إحسان قاسم الصالحي

مترجم وسفير رسائل النور

إحسان قاسم الصالحي

حازم ناظم فاضل

[email protected]

بعد فراق خمسة عشر عاماً .. التقيت استاذي الفاضل احسان قاسم الصالحي في استنبول سنة 2004، وقال لي : ما كنت أظن ان نلتقي في دار الدنيا هذه ، كنت واثقاً باننا نلتقي في الآخرة .. لم أتمالك نفسي من سكب العبرات أمام هذه العبارات .. وبعد التي واللتيا قلت له : يا أستاذنا لقد وفقك الله سبحانه وتعالى بتعريف إخواننا في مشارق الأرض ومغاربها بكليات رسائل النور وإقامة عشرات الندوات والمؤتمرات هنا وهناك في الأقطار الأوروبية والآسيوية والأفريقية واستراليا فهلا كتبت مشاهداتك ورحلاتك ومذكراتك .. فتبسم ضاحكاً: لا ..لا .. لن يكون والححت عليه فاجاب رجائي بان ارسل لي أوراقاً  قليلة من رحلاته ومشاهداته في ماليزيا ومصر والمغرب .   

والاستاذ إحسان قاسم مصطفى الصالحي له من الأولاد خمسة سعد وجنيد واسيد وحامد وبنتاً واحدة . ومن الأحفاد والأسباط  اربعة عشرة .

 وُلِدَ عام(1936) بمحلّة (المصلّى) بكركوك في جمهورية العراق من أبوين وسط عائلة معروفة ذائعة الصيت، من أسرة تعليمية محبة للعلم والعلماء والكتب ، مترعرعاً في كَنَف الأستاذ العلاّمة اللغويّ والتاريخيّ  ( قاسم بك بن مصطفى بك الصالحي)  - أول مدرّس للغة العربية في (ثانوية كركوك) عند تأسيسها في عقد العشرينيّات ولغاية الخمسينيّات من القرن العشرين ، حيث تخرّج من بين يديه معظم مثقّفي ( محافظة كركوك)، والذي ظلّ مرجعاً لألوف من طلاّب العلم والمعرفة باللغتين العربية والتركية وأدبائهما وشعرائهما والسابرين في أغوارهما، حتى وافاه الأجل سنة(1963).

هكذا تربى استاذنا الصالحي في رياض الكتب منذ نعومة أظفاره . وكان يقرأ الكتب العربية والتركية ويهوي الرسم والخط لذا توطدت علاقاته مع مشاهير الخطاطين أمثال الخطاط التركي حامد الآمدي والخطاط هاشم البغدادي ومهدي الجبوري ووليد الاعظمي وعلي الراوي .

أكمل استاذنا الصالحي دراسته الابتدائية والثانوية في كركوك والتحق الى كلية التربية- قسم العلوم -  الفرع البايولوجي سنة 1954 ببغداد وتخرج فيها سنة 1957 . وطيلة هذه الفترة كان يجتمع مع الشيخ أمجد الزهاوي ومحمود الصواف ونجم الدين الواعظ في مجالس علمية .

أحيل على التقاعد بعد أن أمضى (27) عاماً في التدريس .

ترأس مؤسسة الأماني الإسلامية في محافظة كركوك سنة 1961 م .

هاجر الى استانبول بتركيا سنة 1992 .

مختص في الدراسات النورية .

وحالياً مدير مركز بحوث رسائل النور باستانبول .

شارك في العديد من المؤتمرات والندوات حول رسائل النور  داخل تركيا وخارجها ، كمصر، المغرب، الجزائر،الأردن، سوريا، اليمن، استراليا، الفلبين، ماليزيا، الشارقة ...وغيرها

قال عنه الاستاذ الدكتور عمار جيدل ( جامعة الجزائر ) :

( احسان قاسم الصالحي  سفير رسائل النور بتفقّده أحوال الباحثين هنا وهناك  ودعوتنا للمساهمة في تحليل رسائل النور أحسن سفير لتلك الرسائل، إذ رأينا فيه تجسيداً فعلياً لها ).

يقول عنه الاستاذ الدكتور عشراتي سليمان(جامعة وهران / الجزائر )  في كتابه الرحلة الى بلاد النور :

(الوجه الحبيب الذي لا يسعك حيال انفلاق بسمته إلا أن تهش وتبتهج وتتجرد من كل عناء).

