ولا يشك أحد ان هذا الموضوع يهم الانسان كثيراً، فهو يهمه من ناحيتين : من الناحية العلمية ومن الناحية العقائدية.
والذي نراه ان ارتباط هذه النظرية بمسائل العقيدة والإيمان هو الجانب الذي أعطى هذه النظرية مثل هذه الأهمية التي لا نشاهدها في النظريات العلمية الأخرى التي قلما اهتم بها اوساط الناس قدر اهتمامهم بهذه النظرية.
والذي يؤيد رأينا في هذا الموضوع هو محاولات التزوير العديدة التي جرت سابقاً- وقد تكون تجري حالياً- لمحاولة الايهام بصحة هذه النظرية. فعملية التزوير الشهيرة في موضوع « انسان بلتداون » Piltdown Man وعملية الصور المزيفة التي قام بها العالم الالماني « ارنست هانيرش هيكل»(1834- 1919) والتي اعترف بها في مقالته المنشورة في 14كانون اول سنة 1908 والمعنونه ب « تزوير صور الأجنة » ... هي عمليات معروفة في الاوساط العلمية . ومثل هذه العمليات لا نجد لها نظيراً عند أصحاب النظريات العلمية الأخرى سواءً في الفيزياء او في الكيمياء اوفي الطب او في أي علم آخر ، ولا نجدها عند انصار هذه النظريات ومؤيديها .
اذن فهناك أمر آخر لا علاقة له بالعلم هو الذي يدفع بأنصار هذه النظرية الى اقناع الناس بها بأي ثمن كان وبأية وسيلة كانت ، وإن كان عن طريق محاولة جعل العلم أداة للتزوير وللغش .
هذا الامر هو؛ ان هذه النظرية اعتبرت لدى اوساط كثيرة البديل الوحيد لفكرة الخلق ، والتفسير الوحيد في ايديها للحياة دون الحاجة الى الخالق ، وانهيار هذه النظرية لا تعنى إلاّ الاعتراف بالخالق . أي ان هذه النظرية خرجت عن كونها مجرد نظرية علمية وتحولت الى « ايدولوجية » معينة لدى الكثيرين .
وهذا الكتاب يتناول هذه النظرية ويحللها علمياً ويكشف مواطن ضعفها ، ويهدم الأساسين اللذين تقوم عليهما وهما : الصدفة والانتخاب الطبيعي .
ونحب ان نوضح هنا فنقول: ان رد نظرية التطور لدارون لا يستلزم رد عملية التكامل التي سنّها الله في مخلوقاته ، او إنكار حدوثهما في النوع الواحد من الحيوان او النبات ، ولكن هل في الإمكان تفسير هذا التنوع الهائل في النباتات والحيوانات بعملية التطور ؟ هذا ما لا تستطيع نظرية دارون القيام بها .
(2) في نظرية التطور : هل تعرضت لغسيل الدماغ ؟: للعالم الأمريكي البروفسور دوان ت . كيش ، ترجمه عن الانكليزية ، مطبعة الزهراء الحديثة ، الموصل .
(3)النظريات العلمية ونظرية التطور : للعالم البريطاني البروفسور اندروز ، ترجمه عن الانكليزية ، مطبعة الحوادث ، بغداد .
وعن هذا الكتاب يقول الاستاذ اورخان :
والذي دعاني إلى ترجمة هذا الكتيب للعالم البريطاني البروفسور أ.ه اندروز هو ما أراه من خلط بين مفاهيم « الفرضية العلمية» و«القانون العلمي» حتى من قبل بعض الكتاب المعروفين في عالمنا العربي ، ويزداد هذا الخلط عادة عندما يكون الموضوع متعلقاً بنظرية دارون في التطور ، فأنصارها لا يرضون أن يطلق عليها مصطلح «النظرية» وان تعامل على هذا الأساس ، بل لابد أن نعتبرها حقيقة لاشك فيها وان نسبغ عليها صفة «القانون العلمي» وهم بكتاباتهم يعيشون قبل ثلاثين أو أربعين سنة .
لذا فإننا على يقين بأنهم سيصابون بخيبة أمل شديدة عندما يبرهن لهم هذا العالم البريطاني أن نظرية التطور لا تستطيع تجاوز مرحلة « الفرضية العلمية » ، أي أنها لا تستطيع مجرد الوصول الى مرتبة «النظرية العلمية» .
