مصطفى حيدر زيد الكيلاني
مصطفى حيدر زيد الكيلاني
بقلم: حسني أدهم جرار |
مصطفى حيدر زيد الكيلاني |
مصطفى الكيلاني.. معلّم ومربّ قدير من رواد التربية في الأردن، وشاعر وطني إسلامي حمل قضايا أمته العربية والإسلامية، ونظم شعراً في تلك القضايا، وحذّر أبناء الأمة من الغزو الصليبي والصهيوني المعاصر، ودعاهم إلى مقاومته، وهو شاعر متمكّن من لغته الشعرية، ذو لسان صادق، وعاطفة جيّاشة.
حياته:
ولد الأستاذ مصطفى حيدر زيد الكيلاني في مدينة نابلس بفلسطين عام 1923، ورحل مع والده في سنّ مبكرة إلى مدينة السلط، حيث كان يقيم أعمامه وهم شيوخ أجلاّء عرفهم أهل السلط بالتقوى والصلاح والتفقّه في الدين.
درس مصطفى في مدرسة السلط الثانوية منذ كان طفلاً حتى حصل على شهادة الدراسة الثانوية عام 1941، واستكمل تعلّمه بنفسه، وقد أولع بالمطالعة وحبّ الأدب والشعر، وكان شاباً طموحاً تملأ رأسه الأحلام العذاب، وتداعب عواطفه عرائس الشعر. أما ثقافته الإسلامية فقد اتّسمت بالعمق والوعي وسعة الإطلاع.
ذاق مصطفى مرارة اليتم في التاسعة من عمره حين تُوفي والده رحمه الله، ولمّا حصل على شهادة الدراسة الثاوية العامة التحق بدائرة جوازات السفر مراقباً على الحدود، وانتقل بين الجسور المقامة على نهر الأردن، وإلى بلدة الرمثا المطلة على الحدود السورية.
ولكن هذا العمل لم يشبع روح التطلّع في نفسه، فلبث طيلة السنتين اللتين قضاهما في الجوازات يحنُّ إلى أجواء أخرى تزخر بالشعر والأدب، وتحفل بالعلم والحيوية والتجدّد والانطلاق.. كان يحس أنه غريب يعيش في عالم لا يألفه، إنه عالم مهزوز مضطرب لم يُخلق له.. ولعل البيتين التاليين من قصيدة نظمها حينذاك يصوران مشاعره أصدق تصوير، فيقول:
تقولين لي ماتت أغانيك كلُّها وهُنَّ عذابٌ لم يزلن على فمي
لعمرك ما ماتت أغانيَّ إنما دُفنَّ على أنقاض جـرح مكتّم
وتقدّم بطلب نقل من دائرة الجوازات إلى وزارة المعارف، فاستجيب طلبه وعيّن معلماً في قرية صويلح اعتباراً من 1/10/1943، ولم يطب له المقام في مكان واحد، ولم يحتمل أجواء المجتمع القروي أكثر من عامين، فكان يسعى إلى أجواء أكثر رحابة وأوسع أفقاً.
ومن قرية صويلح انتقل إلى قرية حوارة على مقربة من اربد، وبعد عامين انتقل إلى الطفيلة، ومنها إلى الزرقاء، ثم عاد إلى الطفيلة ومنها إلى طيبة بني علوان قضاء اربد.وأخيراً وضع عصا الترحال في مدينة اربد حيث قضى فيها سبعة عشر عاماً، عمل فيها معلماً فمديراً في مدرسة أولية، ثم معلماً للغة العربية في المرحلة الثانوية، وفي نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات ثم تكليفه بتدريس اللغة العربية في ثانوية البنات لبضع سنوات.
وفي عام 1966 أسندت إليه إدارة مدرسة ثانوية اربد للبنين، ثم انتقل إلى صويلح مديراً لمدرستها الثانوية، ثم صار موجهاً ومشرفاً لمادة اللغة العربية في مديرية تربية السلط، ومنها طلب إحالته على المعاش في 1/4/1970.
وفي مطلع العام الدراسي 70/1971 التحق بالكلية العلمية الإسلامية ليستأنف الرسالة التعليمية التي نذر لها حياته مهما امتدّ به العمر، فدرّس مادتي اللغة العربية والتربية الإسلامية، ثم صار مشرفاً على تدريس المادتين، وترك الكلية بعد أن نيّف على السبعين من عمره.
وجلس في منزله المتواضع في صويلح، يجترُّ الذكريات، ويستعرض شريط حياته، ويسبح في ملكوت الله سبحانه وتعالى، يستجلي من خلقه سرّ عظمته وجلاله، متفرّغاً إلى التفكير في ما سوف يكون حاله حينما يمثل بين يديه سبحانه.. وفي أوائل عام 2003، انتقل إلى رحمة الله تعالى.
نشاطه الأدبي:
كانت للكيلاني مساهمات أدبية.. شعرية ونثرية، نشر الكثير منها في الصحف الأردنية والعربية، وقد انتسب إلى رابطة الأدب الإسلامي في عمان، وكانت له فيها أمسيات أدبية.