ويرجع تاريخ قصته مع رسائل النور إلى عام 1957، ففي العراق، كانت المرحلة تعج بالفكر الكسيح، كانت التقدمية تقترن بالإيمان بأن أصل الإنسان قرد، وأن المصير عدمي، وأن المخلوق من التراب ظهر وإلى التراب يؤول.. كانت الثقافة الإسلامية التقليدية تتلقى الضربات الموجعة، وكان الفهم المتوارث للآيات عاجزاً عن الثبات أمام المنطق الدهري، كانت ذخيرة الحرب وعدة المصاولة التي استخدمها الشيخ جمال الدين الأفغاني في رسالته (الرد على الدهريين) وما زاده عليها تلميذه الشيخ محمد عبده من تجويدات في (رسالة التوحيد) التي كتبها في مسعى منه لتثبيت القلوب قد فقدت ما كان يبدو لها من فاعلية في إفحام الملاحيد، كان مطلع القرن العشرين قد بدأ يشتط على الناس بمستحدثاته الميكانيكية والطبية والفكرية ويبلبل أرواحهم أكثر فأكثر فلم يعد في وسع كثير من مسلمات الماضي أن تصمد في وجه التحدي المادي. وما ظل المسلمون يتحاجَّوْن به من موضوعات الجبر والاختيار، قد أوجدت له الفرويدية تأويلاً حل في ضمير الأجيال محل الحقيقة المقدسة التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها.. وما استغرق الناس عهوداً طويلة من جدل في مسائل القضاء والقدر، جاءت الماركسية تختزل البديل عنه في قولها بالحتمية، حتمية اندحار قيم الماضي وترسُّخ قيم أخرى أساسها الجبرية التاريخية الواثقة من انتصار المستقبل على الماضي، ومن شيوع المِلْكيات، وتَحَطُّمِ البُنَى - وفي مقدمتها الدين والأسرة والعرض والملكية- التي ظل الإنسان القديم يعتد بها. متغيرات تدفع متغيرات، وحقائق مستمدة من الدين تنهزم أمام حقائق مستمدة من الافتراض الإنساني والخيال الحسي.. في ذلك الخضم كان الإسلام يتلقى ألواناً من النَّبْزِ والاستهتار بمبادئه على يد الخصوم وعلى يد طوائف من الأبناء العاقين ممن أصابهم جرثوم الإلحاد، لم يكن في وسع الغيورين إلا أن يتداعوا إلى الصمود، وهكذا وجد استاذنا الصالحي نفسه يسير في ركاب أهل الإيمان. كانت خطب الدعاة تشده لكنه كان بطبعه البرهاني يشعر بنقص ما في دعائم ما كان يسمع من خطب وما يقرأ من أفكار مؤمنة.

  وعن ظروف التقائه برسائل النور وطلابها  يقول أستاذنا :

 وقعت في يدي إحداها عام 1957 ، قرأتها فإذا أنا انبهر ، لقد رأيت مضمونها يدك حصون الداروينية ، تلك النظرية التي كان المتعالمون يتعممون بها يومئذ، وفوراً قلت لا يكون صاحب هذا الفكر إلا عبقرياً، ولأول مرة لا يشهر الإيمان سيف الحماسة في منازلة الباطل ، ولكنه يعرض الحجة ويسوق الدليل. ولبثت منذئذ أتصيد ما يمكنني تصيده من فكر وأخبار هذا العبقري.