والحقيقة أن هناك ظاهرة غريبة جداً في الأوساط العلمية عند التعامل مع نظرية دارون في التطور ، فهذه النظرية أصبحت من دون سائر النظريات العلمية الأخرى « ايدولوجية » و«عقيدة» لدى أنصارها ومؤيديها، وخرجت عن كونها نظرية قابلة للنقض أو للتصدق إلى « مبدأ » معين . وهذا هو السبب في أن كثيراً من علماء التطور لم يتورعوا عن مخالفة ضمائرهم وخلقهم العلمي إلى حد التورط في عمليات تزوير مشينة في سبيل إيهام الآخرين بصحة نظرية التطور، لذا قاموا بعمليات تزوير لصور الأجنة ، وقاموا بعملية تزوير(إنسان بلتداونPiltdown Man ) وبعملية تزوير( إنسان جاوا Java Man) وبعملية تزوير ( إنسان نبراسكا Nebraska Man ) وفي الشهور الأخيرة كشف ستة من العلماء البريطانيين وضمن مناظرة علمية جادة إلى أن إحدى المتحجرات الآثارية الثمينة في بريطانيا الموجودة في متحف التاريخ الطبيعي ما هو إلا شيء زائف لا يمت إلى الواقع التاريخي بصلة .
ومع أن التطوريين يملكون مثل هذا التاريخ العريق في التزييف والغش ، إلا أنهم لا يتورعون عن الظهور بمظهر حملة مشاعل العلم والناطقين باسمه والمدافعين عن حياضه .
إن جرائم التزييف العلمي الذي اقترفه هؤلاء تفوق في بشاعتها موقف الكنيسة من العلم في القرون الوسطى .
كانت الكنيسة- في الأقل - واضحة في موقفها وصريحة ، وكانت عندما تعارض العلم تعارضه في وضح النهار. أما هؤلاء فقد سمموا أفكار الملايين وراء قناع العلم . زيفوا العلم ... باسم العلم. وقلبوا العلم من أداة موصلة إلى المعرفة والى الحقيقة ، إلى أداة غش وتزوير وتدليس .
موقف الكنيسة أثار ردود فعل عنيفة شاركت فيها مئات من الأقلام الحرة وكانت سبباً من أسباب النهضة الأوربية .
أما عمليات التزوير المشينة التي اقترفها هؤلاء التطوريون فلم تحدث ردود الفعل المتوقعة ، بل كانت خافتة وضاعت في خصم ضوضاء التطوريين ودعاياتهم المكلفة فبقي معظم الناس يجهلونها.
إذن ماذا سيكون موقفنا من نظرية تتوسل إلى التزوير من اجل إثبات صحتها ؟ ألا يحق لنا أن نسلط عليها الأضواء الكاشفة، وان نعريها أمام جميع الأنظار؟ بلى... وهذا ما فعلناه... وما سنفعله إن شاء الله تعالى .
(4)نظرية التطور ليست ثابتة والمادية الجدلية ليست قوانين، (تأليف)، مطبعة الحوادث ، بغداد .
(5)مناقضة علم الفيزياء لنظرية التطور ،( تأليف)، دار الكلمة للنشر ،المنصورة، 2008 .
(6) مناقضة علم الكيمياء لنظرية التطور،( تأليف)، دار الكلمة للنشر ،المنصورة،2009 .
يقول الاستاذ اورخان عن هذا الكتاب :
سيرى القارئ في هذا الكتاب أن نظرية التطور تعلن إفلاسها منذ الخطوة الأولى من فرضياتها، وهي نشوء الحياة عن طريق تفاعلات كيماوية قادتها المصادفات. وسيرى مدى عجز هذه النظرية في البرهنة على هذا الأمر. كما سيرى كيف أن هذه النظرية قائمة على أساس من خيالات بعيدة لا تتسم بأي طابع علمي رصين. فإن لم ينجح التطوريون في إقناعنا بالبراهين العلمية على صحة الخطوة الأولى من هذه النظرية فكيف سنقتنع بما وراءها؟.
إن لم تقم نظرية التطور بالبرهنة على صحة فرضياتها في ظهور الحياة تلقائيا وبالمصادفات العمياء( وهذا هو صلب النظرية، وأهم ركن من أركانها عند معظم التطوريين) فلا يمكن أن تتوقع منا الإيمان بصحة مزاعمها الباقية لأنها تكون قد أفلست من الخطوة الأولى.
(7) سجل المتحجرات يتحدى نظرية التطور : للعالم الأمريكي البروفسور دوان. ت .كيش ، ترجمه عن الانكليزية .
يقول البروفسور الدكتور هنري م . موريس مدير معهد ابحاث الخلق في سان دياغو – كاليفورنيا عن هذا الكتاب :
يعتبر هذا الكتاب من افضل الكتب التي يمكن ان يجدها المرء في هدم الفلسفة التطورية ، فهو يتوجه مباشرة الى ما قيل انه قلب الدليل العلمي للتطور فينسف مركز معقله وحصنه .
