سعيد بلال
سعيد بلال
(1349–1426هـ) (1930م–2005)
حسني جرار
* تقديم
* حياته
* صفاته ونشاطه
*وفاته وتشييعه
* شعره
* قصائد مختارة من شعره
تقديم
الشيخ سعيد بلال .. داعية مجاهد .. وأديب شاعر .. ومربٍّ فاضل .. من نشطاء الحركة الإسلامية في فلسطين .. كان له دور كبير في تربية الشباب على الإسلام ، وإعدادهم للدفاع عن وطنهم ، والعمل على استرداد ما اغتصب منه ..
وقد عُرف الشيخ سعيد بمواقفه الوطنية وعمله الدؤوب على وأد الفتنة بين الفلسطينيين ، التي يخطط لها الاحتلال وعملاؤه.
حياته
ولد الشيخ سعيد أحمد بلال ، في قرية طلوزة / نابلس بفلسطين عام 1930م . وتلقى تعليمه في مدرسة طوباس حتى الصف السابع الابتدائي ، وهو خاتمة صفوفها في ذلك الوقت .. ثم التحق بالمعهد الثقافي في مدينة نابلس وحصل على شهادة المحاسبة والعلوم المصرفية .. وعمل مدرساً في مدرسة ياصيد / نابلس .. وبعد عامين ترك الوظيفة وارتحل إلى بغداد ، وعمل موظفاً في الشركات العاملة فيها ، واستقرّ به المقام في مدينة سامراء شمال بغداد مع شركة ألمانية .. وفي سامراء تعرّف على دعوة الإخوان المسلمين ، حيث وجد بها رجالاً لم يكن يتصور أن في هذه الدُّنيا نماذج بشرية بهذا المستوى من الخلق والوعي والاخلاص .. ووجد نفسه واحداً منهم .. ومن هنا كان اهتمامه بالعلوم الشرعية .. فتتلمذ على أيدي كرام الأساتذة في سامراء وبغداد حيث العالم الجليل محمد محمود الصواف ، والأستاذ المربي الدكتور عبد الكريم زيدان ، والشيخ نعمان السّامرائي وغيرهم .. ومكث هناك حتى عام 1956م ، ثم عاد إلى وطنه فلسطين والتحق بجماعة الإخوان في الأردن . وأقام فترة في مدينة جنين أنشأ فيها مكتباً للتدريب على الآلة الكاتبة ( الطباعة ) . ثم انتقل إلى مدينة نابلس ، وأنشأمكتبة صغيرة في خان التجار لبيع الكتاب الإسلامي .. وعمل موظفاً ، إماماً وخطيباً لمسجد التينة في البلدة القديمة ، ثم عمل في وزارة الأوقاف الإسلامية مفتشاً عاماً للمساجد في منطقة نابلس .. وتدرّج في عمله حتى أصبح مديراً عاماً لوزارة الأوقاف في الضفة الغربية .. وفي عام 1999م أُحيل إلى التقاعد ..
لقد عرفت الشيخ سعيد منذ جاء إلى جنين عام 1956م .. ومع أنني ذهبت إلى الطائف في أواخر عام 1957 للعمل فيها مدرّساً ، إلا أنني كنت أزوره في نابلس كلما ذهبت إليها في إجازاتي الصيفية . وبعد عودتي من الدوحة إلى عمان ، كنت كلَّما ذهبت لزيارة الأهل في جنين ، أقوم بزيارته في نابلس .. وكانت آخر زيارة لي في صيف عام 1995 ، حيث زرته في مكتبه بوزارة الأوقاف عندما كان مديراً عامّاً .. وكانت لفتة كريمة منه عندما اتصل بإخوة كرام لم أشاهدهم منذ سنوات طوال ، وأخبرهم بوجودي عنده فحضروا ، وأذكر منهم الأخ الحبيب الأستاذ ناجي صبحة والأخ الحبيب صبحي العنبتاوي .. وفي مساء ذلك اليوم وقبل عودتي إلى جنين زرته في بيته ، وأخبرني أن السّلطات الإسرائيلية أنذرته بهدم البيت .. وقد استمرّ التواصل بيني وبينه إلى آخر زيارة قام بها إلى عمان .
صفاته ونشاطه
كان الشيخ سعيد يتمتع بصفات كريمة محبّبة إلى الشباب ، لما لها من تأثير كبير في نفوسهم ، وخاصة الذين تعاملوا معه وتأثروا به ، فقد كان في حديثه معهم رشيق الأسلوب ، مؤثّراً وجذّاباً .. كان يدعو الشباب إلى الإسلام ، وإلى الدفاع عن الوطن .. ويربي أسرته على الإسلام ، ويغرس حب الوطن في قلوب أبنائه ، ويحضّهم بأقواله وأفعاله .. ومن المفيد هنا أن ندوّن قصته مع أحد الشباب الذين تأثروا به .. ففي مقابلة مع الشيخ حامد البيتاوي روى لي مجموعة من صفات الشيخ سعيد ، ومدى تأثرّه بهذه الصّفات فقال ([1]) :
" الشيخ سعيد داعية عنده بُعْدُ نظر وقُدرة على حُسْن التخطيط للمستقبل .. كان يقوم بجولات دعوية في قرى نابلس ، يُلقي خلالها مواعظ في المساجد ، ويتعرف على الناس وبخاصّة الشباب منهم .. وكان أوّل لقاء لي به في أوائل السّتينات ، عندما كنت في الصف الثالث الإعدادي .. وفي ذات يوم ألقى موعظة في مسجد " بيتا " ، وبعد الموعظة بادر بالتّعرف عليّ ، وطرح فكرة التواصل في نابلس في دار الإخوان المسلمين ، ولم أكن سابقاً أسمع بهذا الإسم فلم أذهب إليهم ..
وفي بداية العام الدراسي الجديد انتقلت إلى نابلس للبدء بالدراسة الثانوية .. وأبدى الشيخ سعيد إهتماماً بالاتصال بي ، فاعتذرت عن زيارته في بيته أو في دار الإخوان ، ولم أذهب لزيارته .. وبعد سنة – أي في سنة 62/1963م – عاود الشيخ سعيد الاتصال بي ، والتقيت به في دار الإخوان .. ومع الأيام توثقت صلتي به وبالإخوان ..
ولما أنهيت الدراسة الثانوية ، أشار الشيخ سعيد عليَّ بدراسة الشريعة ، فدرستها في الجامعة الأردنية ، وتخرّجت فيها عام 1968م ، وعدت إلى نابلس .. وتواصل اللقاء ، وحرص الشيخ سعيد على توجيهي للعمل في المحاكم الشرعية ، من خلال الشيخ جمعة السلوادي قاضي نابلس الشرعي .. وبتوفيق الله تعالى عملت في المحاكم الشرعية الفلسطينية إلى أن وصلت أعلى مراتب القضاء الشرعي في فلسطين ..
وهذه ثمرة من ثمار الشيخ سعيد ومؤشر من مؤشرات بُعْد النظر والتخطيط للمستقبل عنده ..
كان – يرحمه الله – يحرص على صناعة قادة للمستقبل .. فكان يصطحبني ويصطحب غيري في جولاته في فلسطين ، ويعرّفنا بأهم رجالات فلسطين من شتى الاتجاهات .. وهذا كان له أثر اجتماعي فيما بعد " .