شعره:
بدأ ميله نحو الشعر والأدب والمطالعة ينمو ويتفتّح منذ صغره، ففي المرحلة الابتدائية من دراسته شغف بقراءة القصص الشعبية والأزجال الحماسية، فقرأ تغريبة بني هلال وسيرتهم، وقصة عنترة والزير سالم وألف ليلة وليلة وغيرها من القصص والروايات، ولما وصل المرحلة الثانوية ازداد تعطشه إلى المطالعة، وكانت مجلة الرسالة المصرية التي كان يصدرها أحمد حسن الزيّات هي المفضلة عنده، فكان يقرأ فيها مقالات الشيخ علي الطنطاوي والشيخ عبد العزيز البشري، وإبراهيم المازني لأنها تتميز بسهولة أسلوبها وحلاوته ورقّته، يتابع فيها المعارك الأدبية وخاصة بين الرافعي والعقاد، وكان يتخذ كرّاساً يسجّل فيه ما يعجبه من القصائد كمعلقة عمرو بن كلثوم، وقصيدة شوقي في نكبة دمشق، ويصطحب الكرّاس معه في غده ورواحه، يقرأ منه على رفاقه ويُسَلّي به نفسه حينما تضيق به السبل، وكان يحب من الشعراء أولئك الذين تغلب على طابعهم السهولة والوضوح والرقة والعذوبة كجرير والبحتري والبهاء زهير.
كان مصطفى طالباً فقيراً ولكنه أحب المطالعة، وكان يتطلع إلى اقتناء كثير من الكتب الأدبية، ولكن العين بصيرة واليد قصيرة، وما إن تخرّج من المدرسة وتوفّرت له بضعة قروش من راتبه المتواضع حتى بادر إلى تعويض ما حُرم منه، واستطاع أن يزوّد مكتبته بكثير من المؤلفات.
وهكذا نمت شخصيته الأدبية وذخيرته الشعرية حتى وجد نفسه يمسك القلم ويبدأ محاولاته في نظم الشعر منذ كان في المرحلة الثانوية، وقد شجعه على ذلك أساتذته الأجلاّء أمثال محمد حسن البرقاوي، وسعيد الدرّة، وأخذت المجلات والصحف تنشر إنتاجه وتفسح له في صفحاتها ما يثير فيه حبّ الكتابة ونشوة الشهرة.
ومع مضي الأيام صقلت شاعريته، ونظم شعراً كان سجلاً أميناً لتقلبات حياته، وتعبيراً صادقاً لانفعالاته وعواطفه، وقد تميّز شعره بأمور قال هو عنها(1):
"إنني لا أعرض أي قصيدة أنظمها إلا بعد أن
أشبعها تهذيباً وتنقيحاً، فتخرج ذات لغة سليمة وتركيب متين وأسلوب سلس رقيق عذب..
ثم إني لا أتكلف في نظم شعري تكلفاً يخرجني عن صدق الشعور بل إنّ تفاعلي مع الأحداث
هو الذي يثير فيّ الرغبة العارمة في معالجتها، فتجيش عواطفي وينطلق لساني وتنسكب
كلماتي عفوية صادقة من أعماق قلبي.. إنّ شعري كان وما زال مرآة أمينة لشخصيتي
وسجلاً واعياً لأحاسيسي وأحداث حياتي".
نظم الكيلاني شعراً في مجالات شتى، ومناسبات كثيرة.. ففي عام 1946 نظم قصيدة بعنوان
"معلم القرية" قال فيها(2):
حـاشـا لمثلي وإن قلّت لكنني لسـت ذا مـال فيسعدنـي يا خافقي مُتْ على الحرمان إنّ يدا أو عش غـريباً على أفنان ذاوية تالله لن يسمعوا ما صُغت من نغمٍ |
حوائجه
|
إطراقـة الهام أو إحنـاءة ولسـت فـي هذه الدنيا بمجدود قصّـت جناحيك لم تحفل بتغريد من كـرمة اليأس عجفاء العناقيد ولـو تـغنيت فـي مزمار داود |
الجيد
وشاعرنا من الجيل الذي فتح عينيه على المأساة التي أحدقت بالأمة الإسلامية، فعاش عمقها وعاصر مهازلها.. فهو من الجيل الذي ملأ الشوك عينيه وأذنيه وشفتيه، ونبت الحسك تحت أخمصيه.. ولقد شاهد بأم عينيه ما حلّ بأمته من نكبات وويلات، فتحسّس آلامها، ونادى حتى بحّ صوته، وراح ينظم القصائد التي تثير في أبناء الأمة النخوة والرجولة، وتدعوهم إلى التشبّث بما بقي عندهم من إيمان، وتحضّهم على الجهاد في سبيل الله.. ومن ذلك قوله في الخمسينيات من قصيدة طويلة:
متى الإسلام فـي الدنيا يسود متى ننقضّ كالشهب البوازي على المستعمريـن وتابعيهم * * * متـى نستأنف الإسلام حكماً ورايتـنا العقاب تعود يوماً |
|
ويُشرق بيننا الفجر صواعق ما يشق لنا عمود نـريهم كيف تنحطم القيود * * * سماويـاً تقام بـه الحدود مـرفرفة تـخرُّ لها البنود |
الجديد
وفي عام 1967 حينما وقعت الضفة الغربية فريسة في يد العدو الصهيوني، نظم قصيدة قال فيها:
أخي في الله فـي أخي في الجرح في الآلام هـلّـم نـبثّ شكـوانا ونـرسـلهـا مجلجلـة وتـوقـظ كـلّ ذي سِنَةٍ هـلّـم لنـوقـد الكلمات وأيـن عـزائـم الأبرا |
الإسلام
|
في الإحساس فـي الفكر فــي دوامـة الشّـر ونـنـفث أنّـة الصدر تـصـدّع مسمـع الدهر وتُـسمع كـلّ ذي وقـر كانـونـاً مـن الـجمر رِ نـذكيها مـن الشـعر |
ونظم شعراً في كثير من المناسبات المؤلمة التي أثارته فلم يجد له متنفساً إلا الشعر ينطلق من أعماقه هادراً صارخاً معبّراً عمّا يحسّ به من القهر والكبت، لعلّ هذا الشعر يكون حافزاً لأبناء الأمة على النهوض والتعاون لتغيير الواقع السيئ، فإنّ الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم..
