فدوى طوقان
رحيل الشاعرة الفلسطينية
فدوى طوقان
أحبت فلسطين وكانت قضيتها المركزية.. وشقيقها إبراهيم كان نافذتها على الشعر
نابلس (فلسطين) - خدمة قدس برس
أعلن في مدينة نابلس، الليلة الماضية، عن وفاة الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان (86
عاما)، بعد أشهر عديدة من الصراع مع المرض, في مشفى تخصصي بمدينة نابلس شمال الضفة
الغربية.
وقال أمين طوقان، أحد أقاربها، إن الوفاة أعلنت قرابة الساعة العاشرة والنصف ليلا, وتم تحديد موعد دفنها عصر غد الأحد، مع توقع حضور أقاربها من الخارج.
ويقول أطباؤها إن الشاعرة الكبيرة أصيبت منذ أربع سنوات بجلطة دماغية، تركت أثراً بالغاً على بصرها، وقبل أربعة أشهر أصيبت بكسر في عظمة مفصل الكاحل، مما أقعدها في السرير.
وفي لقاء لـ"قدس برس" مع الشاعرة الكبيرة قبل ثلاثة أشهر، قالت طوقان إنها بدأت كتابة الشعر وعمرها لم يتجاوز 13 عاما، في بيتها الكنعاني العريق، في حي القصبة، حيث مسقط رأسها. وتلقت رعاية وعناية شقيقها الشاعر الراحل إبراهيم طوقان.
وكان إبراهيم، كما تقول فدوى، "كل حياتي, وعندما رحل ذهبت روحي معه، فقد وجهني للقراءة والمطالعة, وخاصة القرآن الكريم، وواكب كتاباتي الأولى, ويحدث أقرانه أن فدوى تلميذتي النجيبة".
وتحولت أروقة مشفى نابلس التخصصي على مدار وجودها على سرير المرض, مزارا لمختلف الفعاليات الثقافية والشعبية في نابلس وسائر المدن الفلسطينية، ولأصدقاء الشاعرة، الذين التفوا حولها في عرس وطني، لكنه كان حزينا، بسبب توقف تدفق الشعر من نبضات الشاعرة طوقان.
وتعتبر الشاعرة طوقان أن قضية فلسطين هي المحور المركزي في شعرها, ومنه انطلقت نحو الشعر الوطني، وخاصة بعد نكبة العام 1948. وعندما احتلت مدينة نابلس عام 1967 سارعت شقيقتها كما تتذكر لإبلاغها أن اليهود دخلوا المدينة، ورفعوا أعلامهم عليها حصل لها ما يشبه الانهيار، وهي ترتجف, وحمدت الله أن شقيقها إبراهيم قد رحل قبل أن يرى هذا المشهد المؤلم، بسبب نقمته على الاحتلال، وخوفها من عقابهم له على شعره الناري ضدهم. ومع مرور الاحتلال أضحى التخلص منه شغلها الشاغل.
وللشاعرة الفلسطينية عدد من الدواوين الشعرية المتميزة، وهي "وحدي مع الأيام" الصادر عام 1952، و"وجدتها" الصادر عام 1958، و"أعطنا حباً" الصادر عام 1960، و"أمام الباب المغلق" الصادر عام 1967، و"الليل والفرسان" وصدر عام 1969، و"على قمة الدنيا وحيداً" وصدر عام 1973، و"تموز والنشيد الآخر" الصادر عام 1989. وقد أصدرت عام 1946 كتابها النثري "أخي إبراهيم".
حصلت الشاعرة طوقان على عدد كبير من الجوائز من بينها جائزة الزيتونة الفضية الثقافية لحوض البحر الأبيض المتوسط، باليرمو في إيطاليا عام 1978؛ وجائزة عرار السنوية للشعر، من رابطة الكتاب الأردنيين عام 1983؛ وجائزة سلطان العويس، في الإمارات العربية المتحدة عام 1990؛ ووسام القدس، من منظمة التحرير الفلسطينية عام 1990؛ وجائزة المهرجان العالمي للكتابات المعاصرة، باليرمو في إيطاليا عام 1992؛ وجائزة البابطين للإبداع الشعري، فاس في المغرب عام 1994. كما حصلت على جائزة كافافيس الدولية للشعر في القاهرة عام 1996.
السبت 13 كانون أول (ديسمبر) 2003
وفاة الشاعرة العربية الفلسطينية فدوى طوقان
نبذة عن الشاعرة الراحلة فدوى طوقان
ولدت فدوى طوقان في نابلس عام 1917 لأسرة عريقة وغنية ذات نفوذ اقتصادي وسياسي اعتبرت مشاركة المرأة في الحياة العامة أمرًا غير مستحبّ, فلم تستطع شاعرتنا إكمال دراستها, واضطرت إلى الاعتماد على نفسها في تثقيف ذاتها. وقد شكلت علاقتها بشقيقها الشاعر إبراهيم علامة فارقة في حياتها, إذ تمكن من دفع شقيقته إلى فضاء الشعر, فاستطاعت وإن لم تخرج إلى الحياة العامة- أن تشارك فيها بنشر قصائدها في الصحف المصرية والعراقية واللبنانية, وهو ما لفت إليها الأنظار في نهاية ثلاثينيات القرن الماضي ومطلع الأربعينيات. موت شقيقها إبراهيم ثم والدها ثم نكبة 1948, جعلها تشارك من بعيد في خضم الحياة السياسية في الخمسينيات, وقد استهوتها الأفكار الليبرالية والتحررية كتعبير عن رفض استحقاقات نكبة 1948. كانت النقلة المهمة في حياة فدوى هي رحلتها إلى لندن في بداية الستينيات من القرن الماضي, والتي دامت سنتين, فقد فتحت أمامها آفاقًا معرفية وجمالية وإنسانية, وجعلتها على تماسٍّ مع منجزات الحضارة الأوروبيّة. وبعد نكسة 1967 تخرج الشاعرة لخوض الحياة اليومية الصاخبة بتفاصيلها, فتشارك في الحياة العامة لأهالي مدينة نابلس تحت الاحتلال, وتبدأ عدة مساجلات شعرية وصحافية مع المحتل وثقافته. تعدّ فدوى طوقان من الشاعرات العربيات القلائل اللواتي خرجن من الأساليب الكلاسيكية للقصيدة العربية القديمة خروجًا سهلاً غير مفتعل, وحافظت فدوى في ذلك على الوزن الموسيقي القديم والإيقاع الداخلي الحديث. ويتميز شعر فدوى طوقان بالمتانة اللغوية والسبك الجيّد, مع ميل للسردية والمباشرة. كما يتميز بالغنائية وبطاقة عاطفية مذهلة, تختلط فيه الشكوى بالمرارة والتفجع وغياب الآخرين. على مدى 50 عامًا, أصدرت الشاعرة ثمانية دواوين شعرية هي على التوالي: (وحدي مع الأيام) الذي صدر عام 1952, (وجدتها), (أعطنا حباً), (أمام الباب المغلق), (الليل والفرسان), (على قمة الدنيا وحيدًا), (تموز والشيء الآخر) و(اللحن الأخير) الصادر عام 2000, عدا عن كتابيّ سيرتها الذاتية (رحلة صعبة, رحلة جبلية) و(الرحلة الأصعب). وقد حصلت على جوائز دولية وعربية وفلسطينية عديدة وحازت تكريم العديد من المحافل الثقافية في بلدان وأقطار متعددة .
مجموعة الأحباء