ومن أبرز صفات الشيخ سعيد التي ذكرها الشيخ حامد ، ووافقه فيها كثيرون منهم الدكتور حسام عبد الهادي والشيخ نظمي حجة – وأثنوا عليها جميعاً ، وقالوا إنها كان لها أثر واضح في نشاطه :
* إمتاز الشيخ سعيد بالحلم ، وبُعْد النظر ، وحصافة الرأي ، والقدرة على التحمل ، والذكاء ، والحنكة السياسية ، فكان حريصاً على مد الجسور مع المخالفين للإخوان .. ومن أمثلة ذلك حفل المولد النبوي الذي أقامه المجلس البلدي في نابلس في السبعينات .. والذي تمّ بمشاركة جماهيرية من الضفة الغربية والقطاع ، وتحوّل إلى حفل للحركة الإسلامية ..
وكان الشيخ سعيد على علاقة مميزة مع الرئيس ياسر عرفات منذ بدايات الثورة الفلسطينية ، واستمرت حتى وفاته رغم ما شاب العلاقات من توترات .
* وكان يمتاز بالبساطة والكرم – رغم ضيق الحال – فكان بيته مأوى للضيوف من شباب الإخوان وغيرهم ، وكان شعاره : [ لا نبخل بالموجود ، ولا نتكلف المفقود ] .. ويكاد الشيخ حامد يجزم بأنه غالباً ما كان يشاركه ضيف أو أكثر في وجبة غدائه .. ويقول الشيخ نظمي حجة : كُنّا شباباً في دعوة الإخوان ، فلقينا من أهلنا العنت والحرمان من المال ... فكنت إذا احتجت إلى نقود أذهب إليه في مكتبته وأطلب منه مصروفاً ، فيفتح محفظته ويقسم ما فيها مناصفة يبني وبينه .. وهذا مع قلّة راتبه الشهري .
* وكان – يرحمه الله – رجل إصلاح ، يعمل على حقن الدماء على مستوى الأفراد والعشائر والتنظيمات .. فعندما كانت تحدث مشاجرات طلابية بين الحركة الإسلامية والتنظيمات الأخرى ، كُنّا نذهب إلى الجامعات وإلى غزة للقاء وجوه الحركة الإسلامية ، ونعمل على إطفاء نار الفتنة وإصلاح ذات البين مع هذه التنظيمات .
* والشيخ سعيد داعية مجاهد ، كان له دور في نشر الدعوة في فلسطين ، وبخاصة في منطقة نابلس وجنين ، وكان أحد القلائل البارزين الذين جهروا بدعوة الإخوان .. وهو أحد أركان الصّحوة الإسلامية في فلسطين ، وذلك من خلال مركزه كمسؤول في الحركة الإسلامية ، ومن خلال خُطبه ودروسه ، ونشاطه في الندوات والأعراس الإسلامية التي كان يحضرها الآلاف .
* ورغم تحصيله العلمي المتواضع ، كان له دور في نشر الثقافة الإسلامية ، والكتب الإسلامية وبخاصة الحركية منها ، والأشرطة والمحاضرات ، والأناشيد الإسلامية ، والجلباب الإسلامي – وقد كانت زوجته ( أم بكر ) من أوائل من لبس الجلباب في نابلس - .. وكان كل ذلك من خلال مكتبته في خان التجار . وقد سبّبت له المكتبة خسارة مالية ، ومشكلات أمنية في كثير من الأحيان . فكثيراً ما كان يستدعى من قبل الحكام العسكريين والمخابرات ويتعرض للتهديد .. وأحياناً للاعتقال كما حدث في عام 1985م ، فقد اعتقل مدة ( 68 يوماً ) تعرض خلالها للتحقيق عشر ساعات يومياً . وحُكم عليه بالإقامة الجبرية لأكثر من مرّة .
* ولمّا كانت الحركة الإسلامية في المنطقة المحتلة عام 1948م ، نتاج مجموعة من الدّعاة .. كان الشيخ سعيد من أوائل الذين سارعوا بالاتصال بأبناء هذه المنطقة ، هو والشيخ محمد فؤاد أبو زيد ، والشيخ حامد البيتاوي ، والأستاذ ناجي صبحة ، والشيخ أحمد الحاج علي ، فكان لهم دور كبير في نشر فكر الحركة الإسلامية فيها .
وكان إلى جانبهم عدد آخر من الدّعاة الكرام يقومون بواجب الدعوة في تلك المنطقة وفي غيرها ، في مقدمتهم الشيخ محمد أبو سردانة ، والشيخ مشهور الضامن ، والحاج صبحي العنبتاوي ، والأستاذ نبيل بشتاوي ومجموعة من أبناء قطاع غزة وغيرهم من المناطق الأخرى .
* وأخيراً فقد كان الشيخ سعيد رمزاً من رموز الصمود في أرض فلسطين .. وكان له دور كبير في تربية جيل من الشباب ، الذين غرس في قلوبهم حبّ الوطن ..
ولما فكّر شباب الحركة الإسلامية بالجهاد في فلسطين في أوج انطلاق الحركات الوطنية .. كان له رأي آخر فيه الكثير من بُعْد النظر .. ملّخصه أنّ الإعداد العسكري يجب أن يسبقه طول إعداد تربوي .
ومن النشاط المبرور الذي يُسجّل للشيخ سعيد اهتمامه بتربية أسرته ، ومن ذلك انعكاس فكره على أبنائه الخمسة الذين التحقوا جميعاً بالعمل الجهادي .. وسوف نتحدّث عن جهادهم وثباتهم واعتقالهم ، وعن صبر والدهم والسّماح له بزيارتهم في السجن مرة واحدة فقط .. وما كان لتلك الزيارة من أثر على صحته بعد عودته إلى نابلس ، فهناك شبهة بأنه تعرّض للتسمم بطريقة ما .. وسيكون هذا الحديث في نهاية البحث إن شاء الله .
وفاته وتشييعه
كان الشيخ سعيد يأتي أحياناً إلى عمان للعلاج ، وكنت أزوره كلما علمت بوجوده .. وكانت آخر زيارة له في أوائل شهر رمضان المبارك عام 1426 هـ ، وقد اتصل بي وأخبرني أنه قَدِمَ من نابلس لحضور العزاء بمناسبة وفاة ابن عمه ، ولإجراء بعض الفحوصات .. وذهبت إليهم معزّياً في الزرقاء ، وكنت على نيّة سفر إلى الدوحة في تلك الأيام .. ووجدتها فرصة لدعوته عندي مع بعض الإخوة والأصحاب في تلك الليالي المباركة .. فأصرّ على التأجيل إلى ما بعد عودتي من السفر.. وفي ليلة سفري اتصل بي هاتفياً وأخبرني أنه دخل المستشفى وأجريت له عملية وهو بخير والحمد لله .. فقمت بزيارته في المستشفى فوجدته بحالة حسنة .. وبعد زيارة قصيرة ، ودّعته في حجرته ، فأصرّ على الخروج معي إلى المصعد ، وقال: بعد عودتك من السفر سنجلس جلسة طويلة إن شاء الله .. وواصل الحديث طويلاً ، وأحسست بأنه كان يشعر بأن هذا اللقاء ربّما يكون اللقاء الأخير ..
وسافرت مدّة أسبوع ، ثم عدتُ إلى عمان لأجد أمامي خبر وفاة الشيخ سعيد .. يرحمه الله .. ففي يوم الأربعاء السادس عشر من رمضان المبارك 1426هـ الموافق 19/10/2005م ، أُعيد الشيخ سعيد إلى المستشفى وانتقل إلى رحمة الله ...