فلما رأى الهجمة الصليبية على وطننا الإسلامي، متمثلة بالطغيان الأمريكي، نظم قصيدة عام 1990 بعنوان "أإفكاً آلهة دون الله تريدون؟؟" قال فيها:
يا إلهي كن لنا اليوم إنّ أمريكا علتْ واستكبرتْ نَصَبتْ من نفسها آلهةً وتشيعُ الإفكَ ما بين الورى وتصدُّ الناس عن درب الهدى وهي في إعطائها أسلحةً من تُرى مَلَكها بترولنا حشدتْ قواتِها في أرضنا * * * إنّ أمريكا بغتْ في أرضنا نهبت أموالنا، أزرتْ بنا * * * ويحكمُ يا مسلمونَ اتّحدوا وأعيدوا دولة الإسلام إنْ جاهدوا في اللهِ وارضَوا حُكمهُ مالنا إلاّكَ يا ربي فلا |
مجيرا
|
إنني ألمحُ شرّاً مستطيرا وطغتْ في الأرض طغياناً كبيرا تقدرُ الرزقَ علينا والمصيرا وتُبيحُ الفِسقَ جهراً والفجورا وتُحيلُ الحقّ بهتاناً وزورا لليهود، مثّلتْ دوراً حقيرا مَنْ حباها ذلك الكنز الوفيرا؟ واستباحتْ من حوالينا البحورا * * * وأحالت خصبها محلاً وبورا فرّقتنا زرعت فينا الشّرورا * * * وارجعوا لله لا تَخشَوا نكيرا شئتموا في هذه الدنيا ظُهورا تجدوا اللهَ معيناً ونصيرا تذرِ الإسلام في الكون أسيرا |
وعندما تعرّض الشعب الأفغاني المسلم لغزو الروس، نظم شاعرنا قصيدة في عام 1986 بعنوان "أفغانستان تفيض دماً" قال فيها:
ما يجري في ذبحٌ قتلٌ حرقٌ جوعٌ أفغانستان تفيضُ دماً حرَّقوا الأطفالَ فيا ربي * * * أفغانستان ولا عجبٌ ما كان دفاعُك عن حقٍّ وبنوك تُعيدُ بطولتُهُم صبرٌ إيمانٌ تضحيةٌ قد باعوا أنفسهم طوعاً * * * يا مسلمُ والدنيا دُولٌ انهضْ فحقوقُكَ ضائعةٌ انهض يا مسلمُ لا تيأسْ يا قوم وما قومي غُيُراً هيّا لنطهِّرَ أقصانا "صبرا وشتلاً فجّرَتا |
أفغانستان
|
بغيُ الإنسان على الإنسانْ لم يحدُثْ قطُّ بأيِّ زمان من غدرهمو يعلوها دخان أطفالٌ تُحرَقُ بالنيران * * * أن ينصرَكِ الرَّبُّ الرحمان ليضيعَ سدى، لا والقرآن ذكرى اليرموك إلى الأذهان إخلاصٌ للمولى وتفان لله ففازوا بالرضوان * * * حتّامَ تعيشُ وأنت مُهانْ وحماكَ يعيثُ به ذُؤبانْ لا تُغضِ على الضّيمِ الأجفانْ هيّا نمشي للقدس الآنْ من رجسِ يهودَ، وأمريكانْ غصصاً لن يطويها النسيان |
ومدح مصطفى المجاهدين الذين هجروا حياة اللهو واللعب، ولبّوا نداء الجهاد، فنظم قصيدة مدحَ فيها أحد قادة الجهاد وإخوانه، فقال:
إن ابنَ لادن قام في كانت معيشتهم بلهنيةً فإذا بهم لمّا الجهادُ دعا يا مسلمون تحرّكوا زُمَرا واستمسكوا بالحقِّ لا تهنوا إنّ ابنَ لادنَ جاء يوقظكم قد صاح حيَّ على الجهادِ عسى |
نفر
|
هجروا حياة اللهو والمالُ يأتيهم على رَحَب يتطايرون كألسنِ اللَّهب وكفى مفاوضةً لمغتصب وترفّعوا عن موطن الرِّيب من ليلِ قهرٍ كافرٍ شَحِب أنْ تنفروا للحرب عن كثب |
واللعب
وذات يوم سمع نشيداً تركياً قديماً، فأثارت موسيقاه العسكرية في نفس شاعرنا انفعالات، فهاجت عاطفته على الرغم من أنه لم يفهم من كلماته سوى "الله أكبر" وسوى "دايم مظفّر".. فتخيّل الجيش الإسلامي العظيم يجاهد في سبيل الله فيعود غائماً مظفراً ليشكر ربّه على نعمه، وليفخر بأنه ما قاتل إلا لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى. وهنا تمنى أن يعود إلى الأمة الإسلامية جيشها المظفر وأن تجد نفسها في القمة بعد ضياع، فخطر بباله أن يضع كلمات بلغة القرآن الكريم على غرار موسيقى ذلك النشيد التركي العسكري، مستوحياً من موسيقاه المثيرة مشاعر الجهاد وأحاسيس الإيمان بالنصر، فنظم نشيداً بعنوان "نشيد عسكري إسلامي" قال فيه(3):
