جورج جالاوي: رجل في زمن عز فيه الرجال
جورج جالاوي: رجل في زمن عز فيه الرجال
عبد الرحمن يوسف بريك
الشواشنة / الفيوم /مصر
لم ينل مواطن غربي هذه الأيام تقديراً في عالمنا العربي والإسلامي كما نال وينال النائب البريطاني جورج جالاوي ، بل إن التقدير الذي يحظى به في عالمنا العربي والإسلامي يجعل الزعامات العربية الهشة والورقية تتوارى خجلاً أمام موقف هذا الرجل الشجاع من قضايا فلسطين والعراق .
ولا أكون مبالغاً إذا قلت إن من بين حكام عالمنا العربي من يحسد هذا الرجل على تلك الشعبية الجارفة التي يحظى بها ، بل إن البعض يحقد عليه جراء هذه الشعبية وتلك المكانة .
ومواقف هذا الرجل ليست وليدة اللحظة أو أنها شيئ طارئ هذه الأيام بل إنها منذ دخوله عالم السياسة ومواقفه مع الحريات وحقوق الإنسان وكرامة الشعوب هي ديدنه الدائم .
وتعالوا نتعرف عن قرب بهذا الرجل : -
* وُلد جورج جالاوي في مدينة "داندي" في اسكتلندا عام 1954 لأسرة أيرلندية كاثوليكية متدينة ودرس في كلية "هاريس" ، بدأ الانخراط في العمل السياسي مبكراً هو في سن الخامسة عشرة.
* ومن البداية اهتم جالاوي بالقضية الفلسطينية : ففي عام 1974 أيد مجلس مدينة داندي في رفعه للعلم الفلسطيني فوق مبنى المدينة، وشارك في مشروع توأمة بين مدينتي داندي ونابلس الفلسطينية.
* أسس مع آخرين في سبعنيات القرن الماضي حملة ضد القمع ومن أجل الحريات المدنية في العراق التي شنت هجوما حادا على ممارسات نظام صدام حسين خاصة قمعه للحزب الشيوعي العراقي.
* انتمى لحزب العمال البريطاني وأصبح منظم الحزب عام 1977، في عام 1980 أنشأ اتحاد أصدقاء فلسطين برئاسته ، ثم أصبح أمينًا عامًا لهيئة مكافحة الحرب ضد الحرمان بين عامي 83 ، 87 19.
* وبقي على نشاطه من أجل حقوق الفلسطينيين حتى الحرب الإسرائيلية ضد لبنان 1982، سافر جالاوي إلى هناك مع زميله روبرت فيسك ليشكلا في لندن لجنة طوارئ وإغاثة ضد الاحتلال الصهيوني لجنوب لبنان.
* أصبح جالاوي نائباً في البرلمان للمرة الأولى ممثلاً عن حزب العمال في عام 1987 حتى عام 97 عن منطقة "هيلهد" ، ثم نائبًا عن "جلاسجو" من العام 1997، وكان من المنتقدين للعقوبات الاقتصادية التي فرضت على العراق في أعقاب حرب الخليج الثانية عام 1991، والتي رأى أن المتضررين منها هم أطفال العراق وليس النظام، ولذلك أسس قافلة إغاثة طبية عرفت باسم "قافلة مريم" .
* ثم أصبح رئيساً للجنة الشئون الخارجية في البرلمان البريطاني عن حزب العمال، ورئيس اللجنة البرلمانية للصداقة بين بريطانيا والبرتغال ورئيس المنتدى البريطاني- العراقي، ومنسق لجنة الطوارئ الخاصة بالعراق وفلسطين.
* وصل الصدام بين جالاوي وحزب العمال الى مداه في عام 2003 حين عارض بشدة الحرب على العراق، ففي لقاء تلفزيوني قال فيه أن كل من "توني بلير" و"جورج بوش" كذبا على شعوبهما وجرا بلادهما إلى الحرب بناء على مجموعة من الأكاذيب.
* كما تبادل جورج جالاوي ووزير الدولة للشؤون الخارجية (بن براتشو) آنذاك الاتهامات و الشتائم ، مما دفع إلي رفع الجلسة وأدي إلي زيادة عدد المعارضين داخل الحكومة ومجلس الوزراء البريطاني ليزيد عن سبعين عضواً.
* وبسبب هذه التصريحات والمواقف طرد جالاوي من حزب العمال البريطاني بعد أكثر من 34 عاما قضاها كعضو فيه.
