سعيد الأفغاني
سعيد الأفغاني
1327 – 1417 هـ - 1909 – 1997
م
هو محمد
سعيد بن الحاج محمد جان، الأفغاني، هاجر والده من كشمير وهو في
العشرين من عمره، واستوطن دمشق،
واشتغل في حي (البزورية)، وسكن في حي العمارة، وتزوج من
أسرة شامية، ورزق بابنه محمد سعيد عام 1909. وكان أبوه معروفاً بالتدين
والصلاح، ويحضر دروس العلماء في المسجد الأموي، وإن كان لا يكاد
يحسن العربية، ومع هذا فقد أصبح ابنه المرجع في علوم اللغة
العربية والحجة فيها نشأ
محمد سعيد الأفغاني في محيط الجامع الأموي وفي الأحياء
المحيطة به، وفتح
عيونه على حلقات
العلم في هذه البيئة، وكان ملازماً لحلقة الشيخ: (أحمد
النويلاتي)
وهو عالم دمشقي عامل، ومصلح فاضل، من تلاميذ الشيخ طاهر
الجزائري، وتأثر
بآرائه الإصلاحية،
وانتقل هذا التأثير إلى الأستاذ سعيد الأفغاني.
درس في مدرسة
الإسعاف الخيري، ومدرسة التطبيقات، ودرس المرحلة
الإعدادية
والثانوية في مدرسة
التجهيز (مكتب عنبر) وتخرج في شهر أيار 1928، والتحق بمدرسة
الآداب العليا في
الجامعة السورية.
علم في مطلع حياته في عدة مدارس ابتدائية، ثم عين عام
1941 مدرساً في
مدرسة التجهيز
الأولى بدمشق. ولما أنشئت كلية الآداب عين سعيد
الأفغاني أستاذاً
مساعداً، واستمرت خدمته في جامعة دمشق من عام 1948 إلى
آخر عام 1968.
ودعته الجامعة اللبنانية أستاذاً محاضراً، وعمل في
الجامعة الليبية في
بنغازي أستاذاً ثم
رئيس قسم.
وختم حياته التدريسية في جامعة
الملك سعود في الرياض حتى بلغ الخامسة والسبعين
ثم عاد إلى دمشق وأقام فيها
وتوفي في السعودية في 8 شباط 1997 عن عمر يقارب
الثامنة
والثمانين.
شخصية الأستاذ الأفغاني:
تتميز شخصيته بالوقار والاستقامة
والجدية والصراحة والجرأة في الحق والبعد عن
المجاملة، والترفع عن الصغائر، وهو
مثل فريد في الانضباط والحرص على النظام،
وحب العلم والصبر والدأب في تحصيله،
ومن يعرفه يعلم صدق وصفه لنفسه حيث يقول:
في طبعي هيام بالحرية والصراحة،
وكثيراً ما أنكب الطريق الأسلم في سبيل الجهر
بما أرى أنه الحق في العقائد
والأشخاص، متحملاً بصبر وطمأنينة ما أجر على نفسي
من عناء وعداء، وهذا بلاء
حتمٌ لا مفر منه لمن خلق صريحاً، ولو حاول غير ذلك ما
استطاع.
لعل
مجموع هذه الصفات فيه هو سبب إعجابه بعالمين من أشهر علماء
الأمة وهما: ابن
حزم وابن تيمية.
علمه وثقافته:
تميز الأستاذ الأفغاني بالتضلع والتبحر في
علوم اللغة العربية وآدابها، وكان ذا
ثقافة إسلامية تجلت في جميع أعماله.وكان
له أثره العلمي في الطلاب الذين خرجهم
وتسلموا التدريس في ثانويات سورية
وغيرها، وكان مهاباً محبوباً في وقت واحد،
صاحب نكتة مُرّة.
من
مؤلفاته:
ـ معاوية في الأساطير
ـ نظرات في اللغة عند ابن حزم
ـ
الموجز في قواعد اللغة العربية وشواهدها
ـ حاضر اللغة العربية في الشام
والقاهرة
ـ أسواق العرب في الجاهلية والإسلام
ـ في أصول
النحو
ـ الإسلام والمرأة
ـ من تاريخ النحو
ـ ابن حزم ورسالة
المفاضلة بين الصحابة
ـ عائشة والسياسة
ـ مذكرات في قواعد اللغة
العربية
ومن كتبه التي حققها:
ـ الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة
على الصحابة للزركشي
ـ المفاضلة بين الصحابة للزركشي
ـ
الإغراب في جدل الإعراب للرماني
ـ لمع الأدلة للأنباري
ـ
تاريخ داريا للخولاني
ـ سير أعلام النبلاء للذهبي جزآن، أحدهما بترجمة
عائشة رضي اللّه عنها،
والآخر بترجمة ابن حزم
ـ إبطال القياس والرأي
والاستحسان لابن حزم
ـ الإفصاح في شرح أبيات مشكلة الإعراب
للفارقي
ـ الحجة في القراءات السبع لابن زنجلة
وله تقرير عن
أغلاط المنجد، وراجع كتاب مغني اللبيب لابن هشام
توفي عام 1417 للهجرة
الموافق 1997 للميلاد في مكة المكرمة ودفن بها رحمه الله
تعالى.