أنور محمد عبد الرحمن الزبون "أبو همام"

ممثلو الشرعية الفلسطينية خلف القضبان

النائب المختطف

أنور محمد عبد الرحمن الزبون "أبو همام"

شعلة لا تنطفئ، وهمة لا تفتر

الحملة الدولية/خاص

إن مسيرة عطاء الأستاذ النائب أنور محمد عبد الرحمن الزبون "أبو همام"، لا تختلف عن مسيرة العمل الجهادي والنضالي الفلسطيني لأي مواطن حر وشريف، ولا تخرج عن إطار التفاني في خدمة أبناء شعبه، وفي كافة الميادين المتاحة والتي منحته إياها  التجربة العميقة والواسعة ، والكثير من الحكمة ودروسها المستفادة، وأبو همام وخلال أربعة عقود من عمره ومسيرة حياته ،قد بعث الأمل في نفوس اليائسين وأحيى لهم الهمة والعزيمة بأن هناك من يصر على رفع الراية ،والمضي قدماً في خدمة أبناء شعبهم المنكوب والتمسك بثوابته والمحافظة على حقوقه .

النشأة ...والانطلاقة

ولد المجاهد الأستاذ أنور محمد عبد الرحمن الزبون " أبو همام " في التاسع عشر من تشرين أول من العام 1968 في مدينة بيت ساحور والمتاخمة لمدينة بيت لحم،بدأت حياته تأخذ مجراها الدعوي منذ أن وطئت أقدامه أرض كلية العلوم والتكنولوجيا في أبو ديس ملتحقاً بقسم الفيزياء في جامعة القدس ،حتى كان يشار إليه بالبنان، وخاصة أن شخصيته جذابة ولديه كاريزما خاصة ،ويملك قدرات إدارية وقيادية ، والذين عرفوه وتفاعلوا معه يعلمون ويدركون ما لديه من طاقات ومواهب ، فهو شاب يتمتع بحكمة لافتة تجلت من خلال فنون التفاعل مع مختلف انتماءات الطلبة، ومشاربهم الفكرية،ومنذ الشهور الأولى لالتحاقه ودخول الجامعة وانخراطه في النشاطات الطلابية، وخدمة الطلاب والتعامل معهم ومع إدارة الجامعة .

دينموالنشاطات الطلابية

لقد كان طالباً فذاً ، استطاع أن يكسب ثقة الطلاب ويحظى بحبهم واحترامهم خلال مسيرة عطائه في خدمة الكتل الطلابية ، حيث كان وعلى مدار سنوات دراسته بمثابة الدينمو المحرك للنشاطات الطلابية ، فكان مؤهلاً وبجدارة ليقود الكتلة في الجامعة على الفترة الدراسية الممتدة من العام 1990 وحتى العام1993، كما ودُفع به رئيساً لمجلس إتحاد الطلبة في الجامعة؛ الأمر الذي شكل امتداداً وعمقاً وسمعة طيبة وعاملاً مساعداً أضيف إلى تلك السمعة والصيت والألمعية والتفاني في خدمة أبناء شعبه ، وقد عكست نشاطاته وهمته العالية الجدية والأخلاق في حل مشكلات الطلبة وتطوير العمل الطلابي والرقي به ، لذلك فقط أثرت تجربته النقابية خبراته المتعددة والمتنوعة، وصقلت شخصيته السياسية والإدارية، وأبرزت مهاراته المتعددة الجوانب، فبرز أبو همام الطالب السياسي واسع الثقافة والإطلاع من خلال الندوات ، وطاولات الحوار والورش العلمية والمناظرات الطلابية ، فتألق  بأدائه المميز والذي عكس غزير ثقافته وعميق وعيه وشمولية رؤيته عندما كان يتعاطى مع كافة المواضيع المطروحة، وكافة الشؤون ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، والشأن الطلابي ، لذلك تعتبر المرحلة الجامعية من أهم مراحل حياة أبي همام التي أثرت تجربته وخبرته الحياتية والعملية، وهو الذي تخرج من الجامعة بدرجة البكالوريوس في الفيزياء ودبلوم الكمبيوتر ، وحقق نتائج ودرجات عالية وباهرة، عكست ذكاءً حاداً ورغبة شديدة بالعلم ،ما مكنه من الحصول على منحة دراسية لمتابعة درجة الماجستير في الفيزياء في جامعة كيل في المملكة المتحدة " بريطانيا ".

 وبعد تخرجه عمل الزبون معيداً في جامعة القدس في العام 1995 ومدير شركة C.T.C للكمبيوتر ومنذ سنة 2000 عمل مشرفاً لمادة الفيزياء والحاسوب في جامعة القدس المفتوحة منطقة بيت لحم، وبيت ساحور التعليمية، وذلك بعمل جزئي ، هذا وقد أشرف على دورات كثيرة ومتنوعة في الفيزياء والعلوم في المحافظة ؛لتأهيل وتخريج الكوادر العلمية لمواكبة التطورات ، وكان أبو همام المحاضر الرئيس في غالبيتها ، نظراً لخبراته ومؤهلاته العلمية العالية .

