محمد الحسناوي
محمد الحسناوي
محمد الحسناوي | بقلم: حسني أدهم جرار |
الحسناوي أديب جمع بين الشعر والنثر تحت لواء الأدب الإسلامي، وساهم في تعميق المفهوم الإسلامي للأدب بشعره ونثره، وذلك في معاناة صادقة ومحاولات جادّة لإعلاء قيمة الأدب الإسلامي.. وقد جعل منهجه الأدبي تقويم الآداب وترشيدها من خلال التصور الإسلامي لقضايا الحياة والوجود.. فجاء أدبه نموذجاً أصيلاً من نماذج الأدب الإسلامي الحديث.
حياته:
نشاطه الأدبي:
شعره:
سر يا براق به فهذا المصطفى سرْ يا براق فأنت أكرم حاملٍ سِرْ فيه فوقَ الظالمين وقل لهم: |
|
في قومه، هذا أبو لأعزِّ محمولٍ إلى سيناءِ هذا الذي ترمون بالأقذاء |
الزهراء
هذا الذي راودتموه عن هذا الذي طاف القبائل لاجئاً وجرحتمُ قدميه حتى ابتلتا وشكا إلى الله العلي بلاءه فلترتفع قدماه فوق رؤوسهم إن ينبذوه ففي السماء له مرادٌ أو يظلموه، فحسبه نظر الإله، * * * صعداً أبا الزهراء فزق ظلامهم لما اصطفاك على الأنام محمداً لما بعثت إلى الأنام جميعهم لما رقى بك فوق آفاق الورى |
الهدى
|
ووصمتموه بأشنع فرجمتموه بوابل الحصباء بدمائه، وانهدّ من إعياءِ شكوى الضعيف لأرحم الرحماء بعد الهوان وشدّة الإيذاءِ واسع، من سُدّة العلياء وعد له الرابي على الفرقاءِ * * * واهنأ فدربك طافح الأضواء لما دعاك بأحسن الأسماء لا فرق بين العرب والعجماء في ليلة المعراج والإسراء |
الأسماء
ومن التاريخ الإسلامي القديم إلى جهاد التاريخ الإسلامي المعاصر، يحيي الشاعر شهداء الدعوة الإسلامية ممن أدركهم وعاش ذكراهم، فيتراءى له شهيد الإسلام ضد الطغيان "هاشم الرفاعي" الشاعر الداعية إلى الإسلام الذي اغتالته يد الطغاة في الظلام، ولفّقوا لوفاته قصة تغطي جريمتهم النكراء، فهزّت هذه الواقعة شاعرنا فنظم قصيدة قال فيها(6):
أمُهشمَ الطغيان أمُغالبَ الظلمات في زنزانة هذي رسالتك الجريحة في دمي بعزيمة الأجيال تقتلع الخمول بكتائب الفجر الذي شارفته لمّا سقطت سقطتَ تحمل أمةً فبُعثتَ فينا يا (رفاعي) قائداً |
والأوثان
|
أمفسِّرَ القرآن مجنونة الأشباح والجدران بجوارحي بحناجر الإخوان تدكّه، بتلاطم الطوفان خلف الكوى وغلاظة القضبان وقضيّة شمّاء في إنسان من آل (بدر) سيّد الفرسان |
بالقربان
يا كتاباً على جناح طائراً سابحاً بطرفٍ حديدٍ كيف تُنسى وأنت جُرمٌ خبيرٌ أنتَ منّي، وإن سكنتَ الدراري كيف تنسى مسراكَ نقطة نورٍ كيف تنسى (ابن ماجد) يمخر البحر أنت من أمتي حفيدٌ زكيٌّ فيكَ من (جابرٍ) شمائلُ غُرٍّ |
الهواء
|
طائراً، طائراً لأعلى وبأذنٍ رهيفةِ الأصداء يتقصّى مخابئ الجوزاء؟ وأنا منكَ في قرار الماء (هيثميّ) في (الغرفة السوداء) على هديِ نجمك الوضّاء سامقُ الفرع، وارفُ الأفياء و(ابن سينا) ما شئتَ من سيماء |
سماء
جدّنا كان كان مجهول الخصال صادقاً عفّ المقال مؤمناً يثني الجبال |
بلال
|
كان من لون بِجِبِلات الجمال في مزاح وجدال إن تحدّاه الضلال |
الظلال
وفي الصورة الثانية، نظرة الحضارة الحديثة للإنسان، فهي نظرة المهانة والذّلة والاستعباد، يقول:
أين منّا من مُعيب لوننا معرض عن دربنا هادم ما فوقنا |
جدّنا
|
والدواهي مستثير حقدنا مستقل حقلنا سارق ما تحتنا |
حولنا
أثاره الأدبية:
أولاً: في الشعر.. له عدة دواوين، وهي:
1 – ربيع الوحدة.. صدر عام 1985م.
