الدكتور حسن الهويدي
كلمة في وداع أعز الناس
الدكتور: حسن الهويدي (أبو محمد)
د. حسن هويدي رحمه الله |
محمد السيد |
أولاً : كلمة في وداع أعز الناس الدكتور : حسن الهويدي ( أبو محمد )
نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين _ رحمه الله _
(( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلاً )) الأحزاب 23
أبا محمد و أنت صنو الروح ، و ملء القلب و الفؤاد ، يا طبيباً كان جبلاً من العلم و الفقه و اللغة ، بزّ فيها كلها المختصين ، يا من كنت طبيب الأرواح قبل الأجساد ، يا من بفقده تيتم الإخوان قبل الأنجال ، لقد مادت الأرض بنا عند سماع خبر الفجيعة .
يا فجر الجمعة الحزينة ( السابع عشر من ربيع الأول 1430هـ الموافق لـ 13 آذار 2009م ) ، أبيت إلا أن يكون في ساعاتك الأولى ذلك النعي الحزين ، بأمر من الله و بكتاب منه كان مؤجلاً ، أطلّت ساعة الفراق العظيمة ، و ندمت اللحظات على زفّ النبأ ؛ لأنها تعلم أن هناك قلوباً لا تحتمل لحظات الوداع ، و أن هناك أرواحاً لا تفتأ تتعلق أبصارها بالمعلم الفذّ .. المعلم بحاله وسلوكه و خلقه قبل قوله .
و ماذا بعد ..؟ لقد هان عليهم أي يهيلوا عليك التراب ، ألم يعلموا أنهم بذلك يغيبون ذلك العابد الزاهد ، العالم العامل ، الصادق الصدوق ، عفّ اللسان ، جريء الجنان ، عظيم بنيان الإنسان فيه . كنا نلجأ إليه حين يحزبنا أمر ، لنجد في أعطافه و بين يديه روح الصدق و العطف و الأخوة الغالية و الأبوة الحانية ، فترتاح النفوس الواجفة ، و تطمئن الحياة إلى جانبه ، و إلى كلماته التي تفيض إيماناً و تسليماً ، و صدق يقين بفرج الله. ألم يعلموا أنهم بذلك الفعل يفرقون بين الأجساد التي كانت ملتقية على أن تنفق تلك الطاقات في سبيل هدف واحد ، هو الذي كان همّ و هاجس أستاذنا و شيخنا فضيلة الدكتور أبي محمد ( حسن الهويدي ) ، و كان ذلك الهدف متمثلاً برضا الله و عفوه و حبه .
إيه يا أبا محمد .. في هذه اللحظة كم من المشاهد و الصور تعبر خاطري ، يزينها محياك المضيء ، فهي تسكن في حياتي ، و لا يمكن أن يزول لها أثر ، فماذا أقول و أقول ؟ أهي أحاديث دروس القرآن ، التي كان موعدنا فيها مع الأستاذ المعلم تحليقاً في عالم رباني مغدق .. ؟ أم هي حكايات سفر مع أبي محمد ، و كان فيها التعلم والاقتداء بالمعلم بدروس في الصبر و التواضع ، و البذل و الحرص على الحلال ، و الإمساك بخلق المثابرة والعمل و السهر من أجل فائدة الدعوة و العمل للإسلام ، مهما احلولكت الظروف و تعبت الأجساد ؛ فالأجساد و الحياة عنده ليست رصيداً للتمتع بزينتها وقوتها ، بل هي رصيد يصرف في سبيل الله . أم هي حكاية عمل لله قاد فيها دعوة الله في سورية ، شغل فيها نهاره ، و أسهد من أجلها ليله ، و أفرغ في طياتها وسعه وجهده ، محاولاً أبداً تقديم النصح لها و لإخوانه ، كي يستقيم لها الطريق ، و يَشعّ في النهاية وعد الفجر، الذي ما انفك أبو محمد يبشر به إخوانه ، رغم الخطوب و الأحوال غير الملائمة المحيطة بنا جميعاً .
أخي يا أبا محمد ، و أنت الصديق الصادق ، و الخل الوفي ، و الوالد الحاني .. و لقد أتانا النبأ الحزين و الشتاء يباشر نهاياته ، و الربيع ينثر نّوْره ، لكن ( القمر مريض ) كما قال الشاعر ، و حبيبنا تأهب للسفر الطويل ، والحب بيننا يشكو البعد الحالّ الليلة ، و قلوبنا طار خفقانها حتى كادت أن تودع الوجود ، و القلق راح يدب في أعيننا غشاوات رعبٍ على المآل دون رفقتك الغالية المعطاءة الهادية المهدية ، و إننا مع هذا الحال لا يمكننا أن نصف العالم ( بأنه جميل ) كما قال الشاعر نفسه .
ها هي الساعة دقت ، و عقاربها توقفت ، و شهقات القلوب تصعدت ، و الجسد المسجى الذي كان يزخر بالحياة ، و الرأس الكبير الذي امتلأ بالعلم من كل لون ، و القلب الذي سكنه الخوف من الله أبداً ، و تعبأ بالزهد و الحب لله و للناس ، و الروح التي كان لا يمتعها إلا الذكر الرطب الصادق يتدحرج فوق اللسان ، ها هي جميعها تؤذن بالرحيل ، و قد كنت الليلة يا أبا محمد بيننا حتى الساعة العاشرة ، تلقي علينا موعظة بليغة في الموت ، و ساعة الوحدة في القبر ، و الحاجة إلى الحسنة الواحدة المنقذة من الوحشة تحت التراب ؛ حيث تأتي الحسنة المنطلقة من الذكر الصادق _ كما قلت _ كما تأتي شربة الماء الباردة لامرئ تاه في الربع الخالي ، و بينا هو يصارع براثن التيه و الموت ، جاءته تلك الشربة منقذة متفائلة .. كم هو بليغ تمثيلك ..! و كم هي رائعة مواعظك ..! فهي من القلب إلى القلب تصدر ، و هي من الروح إلى الروح تعبر على جناح من صدق و يقين.
و لكن .. و لكن هذه هي أقدارنا أيها الناس ، و قد أعلمنا رب العزة أن الدنيا ليست إلا سبيل عبور إلى الحياة الحقة ، نبني نهاياتها بأعمالنا و أخلاقنا و سلوكنا ...
و نحن نشهد أن أبا محمد قد بناها على الحق و العدل ، و استهدف منها رضا الله و حبه _ و لا نزكيه على الله، فهو حسيبه _ و لكننا نشهد بما علمنا ، و ما شاهدنا ، و ما تعامل به معنا و مع غيرنا ، و قد كان فيه خصلة عظيمة ، قد يجهلها الكثيرون ، و قد اكتشفتها فيه مع طول المعاشرة ، إنها الشورى . لقد كان مغرماً بها ؛ إذ كان يستشير في الصغيرة و الكبيرة ، رغم أنه كان ذا رأي حصيف ، وبعد نظر و رؤية مديدة ، بعيدة الأفق ، معتدلة البناء ، متأنية في الرأي يطرحه متواضعاً ليناً .
أبا محمد ، و ماذا أقول ..؟ فالحياة أمام فقدك حيرى ، و نحن فيها نقتدي أثرك بالصبر و المصابرة و كفكفة الدموع ، و قسماً إننا على العهد الذي تركتنا عليه باقون ، لا نقيل و لا نستقيل ، حتى نلقاك في عليين برحمة الله و عفوه و كرمه . و لا نقول إلا ما يرضي ربنا : إن العين لتدمع ، و إن القلب ليخشع ، و إنا على فراقك يا أعز من الروح لمحزونون ، راجين من الله أن يلهم ذويك و إخوانك و أحبابك الصبر و السلوان ، و أن يجعل الفردوس الأعلى مآلك برفقة حبيبك محمد _ صلى الله عليه وسلم _ و إنا لله و إنا إليه راجعون .