  وكنت يومها في وسط إسلامي يجمح به حماس التنظيم والأحلام المتأججة ، فلذلك لم أتمكن من فتح باب للنقاش يتوجه في الوجهة التي رسمتها تلك الرسالة..مرت السنوات وتغيرت السياسات ولبست أكثر من ثوب ولون، وكنت أسافر للمصيف إلى تركيا في كل سنة تقريبا، فكنت أحرص على أن أتعرف على بعض طلبة النور، وتمكنت فعلا من أن أستهدي إلى مدارسهم وأن أقابل بعضا منهم، كان أبرز ما يلفتني فيهم البساطة ، والتلقائية ، وربما حضرت درسا لهم فكنت استغرب إذ لا شيء كان يوحي بما كان يرتسم في ذهني عنهم ، إذ كنت أتوقع أن أرى شيئا من مظاهر الترتيبات كالتي تلتزمها الجماعات والتنظيمات، فكنت عكس ما توقعت أراهم يقرأون نصوصا من الرسائل مضمونها قرآني تمثله النورسي لها فكان ذلك يزيد من توقي أكثر إلى معرفة حقيقتهم.. وفي عام 1975 زرت إقليم ديار بكر، فصادفت شابا طبيباً نورياً كان علم بمقامي في النـزل فجاء يسأل عني، وكان أرسل زوجته إلى أهلي بالنـزل فترك لقاؤها مع الزوجة والأخت الكبيرة التي كانت بمثابة والدتي حسن الانطباع، قال فامتنعت رغم إلحاحه، وفي مناسبة أخرى دعاني مدير في سكة الحديد،  فلما قصدته في مقر عمله، أدار الهاتف وسمعته يخاطب أهله قائلا : عندنا ضيوف من الأهل.. فلما نـزلنا قدموا لنا طعاما في منتهى البساطة، فزاد ذلك رغم تفاجئنا من الاقتناع بأن النوريين فصيل آخر لا يشابهه فصيل.

 وعدت تلك السنة محملاً بجميع الرسائل المكتوبة بالتركية، وشرعت أقرؤها، وأفهم محتواها، في البداية استعسر عليّ الأمر، ثم ما أن تمرست حتى صرت أجني النفائس، فكنت أهرع بما أفهم من أفكار ومعاني الرسائل إلى أصحابي، فكان فضولهم يزداد هم أيضاً فيزداد تحميسهم لي لأن أقرأ وأترجم لهم ليكوِّنوا صورة عن فلسفة هذه الرسائل. وهكذا رحت أغالب ضعفي في الترجمة، لكن الناتج الذي كان يحصل لي مع الأيام كان يقوي إيماني بأنني أضع يدي على منجم أصيل من الفكر والأخلاق والمعرفة الروحية.

وتعرفت في تالي الأعوام على تلاميذ النورسي الأولين، صنغور وفرنجي وبرنجي وآخرين، فعرفت في أخلاقهم ومصداقيتهم ما فتَّحت الرسائل عينيَّ عليه من الطهر والاستقامة والتمسك بأحكام القرآن والسنة. هكذا كانت معرفتي بالنوريين. لقد رأيت هؤلاء الإخوة من خلال زياراتي المتكررة إلى تركيا لا يتقنون العربية، بل حتى قد لا يستطيعون قراءة القرآن الكريم قراءة متقنة، لكن تصرفاتهم العجيبة وحركاتهم النشيطة وإيمانهم القوي يجعل الإنسان يستغرب من أين يستمد هؤلاء هذه القوة، فلما علمت أنها من تأثير الرسائل التي لا يلبثون مفارقتها بل يعكفون على قرائتها في كل حين، سارعت إلى ترجمتها سنة 1979، لعل العالم الإسلامي أشد حاجة إليها في هذا العصر".

تعريف مختصر بمضامين كليات رسائل النور

 

كليات رسائل النور التي ألّفها بديع الزمان سعيد النورسي ( ت 1960 م ) تضم تسعة أجزاء سجل فيها الأستاذ النورسي كل ما استلهمه من نور القرآن الكريم من معاني الإيمان وأملاها على محبيه في ظروف عسيرة بقصد إنقاذ إيمان الناس في هذا العصر العصيب بإحياء معاني القرآن ومقاصده في النفوس والعقول والأرواح. فوضع بفضل الله تعالى بيد الجيل الجديد منهلاً ثراً ونبعاً قرآنياً صافياً يحفظ عليهم دينهم وإيمانـهم ويطهر قلوبـهم وعقولهم مما قد علق بـها من الأباطيل. وقد وفق المولى الكريم استاذنا احسان قاسم الصالحي إلى ترجمتها كاملة إلى اللغة العربية وطبعت في كل من استانبول والقاهرة وقد قمت باعداد الفهارس لها .. وهي كالآتي:

المجلد الأول:الكلمات:

تضم ثلاثاً وثلاثين رسالة. توجز التسع الأُول منها معاني العبادة والعقيدة ونظر المؤمن إلى الدنيا، ووظيفة الإنسان في الوجود، وأن تجارته الرابحة هي في بيع نفسه وماله لله، وأن الإيمان بالله والآخرة يحل لغز الكون، وبيان حكمة أوقات الصلاة. ثم رسالة مستقلة في إثبات الحشر في ضوء تجليات الأسماء الحسنى، تعقبها مهمة الإنسان في الحياة والموازنة بين حكمة القرآن والفلسفة، وإيراد نظائر من الكون للحقائق القرآنية إسعافاً للقلوب التي ينقصها التسليم، ثم بيان معاني لرجم الشياطين. وشرح وافٍ لأحدية ذات الله جل جلاله مع عموم أفعاله الربانية، وخلقه الأشياء دفعة واحدة وخلقه التدريجي، وقربه منا مع بعدنا عنه، وبيان الانسجام التام بين تجلي اسم الله القهّار واسم الرحمن. وإيضاح أن كل شيء جميل إما بذاته أو بغيره، وإثبات نبوة محمد  صلى الله عليه وسلم  مفصلاً. وبيان أهمية معجزات الأنبياء في حثها الإنسان على التقدم في مضمار العلم. وتنبيه النفس المتكاسلة إلى الصلاة مع بيان أنواع الوساوس وسبل علاجها. وإيضاح التوحيد الحقيقي بأمثلة وافية، وبيان تكامل الإنسان بالإيمان. ومشاهدة تجليات الأسماء الحسنى على العوالم، وذكر مفاتيح لحل أسرار كثيرة في الوجود، وسرد اثني عشر أصلاً من أصول فهم الأحاديث الشريفة، وتنوع عبادة المخلوقات. ورسالة مستقلة في وجوه إعجاز القرآن، وأخرى في القدر الإلهي والجزء الاختياري للإنسان. تعقبها رسائل في لطائف الجنة، وفي بقاء الروح والملائكة و دلائل الحشر. وفي ماهية الإنسان "أنا" وأسرار حركة الذرات ووظائفها. وفي حكمة المعراج النبوي وثمراته. ومواقف علمية دقيقة في أسرار التوحيد، والتدرج في إدراك الأسماء الحسنى. والرسالة الأخيرة ثلاثة وثلاثون نافذة مطلة على التوحيد.

وقد أُلحقت رسالة (اللوامع) بنهاية الكتاب، وهي ديوان شعر إيماني لطلاب النور.

المجلد الثاني: المكتوبات:

تضم ثلاثا وثلاثين رسالة تستهل بأجوبة عن أسئلة حول حياة الخضر عليه السلام، وحكمة الموت ومخلوقيته وموقع جهنم. ثم سرد لمشاهد من حياة المؤلف وتأملاته الإيمانية في الكون، وإن الاهتمام بالمسائل الإيمانية ضرورة في هذا الزمان، وبيان حكمة زواج الرسول الكريم  صلى الله عليه وسلم  بزينب -رضي الله عنها- والفرق بين الكرامة والإكرام والاستدراج، وكيف يوجّه مجرى السجايا، وما الفرق بين الإيمان والإسلام؟ وإظهار عدالة الشريعة في الميراث، والحكمة في إخراج آدم عليه السلام من الجنة، وحكمة خلق الشياطين والشرور. ثم موقف المؤلف من السياسة وسبب ابتعاده عنها. والحكمة من وراء الفتن التي وقعت في زمن الصحابة الكرام – رضي الله عنهم – وحول نزول عيسى – عليه السلام -، وبيان أن مسلك الصحابة الكرام وأهل الصحو أسمى من وحدة الوجود وأسلم منه. ورسالة مستقلة في معجزات الرسول الكريم تضم أكثر من ثلاثمائة معجزة من معجزاته صلى الله عليه وسلم مسندة بأحاديث صحيحة. والتفصيل في أهمية الإيمان بالله ومعرفته ومحبته، وكيفية رعاية حقوق الآباء والشيوخ. ورسالة خاصة في الأخوة بين المؤمنين وسبل علاج الاختلاف. وإيضاح ما يجري في الكون من موت ومصائب، ومقتضيات اسم الرحيم والحكيم والودود. وذكر أسرار الدعاء وأنواعه، ورسالة في دحض دسائس الشيطان حول القرآن. وبيان أضرار الدعوة إلى العنصرية، والإفصاح عن منهج الاعتدال في الاختلافات بين مسالك الأولياء، وكيف أن رسائل النور تؤدي مهمة الإرشاد، ورسالة في الشكر وأنه ثمرة الكائنات. وأجوبة عن أسئلة متنوعة حول إعجاز القرآن ومعرفة حقائقه. ورسالة في حكمة الصيام، وتنبيه حملة القرآن إلى دسائس الشيطان، والرد على المبتدعة الذين يحاولون تغيير الشعائر الإسلامية. وفي الختام رسالة في التصوف وبيان محاسنه ومزالقه.