ان سجل الحفريات يشكل المحل الوحيد مع او ضد نظرية التطور ، اذ لا يوجد اي شاهد علمي اخر يمكن ان يلقي ضوءاً على التاريخ الحقيقي للاحياء . اما الشواهد الاخرى فكلها عرضية وثانوية ويمكن ان تفسر بشكل افضل من قبل ( نموذج الخلق ) . وما دام الزمن المتاح للمشاهدة والملاحظة الانسانية قصيرة جدا ً ولا يكفي التغيرات التطورية الحقيقية اعتبر من الانواع البدائية للاحياء والانواع الراقية في الوقت الحاضر ، لذا فان السؤال الحيوي والهام هو : هل ان سجل العصور الماضية (المحفوظة حاليا ً بشكل متحجرات ) تبين بان مثل هذه التغيرات حصلت وتمت فعلا ً في الماضي ؟ ام ان الجواب الواضح والصريح هو : ان المتحجرات تقول لا ... إذ لم يحدث اي تطور في الماضي اكثر مما يحدث حاليا ً . وقد تم اظهار هذه الحقائق من قبل الدكتور( كيش ) في هذا الكتاب بكل وضوح وبشكل حاسم ومقنع .
ان الدكتور دوان ت . كيش هو من العلماء المعتمدين الدقيقين . وقد دافع وبنجاح كبير عن فكرة ( الخلق الخاص ) في كثير من المناظرات العلمية الرسمية التي تمت في الاجتماعات التي انعقدت في مختلف الجامعات مع كبار علماء التطور .
(8) تهافت نظرية دارون في التطور أمَامَ العِلْم الحدِيْث ، ( تأليف)، مطبعة الحوادث ، بغداد .
يقول الاستاذ اورخان عن هذا الكتاب :
عندما نلقي نظرة متفحصة على الكتب العلمية التي تتناول نظرية التطور لدارون في مكتباتنا سواء أكانت كتبا منهجيّة تدرس في المدارس وفي الكليّات أم كتباً غير منهجية فإننا نلاحظ ظاهرة غريبة ومؤسفة ، وهي أن جميع هذه الكتب تتناول هذه النظرية من زاوية واحدة فقط . إذ تقوم بسرد الأدلة والشواهد التي ترى إنها في صف هذه النظرية وأنها تبرهن على صحتها دون ذكر الشواهد المناهضة لها (وما أكثرها) ، والأغرب من ذلك أن أكثر الأدلة والبراهين المقدمة من قبلهم هي أدلة وبراهين قديمة طرحت جانباً ونبذت تماماً من قبل الأوساط العلمية في الخارج .
فما السبب في هذا يا ترى ؟
هناك احتمالات ثلاثة حسبما نعتقد لهذه الظاهرة :
(1)الاحتمال الأول: هو إكتفاء مؤلفي هذه الكتب بالمصادر العلمية القديمة ،وعدم متابعة ما أستجد في هذا الموضوع - وهو شيء كثير- وليس من المناسب ولا من اللائق أن يقوم مؤلف بتقديم دليل قديم ثبت علمياً عدم صحته ،وتجاوزه العلم منذ عشرات السنوات، (وكمثال على ذلك دليل الأعضاء الأثرية أو تدرج ظهور المتحجرات أو دليل طير الاركيوباتركس ... الخ ) .
(2)الاحتمال الثاني: هو اكتفاء مؤلفي هذه الكتب بالمصادر العلمية الجديدة التي هي بجانب هذه الفرضية وعدم اهتمامهم بالمصادر العلمية الجديدة التي تنتقد هذه الفرضية أو عدم معرفتهم بوجود مثل هذه المصادر ، إذ انتشرت فكرة خاطئة تماماً لدى الكثيرين من أن الكتب التي تنتقد هذه النظرية كتب غير علمية وكتب جماهيرية ومؤلفة بدوافع دينية . ويكفي إلقاء نظرة على المصادر التي أدرجتها في هذا الكتاب لكي يتبين مدى بطلان هذا الادعاء . وهناك عشرات المصادر الأخرى التي سأذكرها إن شاء الله في الكتاب المفصل الذي أنوي تأليفه لردّ هذه الفرضية ، إذ سأورد فيه آخر التحليلات حول هذا الموضوع. ولكني أعتقد بأنَّ هذا الكتاب سيكون مفيداً لطلاب المدارس الثانوية ولمدرسيهم .
(3)الاحتمال الثالث: لا يتعلق بالبحث العلمي ولا بالمصادر العلمية بل بالايدولوجية ، أي يتعلق بإيديولوجية المؤلف ، فالعديد من المؤلفين ينطلقون في هذا الموضوع من منطلقات ايدولوجية وليست من منطلقات علمية ، فهم يؤيدون فرضية التطور لأنها تتطابق وتتماشى مع فلسفتهم في الحياة ، لذلك فأنهم يتفادون الإشارة إلى أي دليل علمي يناقض هذه الفرضية القريبة من نفوسهم ومن مبادئهم .
