المربي الأستاذ درويش القصَّاص

1

الأستاذ درويش القصَّاص

أيمن بن أحمد ذو الغنى

[email protected]

هو درويش بن محمود بن عبد الغني القصَّاص (1312-1413هـ / 1895-1992م): من أعلام المربِّين ومشاهير مدرِّسي الرياضيات في الشام وأقدمهم، مجاهد معمَّر وطني من حفَّاظ كتاب الله.

شارك في الحرب العالمية الأولى مع الأتراك برتبة ضابط (أوزباشي) في فلسطين بوادي الصرار. وحضر مجالس الشيخ محمد أمين محملجي، والشيخ سليم المسوتي، وتخرَّج بالشيخين كامل القصَّاب، وإبراهيم الغلاييني، رحمهم الله جميعًا. أتمَّ حفظ القرآن في العاشرة من عمره، وما انفكَّ يرتِّل آياته ويتلو سوره ويعلِّمه للمقرَّبين حتى توفَّاه الله. التحق بمدرسة الشيخ كامل القصَّاب (الكاملية)، وأظهر فيها تفوُّقًا ونبوغًا ولا سيما في الرياضيات, فكلَّفه الشيخ كامل بالتدريس المأجور، ليجمع بين التعلُّم والتعليم. وكان يستعين في تدريسه بالمراجع الفرنسية والتركية والألمانية، بعد أن أتقن اللغتين الأُولَيَين وألمَّ بالثالثة، ولم يدرِّس الرياضيات فحسب بل درَّس اللغة العربية والفرنسية أيضًا. وفي عام 1922م وضع لطلابه كتاب ((مبادئ الهندسة))، ثم ألَّف كتابًا في الفلك الوصفي درَّسه لطلابه دون أن يُطبَع. ودرَّس بفلسطين سنوات في المدرسة التي أنشأها الشيخ كامل في مدينة حَيفا، ودرَّس بدمشق في التجهيز الأولى والثانية، وفي الكلية الشرعية بزُقاق النقيب في العمارة، وفي ثانوية سعادة الأبناء، ثم في دار الحديث (العصرونية) وكان قد بلغ السبعين. وبقي قويَّ الصلة بأستاذه الشيخ إبراهيم الغلاييني مفتي قَطَنا، حتى وفاة الأخير رحمه الله. اشتُهر بالورع والزهد والعبادة، والقدرة على الكتابة بكلتا يديه فكان يبدأ السطر من أوله بيده اليمنى ثم يتمُّه بيده اليسرى، وتميز ببراعة عجيبة في الإفهام وإدخال المعلومات في العقول التي يُظن إغلاقها.

              

([1]) أفدت في كتابة هذه النبذة من كلمة بخطِّ ولده أستاذي فوزي بن درويش القصَّاص مدرِّس الرياضيات في ثانويات دمشق، أطلعني عليها متفضِّلاً، ومن مشافهة حفيده الودود الأخ الصديق معاذ بن محمود القصاص، وذكريات الشيخ علي الطنطاوي 7/ 91، 175.

ض