ثانياً : الراحل الكبير الدكتور حسن الهويدي في سطور
من مواليد دير الزور بسورية عام 1925م ، حصل على شهادة الثانوية العلمية ، ثم انتسب إلى كلية الطب في جامعة دمشق . حصل على شهادة الدكتوراه في الطب بتقدير جيد عام 1952م ، و كانت رسالته لنيل شهادة الدكتوراه عن : فرط نشاط الغدة الدرقية Hyper Thyroidisme. ثم حصل على شهادة التخصص في الأمراض الباطنية من كلية الطب في جامعة دمشق .
نشأ في بيت إسلامي ، و كان والده معروفاً في دير الزور ، ملتزماً في المساجد ، فكان له أبلغ الأثر _ رحمه الله_ في مسيرة الدكتور .
شغف بالعلم و الدراسة منذ طفولته ، فأخذ معظم العلوم الشرعية في وقت مبكر من علماء بلده ، و ابرزهم العالم الجليل الشيخ ( حسين رمضان الخالدي ) _ رحمه الله _ ، ثم تابع تعليمه الشرعي بجهود ذاتية عن طريق المطالعة و الدرس لأمهات الكتب في مختلف الميادين ، و الجلوس إلى أهل العلم و الفقه في دمشق في أثناء دراسته ، حتى امتلك ناصية الفقه و اللغة _ رحمه الله _ .
انضم إلى صفوف الإخوان المسلمين منذ بداية شبابه و ذلك عام 1943م ، و عاصر الرعيل الأول و على رأسهم ( الدكتور مصطفى السباعي ) _ رحمه الله _ . و خلال متابعته لدراسته العليا في دمشق عُين عضواً في المكتب التنفيذي للجماعة .
عاد بعد تخرجه إلى مدينته " دير الزور " فافتتح عيادته الخاصة لمزاولة تخصصه الطبي في الأمراض الباطنية .
و هناك واصل عمله الدعوي الإسلامي من خلال موقعه في جماعة الإخوان المسلمين في " دير الزور " ثم في دمشق ، وتعرض للكثير من المضايقات و الاعتقال ؛ فقد اعتقل عام 1976م في " دير الزور " ثم أفرج عنه ، كما اعتقل عام 1973م و سيق إلى سجن المزة في دمشق ، وذلك بمناسبة الاحتجاج على الدستور العلماني ، ثم أفرج عنه .
بويع مراقباً عاماً لجماعة الإخوان المسلمين في سورية ، و ذلك بعد أن توحدت الجماعة على يده عام (1401هـ _ 1406هـ / 1981م _ 1986م ) ، ثم انتخب مراقباً عاماً لفترة ثانية ما بين ( 1991م _ 1996م ) .
شارك في كثير من المؤتمرات العلمية و الفقهية و الندوات الدعوية الإسلامية في أوروبا و أمريكا و البلاد العربية و الإسلامية .
اختير نائباً للمرشد العام للجماعة في عهود المرشدين السابقين : السيد حامد أبو النصر ، و الأستاذ مصطفى مشهور ، و المستشار محمد المأمون الهضيبي ، _ رحمهم الله جميعاً ، و المرشد العام الحالي الأستاذ محمد مهدي عاكف _ أطال الله في عمره و سدد خطاه _ .
عُرف بالدأب و المثابرة في أشد أحواله ، ولم يتأخر عن لقاءٍ أو سفرٍ و لو كان مريضاً . من صفاته اللين والاعتدال و الزهد و السلوك الراقي ، و الأخلاق العالية و التواضع الجم ، و القرب من القلوب و الحرص على الصلاة ؛ حيث كان يُحكّم أوقاته و سفره بحيث لا يضيع وقتاً و لا يؤخره ، و يحض إخوانه على ذلك .
عرفته ساحات الدعوة خطيباً مصقعاً ، وعالماً عاملاً ، وعرفه إخوانه أهلاً للاحترام و التقدير و الهيبة المطاعة .