2 – في غيابة الجب (شعر حديث).. صدر عام 1968م.
3 – عودة الغائب.. صدر عام 1972م.
4 – ملحمة النور.. صدر عام 1974م.
ثانياً: في الدراسات الأدبية:
1 – الفاصلة في القرآن.. صدر عام 1973م.
2 – في الأدب والأدب الإسلامي.. صدر عام 1986م.
3 – في الأدب والحضارة.. صدر عام 1985م.
4 – جراح راعفة (مخطوط في الأدب الإٍسلامي)
ثالثاً: في القصة:
1 – الحلبة والمرآة (مجموعة قصصية).
2 – بين القصر والقلعة (مجموعة قصصية).. صدرت عام 1988م.
3 – خطوات في الليل (رواية).. صدرت عام 1994م.
4 – بلاد النوابغ (مجموعة قصصية) صدرت عام 1999م.
المصادر والمراجع:
1 – عودة الغائب (ديوان شعر)
2 – ملحمة النور (ديوان شعر).
3 – محمد حسن بريغش: في الأدب الإسلامي المعاصر 1985م.
4 – د. محمد عادل الهاشمي: شعراء وأدباء على منهج الأدب الإسلامي، جـ2، 1988م.
5 – رسالة من الأستاذ محمد الحسناوي في عام 1997م.
مختارات من شعره
عودة الليل(7)
قصيدة نظمها الشاعر عام 1964م، وهي مغرقة بالحزن والألم، وفيها دلالة على الواقع، وإيحاء بالمعاناة التي نعيش.. وقد صوّر فيها المجتمع الحديث بانحرافه وظلمه، بمناهجه الأرضية المتعسفة.. ومن خلال ذلك رأى الغارة الغادرة على الإسلام، والحقد الأعمى على المسلمين، لكن هذا لا يطفئ أمل المسلم في انتصاره على أعداء الإنسان والخير.. فهذا الجنون الظالم يبشّر بعودة المسلم لبناء الحضارة الإنسانية من جديد..
وفي هذه القصيدة عدّد الشاعر صور المخازي العصرية، والمآسي التي لفّت المجتمع وغرزت أنيابها السّامة في روح الأمة، ومع ذلك فإن ظلمة الليل، واشتداد الهول يبشّر ببزوغ الفجر، وتحقق الأمل، فالشمس لا تزال تشرق مهما طال الليل.
والقصيدة مشحونة بحرارة العاطفة الإيمانية التي جعلت صورها تتداعى قوية، حارّة، موحية، في نبرات صافية، وصورة مؤثرة، وصرخة صادقة.
الليلُ عادَ، ولم تعودي يا بسمةَ الفجر الليلُ عادَ بظُلمهِ وظلامه عَوْدَ الفقيدِ وكأنَّ فجراً لم يَلُحْ، وكأن روضاً من جليدِ ألِفَ السكونَ المُرَّ، والخطوَ الوئيدَ على الجمودِ الليلُ عادَ كأمسهِ عبر النوافذ والسدودِ وكفاتحٍ عرف الطريقَ، فراح يزحفُ بالجنودِ بالخمر، بالخدَرِ اللذيذ.. وبالنُّعاس.. وبالهجودِ * * * الليلُ عاد، وعادَ نومُ الفارغينَ بلا حدودِ فلتسْهرِ الأقلامُ والأنسامُ، كالطفل الشريدِ لا دفءَ، لا مأوى، ولا نجمٌ يرِفُّ على طريدِ والحارسُ (الملعونُ) يخطُرُ بالشوارعِ من جديدِ يترصّدُ الهمساتِ والخفقاتِ بالسمع الحديدِ يتحسَّسُ الرمزَ الخطيرَ وراءَ قافيةٍ شَرودِ أو طيِّ أغنيةٍ تداولَها الوليدُ عن الوليد * * * الليلُ عادَ، فلا شراعَ يرودُ آفاقَ الوجودِ الريحُ إعصارٌ بهيمٌ، كاسرٌ عاتي المُدودِ والموجُ طاعونٌ خرافيٌّ، يرابطُ من بعيدِ والقاربُ السهرانُ، منبوذٌ، كعيسى في اليهودِ في ظلمة الأعماقِ يرسو، أو على القيد الحديدي * * * الليلُ عادَ، كعودةِ العصبيّةِ العمياءِ تزخرُ بالعبيدِ بالشرك.. بالأحجار.. بالأوهام.. بالفكر البليدِ بالجاهليّة.. بالخمور تمورُ.. بالوأدِ الجديدِ بالظلم.. بالأحلاف بالإشراف.. بالغزو النكيدِ فليطمَسِ النور اليتيم على حشاشاتِ الصعيدِ وليصلَبنْ كآلِ ياسرَ أو خبيب في الشهودِ وليكشفنْ حُجُبَ الظلام بكلِ إصرارٍ عنيدِ أو فليَمُتْ غُصًصاً، بصمتٍ، تحتَ أشداقِ القُيودِ * * * الليلُ عادَ، كيومِ (أضواءِ المدينة).. بالحشودِ بالشاخصينَ إلى الخدودِ، الغافلينَ عن الحدودِ بالمؤمنينَ بحقهم في السُّكرِ واللهو الرغيدِ بالمائسينَ مع الخصورِ، الواثبينَ مع القُدودِ بالساهرينَ إلى الصباحِ، العازفينَ عن الرعودِ تجتاحُ أكواخَ اليتامى والأيامى والرقودِ فتغيبُ أوجاعُ النَّشيجِ وراءَ أطيافِ النهودِ فإذا غفوتَ، حسبتَ نفسكَ في فراديسِ الخلودِ وإذا صحوتَ، وجدتَ أنفكَ تحتَ أنقاضٍ ودودِ * * * الليلُ، يا لَلَّيْلِ.. كم أرغى وأزبدَ في الوجودِ؟ كم دقَّ أوتاداً، وأرسى من قواعدٍ للصمودِ كم جنَّدَ الأجنادَ، واستعصى على الفجرِ الوليدِ كم غشَّ أبصاراً، وكم ألقى عليها من بُرودِ كم شرَّدَ الأقمارَ والأسحارَ، تيّاهَ الصُّدودِ كم زخرفَ الأثوابَ والألقابَ بالوشي الفريدِ كم قامَ إسراراً وإعلاناً على وأدِ الجهودِ * * * والفجرُ، يا للفجرِ.. أُغنيتي، وأغنيةُ الجُدودِ ستعودُ بسمتُه ترفرفُ في الوِهادِ.. وفي النُّجودِ ستُظللُ الدنيا هناءَتَهُ، ستُبعثُ من جديدِ ستقبّلُ الأنسامُ، بعد النأي، أعناقَ الورودِ سيغرِّدُ العصفورُ للحقلِ الملوّحِ بالحصيدِ سيضاحكُ النهرُ الظِّلالَ على محيّاهُ السعيدِ وستقبلُ الأغنامُ تتلو للربى أحلى نشيدِ وأنا.. وأنت.. وأمتي.. ميعادُنا نَقَراتُ عودِ أو بُرعُمٌ في الظلِّ.. فتَّقهُ النَدى فَتْقَ الوريد أو كوكبٌ في الأفقِ.. أطلقهُ المدى إطلاقَ عيدِ أو مؤمنٌ بالله.. سقّاهُ الهدى كأس الشهيدِ * * * الليلُ طالَ، فأشرقي يا بسمة الفجر الفقيدِ |
السعيدِ
مختارات من شعره
إنسان العصر(8)
قصيدة نظمها الشاعر عام 1965م، وعدّد فيها مخازي المدنية الحديثة، المدنية المادية الني كبّلت الإنسان بالقيود، وداست كرامته، ورفعت قيمة الجنس والمادة على قيم العقيدة والكرامة الإنسانية، وعاشت في دهاليز الانحراف، الذي أطلقوا عليه اسم الفن، فغدا الإنسان عبداً لشهواته، وامتلأ قلبه بالخوف والجبن، وشغف بحياة الدّعة واللذة العاجلة..