يا مُسلمونَ هيّا القدسُ تبكي والأقصى تذَمَّرْ اللهُ أكبرْ يا مسلمون يا مسلمون حتّامَ نصبءْ؟ والكونُ فينا يزهو وتَفخَرْ اللهُ أكبرْ يا مسلمون |
لنَنفِرْ
|
يُعلي لوانا زَيدٌ والناسُ صاحتْ اللهُ أكبرْ اللهُ أكبرْ الله أكبرْ إنْ نحنُ سِرنا فالأرضُ تَخضَرْ صيحوا جميعاً اللهُ أكبرْ الله أكبرْ الله أكبرْ |
وجَعفَرْ
ولما رأى شاعرنا الكثيرين ينخدعون بالسلام المزعوم، ويتهافتون على الصلح مع اليهود، ويتوجهون إلى مدريد للتفاوض.. نظم قصيدة في عام 1991 بعنوان "سلام الأذلاّء" قال فيها:
إلى مدريدَ أرسلنا أسِفتُ على الوفودِ وفودِ قومي علامَ تفاوضون أليس فيكمُ أفاوَضتمْ على حَيفا ويافا وأرضُ القدس والأقصى أعادتْ أبى الإسلامُ أن يحتلَّ عادٍ * * * يميناً لن تنالوا أيّ خيرٍ إلى أنْ ترجعوا لله حالاً ألا يا مسلمي الدنيا أفيقوا بذلك تظهَرونَ على يهودٍ |
وُفودا
|
وَوَفَّينا لأمريكا الوُعودا فليسوا وَيحَهُم إلا وَقودا حَصيفٌ يطرحُ الرأي السّديدا أخطَّطْتُمْ مع الخصم الحدودا لنا أم تلكَ أرضٌ لن تعودا أراضينا ونمنحهُ مزيدا * * * ولن تسترجعوا المجدَ التّليدا وتحيُوا الدّينَ والشمعَ الرشيدا وكونوا البأس والعزمَ الحديدا ولن تبقوا لأمريكا عبيدا |
ويتفكّر الكيلاني في أحوال عالمنا العربي، فيرى تردّي الأوضاع وانتشار الظلم والفساد والطغيان، فينظم قصيدة يصف فيها هذا الحال، ويدعو الله سبحانه أن يفرّج الكرب وأن يصلح حال المسلمين فيقول:
عشنا إلى أن رأينا كُلَّ بطشٌ وطيشٌ وإرهابٌ وزَعرَنةٌ يا مالكَ المُلكِ يا من ليس يُعجزُهُ يا قاهراً كلَّ نَمرودٍ ومُنتقِماً اجعلْ لنا دولةً تحيي مناسكنا وتنشرُ العدلَ في الدنيا بأجمعِها |
مُذهلة
|
تنتابُنا لم تكن يوماً ما أبصرتْ مثلَها في الأرض عينان شيءٌ ويا ملجأَ المكروب والعاني من كلّ أرعنَ غاوي النفس شيطان وتُنقذُ الناس من ظلمٍ وطغيانِ -ولا تُطبّقُ إلا حُكمَ قرآن |
بحُسبان
وكان مصطفى الكيلاني وفيّاً للمدرسة التي تعلّم فيها، فنظم فيها قصيدة عام 1995 بعنوان "تحية إلى مدرسة السلط" قال فيها:
يا سلطُ إنّي أُحيّي فيكِ حيّاكِ غيثٌ همى يا خيرَ مدرسة طفولتي وشبابي فيكِ قد درجا وما تغنّيها طولَ العمرِ في أثرٍ |
مدرسةً
|
العلمُ يزهو بها والعزُّ هذا فؤادي وهذا بعضُ نجواه سُقياً له من زمانٍ ما أُحيْلاه أحبَّ منكِ ولا روحي تمنّاه |
والجاهُ
ونظم قصيدة حيّا فيها رابطة الأدب الإسلامي العالمية، وأثنى على نشاطها الأدبي والإسلامي، فقال فيها:
قُمْ حيِّ رابطة تنادي المسلمين ضمّت من الكتّاب كلَّ مُحقّق أعضاؤها متمسّكون بربّهم ليست لها من غاية إلا رضا |
|
من الدّعاة ومن ذوي أو باحثٍ أو ناقدٍ مِقدام وشعارُها أدبٌ رفيع سام ربّ الأنام الواحد العلاّم |
الأقلام
مآثر أدبية:
أوّل سورة من والسورة التي تليها البقرةْ وسورة النساء وهي الرابعة وإن تسل ما بعدها فالمائدة وبعدها الأعراف والأنفال |
القرآن
|
فاتحة الكتاب يا فآل عمران كرام بررة أحكامها في الإرث جاءت جامعة وبعدها الأنعام تأتي رائدة وتوبة ويونس طوال |
إخواني
ثانياً: ومن مآثره الأدبية كتاب "مضرب الأمثال" وقد جمع فيه خمسمائة مثل من التراث العربي الأردني من الأمثال العامية، اختارها وشرحها ونظمها شعراً فصيحاً سهلاً.. وهي أمثال موجزة الكلمات لكنها عميقة الدلالات ضاربة بجذور عميقة في بحور التجارب العملية، وبكل ما تحمل تلك الأمثال من سخرية ومرارة وحكمة، وتبدو المهمة لأول وهلة سهلة لكنها في الحقيقة ليست بذلك، وإنما هي تتطلب شاعرية فذّة وتمكناً متيناً من قوالب الشعر وبحوره ليجيء النظم بسيطاً بقدر ما هو معبّر ومؤثر.