كان ذا بذل و تضحية و تفان ، يسعى بكل ما أوتي من جهد ووقت لرأب الصدع ، و إبعاد الخلاف ، و كان يقدم من حرّ ماله الكثير سراً _ حتى أن المقربين منه لم يعلموا بما يقدم و هو الكثير ، إلا لماماً من بعض الجهات المعنية و ليس منه .
كانت عيادته في دير الزور ملجأً للضعفاء و الفقراء ، يقدم لهم الاستشارة و العلاج مجاناً . كان مقدماً في بلده دير الزور ، ووجهاً محبوباً يعود إليه الناس في حل مشاكلهم ، و رأب الصدع بينهم .
ثالثاً : نبذة موجزة من أقواله و فكره
1 _ أهمته القضية الفلسطينية ، ففي مذكرة أرسلها إلى مؤتمر الأحزاب العربية 20 تشرين الثاني 1999م قال فضيلة نائب المرشد العام :
(( رابعاً : و مما ينبغي ألا يغيب عن مؤتمر شعبي عربي مثل مؤتمركم ، أن يقف باهتمام بالغ عند محاولات التفريط بفلسطين العربية المسلمة ، فلسطين الأرض و الحضارة و المقدسات و الإنسان . و إذا كانت الأطر الرسمية تتعامل مع القضية من خلال منظومة من القوى الفوقية التي تحكم موقفها ، فإن من حق مؤتمر مثل مؤتمركم أن يعبر عن ضمير الأمة ، و إصرارها على استرداد حقوقها كاملة غير منقوصة مهما تطاول الزمان ، و مهما كانت التحديات )) .
2 _ اهتمامه بموضوع مقاطعة البضائع الصهيوأمريكية ، و في هذا الصدد جاء في نداء وجهه للشعوب و الأمة الإسلامية بمناسبة مذابح انتفاضة الأقصى ما يأتي :
(( ... و ليعلم أبناء الشعوب العربية و الإسلامية أن شراء البضائع و المنتجات الأمريكية ، و التعامل مع الشركات الأمريكية هو دعم غير مباشر للكيان الصهيوني الغاصب ، الذي يقتل أبناءنا في فلسطين )) .
3 _ اهتمامه بأحوال المسلمين في كل مكان ، ففي مقابلة مع رسالة الإخوان قال بشأن كشمير :
(( لا شك أن جماعة الإخوان المسلمين و كل المسلمين المتابعين للقضايا الإسلامية بصدق و بإخلاص يجعلون القضية الكشميرية ضمن أولى القضايا الإسلامية التي يجب الاهتمام بها و إعانتها ، و هذا شيء بدهي ، و ذلك لأن الأمة الإسلامية واحدة و همها واحد .
4 _ و عن جهاد الإخوان ضد المحتلين الفرنسيين لسورية قال في مقابلة له مه مجلة المجتمع الغراء :
(( ... كنا نقوم بمظاهرات كطلاب متدينين أو غير متدينين بدافع وطني ضد فرنسا ، و كنا عندما نمر أمام دار الكولونيل الفرنسي في المظاهرة ، نرجمه بالحجارة ، و عندنا نشيد معروف كنا دائماً نردده في المظاهرات مازلت أذكره :
يا ظلام السجن خيم إننا نهوى الظلامـا
ليس بعد الليـل إلا فجر مجـد يتسامى
يا فرنسا لا تغـالي و تقولي العيش طابا
سوف تأتيك الليالي تطردي طرد الكلابا
5 _ و عن رؤيته للإمام البنا لأول مرة في مركز الإخوان في دمشق في أواخر الأربعينيات ، قال لمجلة المجتمع الغراء :
(( ... في ليلة من الليالي كنا نقارب نهاية العام الدراسي ، جاءنا خبر مفاجئ من الأخبار السارة ، و هو أن الإمام حسن البنا _ المرشد العام يرحمه الله _ وصل إلى دمشق ، و هو الآن في مركز الإخوان ، فخرجنا من بيوتنا مسرعين إلى المركز لنراه لأول مرة ، و كان الإمام قد وصل . و على الرغم من أنه كان متعباً من السفر، إلا أنه بعد دخوله إلى المركز صعد المنبر ، و أخذ يتحدث و كأنه لم يكن في سفر . و لاحظت بحة خفيفة في صوته ، و هي دليل على توالي الحديث و المحاضرات ، و تعب الأسفار . لقد سررنا جداً بحديثه و كان الجميع متلهفين لسماع ذلك الحديث الشيق ، و أخذت الأسئلة تنهال عليه حتى ساعة متأخرة من الليل ، و كان اللقاء من الذكريات الطيبة النادرة ، و كنا نتمنى و لا شك أن يكرمنا الله تعالى بمثله أكثر من مرة )) .