وعرض الشاعر في القصيدة صوراً من الحياة المعاصرة وفلسفتها، وخدعتها الكبرى للناس باسم العلم والتقدّم، وادّعاء أصحابها بأن العلم نقيض الدين، في غرور بلغ حدّ الجنون، لهذا أصبح الاختيار ضرورة حياتية، والطريق لهذا الاختيار بيّن واضح.. فإما (إله) وإما (همل).
أحسُّ ضياعاً يلفُّ كياني أحسُّ دماراً وراءِ السّتارِ وألمحهُ كالصليبِ الرهيبِ فمن ممسكٍ برقابِ الخِرافِ ومن هاربٍ لرؤوسِ الجبال وكان شجاعاً بنهب الحصاد ومن خابط في شعابِ الضلالِ يظنُّ النجاةَ بفانوسه وفانوسه يستجر الشعوب كأنَّ مجوسيّةَ الغابرينَ كأنّ (الفراعينَ) خلفَ السنيـ أفاقوا جميعاً بعصر الفضاء أما عُبِدَ المالُ دونَ الإله أما حجرَ الخوفُ دمعَ العيون أما جرح القحط خدَّ الرياض أما كسّر الحق ميزانه فمن دودة تستبيحُ الربيع ومن لاهث في سراب الحياة ومن بشر فكّ بعض الرموز تطاول حتى استفز النجوم لينظر في الله (رب الضعاف) وقال: (السماء لبيض الوجوه (فلولا حباهم ضياء الشموس ..هوى أنبت الشّر بين الأنام ففي الكونِ أورقَ شرع الأخاء أحسَّ زماناً يعادي البقاء أحسّ العوالم والنيّرات فشمس تثير طموح الأريب وطير يغرّد تحت الظلال فللطير ظل الغصون الوريف وللماءِ منه كما للفراخ وحسب الغصونِ الأنيس الظريف شريعةُ حب تؤاخي النجوم وتنشر في الكون سرّ الحياة ونحن، كما نحن، عمي العيون نظن الطبيعة صنع يدينا ونستعبد الناس دون الإله ولكنني، يا لحظي السقيم أحسُّ بأنيَ والعالمين أحسّ الغرور يشقّ الجلود أحسّ بأنيَ عبد الجنون |
|
ويحجبني عن بصيصِ يدكُّ الجبالَ، ويطوي الدولْ يطوّحُ بالناسِ أنّى نزلْ ومن هاتكٍ حرماتِ المثل إذا حاقَ في السهل خطْب جللْ وحصد الرقابِ وغصبِ القبل على ضوءِ قرصانه المبتذلْ وفانوسه من خسيس المقلْ كجرِّ الفَراشِ لوردِ الأجلْ كأنّ (مناة)، كأنَّ (هُبلْ) ـن كأنَّ (ثموداً) و (عاد) الأولْ وغزو السماء بأبهى الحلل وزُيّنَ للناس طول الأمل؟ أما فجّر الزيف سيل الزلل؟ أما عبَّدَ الموتُ وجهَ السبل؟ وبارت تجارته، فارتحلْ؟ ومن مترف يزدريه الكسل قد استمرأ الشوك حتى انتعل وزلل للناس درب زحل وعكّر فيها صفاء الأزل كما تنظر العينُ أذن الجملْ وللسود ربّ بعيد الخطل)! ولوْنَ السماء وطهر الحمل؟) كما أشبَعَ السهلُ وحشَ الجبل وفي الناس أطبق شرع الأمل جِهاراً نهاراً عداء الخبل؟ تسير مسار الحياة الأجل وليل يذود رياح الملل يناجي الغدير بلحنِ الغزل وماء الغدير شهيّ العلل صفاءُ ودادٍ كجني العسل إذا طعَّمَ الماء عذب القبل على صفحة النهر منذ الأزل بأبسط رمز وأحلى مثل يغرِّرُنا بأسنا المنتحل إذا منحتنا الكسا والنعل لأنا غصبناه (علم الحِيَل)! أحسُّ الغباء، أحسّ الخجلْ نخوض البحار وتخشى البَلل يهزّ الوجود يثير الوجل فإما (إله) وإما (هَمَل)! |
الأملْ
الوداع(9)
عندما وقعت أقطارنا العربية والإسلامية فريسة للاستعمار الأوروبي.. ولم يكن سوى دعوة الإسلام تحيي العزائم، وتنفخ الروح في القلوب المستسلمة.. وكان لدى الدكتور مصطفى السباعي –رائد الحركة الإسلامية- قدره في قيادة الجماهير لكفاح المستمر في سورية ومصر، ولمّا يزل على مقعد الدرس.. فذاق السجن والنفي منذ نعومة أظفاره.. فنظم الحسناوي خمس قصائد في السباعي، اخترنا واحدة منها بعنوان "الوداع".. نظمها يوم السبت الثالث من تشرين الأول عام 1964م، وألقاها في نفس ذلك اليوم في دمشق أمام الجماهير المحتشدة التي خرجت تودّع المرحوم الدكتور مصطفى السباعي إلى مثواه الأخير.