يقول الأستاذ الأديب أحمد العناني عن هذا الكتاب(4): "لقد أصبحت خدمة اللغة العربية واجباً مقدّساً تقع تبعته على كاهل المتمكنين في دنيا الأدب، المتبحرين في تفهم معاني القرآن الكريم وإشراقات أسلوبه الأمثل العظيم.. وإني أعتقد بأن الأستاذ مصطفى قدّم خدمة فذّة لهذه اللغة الخالدة بهذه المجموعة الرائعة في بساطتها وجمال نظمها وفرائد حكمتها الناجمة عما تنطوي عليه من نور الحكمة وضياء التجارب.. فهو جدّ ممتع وعمل موفق، يستحق من عشاق العربية كل حفاوة وترحيب".
لقد كان هدف شاعرنا من تأليف هذا الكتاب هو أن يأتي بالمثل السائر في قالب شعري محبب.. ثم ألحق في آخره شرحاً وافياً فصّل فيه كثيراً من الأحداث والقصص التي انطلق منها المثل، ورتّب الأمثال ترتيباً هجائياً ألفبائيّاً وفَهْرَسها حسب ذلك الترتيب كي يسهل الرجوع إليها، وقد قامت وزارة الثقافة الأردنية بطباعة الكتاب في عام 1997. ومن نماذج هذه الأمثال:
1 – اتْغدّى وتمدّى وتعشّى وتمشّى: حبّذ أسلافنا النوم بعد طعام الغداء وأسموه القيلولة، أما بعد طعام العشاء فنصحوا بالمشي.
إذا تغدّيت يا ابـن العزّ والكرم لا بـأس من نومة بعد الغدا فنم
وإن تعشّيت فانهض لا تنم أبداً حتـى تقوم بمشوار على القدم
2 – اخرج الحسد من قلبك بتحل القيد اللي برجلك: يضرب فيمن يأكل الحسد قلبه حتى يقوده إلى الهلاك، إنه يرقب الذين ينعمون ويتمتعون بالحياة بينما هو قابع في عقر بيته يتحرّق غيظاً.
إذا نزعت من فؤادك الحسدْ حللت من رجليك قيداً من مسدْ
إنّ الحسود لا يسـود أبـداً والـرَّجُل الحرُّ إذا جـدّ وجدْ
3 – إذا اتفرّقت الغنم قادتها العنزه الجربا: يضرب في الأمة التي تتفرق شيعاً وتكثر خلافاتها، مصيرها أن تنقاد إلى أرذالها وأشرارها.
يا هندُ تفرّقت الغنمُ فاقتادتْها العنز الجربا
وكذلك تنحلُّ الأممُ فتصير مواردها نهبا
4 – أكلٌ ومرعى وقلّة صنعة: يضرب للخامل الكسول الذي يتّكل على غيره، وللمترف الذي لا عمل له.
أكلٌ ومرعى ثم قلّة صنعة ضاعت حياتُك يا لها من ضيعة
5 – اللي ما يخاف من الله خاف منه: يضرب في الجبّار الذي لا يؤمن بطشه ولا يفكّر في العواقب.
إنّ الذي لا يخافُ الله يا ولدي خفْ منه واحذر وإنْ داناك فابتعد
6 – الضيف ضيف الله: يضرب في الحث على إكرام الضيف واعتبار ما ينفق عليه معوّضاً لأن الرزق من الله تعالى.