وقامت الحركة الإسلامية في الأردن بنعيه ، وممّا قالته عنه :
" الشيخ سعيد هو أحد رجالات الحركة الإسلامية في فلسطين .. وكان من الأوائل الذين تولّوا نشر فكر الجماعة في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م " .
وأقامت جماعة الإخوان المسلمين في مقرها العام في عمان مأدبة إفطار لأسرة وأقارب الشيخ الداعية سعيد بلال .. وفي صباح يوم الجمعة 18 رمضان 1426هـ شارك عدد من قادة الحركة الإسلامية إلى جانب عدد كبير من المواطنين في الموكب الذي أوصل جثمان الشيخ إلى الجسر في طريق عودته إلى فلسطين([2]) .
وفي مقابلة مع السيد / حكم الكيلاني – الذي رافق جثمان الشيخ سعيد من الجسر إلى نابلس – ذكر لي مشاهداته فقال ([3]) : " بعد الانتهاء من إجراءات الحدود – التي استغرقت فترة زمنية ليست قليلة – انطلقت بنا السيارة نحو مدينة نابلس .. وفي الطريق وجدنا أعداداً كبيرة من أهالي المنطقة في انتظارنا ، وما أن وصلنا مشارف المدينة حتى وجدنا جماهير غفيرة تملأ الشوارع والساحات المحيطة بها .. ولما توقفت السيارة قام الشباب بحمل نعش الفقيد على الأكتاف ، وطافوا به شوارع المدينة ، وهم يهلّلون ويكبّرون ويدعون للفقيد بالرحمة والقبول ، وعلّو المنزلة في الجنة .. ثم توجّهوا إلى الجامع الكبير في شرق نابلس ، وكانت جماهير المصلين تملأ المسجد والشوارع والساحات المحيطة به .. وكانت خطبة الجمعة لفضيلة الشيخ حامد البيتاوي ، الذي استعرض فيها سيرة الشيخ سعيد ، ونشاطه وجهاده ..
وبعد الصلاة كانت فصائل الحركات الإسلامية تملأ الشوارع ، فحملت النعش واتجهت به إلى المقبرة الشرقية التي تقع شرق جامع الحاج نمر ، ودُفن الفقيد بجوار قبر الشهيد جمال منصور .. وبعد إلقاء كلمات التأبين من الحضور ، وبالهاتف من عدة بلدان ، توجّهت الجماهير إلى بيت العزاء وشارك في العزاء أهالي مدينة نابلس، ووفود كثيرة من المدن والقرى ، ومؤسّسات السّلطة وجميع الفصائل والجامعات .
شعره
سعيد بلال شاعر إسلامي ، بدأ يقرض الشعر في الخمسينات من القرن الماضي، ويلقيه في مناسبات دينية ووطنية ، وفي الاحتفالات والمهرجانات التي تقيمها الحركة الإسلامية في نابلس ومنطقتها ..
نظم شعره في عدد من المجالات .. نظمه في المناسبات الإسلامية ، وفي تربية أسرته على الإسلام ، ونظمه في الدّفاع عن أرض فلسطين التي اغتصبها العدو الصهيوني ، ونظمه في الحضّ على الجهاد والثّبات في أرض الوطن .. ورسم في شعره صورة صادقة لحياة أبناء فلسطين الذين وقفوا في وجه المحتل الغاصب ، وتحملوا الأذى والاعتقال والسّجن والتعذيب ... وفيما يلي مقتطفات من قصائده :
هذا الشاعر المعتزّ بإسلامه المحبّ لوطنه – وحبُّ الوطن من الإيمان – نظم قصيدة بعنوان " أنا مسلم " ، وألقاها في جامعة النجاح بنابلس في أيلول 2002م .. نظم قصيدة حَبَكَ أبياتها من الواقع اليومي لحياة شعب فلسطين في ظل الاحتلال ، الذي يعتقل الشباب ، ويهدم البيوت ، ويصادر الأرض ، ويخلع الأشجار ، ويجرف التربة ، ويتلف المزروعات ..
وشاعرنا في هذه القصيدة يحضّ أبناء شعبه على الصّبر ، والمرابطة في أرض الآباء والأجداد .. ويدعو إلى القوة والإعداد ، والتربية في المساجد ، والانطلاق بعزم وثبات لتحرير الدّيار ، فما أحلى النصر بعد الهزيمة .. يقول فيها ([4]):
أنـا مـسـلـمٌ متمسّّكٌ بكتابي لِـمَ لا يـحـقُّ بأن أقول كفاكُمُ لِـمَ لا أقـاومُ ظالمي بضراوة حقلاً ورثتُ وعشْتُ فيه طفولتي خـلعوا شُجيراتي أمام نواظري قـد أرهـبونا .. قتّلوا أطفالنا قـد جـرّموني في قضاءٍِ جائر قالوا لِمَن هذا الدّيار .. فقلتُ لي أنـعِـم بأشرفِ تهمةٍ نُسبت لنا فـلـتُرهب الأعداءَ شدّةُ عزمنا فـي سـورة الأنفال أوضح آيةٍ فـيـهـا سـلامٌ حافظٌ لحقوقنا إن يـسأل الباغي متى يوم اللّقا وبـآل عـمـران العظيمة آيةٌ إصـبْر وصابر ثم رابط واتّقِ | وأنـا الـذي نهب العدوُّ نـهباً لأرضي واعتقال شبابي حـتّـى وإن زاد اللئيم عذابي وضعوا عليه يداً فطار صوابي لـم يكفهم قهري عن استجوابي مـن غير ما سبب من الأسباب بـل قرّروا قبل السؤال عقابي قـالوا .. فأنت المسلمُ الإرهابي هـي آيـةٌ مـكـنـونةٌ بكتاب مـن عسكر الطاغوت والأذناب لـنـعـدّ قـوّتـنا وكلّ ركاب إذ كـلّ شـيء عـندنا بحساب فـي سورة الإسراء خيرُ جواب هـي مـرجـعٌ للمسلم الأوّاب يـكـن الـفـلاح مُزيّناً بثواب | تُرابي
وبعد أن يتحدث شاعرنا عن المزيفين المتاجرين بالقضية ، الذين انحرفوا بها عن النهج الرّباني .. يدعو أبناء أمته إلى عدم اليأس ، فالنصر قادم إن شاء الله ، فيقول :
لا تيأسوا إن جاءَ فجرٌ كاذبٌ فالماء يُسبقُ تارةً بسراب
والنّصر يحلو بعد مُرِّ هزيمةٍ فلْننطلق من جانب المحراب
ولشاعرنا قصيدة بعنوان " مذبحة الحرم الإبراهيمي " كان قد نظمها عندما حدثت المذبحة في مدينة الخليل ، وذُبح فيها 41 شهيداً من المصلين في ليلة جمعة ليلة النصف من رمضان في صلاة الفجر .. وألقاها في ذكرى هذه الكارثة في رمضان سنة 1995 م ، وقال فيها ([5]) :
قـالوا لُجين الدّمع وهو كـلّ الأنام تضيق في أحزانها كـلّ الطّيور تبيتُ في أكنانها ودمـاؤنا مهدورة في موطني يـا أُمّـة الإسلام أين سلاحكم هل بعتُمُ مسرى النبي صراحة | عقيقُوعـلـيَّ يُـغمى تارة وأفيقُ إلاّ أنـا فـالحزنُ فيّ يضيق أمـا أنـا فـنصيبي التعليق وبمركبي وسط البحور غريق قـد قُـطّعت أوتارنا وعروق إنْ كـان نومُ مخدّرين أفيقوا |