* أسس جالاوي حزب "الاحترام "respect"، يضم المعارضين لحرب العراق وخاض الانتخابات عام 2005 ليكسب مرة أخرى مقعداً في البرلمان، وفي أعقاب فوزه وجه خطاباً لرئيس الوزراء توني بلير قائلا: "من أجل العراق يا سيد بلير، من أجل كل من قتلت هناك، فقد عدت مرة أخرى لأطاردك".
* وفي مقابلة مع قناة (سكاي نيوز) أجرتها معه مراسلة القناة في القدس المحتلة، هاجم جالاوي وسائل الإعلام البريطانية المنحازة للكيان الصهيوني، ووصف أسئلة المراسلة المتحيزة بأنها "سخيفة". وقبل أن تستكمل المذيعة أسئلتها – ظهر عليها الارتباك والحرج من أسلوب جالاوي- وفاجأها بقوله: يا لك من شخصية سخيفة، الكذب يظهر علي تعبيرات وجهك، فأنتم الصهاينة لا تفهمون إلا لغة الدم..هل تعرفين اسم شخص واحد من الأسرة التي قتلتها إسرائيل علي شواطيء غزة في فلسطين؟ أنت تعرفين كل شيء عن الجنديين الأسيرين ؟ واختتم جالاوي حديثه بالقول: "مشكلتكم أنكم تعتبرون الدماء الإسرائيلية أغلي من الدماء الأخرى" .
* ويعتبر جالاوى شخصية معروفة عربيا منذ معارضته الحرب على العراق، وانتقاده تحالف رئيس حكومة بلاده تونى بلير مع الولايات المتحدة فى الحرب على العراق. وتشكيكه فى مسألة امتلاك النظام العراقى السابق لاسلحة دمار شامل . جعله محل اتهام من جانب الولايات المتحدة.
* وقد قاد جالاوي مؤخراً قافلة شريان الحياة إلى غزة وسلم خلالها الحكومة الفلسطينية برئاسة إسماعيل هنية آلاف الجنيهات الاسترليني وعشرات الشاحنات المحملة بالمساعدات. وفي حفل أقامته حكومة هنية في غزة قال جالوي إنه سلم «25 الف جنيه استرليني نقدا لاسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني»، تسلمها وزير الاقتصاد في الحكومة زياد الظاظا. * وأضاف ان «هذا المال ليس صدقة بل سياسة». وتابع: «نهب مئة سيارة وكل ما فيها نهديها لحكومة فلسطين المنتخبة»، موضحا أنه يهدي شخصيا ثلاث سيارات و25 ألف جنيه استرليني لرئيس الوزراء المنتخب اسماعيل هنية. وأكد جالوي في كلمة «هذا مال لحكومة فلسطين. نحن نعترض ونعارض هذا الحصار ونكسر هذا الحصار».
* كما أعلن جالوي عن هبة بقيمة مليوني جنيه استرليني من جمعية خيرية مقرها بريطانيا لبناء مدارس في قطاع غزة. وقال جالوي «أقول للحكومات البريطانية والاوروبية إذا أردتم إحالتي على محكمة أعدكم بأنكم لن تجدوا أي هيئة محلفين تدينني سيدينوكم أنتم لأنكم تحصارون فلسطين». وأشاد بـ«المقاومة» الفلسطينية منددا بالهجوم العسكري الاسرائيلي الذي اعتبره «إبادة».
* ولمواقفه الشجاعة فقد أقدمت حكومة كندا مؤخراً على منعه من دخول أراضيها لأنه – من وجهة نظرها – شخص غير مرغوب فيه ، وقال المتحدث باسم وزير الهجرة : "هذا القرار اتخذه مسئولون كنديون ولن يقوم وزير الهجرة بالتراجع عنه نظرًا لمساندة جالواي لحركة حماس الفلسطينية".
* وأضاف : "الوزير لن يمنح استثناءً خاصًا من القوانين الأمنية الكندية للسيد جالواي ولن يقدم معاملة خاصة لرجل يتباهى بتقديم دعم مالي لحماس وهي منظمة ارهابية محظورة في كندا أو يتعاطف مع أعداء كندا في أفغانستان"، على حد زعمه.
* وأردف المسئول الحكومي الكندي: "أنا متأكد أن السيد جالواي لديه سجل كبير من الأصدقاء في أنظمة في أماكن أخرى من العالم على استعداد لبسط السجادة الحمراء له، لكن كندا لن تكون واحدة منهم".
* هذا هو جورج جالاوي ، وهذه أهم مواقفه ، فهل نرى من أبناء جلدتنا يوماً من يدافع عن قضايانا بهذا الحماس ؟؟!!!