الضيف ضيف اللهِ أكرِمْ منزلَهُ إيـاكَ أن تـردَّهُ أو تخذلَهُ
والرزقُ رزقُ الله لا تبخل به ولا تخفْ فالله يعطي بـدلَهُ
ثالثاً: ومن مآثره الأدبية أيضاً قصيدة طويلة في النقد الاجتماعي بعنوان "إن دام هذا الحال".. فقد اطّلع الكيلاني على قصيدة لشاعر قديم كان يتأمل فيما حوله ويتألم ثم يخاطب نفسه قائلاً:
إن دام هذا الحال يا مسعود لا نـاقة تبقى ولا قعـود
وشاعرنا اليوم أخذ يتأمّل فيما حوله ويتألّم، فنظم هذه القصيدة عام 1985 التي نقتطف منها هذه الأبيات:
إن دام هذا الحالُ يا ولا رجالٌ مسلمونَ صيدُ * * * إن دام هذا الحال في بلادي يُخرجنا منها بغير زاد * * * إن دامَ هذا اللغوُ والهتافُ فأنتمو في شرعهم خراف * * * إن دام هذا الحال فاعلم يا بنيّ إعلامنا رقصٌ وتطبيلٌ وغيّ |
مسعودُ
|
لا وطنٌ يبقى ولا يُستنفرون إن عَدَتْ يهودُ * * * لنتركنَّ أرضنا للعادي غُبرَ الوجوه رافعي الأيادي * * * حُقَّ لكم والله أن تخافوا تذبح رغم أنها عجاف * * * أنّا سنُشوى في لظى الفتنة شيّْ والصحفُ الغراء لا تكتب شيّْ |
حدودُ
آثاره الأدبية:
1 – كتاب "مضرب الأمثال" طبعته وزارة الثقافة الأردنية عام 1997.
2 – مسرحية بعنوان "ليت الجبابرة يتعظون".
3 – ديوان شعر مخطوط.
4 – مقالات مجموعة تنتظر النشر.
مختارات من شعره (1):
من وحي طلع البدر علينا
دار حديث بين شاعرنا الكيلاني وصديق له حول نشيد "طلع البدر علينا".. فقال الصديق: كانت فتيات الأنصار ينشدن في نشوة وسرور:
طـلع البـدر علينا مـن ثنيّات الوداع
وجـب الشكر علينا مـا دعـا لله داع
أيـها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع
جئت شرّفت المدينة مـرحباً يا خير داع
إنّ هذا النشيد ليوقظ في الإنسان المسلم ذكريات حلوة، تحيي في صدره روح الإيمان الصادق والشعور الكريم.. إنها يا أخي أبيات أربعة ومع ذلك فهي منذ خمسة عشر قرناً ما زالت تشدّ السامع إليها وتأسره بإيقاعها المعبّر وجرسها الحبيب، فليتها طالت وطالت حتى تشتفي منها النفس ويمتلئ القلب وترتوي الروح.
فقال له شاعرنا: قد والله شوقتني إلى ذلك الجو المبارك لأعيشه بخيالي وأنتقل إليه بمشاعري.. فلأنظمنّ على غرار "طلع البدر علينا" ولأتمنّها وإن لم أبلغ شأوها.. فنظم أبياتاً جاءت صدى لذلك اللحن الخالد الحبيب، ورجعاً لتلك الترنيمة العذبة الشجيّة، فقال:
طلع البدر جلب السَّعدَ إلينا وكسانا المجد برداً فإذا الدنيا سلام * * * طلع البدر علينا هو ذا كهف اليتامى ينقل الخطو حبيباً تنزل الرحمة أنّى * * * يا رسول الله أهلاً مرحباً في كلَ يوم مرحباً في كلّ نجد مرحباً من كلّ قلب * * * أنت توّجت حمانا وأقمت العدل حتى وسمعنا منك ذكراً فشعرنا بخشوع * * * يا رسول الله يا من قد أتيناك حيارى أمننا أصبح خوفاً فاسأل الرحمن فينا |
علينا
|
مشرقاً حلو والأمانيّ الرّفاع أذهل الشّمسَ وراع وأمانٌ لا نزاع * * * وشذا الأزهار ضاع هو ذا غوث الجياع وقعه يعلو اليفاع حلّ والذكر يذاع * * * بك في هذي البقاع مرحباً في كلّ ساع مرحباً في كلّ قاع مؤمن لله داع * * * بالهدى بعد الضياع لم تدع طفلاً يُراع حبّذا ذاك السّماع وسموّ وارتفاع * * * هدية في الكون شاع طائري النفس شعاع حقّنا أمسى مضاع رحمة فيها اتّساع |
الشّعاع
مختارات من شعره (2):
في ذكرى الإسراء
هذه القصيدة نظمها شاعرنا الكيلاني وألقاها في حفل أقامته وزارة الأوقاف في عمان بتاريخ 10/4/1986 في ذكرى الإسراء.. وذكّر المسلمين فيها بالمسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى، وحضّهم على تحرير أرض الإسراء من الغاصبين اليهود.