وله قصيدة نظمها في ذكرى حرب حزيران واجتياح القدس ، قال فيها :
هـذا حـزيران المآسي قد دَنا ذكرى سقوط القدس أقدس بيعةٍ مِنْ ساحة الأقصى الأسير براقُهُ الله بـارك قُـدسـنـا بـكتابه أشَـهِدْتَ يا شهر المآسي نكبةً | لـيُـعيد ذكرى نكبة حلّت مـعراج أحمد للأعالي من هنا بلغ السماوات العُلى بلَغ المُنى وتـباركت مِنْ حوله أرضٌ لنا أو نـكـسةً حلّت بفعل حروبنا | بنا
ولمّا قام الجيش الإسرائيلي في الشهر التاسع والعاشر من عام 2004 باجتياح قطاع غزة ، نظم الشيخ سعيد قصيدة بعنوان " اجتياح غاشم لغزة هاشم " حيّا فيها آساد غزة وأشبالها الذين ثبتوا في الدفاع عن بلدهم ، ووثبوا على الغزاة وردوهم على أعقابهم .. وقال في قصيدته :
هـذا لـعـمـرك عامٌ فيه في كلِّ عام لنا في القدس مجزرة أمـا الـجهادُ ففرضٌ نحن نعرفه كـالـصّـوم يعقُبهُ عيدٌ بلا فرح آسـادُ غـزة والأشـبال قد وثبوا أمّـا (الأبـاتشي) أذلّ الله قائدها فـهـو الجبان بما يلقيه من حمم قَـتْـلُ الطفولة من وحش بطائرة إنْ راعَهُ الشبلُ في الميدان فرَّ إلى جـيْـشُ الـدفاع عرفنا سرّ قوّته شعبٌ البطولة يا شعبي بني وطني | تنكيدُسـبعٌ عجافٌ مضت قتلٌ يُـرادُ لـلـنـاس إذلالٌ وتـعبيدُ والـحـربُ نـتقنه طعنٌ وتسديدُ والـنّـصـرُ نرقُبهُ أنْعِمْ به عيد نـحـو الجنود وللجولات تجديد طـارت صواريخه في الجو تبديد فـوق الـصّـغار وأشياخ مقاعيد هو ابن أفعى وقُلْ إن شئت عربيد دبّـابـةٍ يـخـتفي فيها الرّعاديد أن لا يواجه في السّاحات صنديد أنـتم حُماةُ الحِمى بل أنتم الصّيدُ | وتشريدُ
ولمّا أُقيم حفل تأبين للداعية الإسلامي المجاهد الأستاذ ناجي صبحة في حرم جامعة النجاح الوطنية بنابلس في 27 / 7 / 2004م ، شارك الشيخ سعيد بقصيدة رثاء لصديقه ورفيق دربه الأُستاذ المربي " أبو أسامة " بعنوان " في رثاء الداعية المربي ناجي صبحة " ، قال فيها :
بـكيتك يا أخي ورفيق فـهل يرضيك أن أبقى وحيداً إذا اشـتدّ البلاء دعوت ناجي بـحكمة شيخنا النّاجي نجونا وآمـالٍ لأمـتـنـا صـنعنا صـحـبتك داعياً تدعو لحكمٍ لـتـبـقى راية الإسلام تعلو | دربيلـنصف القرن في ودٍّ ولا أجـد الحبيب أخي لجنبي لـيـسـعفنا برأي دون عيب وأشـواكٌ أزلـنـاهـا وربّي سـلـكـنا للمكارم كلّ درب بـشـرع الله مـبتهلاً لربي على الرّايات من عجمٍ وعربِ | وحُبّ
وفي أيلول من عام 2002 م سأله أحد الوزراء الفلسطينيين فقال :
لماذا لا تشاركون في الوزارة وتأخذون حقكم في الاستمتاع بالمال والجاه وخدمة أنفسكم وإخوانكم ؟ فكتب قصيدة بعنوان السعادة الحقيقية وضّح له فيها معنى السعادة .. وقال فيها :
سُـئِلتُ هل المنام على ولـعب النّرد في حُمر الليالي فـقُـلْتُ علام هذا يا صديقي فـمـا تلك المفاتن لي طريقاً رغبتُ العيش في جمع شريف مـع الـشّـبـان آمـال كبارٌ حـيـاتـهم جهاد الكفر دوماً * * * وربّـك مـا السّعادة في طعام ولا بـفـنـادق لنجوم خمسٍ ولا أرضـى ثـراء من حرام وأقـنـعُ فـي لقيمات حلال فـإن لعبَ الهوى يوماً بنفسي فـإنْ رُمـتَ السعادة يا رفيقي | الوثيروشـرب الرّاح مع جمع أيُـسـعِـدُ فـي قليل أو كثير ومـا قـدّمـت لـليوم الأخير ولا يـرضى بها أبداً ضميري مـع الأبطال في الحيّ الفقير لـهـم هدف يحقق في النفير وتـضـحية الشهيد أو الأسير * * * ولا بـالثوب ينسج من حرير ولا بـمـسـابح الماء الوفير ومـا فـكّرتُ في عمل حقير وأرضى بالمنام على الحصير سأزجرها .. ألا يا نفس سيري عـلـيـك بـمنهج الله القدير | غفير
وللشيخ سعيد ديوان شعر مخطوط جمع فيه عدداً من قصائده ، منها قصيدة في رثاء الشيخ أحمد ياسين بعنوان " ما زال فيك بقيّة " ، وقصيدة في رثاء شهداء الحرم الإبراهيمي ، وقصيدة في ذكرى غزوة بدر الكبرى ، وقصيدة بعنوان " عبر الأثير " .
قصائد مختارة من شعره
القصيدة الأولى : معاناة .. وأمل ( 1 ) .
القصيدة الثانية : معاناة .. وأمل ( 2 ) .
القصيدة الثالثة : رسالة .. وجواب .
تقديم
الشيخ سعيد بلال .. داعية مجاهد ، وأبٌ فاضل .. أمضى سنوات عمره في تربية جيل من المجاهدين .. كان يزرع أشجاراً شامخة كقلعة تربض وسط بحر من المحن والآلام .. وينسج مع زوجته الفاضلة " أم بكر " فصول حكاية عائلته الصغيرة بصبرهما وثباتهما على الدّرب .. فكانا رمزاً من رموز الصّمود في أرض الوطن ..
وهذه القصائد الثلاث التي نقدّمها تحكي قصة أسرة فلسطينية مجاهدة معطاءة.. دفعت فاتورة العزّة والكرامة عن شعب أعزل لا يملك إلا الإيمان بقضيته العادلة .. أبت هذه الأسرة إلا أن تقدّم أبناءها الخمسة أسرى في سبيل الله ... وأهدت الوطن أغلى ما تملك .. صقوراً أبيّة لا تعرف الانحناء إلا لله .. تلك هي عائلة الشيخ سعيد بلال .. التي رسمت أروع لوحة .. تخايلت في جنباتها ألوان التضحية والكفاح..
وليس بغريب أن يقدّم الشيخ سعيد أبناءه الخمسة .. فهو نفسه تعرّض للسجن عام 1980م ، وتعرّض للعقوبات الصهيونية الحاقدة ، كالإقامة الجبرية لفترات طويلة لأنه يربي الأجيال على المقاومة والفداء .. كما تعرضت مكتبة الشيخ للحرق والتدمير ، وهذا ليس غريباً على من حرق المسجد الأقصى ومصاحف القرآن الكريم في المساجد .