وقد أُلحقت بـها رسالة (نوى الحقائق) وهي مقتطفات لسانحات قلبية من آثار المؤلف القديمة.

المجلد الثالث : اللمعات:

تضم ثلاثين رسالة تستهل بالدروس المستخلصة لحياتنا اليومية من مناجاة سيدنا يونس وأيوب عليهما السلام، ثم بيان أن السنة النبوية مرقاة ومنهاج. ورسالة في حكمة الاستعاذة من الشيطان، ومذكرات في العروج إلى المعرفة الإلهية. وبيان أهمية الاقتصاد ومغبة الإسراف ورسالتين في دساتير الإخلاص في الفرد وفي الجماعة. ثم رسالة في الرد على الطبيعيين. ورسائل رقيقة ودقيقة إلى الأخوات في الآخرة، وبيان أهمية الحجاب، ورسالة إلى المرضى والمبتلين وإلى الشيوخ من خلال ذكريات المؤلف نفسه. ورسالة في التفكر الإيماني الرفيع، ومسك الختام رسالة الاسم الأعظم المتضمنة قبسات من أسماء الله الحسنى: القدوس، العدل، الحكم، الفرد، الحي، القيوم.

المجلد الرابع: الشعاعات:

تضم خمس عشرة رسالة تستهل في إثبات: أن جمال الكون ومزايا الإنسان لا يظهر إلا بالتوحيد. ورسالة "المناجاة" ضمن جولة في أرجاء الكون. ثم اللواذ إلى كنف الرحمن في مراتب (حسبنا الله ونعم الوكيل)، وبيان أشراط الساعة وصفات الدجال والسفياني. والتأمل في معاني "التحيات لله..."، ورسالة جليلة في مشاهدات سائح يستنطق الكون. وإثبات أن الإيمان بالآخرة أساس لحياة الإنسان الفردية والاجتماعية. وبيان حكمة التكرار في القرآن، وثمرات الإيمان بالملائكة. وتعقبها مرافعات الأستاذ النورسي وطلابه في محاكم دنيزلي وآفيون، مع رسائل مسلية من السجن. وفي الختام إقامة الحجج الدامغة في إثبات التوحيد والرسالة.

المجلد الخامس : إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز (تحقيق):

ألفه الأستاذ بالعربية وهو تفسير قيّم لفاتحة الكتاب وثلاثين آية من سورة البقرة، يبيّن بعبارات موجزة الإعجاز النظمي للقرآن الكريم أي جهة مناسبة الآيات بعضها ببعض، وتناسب الجمل وتناسقها، وكيفية تجاوب هيآت الجمل وحروفها حول المعنى المراد، معتمداً في ذلك على أدق قواعد علم البلاغة، وعلى أصول النحو والصرف، وقوانين المنطق ودساتير علم أصول الدين، وسائر ما له علاقة بذلك من مختلف العلوم. وقد أملى المؤلف هذا التفسير البديع عندما كان رصاص الروس ينهال عليه من كل جانب في أثناء الحرب العالمية الأولى، فلم يثنه ذلك الموقف الرهيب ولم يُذهِل فكره الثاقب عن الجولان في مناحي إعجاز القرآن المبين.

أُلحق بالكتاب "قالوا عن القرآن" للأستاذ الدكتور عماد الدين خليل.

المجلد السادس : المثنوي العربي النوري (تحقيق):

يضم اثنتي عشرة رسالة باللغة العربية هي:

1. لمعات من التوحيد الحقيقي.