بل لا يتورع بعضهم من تزييف الحقائق لإيهام الناس (وإيهام أنفسهم كذلك) بصحة فرضية التطور ، وقد تم حتى الآن خمس عمليات تزييف كبرى في هذا الموضوع منها :
• تزييف صور الأجنة التي قام بها العالم الألماني آرنست هيجل .
• تزييف جمجمة إنسان بلتداون في إنكلترا .
• حادثة تزييف إنسان جاوا .
• تزييف إنسان نبرا سكا .
• عملية تزييف طير الاركيوباتريكس (وهي عملية التزييف الأخيرة التي أكتشفها العالم البريطاني سير فريد هويل سنة 1987) .
بل صرح العالم الألماني أ. هيجل بأن مئات من علماء الأحياء قاموا بعمليات تزييف لمحاولة الإيهام بصحة فرضية التطور وقد صرح بذلك في المقالة التي نشرها بتاريخ 14 كانون 1908.
ومع أن محاولات التزييف هذه تعتبر جرائم خلقية وجرائم علمية ، إلا أنها حقيقة واقعة لا سبيل لإنكارها، والذين يتصورون أن جميع العلماء محايدون وموضوعيون تماماً في طرح المسائل العلمية يقعون في وهم كبير ، فهؤلاء العلماء أناس أيضاً لهم فلسفاتهم المعينة في الحياة ولهم أيديولوجياتهم ومبادؤهم ولا يستطيعون الانسلاخ منها أو الحيلولة دون تأثر كتاباتهم العلمية بمبادئهم وفلسفاتهم في الحياة ،ومطالبتهم بمثل هذه الحيادية التامة هي مطالبة بالانسلاخ عن الطبيعة البشرية وعن الضعف البشري وهو أمر محال .
لذا فقد حاولنا أن نقوم بسد هذه الثغرة في حياتنا الفكرية وبسد هذا النقص فاصدرنا عدة كتب « أكثرها تراجم » حول هذه الفرضيّة ومع ذلك فأننا نشعر بأننا لم نوف بعد هذا الموضوع حقه
(9) حقيقة الخلق ونظرية التطور ، ترجمه عن التركية .
والى جانب هذه الكتب ترجم العديد من الكتب العلمية الى العربية :
(1) الإنسان ومعجزة الحياة ، للدكتور خلوق نور باقي، ترجمه عن التركية،مطبعة الحوادث ، بغداد .
(2) الانفجار الكبير أو مولد الكون ، أميد شمشك ، ترجمه عن التركية، مطبعة الشعب ، بغداد.
(3) أسرار الذرة ، اميد شمشك ، ترجمه عن التركية، مطبعة الحوادث، بغداد.
(4) الايدز: مأساة المستقبل ، ترجمه عن التركية ،من منشورات مجلة الظفر التركية .
(5) الدماغ والنظام العصبي في الإنسان ، للدكتور ايهان صونغور ، ترجمه عن التركية
(6) مذكرات نحلة ، ترجمه عن التركية.
(7) الإيمان من نافذة العلم ، ترجمه عن التركية.
(8) معجزة النحل ، ترجمه عن التركية.
(9) القرآن المذهل: ترجمه عن الانكليزية .
ومن مؤلفاته التاريخية :
(1) السلطان عبد الحميد الثاني حياته وأحداث عهده ،ط1 ، دار الوثائق ، الكويت ،1987 .
ففي بداية الثمانينات من القرن المنصرم عرض الأستاذ اورخان مسودة كتابه هذا على الدكتور علي الوردي ، فأشار اليه بسرعة طبعه ونشره وقال :
(ان عدم نشر هذا الكتاب يعتبر جريمة تاريخية في حق السلطان عبدالحميد الثاني ) .
وأدى الكتاب مهمته في توضيح حقائق متعلقة بالتاريخ القريب للدولة العثمانية كانت محل إبهام أو محل سوء فهم عند الكثير من مؤرخي العرب وذلك بسبب حاجز اللغة، لأن معظم من تصدى في العالم العربي لكتابة تاريخ الدولة العثمانية لا يعرفون اللغة التركية، لذا إما اقتصروا على المصادر العربية في هذا الموضوع وهي مصادر قليلة مع الأسف، أو استعانوا بمصادر اللغة الانكليزية أو الفرنسية، وهي مصادر غير موضوعية في معظمها مع الأسف، وتأثرت كثيرا بمواقف إنكلترة وفرنسا من الدولة العثمانية، وهي مواقف منافسة في السياسة الخارجية، وكارهة للدولة العثمانية. وكانت هاتان الدولتان تخشيان قيام الدولة العثمانية بإثارة المسلمين في البلدان الموجودة تحت الاستعمار الإنكليزي والفرنسي ضد حكمهما، لذا سعتا بكل ما تملكان من أساليب الدعاية إلى وصف الدولة العثمانية بكل مثلبة، وحاولتا كذلك إضعاف الدولة العثمانية بإثارة الأقليات المسيحية الموجودة تحت حكمها والادعاء بأنهما حاميتان لها. وقد انعكس موقفهما هذا على مصادرهما التاريخية وعلى تحاليل كتابها ومفكريها ومؤرخيها. وقد حاول هذا الكتاب علاج هذا النقص بمراجعة المصادر التركية علاوة على المصادر العربية والأجنبية.