الوداع(9)
أرَحلتَ حقاً يا أبا حسَّانِ أرحلتَ في وضحِ النهار ونحن أعـ أرحلتَ، لولا شئتَ فدَّيناكَ يا لو شئتَ عبَّدنا الطريق، فما مشيـ لو شئتَ آنسناكَ آلافاً مولَّـ أنا لا أصدق، لا أطيقُ، ولستُ أسـ بالأمسِ كنتُ لديك تُلهمني الحيا وتُثيرُ إيماني الفتيَّ، وأنت أصـ كم جاء يخطبُ كلّ عملاقٍ ودا كم دولةٍ كبرى دعتك فما استجبتَ وسخرت بالإغراء والتهديدِ، لا ومشيتَ إذ قعد الورى لتُغيث أرض بكتائب الرحمان تجتاح اليهو ورجعتَ صلبَ العودِ، عالي النفس تر ورجمْتَ أصنامَ الخيانة والهوى ودعوتَ شبّانَ البلاد إلى الهدى وتقاطرت سحب الغمام فأمطرت في كل عين يقظة وبكل جمع فإذا العروبة راية معقودة وإذا شعوب المسلمين عزيمة تُلقي لـ (إقبال)(10) و(نواب) و وإذا الخلافة قاب قوسين ارتمت لا نهب للبترول، لا استعمار، لا لا حكمَ إلا شرعة الدين الحنيف وكأنما حلم يمرّ إذا حلا ولقد صحونا يا (سباعي) صحوة قُتلَ (الإمام) ولاذَ (نوّاب) به واليوم، هذا اليوم لا أهلاً به أنا لا أصدق، لا أطيق، ولست أسـ كم تكذب الأبصار والأسماع فلتكـ ولتكذب الدنيا لأنك آية فيك الأبوّة والقيادة والتقى فيك الجهاد شجاعة وريادة كيف العزاء، وكنت أنت عزاءنا أولستَ من هزَّ المنابر والعرو فانهض –فديتُك- لا تُجاذبك الخيو أنا لا أصدق، لا أطيق، ولست أسـ |
|
من غيرِ ما نبأ ولا ـداد النجوم، وعِدّة الأزمانِ حَبّ القلوبِ بأكبدِ الإخوانِ ـت، ولا اتَّجهتَ على سوى الأبدانِ ـفة، تهزّ معاقلَ الطغيانِ ـمع رنَّةَ الناعينَ في الآذان ة، وتنشر المطويَّ من أشجاني ـلبُ فارسٍ في حومة الميدانِ دك بالمنى والأصفر الرنّانِ لغير صوت الحق والإيمان قرّت بفقدك مُقلةُ الخوّانِ الأنبياء بغيثك الربّاني دَ، تذود عن دين وعن أوطان سي الأسَّ فيما انهار من بنيان ودمغتَ كل مُداور وجبان فتجاوبت أصداء سوريا إلى لبنان ما اربد من قفر ومن بستان صيحة، كالنشر، كالطوفان لله.. للتوحيد.. للفرقان من سفح (تطوان) إلى اليابان (بنّاء) زمام فؤادها الظمآن بعد الغياب، ولوعة الهجران استبداد، لا حلفٌ مع الشيطان ولا انقياد لشرعة الأوثان ما إن يداعب يقظة الإنسان قد جرَّعَتْنا حنظلَ الخسران وكبا (أبو الأعلى)(11) بباكستانِ ما دام يطوي طاهر الجثمان ـمع رنّة الناعينَ في الآذان ـذب لأجلك يا أبا حسَّان لله.. قد عزّت على التبيان والعلم والإخلاص للرحمان لله.. كم أصفاك من إحسان يا أيها المشدود بالأكفان ش، وزلزل الطاغوتَ بالإيمان ط، وأنت فارس حومةٍ وطعان ـمع رنة الناعينَ في الآذان |
إعلانِ
الهوامش