رابعاً : وصية الفقيد .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على نبينا محمد رسول الله و على آله و صحبه و من والاه .
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عند رأسه ) رواه البخاري و مسلم .
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و أشهد أن محمداً عبده و رسوله ، و أن الساعة آتية لا ريب فيها، و أن الله يبعث من في القبور ، و أوصي أهلي جميعاً أن يتقوا الله و يصلحوا ذات بينهم ، و يطيعوا الله ورسوله، ويوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولاً ، و أوصيهم بما أوصى به رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و بما أوصى به إبراهيم و يعقوب عليهما السلام : (( يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا و أنتم مسلمون )).
و أصي بما يلي :
1 _ أوصي أن يحضرني عند الوفاة _ إن أمكن _ من تتوسمون بهم الصلاح ، يذكرونني بحسن الظن بربي عز وجل و برجاء رحمته و مغفرته ، كما يذكرونني بكلمة التوحيد ، ليكون آخر كلامي من الدنيا : لا إله إلا الله محمد رسول الله .
2 _ و أوصي إذا خرجت روحي إلى بارئها أن يغمض عيني من حضرني و يدعو لي بالخير ؛ فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون و تدعون عند الميت .
3 _ و أوصي الجميع بأن لا يلطم على خد ، و لا يشق جيب و لا يناح ؛ فقد تبرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصالقة و الحالقة و الشاقة .
4 _ و أوصي الجميع بمسامحتي ، و لا أذكر أن لأحد علي ديناً حتى كتابة هذه الوصية ، عدا بعض ما يخص بعض رواتبي بين تقديم و تأخير ، فيجب أن يضبط حسب القيود التابعة لذلك بحيث لا يبقى بذمتي شيء إن شاء الله .
5 _ و أرجو أن يتولى تغسيلي و تكفيني من يتوسم به الصلاح ، و أن يعجل بدفني و أن يكون ثمن كفني من مالي الذي تركت .
6_ و أوصي بأن أدفن في البلد الذي مت فيه ، و أرجو أن يجعل الله وفاتي في المدينة بجوار الحبيب صلى الله عليه و سلم .
7 _ و أوصي من يضعني في اللحد أن يقول : ( بسم الله و على ملة رسول الله ) . و أوصي أن يمكث الحضور بعد دفني قليلاً ، و أن يسألوا الله لي التثبيت و المغفرة و الرحمة .
8 _ و أوصي أن لا يبنى قبري بإسمنت و لا جبص و لا رخام و لا يُرفع عليه بناء .
9 _ و أوصي أبنائي و بناتي ببر والدتهم ، و أن يتعاونوا جميعاً على البر و التقوى ، و أن يبتعدوا عن المنازعة والاختلاف ، وأن يحرصوا على صلة أرحامهم ، و يستوصوا بأصهارهم خيراً ، و أن لا يحرموني من الدعاء وقراءة القرآن ، جزى الله الجميع عني كل خير .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
الفقير إلى رحمته تعالى
حسن هويدي
شعبان 1426هـ
خامساً : من مؤلفاته
1 _ الوجود الحق .
2 _ من نفحات الهدى .
3 _ محاذير الاختلاط .
4 _ الشورى في الإسلام .
5 _ مفهومات في ضوء العلم " تحت الطبع " .