(2) سعيد النورسي: رجل القدر في حياة أمة ، شركة النسل ،اسطنبول ،1995.
(3) روائع من التاريخ العثماني ،(تأليف) . القاهرة .
يقول عن هذا الكتاب :
ولا أدعي أن هذا كتاب في التاريخ ، بل هو قصص تاريخية حقيقية ، استقصيتها من كتب ومصادر تاريخية عديدة ، وهذه القصص تكشف العديد من الجوانب النفسية ، ومن العلاقات ، ومن المفاهيم ، التي كانت سائدة في تلك العهود بشكل أفضل مما تقدمه كتب التاريخ ، أي : يمكن عد هذا الكتاب ، لقطات صور قريبة لبعض الشخصيات ، ولبعض الحوادث ، وليس كتاباً تاريخياً يقدم صورة عامة ، وكلية عن عهد معين وتحليلاً له .
في هذه اللقطات القريبة ، تتبين لك خطوط ، وملامح بعض الأحداث وبعض الشخصيات التاريخية بشكل واضح ، وتنكشف لك ملامح الشخصية الإسلامية المتميزة ، التي تكاد لا تجد لها مثيلاً في شخصيات الأمم الأخرى .
(4) قصة حزب الرفاه ،(تأليف)
(5) مقالات في التاريخ ، (تأليف) .
(6) البابا الذي رجم حتى الموت،(تأليف) .
(7) ما وراء الأستار ،(تأليف) .
(8) الدولة العثمانية المجهولة، بالاشتراك مع الاستاذ عوني عمر مترجمة عن التركية.
اما الكتب الفكرية فقد ترجم وألف :
(1) موقف الدين من العلم (عن التركية) ، علي فؤاد باشكيل ،دار الانبار ، بغداد ، 1985 ،
(2) حوار حول القضاء والقدر (عن التركية) ، البروفسور علاء الدين باشار .
(3) حوار حول الحقيقة (عن التركية) ، البروفسور علاء الدين باشار.
(4) حوار بين مؤمن وكافر (عن التركية) ، البروفسور علاء الدين باشار.
(5) تحليل جديد لأفكار فرويد ،(عن التركية) ،الدكتور صفاء صايغلي
وفي تقديمه للكتاب يقول :
هناك نظريات ثلاث أثرت في انسان القرن العشرين تأثيرا كبيرا ،بل أحدثت زلزالا رهيبا في عالمه الفكري والروحي ،وهي النظرية الماركسية لكارل ماركس ،ونظرية التطور لداروين ،ونظرية (او نظريات) مدرسة التحليل النفسي لفرويد 0
لقد تبين مؤخرا ان هذه النظريات الثلاث لا تستند الى اي ا ساس علمي صحيح ،لذا فقد تهاوت الماركسية في معظم أنحاء العالم وتم التخلي عن مبادئها المعروفة واعلن عن إفلاسها على الملأ، وتهاوت أصنامها وأوثانها ، وأصبحت البلدان الشيوعية التي كانت قائمة على أساس هذه النظرية تمد يد التسول الى الدول الرأسمالية ،وتظهر امام العالم أجمع الهاوية الرهيبة التي انزلقت اليها اقتصاديا واجتماعيا منذ محولة تطبيق هذه النظرية عندها والآلام المرعبة التي تجرعتها شعوبها في أثناء سنوات الظلام التي عاشتها في ظل هذا النظام الوحشي لهذه النظرية 0
أما نظرية التطور لدارون فقد ظهرت الادلة العلمية العديدة على خطئها ،واشرنا الى هذه الاخطاء في الكتب العلمية التي قمنا بتأليفها او ترجمتها وان كان كثير من العلماء(الذين استندوا الى هذه النظرية في تبرير الالحاد وفي نشره )لا يزال يعز عليهم الاعتراف بهذا الامر ،ولا يزالون يحاولون بيأس ايجاد المبررات والمعاذير والنظريات الغريبة لكي يبقوا عليها وينقذوها من اجلها المحتوم ولكن لن يكون في قدرة احد الوقوف امام التقدم العلمي وبناء سد امامه لتأخير مصيرها المحتوم 0
والأمر نفسه وارد بالنسبة لنظريات مدرسة التحليل النفسي لفرويد،فقد تجاوزها العلم ، ونشأت مدارس حديثة في علم النفس تناقضها وتخطئها ،او في الاقل تراها نظرية سطحية قاصرة عن الاحاطة بالانسان وعالمه النفسي الغني والواسع0ولكن المؤسفان المكتبة العربية تشكو من فقر كبير في هذا الخصوص ،اذ تكاد تخلو من اي كتاب علمي حديث في تحليل هذه المدرسة النفسية ،ولا يزال أساتذة علم النفس في جامعاتنا يقدمونها وكأنها تملك رصيدا من العلم والحقيقة ،وهذا الامر بحد ذاته مؤشر مهم -ومؤسف في الوقت نفسه -في ان الكتب العلمية الموجودة في مكتباتنا لا تزال تدافع عن نظريات لا تساير التقدم العلمي السريع في العالم ولا تزال تدافع عن نظريات قديمة تجاوزها العلم الحديث بمراحل 0
(6) رسائل إلى مبشر ( تأليف ) ، دار الكلمة للنشر ، المنصورة، 2009 .