داعية متأجج النشاط

وعلى صعيد المجتمع المحلي فقد أدرك أبو همام ضرورة وأهمية وجود لجنة توعية عامة، فبادر إلى تأسيس لجنة توعية منبثقة من رواد مسجد عمر بن الخطاب في بيت ساحور ، حيث يعتبر من المؤسسين والفاعلين  ، وقد لعبت هذه اللجنة أدواراً بارزة في إحياء المناسبات الدينية والوطنية ،وعقد المحاضرات والندوات المختلفة، وتنسيق المواعظ اليومية عقب كل صلاة ، والتركيز على الدعوة الفردية ،وزيارة البيوت،وتبصير الناس بأمور وشؤون دينهم، وحث الناس على الصلاة في جماعة، والمشاركة في الفعاليات ، كما ساهمت اللجنة في حل المشاكل والخلافات الاجتماعية، والعائلية ،وبناء الفرد المسلم ، والأسرة المسلمة ، فكان أثر هذه اللجنة طيباً وملموساً في كل بيت من بيوت بيت ساحور.

 كما استطاعت لجنة التوعية المحافظة على علاقات احترام متبادل وتطوير هذه العلاقات مع الأسر المسيحية في المدينة ،حيث ربطت بجميع أواصر المواطنة الفلسطينية، والمصالح المشتركة ، واستطاع أبو همام تعزيز علاقاته مع الكل الفلسطيني والديني والسياسي في المدينة ،الأمر الذي أكسبه احتراماً، فهو الشخصية الوطنية والوحدوية والمحورية في المدينة .

وعلى صعيد العمل الخيري فقد انتخب أبو همام رئيساً لجمعية الإصلاح الخيرية الاجتماعية في بيت لحم عام1997م ، هذه الجمعية التي تغطي كافة الخدمات والاحتياجات للأسر المحتاجة والأيتام وأصحاب الاحتياجات الخاصة ، وتعتبر إحدى أهم المؤسسات الخدماتية والخيرية في مجالات الرعاية الصحية والتعليمية، وكفالة الأيتام، وتقديم المساعدات بمختلف أنواعها لكل محتاج، وهي تشجع النشاطات الرياضية ،ويعتبر أبو همام أحد المهتمين بالرياضة ،من هنا تعتبر جمعية الإصلاح بخدماتها وفقراتها إحدى المنارات المهمة التي تساهم في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني وتوفير مقومات الحياة الكريمة وتلبية احتياجاته بالحد الأدنى .

اعتقال متجدد

لم يترك الاحتلال الإسرائيلي أبا همام بحاله حيث تعرض للاعتقال والتحقيق عدة مرات، ولفترات مختلفة في الأعوام 1994 ،2003 ،2005 وقد تمت مداهمة بيته في 1997 وتم تحطيم جميع محتويات المنزل ، وأما الاعتقال الأخير فقد كان في التاسع والعشرين من حزيران يونيو عام2006 عندما تم اختطافه مع عدد كبير من نواب المجلس التشريعي والوزاري ولا يزال يرسف بالقيود والأغلال الحديدية منذ حوالي العامين صابراً ومحتسباً في سجن نيشان / الرملة.

فالأستاذ أنو الزبون وإخوانه من ممثلي الشرعية الفلسطينية خلف القضبان يدفعون الآن الثمن ، سنوات تطحنها رحى السجن من أعمارهم، جراء إصرارهم على المضي قدماً في مسيرة التغيير والإصلاح ، وهم الذين أعطوا لفلسطين حياتهم وعشقهم ونبضهم وفكرهم بلا حدود .

عطاءات أبي همام تحكي عن غرامه بفلسطين وحبه للشعب الفلسطيني، وهو الذي أكد للكل الفلسطيني أنه يعيش بالناس ولهم، وأنه يسعى من أجل أن يعيش الجميع في حب ووئام على نحو الطباع والقيم والمبادئ التي عاشت بها فلسطين على مر العصور ،وستبقى بصماته العميقة التي وضعها على جسم العمل الخيري والاجتماعي في محافظة بيت لحم بادية بوضوح ، ظاهرة بجلاء ، وهو الذي لا يغيب عن المناسبات،وحيث تواصله الدائم مع مختلف أبناء الشعب الفلسطيني ومؤسساته ، فتراه يطل بإشراقه ويشارك مهنئاً ومضرباً ومتضامناً ومتابعاً لهموم الناس ومطالبهم ، فحضوره القوي و الفاعل لم  يقتصر على ميدان دون آخر ، و إنما يحرص كل الحرص أن لا يفوته مناسبة اجتماعية كانت أو وطنية أو دينية أو عائلية، هذا هو أبو همام ، علم كبير ، مرفوع الرأس على الدوام.