في ذكرى الإسراء
القدسُ والمسجدُ الأقصى أعاذانا وناشدانا بربِّ البيتِ أنْ نَلقى وأنْ نُعدّ إلى الهيجاءِ أنفسَنا وأنْ نعودَ إلى الإسلام يخرجُنا * * * تململ المسجدُ الأقصى وحُقَّ لهُ حَرْقٌ وهَدْمٌ وتدنيسٌ لحرمته ونحنُ في غفلةٍ عنهُ ومشغلةٍ كأنما الحرمُ القدسيُّ ليس لنا كأنَّه لم يكنْ رمزاً لعزّتنا كأننا ما شددنا نحوه أبداً كأنَّ أحمدَ لم يَسر الإلهُ به كأننا لم نكن يوماً أعزَّ بني الـ * * * وليلةٍ في جبينِ الدهرِ خالدةٍ أسرى به الله فيها قبلَ هجرته وقاد موكبَهُ الروحُ الأمينُ إلى وأبصر الآية الكبرى علانيةً وكلَّم الله تحتَ العرشِ وانكشفتْ كرامةً لم ينلها في الورى أحدٌ * * * وعاد أحمدُ من إسرائهِ ليرى عَمُوا وصَمُّوا ولجّوا في غوايتهم وقاوموا الدعوةَ العظمى فلست ترى لم يبقَ فيهمْ فتى تُرجى هدايتُه فما بقاءُ رسولِ اللهِ بينهمو * * * ويأذنُ الله للهادي بهجرته اثنانِ في الغارِ والرحمانُ جارُهما لم يَجبُنا وقريشٌ أحدقت بهما إلى المدينة حيثُ الدعوةُ انتشرتْ ومصعبُ بن عُمير عزَّ جانبُهُ إلى المدينة فالأنصارُ قد خرجوا حتى إذا طلعَ الهادي بطلعته * * * وفي المدينة قامتْ دولةٌ جعلتْ لم يبقَ في الأرض طاغوتُ يقول لنا: شريعةُ الله حلَّتْ كلَّ مَعضلةٍ * * * يا يومَ غزوة بدرٍ حينما ارتفعتْ فُلَّتْ قناةُ أبي جهلٍ وطغمته وفتحُ مكة زكّاها وطهّرها ولم يدعْ مشركاً يمشي بأبطحها * * * أكرمْ بعشرة آلاف إذا نطقوا باعوا نفوسهمو لله خالصةً لا يصبرونَ على ضيم يُراد بهمْ أولاءِ صحبُ رسولِ اللهِ ما وَهَنوا تألَّقوا في سماوات الهدى دُرراً * * * مَنْ لي بشرذمةٍ من قومي انخدعتْ لم ترقبِ اللهَ في أعمالها فغدتْ * * * يا قومُ لا تسكتوا عن حقكم أبداً مَنّوكُمو بالضمير العالميّ أما هل الشيوعيةُ الحمراءُ تنصُرنا وهيئةُ الأمم الشمّاء هلْ عرفتْ لا والذي خلق الدنيا وجمّلها لن يستقيمَ لنا دربٌ نسيرُ به وسوفَ نبقى غُثاءً مالنا خطرٌ حتى تعودَ إلى الإسلام يجمعُنا حتى نعودَ إلى الرحمانِ بارئنا مستمسكينَ به فكراً وأنظمةً لقوله وكتابُ الله حجَتُنا |
|
بالله من أنْ نُرى في الأرضِ عدوّنا قبل أن يجتثَّ خضرانا ولا ننامَ على أشلاءِ قتلانا مجاهدين وعينُ الله ترعانا * * * ألم يذقْ من ضروبِ الخَسْفِ ألوانا؟ وفتنةٌ تدعُ الإنسانَ حيرانا نجري وراءَ ملاهينا وأهوانا! وليس قبلتَنا الأولى ومَسرانا كأننا لم نقمْ فيه مُصلاّنا! رِحالنا أو أقلّتنا مطايانا! إليه إلا لننسى قُدسه الآنا ـدنيا وأعدَلَ من في الأرضِ ميزانا * * * خُصّت بأحمدَ تكريماً وإحسانا فعانقَ الحرمُ المكيُّ أقصانا السّبع الطباق فما أنضى وما عانى كما رأى جنّة المأوى ورضوانا له السرائرُ والمخفيُّ قد بانا سبحانَ ربّكَ ربّ العرش سبحانا * * * كفار مكةَ يزدادونَ طغيانا وأمعنوا في ضلال الشركِ إمعانا إلا عُتُلاً يماريها وشيطانا هلْ يصلحُ النحتُ لو جرّبتَ صَوّانا إنْ لم يجد لهداهم قطٌ إمكانا؟ * * * فيستجيبُ لإذن الله سَرعانا ومَنْ يكنْ جارَه الرحمانُ ما هانا ولم يخافا بجنبِ الله إنسانا وحيثُ يَلقى رسولُ الله أعوانا فيها نشيَّد للإسلام بُنيانا يستقبلون رسولَ الله رَكبانا عليهمو سجدوا لله شكرانا * * * كسرى وقيصرَ ينهاران أركانا لم يبقَ حُكمٌ يقودُ الناسَ قطعانا وأصبحَ الناسُ كلّ الناسِ إخوانا * * * الله أكبرُ وانقضتْ سرايانا فأصبحوا في قليب الأرضِ ديدانا فلم يدَعْ ثمَّ أصناماً وأوثانا أو أن يطوفَ ببيتِ الله عُريانا * * * أعارهم كلُّ من في الكون آذانا فسطّروا في جنانِ الخُلد عُنوانا فإن أُريدَ مَشَوا للرَّوح عِقبانا ولا استكانوا ولا غُرّوا بدُنيانا فطاولوا الشمسَ إعزازاً وسلطانا * * * بباطلِ الغربِ غصَّتْ في حنايانا حرباً علينا وإرصاداً وخذلانا * * * حتامَ نخنقُ في الأعماقِ شكوانا؟ شبعتمو ويحكم إفكاً وبهتانا؟ أم هل تساندُ أمريكا قضايانا حقَّ الضعيف فهزتها ضحايانا؟ وبارك المسجدّ الأقصى وزكّانا؟ ولن نُعيدَ فلسطيناً ولبنانا مجزّءينَ دويلاتٍ وأوطانا عُرباً وعجماً وأجناساً وألوانا مومّلين هدىً منه ورضوانا راجين رحمتهُ تقوى وإيمانا إن تنصروا الله ينصرْكُمْ وقد كانا |
عُبدانا
مختارات من شعره (3):
من وحي مجزرة الخليل
عندما وقعت مجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل فجر يوم الجمعة منتصف شهر رمضان 1414هـ (25/2/1994م) عندما اقتحم غولدشتاين الصهيوني الحرم، ومعه مجموعة من المستوطنين، وفتحوا النار من رشاشاتهم على المصلين وهم سجود، ولم يتدخل الجيش الإسرائيلي لوقف المجزرة، نظم شاعرنا هذه القصيدة من وحي المجزرة:
من وحي مجزرة الخليل في 15 رمضان 1414هـ
إلامَ تظنُّ إسرائيل ألايا مسلمون وأين أنتم ألا تتحركون ولو قليلاً تُطلُّ دماؤُنا في كلّ يوم وتُنهَبُ أرضنا ونضامُ فيها وفي حرم الخليل أقيم سوقٌ تُباعُ به الضحايا زاكياتٍ ضحايا في صلاة الفجر غيلوا ضحايا النصف من رمضانَ جاءوا فأصلاهم يهودُ الغدرِ ناراً ولستُ بلائمٍ أبداً يهوداً ولكنّي ألومُ جموعَ قومي ألومُ المسلمين وقد تخلَّوا تخلَّوا عن جهادٍ كان فيه وولوا شطرَ أمريكا فجوراً إلى الطاغوتِ يبغونَ احتكاماً وقد أُمِروا بشرعِ الله أن لا عجبتُ لقومِنا لهمو جيوشٌ لمن هذي الجيوشُ ربطتموها؟ كذبتم ما لنا فيها نصيبٌ عجيبٌ أمرُ قادتِنا عجيبٌ وربّ العرشِ قال لنا خذوهم ومما أخرجوكم أخرجوهمْ وسلَّمنا مصايرنا إليهمْ * * * إلى من نشتكي يا ربّ لسنا تولّينا اليهود مع الأعادي حلُمنا عن أُناسٍ جرّعونا أرادوا أن نظلّ بلا سلاحٍ وقالوا لا جهادَ بزعم أنّا فصدقنا مزاعمَهم ورحنا عبدناهمْ، نسينا الله، زُغنا خضعنا للطغاةِ خضوعَ ذلٍّ سألتُ الله من قلبٍ جريحٍ إلهي نحن مظلمون فامننْ ومكنّا من الطاغين وافتحْ ألا يا ظالمون أما اكتفيتمْ فإنّ الظلمَ مرتعُهُ وخيمٌ ونور الحق –ويحكمو- سيجلو وسوف تعودُ للإسلام يوماً |
أنّا
|
على أقدامها (خَسئَتْ) أحقاً ويحكم أنّا هُزمنا فقد نهض الجميعُ ونحن نمنا ونُسجنُ دونما ذنب جَنَيْنا ولا يبقى لنا في الكون معنى غرابُ البين فوق حماهُ غنّى بلا ثمنٍ فمن يرغبْ يَجِئنا سجوداً يذكرون الله وَهْنا لسجدةِ جمعةٍ يمشون هَوْنا توقَّدُ خِسّةً وتفيضُ جبُنا لما قترفوا فهم أخزى وأدنا وقادَتَهمْ فماذا قد فعلنا وصمّوا عن صُراخِ الحقّ أُذُنا كرامتُنا ولو أنّا قُتلنا لمجلسِ أمنها يشكون غُبْنا فلن يَجدوا بذاك الأمن أمنا يُقيموا قطُّ للطاغوت وَزنا معطّلةٌ فأنّى النصر أنّى مللنا طول مربطها مللنا وما كانت لنا دِرعاً وحِصنا أمِنْ عند العدى يرجون عَوْنا وحيثُ ثقفتموهم فاقتُلنَّ فكيف بكلِّ ما اغتصبوا اعترفنا وسِرْنا خلفهم حتى هلكنا * * * بأهلٍ كي نَفرَّ إليك لسنا وفي دنياهما الخرقاءِ هممنا كؤوسَ القهر بل إنّا جَبُنا ليحموا نفسهم ويهودَ منا ضعافٌ واليهودُ أعزُّ ركنا نُفَدِّيهم فيا أسفاً وحُزنا وغايةُ أمرنا أنّا جُنِنّا فلو قالوا لنا موتوا لمتنا لينصرَنا فإنّا قد ظُلِمنا علينا يا خفي اللطفِ مَنّا لنا فتحاً ومن تقواك زِدْنا بما أفحشتمو وبما احتملنا وما سَعِدَ الظلومُ وما تهنّا خباياكم إذا ما الليل جنّا خلافتُهُ ويرضى الله عنّا |
ركعنا
المصادر والمراجع:
(4) مقدمة كتاب "مضرب الأمثال".