يقول الاستاذ اورخان :
وهذه الرسائل رسائل حقيقية تبادلتها مع مبشرين يعملون في إحدى القنوات التلفزيونية التبشيرية المعروفة ( قناةSAT 7 ). وخلاصة قصتها:
أن ابني صفاء ( وهو خريج جامعة وله قراءات جيدة حول الدين المسيحي) أرسل رسالة إلى هذه القناة عارض بعض ما يبث فيها وأشار إلى سطحيتها كما ذكر أمثلة على تحريف الكتاب المقدس( ومن ضمنه الأناجيل) فجاء رد من أحد منتسبي القناة برسالة رقيقة أرفقت معها رسالة طويلة مكتوبة بخط اليد، ومملوءة بالأخطاء النحوية والإملائية ومرسلة إلى شخص اسمه محمد، ولعلهم رأوا أن هذه الرسالة رسالة قوية في الدفاع عن المسيحية وفي التهجم على الإسلام فأعادوا إرسالها إلى ابني.
قرأت الرسالة وقررت إرسال جواب مطول لها. وهكذا بدأت سلسلة من الرسائل المتبادلة بيني وهذه القناة التبشيرية. وعندما زاد عدد الرسائل رأيت أن أجمعها في كتاب مع إضافة بعض الملاحق لعله يؤدي خدمة متواضعة في أمر يحتاج إلى جهود متتابعة.
ولا يظن أحد أننا نعادي المسيحية أو نعادي المسيحيين فنحن نعيش معا منذ عدة قرون بسلام وأمن ومحبة، ولنا أصدقاء قدامى منهم، ولكن يعد هذا الكتاب مجرد دفاع عن النفس بعد أن زاد عدد البعثات التبشيرية في العالم الإسلامي زيادة كبيرة فقد بلغت عدد البعثات الأمريكية التنصيرية وحدها بعد احتلال العراق 27 ألف بعثة في منطقة الشرق الأوسط والبلدان العربية بعد أن كان عددها يبلغ 15 ألفا في الثمانينات. فإذا أضفت إلى هذا العدد البعثات التنصيرية الأوروبية من إيطاليا وإنكلترة وفرنسا وألمانيا...إلخ قارب عددها مائة ألف أو أكثر. إذن فنحن أمام حرب هوجاء تشن علينا من قبل مؤسسات تنصيرية قوية تملك كل شيء...الأموال والصحف والمجلات ومحطات الإذاعة والتلفزيون والمستشفيات والجامعات وشركات الأفلام. وهي توظف كل هذه القوى ضد العالم الإسلامي الفقير في الأغلب والغارق في مشاكله السياسية والاقتصادية. ألا يحق لنا إذن أن ندافع عن أنفسنا وعن عقيدتنا ضد هذه الهجمة الشرسة التي كثيرا ما تستعين بالافتراء على الإسلام وعلى نبيه وعلى كتابه؟.
وترجم من الكتب الأدبية :
(1) السلطان عبد الحميد (مسرحية ) عن التركية
(2) الفرصة الأخيرة (قصص قصيرة) عن التركية
(3) كيسان من الذهب (قصة للأطفال) عن التركية
وترجم كتب العالم التركي محمد فتح الله كولن الى العربية وصدر عن دار النيل في اسطنبول :
(1) النور الخالد محمد صلى الله عليه وسلم مفخرة الإنسانية ،1999 .
ويتضمن :
1 النبي المرتقب.
