الشيخ إحسان إلهي ظهير

محمد فاروق الإمام

حامل لواء الدفاع عن أهل السنة والجماعة

محمد فاروق الإمام

[email protected]

يعتبر إحسان إلهي ظهير من أبرز وأشهر علماء أهـل السنة والجماعة الذين اشتهر عنهم منافحتهم عن معتقـدات المذهب، الداعية إلى التوحيد الخالص لله ونبذ كل أفعال ومظاهر الشرك من التوسل والدعاء لغير الله، مما جعله في حرب فكرية مع الطوائف الأخرى كالشيعة الإثنى عشرية و الإسماعيلية والقاديانية المنتشرة في باكستان بشكل خاص وفي الدول العربية والإسلامية بشكل عام، ولهذا يجد الباحث في سيرته مؤلفاته الكمّ الكبير من الحوارات والنقاشات والردود التي لا تخلوا من مهاجمة تلك المعتقدات ورفضها ومجابهتها في جميع الأماكن والمنتديات التي كان يتواجد بها.

إحسان إلهي عالم باكستاني من أولئك الذين حملوا لواء الحرب على أصحاب الفرق الضالة، وبينوا بالتحقيق والبحث الأصيل مدى ما هم فيه من انحراف عن سبيل الله وحياد عن سنة نبيه، وإن ادعوا الإسلام وملؤوا مابين الخافقين نفاقاً وتقية.

ولد في (سيالكوت) عام (1363هـ/1944م) ولما بلغ التاسعة كان قد حفظ القرآن كاملاً وأسرته تعرف بالانتماء إلى أهل الحديث.. وقد أكمل دراسته الابتدائية في المدارس العادية وفي الوقت نفسه كان يختلف إلى العلماء في المساجد وينهل من معين العلوم الدينية والشرعية.

حصل إحسان على ليسانس في الشريعة من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وكان ترتيبه الأول على جميع طلبة الجامعة، وحصل على نسبة 91 بالمائة وذلك عام 1961م،  وبعد نجاحه في الجامعة الإسلامية رجع إلى بلاده باكستان، والتحق بجامعة "البنجاب" بكلية الحقوق والعلوم السياسية، وحصل على الليسانس . بعد ذلك استمر في تحصيله الأكاديمي حتى حصل على ست شهادات مجاستير في الشريعة الإسلامية واللغة العربية واللغة الفارسية واللغة الأردية والسياسة من جامعة البنجاب، كما حصل على مجاستير الحقوق من جامعة كراتشي.

كان يقيم كثير من المحاضرات والندوات في الكثير من الدول منها محاضراته في باكستان، والكويت، والعراق، والمملكة العربية السعودية والمراكز الإسلامية في مختلف ولايات أمريكا.

له العشرات من الكتب الفكرية التي تقوم على المناظرة والحجة والدليل، منها:

الشيعة والسنة، والشيعة وأهل البيت، والشيعة والتشيع فرق وتاريخ، والإسماعيلية تاريخ وعقائد، والبابية عرض ونقد، والقاديانية، والبريلوية عقائد وتاريخ، والبهائية نقد وتحليل، والرد الكافي على مغالطات الدكتور علي عبد الواحد وافـي، والتصوف، المنشأ والمصادر: الجزء الأول، ودراسات في التصوف وهو الجزء الثاني، والشيعة والقرآن، والباطنية بفرقها المشهورة، وفرق شبه القارة الهندية ومعتقداتها، والنصرانية، والقاديانية باللغة الإنجليزية، والشيعة والسنة بالفارسية، وكتاب الوسيلة بالإنجليزية والأوردية، وكتاب التوحيد، والكفر والإسلام بالأوردية، والشيعة والسنة بالفارسية والإنجليزية والتايلاندية.

في 23 رجب 1407هـ/24 آذار 1987م في مدينة لاهور الباكستانية كانت تقيم جمعية أهل الحديث ندوة العلماء والتي كان يحضرها جمع كبير من علماء أهل السنة من باكستان وخارجها، وأثناء إلقاء إحسان إلهي ظهير لمحاضرتة انفجرت قنبلة مؤقتة كانت مزروعة في مزهرية بالقرب من العلماء مما أدى إلى إصابته بجروح بالغة وخطيرة وقتل سبعة علماء في الحال لحقهم اثنان آخران متأثرين بجراحهم.

خضع العالم إحسان إلهي ظهير للمراقبة الصحية في مستشفى بباكستان نقل بعدها إلى المملكة العربية السعودية بأمر من العاهل السعودي الملك فهد بن عبد العزيز واقتراح من مفتي المملكة العربية السعودية آن ذاك الشيخ عبد العزيز بن باز, وأدخل إلى المستشفى العسكري بالرياض لتلقي العلاج لكن لم يتمكن الأطباء من إنقاذ حياته وتوفى متأثراً بجراحه في غرة شعبان 1407 هـ/1 نيسان 1987م. ونقل جثمانه إلى المدينة المنورة للصلاة عليه ودفن بعد ذلك في مقبرة البقيع بجوار المسجد النبوي.