ولقد تشابكت قصة حياة هذه الأسرة الأبيّة ، ما بين اعتقال وآخر لأبنائها .. يخرج أحدهم ليدخل الآخر .. وكان الفصل الأول باعتقال الابن عثمان في عام 1993م.. وكانت بداية المشوار له ولإخوانه .. وبعد خروجه من السجن تعرض لمحاولة اغتيال في منطقة دوّار نابلس ، نجا منها بأعجوبة . .فكان القدر يخبئ له محنة أعظم .. الحياة خلف قضبان السجون .. وهو يمكث اليوم في سجن عسقلان بعد أن حكم عليه بالسجن المؤبد ، وما زال مثالاً للبذل والعطاء .. وهو الابن البارّ بأمه الحنون " صانعة الرجال " .. يسطر بأنين قلبه رسائل الشوق والمحبة .. فقد كتب عثمان رسالة إلى والدته بعد أن استمع إلى صوتها الحنون في برنامج " رسائل الأهل إلى المعتقلين " والذي يُبَثُّ عبر الإذاعة الفلسطينية ، فكتب لها بتاريخ 17/10/1998م كلمات يقول فيها :
" إنّ حقك عليّ أكبر من كبير .. ولأني أصغر من أن أوفيك حقّكِ .. أُداري عجزي بالكلمات .. وأستر تقصيري بعبارات تمتزج آهات الشّوق فتخرج حرّى .. من قلب مكلوم .. أعيته آلام البعد وَصَلَته نيران الحنين .. أذكتها دموعك وعبراتك الطاهرة التي طالما ترقرقت على شبك الزيارة البغيض فانسكبت على جراح القلب فأثارتها .. لتستجيش مشاعر ما كان لها أن تهدأ يوماً ..
أُمّي .. لا أجد أجمل من هذا الاسم أناديك به ، ولا أعلم .. ولأنه من المستحيل حقّاً أن تترجم كلماتي بعض مشاعري .. أترك قلمي يائساً !! غير أنّ صوتك الذي سمعته قبل قليل من المذياع .. كان في نبرته ما فضح دمعاً حاولْتِ إخفاءه .. فاستحثّت تلك النبرة قلمي لأخطّ هذه الكلمات علّها تسكن وجع القلب .. وما كان ذلك .
أُمّي .. هذه ضريبة العشق المقدّس الذي أرضعتني إياه منذ لحظات عمري الأولى... هي فاتورة الحبّ الأبدي الذي غرستيه فيّ على طول سنوات عمري .. جميل أن ندفعها بلا دموع .. رائع أن نسمو فوق الجراح نضغط عليها ونبتسم .. عيوننا ترنو إلى الأفق .. ترقب الفجر .. وكلّها أمل .. مع خالص الحبّ .. عثمان " .
أمّا معاذ .. فهو معتقل في سجن نفحه الصحراوي ومحكوم عليه 26 مرة مؤبد بالإضافة إلى 25 عاماً و24 شهراً , كما جاء في حيثيات الحكم الجائر الذي أصدرته المحكمة العسكرية الصهيونية ، وذلك لزرع اليأس في نفس كل من يقاوم المحتل .. ولكن أنّى لمن انتهج الإيمان درباً وأنار قلبه أن ييأس .. فرغم الألم والمعاناه يبقى الصمود والثبات ...
وفي رسالة بعثها معاذ لوالدته بعد خروجه من زنازين الجلمة يزيّن التحدي والإصرار كلماته فيقول فيها :
أمّـاهُ إنّـي عـائـدٌ سـيزولُ ليل الظالمين بأرضنا هـذا بـيـانٌ لـلأنام جميعهم آياتُ ربّي في الكتاب صريحةٌ مـن وحي إيماني أخطُّ رسالتي روحـي تتوقُ إليكمُ أهل الوفا إنّ الـلـقـاءَ مُؤكّدٌ لا تيأسوا كم قد سعِدْتُ بذكرِكمُ في خلوتي | فـترقّبيفـالـفجرُ آتٍ لا محالة كالقدرْ ويحلُّ سِلْمٌ في البوادي والحضر مـن عند خالقهم فهل من مدّكر النّصرُ وعدٌ والجنانُ لمن صبر فاعْقِل أُخَيَّ رسالتي ثم اصطبر والرّوحُ تأبى أن تذّل وتنحصر والـيأسُ مرتعُهُ وخيمٌ مستطر يـا شطرَ قلبي إنكُم أحلى قَدَر |
وأما اعتقال علي الابن الأصغر للشيخ ، فقد كان له الأثر الأكبر في زيادة معاناة الأسرة .. إذ لم يشفع له فقدانه للبصر وكونه كفيفاً عند الصهاينة الذين اعتقلوه وأصدروا عليه حكماً بالسجن مدة عشر سنوات .. والتهمة الموجهة إليه أنه أحد صانعي المتفجرات !! وكيف للكفيف أن يصنع المتفجرات ..
اعتُقل علي بعد شهر واحد فقط من زواجه .. حيث سعت الأسرة لتزويجه مبكراً علّه يجد من يساعده في قضاء حوائجه .. ويزيل عنه هموم الوحدة مع فقدان البصر وغياب الإخوة في السجون .. وهو الآن يصارع الجلاّد والمرض في سجن عسقلان حيث يعاني من مرض في المعدة ..
ورابع هؤلاء الصقور هو عمر الذي تعرّض للاعتقال في عام 1995م .. وأُعيد اعتقاله في عام 2003م .. ليكمل الطريق مع إخوانه خلف القضبان ..
ورغم المعاناة التي فرضها الاحتلال لتضاف إلى مرض الشيخ سعيد بالسرطان ، والأم بأمراض القلب .. ووقوع بكر الابن الأكبر للشيخ في الأسر بتاريخ 15 / 10 / 2003 م بعد أن ذاق عذابات السجون في سنوات سابقة .. وانتظاره حكماً كبيراً ظالماً.. لا يرى الشيخ سعيد في أسرته أمراً غريباً عن شأن الأُسر الفلسطينية التي تدفع ضريبة المقاومة ورفض الاحتلال ..
وتبقى عائلة بلال صامدة رغم الأيام العاتية ، والليالي الحالكة .. تمتهن فن العطاء .. وتنتظر أن يحين الميعاد لتلاقي الأرواح من جديد .. ويأتي أوان تجتمع فيه القلوب([6]) ..
ومنذ اعتقال أبناء الشيخ سعيد حرصت سلطات الاحتلال على حرمان والدهم ووالدتهم من رؤيتهم ، وأصدرت المحكمة الصهيونية قراراً بمنع والديهم من زيارتهم جميعاً ، ولم يسمح لهما بلقاءٍ واحد طوال سنوات اعتقالهم ..
وخلال جلسات محاكمتهم ، أظهر الأب والأم رباطة جأش أذهلت الحاضرين في قاعة المحكمة ، وقابلت " أم بكر " – التي باتت معروفة بـ " أم الأسرى " – القاضي الصهيوني عندما قال لها : يجب أن أحرق دمك على أبنائك فهم "مخربون".. فردّت بابتسامة ساخرة وقالت : " هم فداء للوطن " . ولم تُظهر ضعفاً أمام قاض آخر قال لها عندما نطق بالحكم على الابن الأصغر عبادة : " لا يحقّ لأم مثلك أن يكون لديها أبناء يكفنونها عند الموت لأنك أنجبت خمسة " إرهابيين " ، ودولة إسرائيل ستحرص على حرمانك من رؤيتهم لآخر لحظة في حياتك .