2 من صفات الأنبياء .
3 عظمة الفطنة في نبوة محمد(صلى الله عليه وسلم) .
4 فن التربية وحل المعضلات
5 الرسول(صلى الله عليه وسلم) قائداً.
6 العصمة النبوية.
7 السنة النبوية.
لا يتناول كتب (النور الخالد) السيرة كسرد أحداث وذكر تواريخ.. بل يتناولها من ناحية فقهها وحكمتها ومعانيها وأسرارها وهذا أصعب ولكنه جهد مطلوب.. وطوال الوقت الذي يكتب فيه كتابه يضع في ذهنه مجموعة من الشباب الذين يستهدفهم بكتابته، وهو أحيانا يتوقف عن السياق الأصلي ليحدث هؤلاء الشباب ويلفت انتباههم إلي معني دقيق يريد توصيله إليهم وبهذا يكون الكتاب تاريخا ودعوة الي الله في الوقت نفسه.
(2)الموازين ، او ، اضواء على الطريق ، 2002 :
هذا الكتاب عبارة عن نظرات في مختلف شؤون الفكر والحياة والمجتمع. وهو يضع أمام القارئ موازين دقيقة في مختلف هذه الشؤون، ويفتح بصره وبصيرته أمام حقائق عديدة قد يغفل عنها وهو في خضم هذه الحياة... وهي حقائق تمثل روح الأمة وفكرها وذاتها وماهيتها، وتحول دون ذوبان الفرد المسلم في تيارات الأفكار الواردة إلينا من الغرب أو من الشرق وتحقق شخصيتنا واستقلال أفكارنا. يقترب فيه المؤلف من هذه الشؤون مرة بنظر العالم، ومرة بنظر المفكر، ومرة بروح الشاعر... ولكنه لا ينسى في أي مرة من هذه المرات أن أبرز صفة عنده هو أنه داعية يدعو إلى الله تعالى على بصيرة، العقل عنده شيء ضروري، ولكنه لا يكفي. فهناك البصيرة النفاذة أيضا، وهي تخطو أبعد من العقل. والعلم ضروري، ولكن الحكمة أرحب وأوسع.
(3)اسئلة العصر المحيرة ، 2002 :
يشير (الاستاذ كولن) إلى إننا لم نستطع تقديم الحقائق بصورة مشبعة لشبابنا··· لقد أهملنا شبابنا وشباب العالم أجمع مع أنهم يحتاجون إلى الرسالة التي نحملها (ديننا الإسلامي الحنيف) كحاجتهم إلى الهواء والماء، وعندما نقارن حالنا مع حال الصحابة الكرام الذين حملوا مشعل الهداية إلى جميع أنحاء الأرض خلال مدة قصيرة، وكذا مع حال وجهود التابعين الذين أتوا من بعدهم يظهر بوضوح مدى كسلنا وجمودنا وخمودنا، لقد كان ديدن الصحابة والتابعين البحث عن القلوب والأنفس المحتاجة إلى الهدى والنور وجعلوا إيصال هذا النور إلى الناس غاية حياتهم، وهذه هي رسالة الكتاب ·
(4)ترانيم روح وأشجان قلب ، 2004:
هذا الكتاب يعالج قضايا إيمانية عظيمة الأهمية بأسلوب أدبي رشيق يستطيبه وينجذب إليه القرّاء مهما كانت مستوياتهم الثقافية والفكرية. ولا شيء من الوصف يصدق على المؤلف كما يصدق عليه وصفنا بأنه روح عظيم حَوَّامٌ فوق عظيم الأفكار بدافع من شرف المحتد، ونبل الخُلق، وطهارة الضمير، وهو كثير الانطلاق إلى مواطن الذكرى من التاريخ الذي ينتمي إليه، حتّى غَدا قلبه غابة شجن وَوَجْدٍ، ودمعه ينبوع حرقة وكمد، يكاد يتمزق عندما يمُرّ على أطلال حضارة كانت يوماً ما ملأ عين العالم وسمعه، أو يُقلِّب صفحات دين مهجور جفاه أهله، ونأى عنه القريب قبل الغريب. وجهل ناسه مواطن العظمة فيه فنسوه وأهملوه
(5) أضواء قرآنية في سماء الوجدان، 2005 .
هذا الكتاب الذي أعطى له عنوان "أضواء قرآنية في سماء الوجدان" هو حول تفسير القرآن. وهو يتناول بعض الآيات -حسب تسلسلها في القرآن- ويشير إلى النكات والدقائق الموجودة فيها. ويتبين من النظرة الأولى أن المؤلف ملم إلماما جيدا بالتفاسير القديمة والتقليدية. ولكننا نرى أنه يفتح مجالات أخرى، ويقدح شرارات ويومض ومضات تفسيرية دون المساس بأي مقياس من مقاييس علم التفسير أو الإخلال به. وهذا هو ما قصده المؤلف عندما جعل اسم كتابه "أضواء قرآنية في سماء الوجدان".