وقد صدرت على أبناء الشيخ سعيد " القسّاميين الأربعة " معاذ ، وعثمان ، وبكر ، وعبادة ، أحكام زادت على ( 700 ) عام بتهم تتراوح بين عضوية حركة حماس ، وحيازة أسلحة ، والتخطيط لعمليات استشهادية ، وتنفيذ هجمات مسلحة ضد قوات الاحتلال .. وكانت سلطات الاحتلال قد أفرجت عن شقيقهم الخامس عمر..
وقبل وفاة الشيخ سعيد بأشهر قليلة سمحوا له بزيارة أبنائه ورؤيتهم لعدة دقائق .. وفي أجواء مؤثرة ، ضمّ الشيخ أبناءه الأربعة المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي إلى صدره لأول مرّة منذ عشر سنوات كان خلالها ممنوعاً هو ووالدتهم من زيارتهم بقرار من سلطات الاحتلال ، ليتحقق الأمل الذي عاش سنين طويلة ينتظر تحقيقه .
وقد وافقت سلطات الاحتلال على طلب محامي الشيخ ، التقاط صورة له مع اثنين من أولاده وهم داخل المعتقل ، فيما لم يسمح لوادتهم بالاقتراب منهم واكتفت برؤيتهم من خلف الشّبك والقضبان حيث ردّ مسؤولوا السجن على طلب المحامي السماح للأم بتقبيل أولادها الذين لم تراهم منذ عشر سنين بالقول :
" إنّ أمامها أربعة شهور أخرى حتى تبلغ الستين وبعدها ربّما يسمح لها بذلك "([7]) .
ونختم هذه المقدّمة بأبيات شعر صادقة تنبض من قلب مفعم بالإيمان يحملها الوالد إلى فلذات كبده .. أبنائه الخمسة ، فيقول :
نـجـمٌ خـماسيٌّ أضاء هـذا عـلـيٌّ أو عـبـالدة إنّه رغـبَ الرُّجولة مركباً يعلو به عـثـمـانُ قدوته وقدوة غيره ومـعـاذُ لا يـخشى لقاء عدّوه عـمـرٌ لـعـمري قائد لرفاقه ومـثـابـرٌ لا ينثني عن عزمه سل في مجدّ و كيف كان صموده لا تـعـجبوا فأخوهمُ بكرُ الذي فـأعـدّ جـيلاً من شباب محمّدٍ | بلاديبـسـهـولـها وجبالها والوادي مـن أكـرم الأشـبال والآساد آمـالـه تـسـمو إلى استشهاد لا يـنـحـني من سطوة الجلاد بـل مـغرمٌ بالطّعن في الأكباد قـد سـاسـهم في حكمة وسداد وعـن الـطريق وكثرة الإجهاد تـعـرفـه من خصم ومن أنداد جـعـلـوه مسؤولاً عن الإعداد سـيـواجـه الأعداء يوم جهاد |
وفي عام 1995م توجّه الشيخ سعيد وزوجته " أم بكر " إلى عمان في رحلة علاج.. وكان اثنان من أبنائهما في المعتقل .. وفي فترة العلاج التي قضياها في عمان قامت السلطات الإسرائيلية باقتحام بيتهم في نابلس واعتقلت اثنين آخرين ، فصار في المعتقل أربعة من الأبناء .. وبقي الابن الخامس " الضرير " لوحده في البيت .. وكان اليهود قد قرّروا هدم البيت ..
ولما عاد الشيخ وزوجته إلى نابلس نظم قصيدة بعنوان : "معاناة .. وأمل (1)"، يخاطب فيها زوجته في بيتهم ، ويذكر فيها أحوالهم في الفترة الماضية ، والأحوال التي صاروا إليها فيما تبعها من أيام .. ثم نظم قصيدة ثانية بنفس العنوان .. فإلى القصيدتين :
أبيات القصيدة الأولى
=========================
- 1 -
يـا شِعرُ أنت عصارةُ الوجدان
وهـديـةُ الإنـسان من إبداعه
يا شعرُ هل أرَّخت عن أخبارنا
صوراً عن الأجرام في حاراتنا
فـأجـابني الشّعرُ الحزين بلهفةٍ
قـد أنـطـقتهم شدّةُ الظلم الذي
مُـلئت جبال القدس باستيطانهم
قـد كـان فوج واحد يكفي لها
ووقـفـتُ مشدوهاً وقلبي فارغٌ
فـالـبيت كان يضاء من أبنائه
ضـاقـت بهم جنباته في بهجة
والأم تـفـخـر إذ ترى أنجالها
قـل أربـع ولـهم أُخَيٌّ خامس
عـالجتُها حتى يئستُ من الشّفا
هـو طـالـبٌ مـتفوق بذكائه
قـال الفتى دعني أعيش مسالماً
حـمداً لربي إذ أُصبتُ بناظري
هم قوتي هم عزوتي هم ناظري
فـارقـتهم بل أُبعدوا في قسوة
مَنْ لي سواهم غير شيخ صابر
يـا لائـماً ضعفي وقلة حيلتي
أتـلـومـنـي بعد الذي عانيته
ربّـاه خـذنـي فالحياة مريرةٌ
لا (بكر)يأخذ في يدي إن أظلمت
(عـمر) يساق مكبلٌ يا حسرتي
أبـتاه هل إن متّ أحظى باللقا
* * *
مـهـلاً بُـنـي فهذه أوهامكم
لا تـنـسَ أن الله عـدل دائـم
إن ضـاقت الدّنيا فقل يا خالقي
رِزقُ الإلـه مـقـدّر لـعـباده
حـاولت عيني أن تجود بدمعة
يـا شعر إنك دمعتي في محنتي
فـلجأت للشعر المرير أصوغه
يـا شـعـر تلك بداية لحكايتي
قد ضاق بحر الشعر في أحزانناورسـالـة الـتـاريخ للأزمان
وجـمـال حـكمته إلى الإنسان
هـلاّ رسـمـت بريشة الفنّان
ومـمـارسات الظلم والطغيان
يـا صاح إسْمع منطق الخرسان
قـد جـاوز الـجلمود بالصّوان
لـم تـنـتفع من كثرة التيجان
لـو كـان فوج كتائب الإيمان
ومـشـتّـت الأفكار والأذهان
نـعـم الشّباب الغض كالريحان
والـبـيـت كان كحبة الرّمان
هـم خـمسة من خيرة الشبان
قـد زاد بـلـوى ضعفه عينان
قـال الـطـبـيب دعوه للمنّان
نـال الـرّضى ومحبة الأقران
فـي أسـرتـي وتلاوة القرآن
لـكـنّ تـعـويض الإله أتاني
هـم كـل شـيء إنهم إخواني
والـدّمـع من عينيَّ أحمر قاني
والأُم عـانـق حـزنها أحزاني
وتـدفـقـاً لـلدمع من أجفاني
بـمـرارة مـا كـان بالحسبان
ربّـاه عـفـوك هُدِّمت أركاني
سـبل الحياة ولا (معاذ) رعاني
لا أرتجي الإسعاف من (عثمان)
مـع إخوتي في جنة الرضوان
* * *
ووسـاوس توحى من الشيطان