(6)ملامح الجيل المرتقب .
(7)حقيقة الخلق ونظرية التطور .
ورثاه الأستاذ ابو القيم خليل الكبيسي بقصيدة : (طاب الرحيل لربنا الرحمن ) :
نـبـأٌ أقـضَّ مضاجعي مَـن مِـثـلُ نعي العالمِين بامةٍ مَـن مـثـلُ نعي الألمعيَّ ثقافة ذاكَ الـمـهندسُ إن سألتَ أُرومةً مـن آل عـثـمانِ الذين بذكرهم وفـقـيـدنا فرعٌ لدوحة مجدهم عَـبـقٌ تـضوّع مسكه بمعارفٍ بـسـتانُ معرفةٍ ورَوضة حكمةٍ لـيـريـك أنواع المعارفِ زفها فـأجـادَ (أورخـانُ) في تأليفه ورَمـى بـه الإلحاد في تنظيره أبـناء مَسخٍ للقرودِ ب (دارون( وكـذا جموحَ الجامحين وقد أتوا أرداهـمُ فـي خـزيهم وضلالهم فـتـح الـنـوافذ للعلوم جميعها وأبـانَ (أورخـان) في تصنيفه ومـبـشـراً بالخير في إسلامنا وأراه فـي نسج القميص ليوسف يـعـقوبُ إسلامي تصاعدَ حزنه الـنـورُ مـن مُـشكاتنا متلألئٌ نَـسـغُ الـكرام بتركيا متبرعمٌ مـن يـوم استانبول يقرعُ سمعها وأراد طـاغـيـة ليطمسَ معلماً فـأبـى عـلـيه الحقُ إلا عالياً أهـلا ب(أردوغان) يحسم موقفاً طـوبـى رحيلُك يا أُخي مودعاً فـلـقـد نـقلت لأمتي بحروفها بـرسـائـل النور التي في بثها مـن حـسن تزكية يفوح أريجُها لـسـنا بحاجة أن نضيف لكتبنا لـكـنـنا في حاجة قصوى إلى طُـمـستْ بأنفسنا وظل دثارُها فـي حاجة كبرى لكشف غطاءها ولـقـد شربت بترجمان رحيقها طـابـت ثـمارك يا أُخي برحلةٍ فـانعم قرير العين في روضاتها ولـكـم دعـاء الصالحين تلامذاً والله يُـلـهـم مـن أحب سلاوة | ورَمانيوأضـافَ لي حزناً من غـصـتْ بـأنواعِ البلا وتعاني وتـجـرداً لـلـعـلم والعرفانِ جـاء الـجوابُ أرومةُ العثماني شـرفتْ صحائفُ مجدنا الرباني عَبقٌ تضوّعَ مِسك من )أورخان( وبـهـا تَـعّـطرَ جملة الإخوانِ فادخلْ على (أورخان) في البستان عـقـلُ الـمهندسِ روعة البنيانِ بـل سـلَّ سـيفاً قاطعاً عثماني بـكـتـيبة أردت عُمى الشيطانِ بُـهـتـوا بما قد جاء من برهانِ نـظـريـة في الجنس للإنسان لا شـيء ل(فرويد) في الميزان فـإذا بـهـا تـهدي إلى الإيمانِ كَـذِبَ الـمُضل وزوغة العلماني يـأتـي ورغـم فـداحةِ العدوانِ فـي حـكمةٍ .. وبقُدرةِ الرحمن قَـرُب الـبـشير بعودةِ الركبان يَـعـلوا على الناقوسِ والصُلبان ومـبـاركٌ بذرُ )السعيد( مزانِ صـوتُ الآذان بـلـهجة القرآن ويضيعَ لحنَ النصر من عثماني والـشـانـئون بحمأةِ الخُسرانِ ويـزفُ بـشرى النصرِ للإنسانِ بـالـيُـمن .. والإسلام والإيمانِ بـحـراً من الإخلاص والعرفان نـشـرٌ لموتى الروح في الأبدان مـن نـورسي الخير والإحسان كـتـباً بها غصت على الجدرانِ مـن يـسـتـعيدُ كنائز الرحمن فـي حـاجةٍ كبرى إلى الرباني ويـعـيـدهـا للنبعِ في القرآنِ كـأساً دهاقاً جاء من (أورخانِ) مـن عـمـرك المعمور بالإيمانِ بـجـوار بَـر راحـمٍ رحـمانِ فـقـدوك يـا مـصباحنا بأمانِ وذويـكـم بـالـصبر والحُسبانِ | الأحزان