واهـدأ بـنـيّ فـيسرنا رباني
رحـماك يا ذا الجود والإحسان
سـبـحـانك اللهم من نقصان
لكنَّ دمعيَ في الخطوب عصاني
وذخـيرتي المثلى لدى الأشجان
ألـم الـشَجيِّ يصاغ من ألحاني
هـلاّ شـهـدت بداية الطوفان
فـافـتح إلى الطّوفان بحراً ثان
أبيات القصيدة الثانية
=========================
- 2 -
يـا أُم غـفرانِ سوء الحال أعياني
يـمـنـاك تحضن بدراً دونه سحب
لا تُـطـرقـي هكذا والرأس مسدلة
يـا أُخـتَ علانِ هل أرضعتهم لبناً
يـا أُمَّ أربـعـةٍ كـنـا نـداعـبهم
فـي كـل أمـسـية كانت سعادتهم
كـنـا نـوفـرهـا إذ كـان قيمتها
قـد زادنـي الله مـن خير ومن نعم
لـكـنّ مَـهْـبطَ وحي الله محتجزٌ
هـذا الـمـكـان له قدسيةٌ فرضت
قد أشعلوا النار في الأقصى وما فتئوا
هـدم الـبـيـوت وقتل في مرابعنا
هذي حقوقيَ في أرضي قد اغتصبت
وإن تـألـمـت من أفعالهم غَضِبَتْ
هـذي حـقـيقة فولي لست مفترياً
قـال الـشّـبـاب ألا أمـاه يا أبتي
هـيا اتركوني فمرّ العيش أطيب لي
ومَـنْ أراد لـقـاء الله يـتـبعني
هـذي الـحـيـاة بِذُلٍّ لا تليق بنا
ربـيـتـماني على حبّ الجهاد فتىً
وكـفـكـفـوا الدّمع فالدنيا مطلقتي
أنـا الـشـهيد وإن لم ينتهي أجلي
لـسـت الوحيد فعندي ناصر وكفى
نـحـن انتصرنا على الدنيا وزينتها
* * *
كـلا بَـنَـيَّ فـلا يـأس ولا جزعٌ
لـئـن تـغـيّـب يا أبناء واحدكم
قد غاب يوسف عن يعقوب فانتبهوا
بـئـر مـعـطـلة ألقوا الغلام بها
فـالـذئـبُ مـتهمٌ في سوء فعلتهم
دار الـزمـان فـصاروا ركّعاً لأخٍ
الـغـدر طَـبْـعُـهُم والذُّل ديدنهم
غـيابت الجُبِّ ضجت من مكائدهم
يـا صـبـر يعقوب ما زلنا نلوذ به
مـلـيـار عبدٍ ولا تُرجى شفاعتهم
عـاد الـتـتـار وهـولاكو يقودهم
يـا مصر يا شام يا أتراك يا عرب
الـغـرب فـرّقـنـا والحقُّ وحّدنا
أيـن الـخـلـيفة يُحيي مجد أمتنا
هـذي مـواعـظ إيـمـان توحّدنا
هـذي مـواعـظ إيـمـان تـثبتناهـاتـي القراطيس أطليها بأشجان
سـوداء تـخـفي جمالاً فيكِ رباني
كـفـاكِ صـمتاً فقد هيّجت أحزاني
أم أُرضـعـوا مـعـه آيات قرآن
كـانـت لنا معهم ساعات رضوان
إذ كـان مـطـلـبهم ألعاب صبيان
فـي سـوق حـارتنا قرش وقرشان
فـضـل الإلـه لـعمري دائم داني
مـسـرى الـنـبي وأَيم الله أبكاني
فـكـان مـن حقدهم حرقٌ بنيران
تـخـطـيـطهم دائماً تتبير بنياني
مـستوطن غاصبٌ في أرضنا راني
يُـراد مـنّـي فـوق الأرض فداني
كـل الـعـواصم كل الكفر عاداني
هـلاّ يـليق بنا أن نكرم الجاني ؟!
لا أرتـضـي تـرفـاً فالله نـاداني
هـل تـألمون وعين الله ترعاني؟!
فـقـد عـرفت طريقي نحو رحمان
فـالـمـوت أكرم في ساحات ميدان
لـمـا بـلـغـت أشدّي لا تلوماني
وجـنـة الـخـلد بعد اليوم عنواني
فـالـسـجن والقبر يا أماه صنوان
عـندي الرجال أسود خلف قضبان
فـلا مـجـال لـذلّ أو لـخـذلان
* * *
فالله يـحـفـظـكـم يا خير ولدان
هـابـيـن أظـهـرنا آلاف عثمان
كـي لا يـكـرر مكر القوم من ثان
وَلْـيَـبْـكِ والـدهم ، تبيضُّ عينان
دم الأكـاذيـب مـخـلوط بقمصان
قـالـوا تـفـتـت في أمعاء ذؤبان
سـوءٌ تـآمـرهـم فـي كل أحيان
وقـال يـوسـف لا تثريب إخواني
وصـبـر يـوسف ممزوجٌ بإحسان
قـد فـرقـوهـم لـغسان وعدنان
أيـن الـجـحـافل من نجد لعمّان
نـدعـو لـوحـدة نَيْجيري وأفغاني
فـالـقـدس موعدنا في ظل إيمان
فـيـحـزم الأمر طاجيكٌ وسوداني
فـجـدّدوا الـعـهـد يا أبناء قرآن
فـجـدّدوا الـعزم يا إخوان عثمان
أبيات القصيدة الثالثة
=========================
- 3 -
معاذ .. ابن الشيخ سعيد بلال ، خرّيج كلية الشريعة من جامعة النجاح الوطنية بنابلس .. محكوم عليه في سجون الاحتلال الصهيوني بالسجن 26 مؤبد + 25 سنة + 24 شهر . هذا هو الحكم كما صدر من المحكمة العسكرية الصهيونية ..
كتب إلى والده رسالة من سجن عسقلان في ثلاثة أبيات من الشعر ، فأجابه شعراً بنفس الوزن والقافية – وذلك بعد الحرمان من زيارته لأربع سنوات – وأرسل القصيدة إلى السجن في الشهر السابع من سنة 2000 ميلادية .
الرسالة
أبتاهُ نهجُكَ في الحياة حياتي نهجي بدين الله بالآيات
أبتاهُ عهدك لا يزال مقدّساً سأظلّ حراً أو يكون مماتي
القلبُ يا أبتاهُ حيٌّ نابضٌ رغم الدُّموع وشدّة الزفرات
وقال بعد الأبيات الثلاثة : وبعد .. فهذه كلمات حرّى خرجت من فؤاد اشتعل شوقاً لك والدي وأخي وشيخي وقدوتي .. فحقّ لمن كان له أبٌ مثلك أن يفخر بأبيه .. فوالله إني لأحبك حبّاً لا أخال أحداً يحبه إياك قدري ..
ليست مجاملة ابن لأبيه .. ولكنها همسات صدق من شفتي قلبي .. آه يا أبتي الحبيب لكم أتحرّق شوقاً للحديث إليك والسماع منك فكم أنا بحاجة إليك أكثر من أي وقت مضى .. وقد أكون أبتاه قد زدتُ إيلاكم ألماً على ألم عثمان ولكنها ضريبة الجهاد وقدر الله في التمحيص .. ووالله إني أرى يوم العودة بدت تباشيره تبدو خلف الأفق .. ولتعلمنّ نبأه بعد حين ، مع تحيات ابنكم وتلميذكم البارّ .. معاذ .
الجواب
نـهجي عظيم مثل فرض صلاتي نـهجي على درب النّبي وصحبه عـهدي مع الحسنين1 أقدس بيعة سـأظل أعطي ما حييت لدعوتي عـاهـدت مـاء الرافدين بأنني نـرجو الثواب من الإله وغيرنا حـوبـاً كـبيراً يملأون بطونهم تـلـك الـمـكاسبُ زائلاتٌ كلها يـا أهـل سامراء2 أين صفاؤكم غـسـلوا قلوبهم بفيض دموعهم كـانـت دمـوع الساجدين لربهم كـان الـتـراحـم والمودة بيننا إن شـيـك منه خليّة مرضت لها وتـهـبّ مـسرعة لنجدة أختها غـادرتُ بـغـداد الأحبة راغباً وسـألـتُ فـي عمان أين أحبتي * * * فـجـماعة الإخوان هذي دارهم كـانـوا رجـالاً كنت فرداً منهم رُحـمـاء فـيـما بيننا لكنّنا ... الـرُّعـب مـقذوف بقلب عدوّنا لـكـنّ إخـلاصـاً تـجرَّد أهله الـمؤمنون الصابرون على الأذى هـي دعوة الإخوان قد نادى بها كـتـبـوا رسائله بدمع عيونهم الله غـايـتـنـا وهـل من قدوة دسـتـورنـا الـقرآن يحكم أمة أمـا الـجـهـاد سبيلنا للفوز في هـدفٌ لـحـسـنى آملين بلوغه هـذي مـبـادؤنـا عليها عهدنا طـول الطريق أكّلّ بعض شبابنا قُـلـنـا لـهم مهلاً ولا تتعجّلوا لـسـنـا فصيلاً مثلما رغبوا لنا مـا نـحـن إلا نـبـتةً شرعيةً والـنـبـتُ يسمو للعلا بفروعه كلاّ ورب البيت لا نرضى سوى نـهـج الأئـمـة واضح ومدوّن هـي صِـبغة الرحمن عدلٌ كاملٌ عـاش النصارى واليهود بأرضنا حَكموا فساد .. فسادُهم في موطني وتـغطرسوا وتآمروا كي يطمسوا واسـم الـجـماعة قائم لا يختفي واعـلـم بـأن الله بـالـغ أمره لـكـنّ صـبـر العارفين بربهم فـاصـبر لعل الله يجعل مخرجاً والـصّـبـر مُـرٌ يا بنيّ مذاقه عـنـد الإلـه ثـوابه يجزى به وارجـع لسورة يوسف الصّدّيق فـالـسـجن كان طريقه لكرامة يـا فـلـذة مـن كبد شيخ صابر هـذا أبـوك مـصابه مثل الذي لـلـه يشكو ما اعتراه من النّوى ولـداه غـابـا فـاسـتدار لربّه يـعـقـوب كان بصبره متفائلاً أعـظـم بـها من منحة يعلو بها وأرى بـعين بصيرتي قرب اللّقا لا تـعـجبوا إن قلت أقسم أنني فـأقـول يـا ربّاه عجّل في اللّقا أمـا بـقـايـاي التي هي حرّة ولـنـا الـتجوّل في حدود مدينة نصفٌ وراء الشمس يجترّ الأسى وشـعـارنا القرآن فاستمسك به | نـهـجـي بـديـن الله بالآيات سـأصـونـه حتى تذوب رفاتي طـوبـى لـهـا من دعوة ودعاة روحـي وعقلي أطلب الحسنات مـثـلـيـهما المعطاء للخيرات أمـوالـهـم تـربو من السرقات لا يـتّـقـون الله فـي الشّهوات مـال الـيـتـامى مفسد الغايات بـل أين دمع العين في الصلوات زلـفى إلى الرحمن في الظلمات تُـحـيي القلوب وتمسح الزلات وكـأنـنـا جـسـد وحيد الذات كـل الـخـلايـا تُصدر الآهات لا تـخـش من ظلم وجيش عداة لأعـيـش في بلدي وفي حاراتي فـوجـدت يـنبوعاً بأرض فلاة * * * هـذي بـيـارقهم على الشرفات كـنّـا نحس الحُبّ في النظرات كـنّـا شـداداً لـلـكفور العاتي مـع قـلـة الـتـعداد والآلات وتـجـمّـلـوا بـأخـوّة وثبات والـقـائـمـون بأكرم الدّعوات (حـسـن البناء) بجمعه اللبنات أقـلامـهـم عزَّت على الكلمات غـير الرسول الرحمة المهداة ؟! بـالـعـدل لا ظـلماً ووأدِ بنات عـدل يُـفـنِّـد شرعة الغابات أو بـالـشـهـادة نـبلغ الجنات والـنـاس بـين تثاؤبٍ وسباتِ فـتـوزعـت أهـدافـهم لشتات وتـرقـبـوا إشـعـاع فجر آتِ أو هـيـئـةً تُـدعى مع الهيئات نُـرضـي الإلـه ونرفع الهامات بـلـغ الـسّـماء ورتّل الآياتِ نـهـجُ الجماعةِ مصدر الرحمات قـد سـطّروه بأوضح الصفحات وردت مـع الإنـجـيل والتوراة بِـراً وقـسـطـاً دونما ثغرات فـتـخـيـروا التّقتيل والثروات إسـمـاً وأعـلامـاً لـخير هداة وبـحـفـظه فيضٌ من البركات لا بـد لـلـفـرسان من كبوات يُـسْـعِـفْـهُـمُ بعد الأذى بنجاة وادعـو الإلـه يـفرج الكربات لـكـنـه مـن أعـظم القربات فـوق الذي يجزى على الطاعات فـي آيـات سورته كثير عظات مـا كـان يـبـلغها بلا عقبات وأمـيـمـة صـنو الصحابيات لاقـاه يـعـقـوب من المحنات ومـع الأحـبـة دائـم البسمات يـشكو يبث الحزن في الخلوات فـاسـتـبدل المحنات بالمنحات الـصّـبّار عند الله في الدّرجات لا أدّعـي عـلـمـاً لـغـيبيّات أشـتـمّ ريـحـكما مع النسمات نـصـفـي سجينٌ يصدر الأنّات فـالأمـن يـمنعها من الحركات وعـلـى حواجزها نرى الويلات ونـظـيـره يـتجرع الحسرات نـسـتـبدل الحسرات بالفرحات |
([1] ) الإمام الشهيد حسن البنّا والإمام حسن الهضيبي .
([2] ) تعرفت على دعوة الإخوان في سامراء العراق وعشت معهم ثلاث سنوات هي أجمل أيام عمري .
المصادر والمراجع
1- جريدة السبيل – العدد 614 ، في 18 / 10 / 2005م .
2- جريدة السبيل – العدد 615 ، في 25 / 10 / 2005م .
3- مجلة نفحة – العدد الثاني ، إصدار جمعية أنصار السجين في فلسطين .
4- مقابلة مع الشيخ حامد البيتاوي في عمان بتاريخ 20 / 2 / 2007م .
5- مقابلة مع السيد حكم الكيلاني في عمان في أوائل الشهر الثاني 2007م .
6- الشيخ نظمي حجة : كلمة بعنوان " دمعة وداع " في 21 / 10 / 2005م .
7- ديوان للشاعر مخطوط .
([1] ) مقابلة مع الشيخ حامد البيتاوي في عمان بتاريخ 20/2/2007 .
([2]) السبيل – العدد 615 في 25 / 10 / 2005م .
([3] ) مقابلة مع السيد / حكم الكيلاني في عمان في أوائل الشهر الثاني 2007م .
([4] ) ديوان للشاعر مخطوط .
([5] ) ديوان للشاعر مخطوط .
([6] ) مجلة نفحة – جمعية أنصار السجين – العدد الثاني ، ص 70 – 72 .
([7] ) السبيل – العدد 614 ، في 18 تشرين أول 2005 .