2. رشحات من معرفة النبي صلى الله عليه وسلم.

3. لاسيما (في إثبات الحشر).

4. قطرة من بحر التوحيد وذيلها.

5. حباب من عمان القرآن وذيلها.

6. حبة من نواتات ثمرة من ثمرات جنان القرآن وذيلها.

7. زهرة من رياض القرآن الحكيم وذيلها.

8. ذرة من شعاع هداية القرآن وذيلها.

9. شمة من نسيم هداية القرآن وذيلها.

10.      شعلة من أنوار شمس القرآن.

11.      نقطة من نور معرفة الله جل جلاله (مترجمة).

12.      نور من أنوار نجوم القرآن.

هذه الرسائل بمجموعها ترشد إلى دروب النفس الأمّارة بالسوء، وتكشف عن دقائق مسالكها وخبايا دسائسها، وتضع العلاج لأمراضها المتنوعة، ومن ثم تأخذ بيد القارئ إلى منابع الإيمان في رياض الكون الفسيح، لينهل منها ما ينهل حتى يرتوي القلب، ويشبع العقل وتنبسط الروح... فضلاً عن أنها توصله إلى أصول فكر الأستاذ النورسي، فيوغل معه في أعماق تجاربه مع النفس، ويرافقه في سريان روحه في أرجاء الكائنات، ويعمل فكره في ما نصبه من موازين علمية ومعايير منطقية ومناهج فطرية، فهذا السفر النفيس مشتل رسائل النور وغرسها حيث فيه خلاصة أفكاره، بل إن أغلب ما أزهر من  أفكاره - في رسائل النور- بذوره كامنة فيه. إذ يضع أمام كل مسلم، بل كل إنسان نمطاً جديداً وفريداً من أساليب التزكية والتربية، قلّما يجده في كتاب آخر؛ حيث إنه يمزج أدق الموازين العقلية والمقاييس المنطقية بأرفع الأشواق القلبية، وأسطع التفجرات الروحية ضمن أمثلة ملموسة تكاد لا تخفى على أحد، آخذاً بيده برفق، متجولاً معه في ميادين النفس والآفاق، مبيناً له ما توصل إليه من نتائج يقينية، بعد تجارب حقيقية خاض غمارها تحت إرشاد القرآن الكريم.

المجلد السابع: الملاحق في فقه دعوة النور:

عبارة عن مجموعة مكاتيب جرت بين الأستاذ النورسي وطلابه الأوائل. وطابعها العام توجيهي إرشادي يبين أهمية رسائل النور، ومنهجها في الدعوة إلى الله في هذا العصر. تكتنفها مكاتيب ودّيّة يبين فيها الطلاب مدى استفاضتهم الروحية من رسائل النور، واستفادتهم العقلية منها، وكيف أنها حوّلت مجرى حياتهم، وفتحت أمامهم آفاقاً معرفية واسعة. وتتضمن أيضاً توجيهات لتقويم السلوك وكيفية التعامل مع الآخرين، والحث على الإيمان العميق والعمل المتواصل والترابط الوثيق والاعتصام بالكتاب والسنة، مع التأكيد على العبادة وشحن القلب بالذكر والدعاء والتفكر الإيماني، ودوام الاستغفار والانطراح بين يدي المولى القدير عاجزاً فقيراً... وأمثالها من الأمور التي تهم كل داعية إلى الله، بل كل مسلم.

وتتضمن "الملاحق" ثلاثة كتب مستقلة هي:

1. ملحق بارلا.

2. ملحق قسطموني.

3. ملحق أميرداغ.

وكل ملحق من هذه الملاحق الثلاثة يبين مرحلة معينة من مراحل حياة الأستاذ النورسي، مثلما يبين مرحلة مميزة أيضاً من تاريخ دعوة النور منذ انبثاقها في تركيا. لذا امتازت "الملاحق" بطابع دعوي خاص في مخاطبة المحبين والمناصرين للدين بل حتى المعارضين له، وحثهم جميعاً للذود عن الإسلام وعقيدته وتأريخه، لما واجه المجتمع التركي وقتئذ من ملابسات سياسية قاسية شاذة، وحرمان عن أبسط المفاهيم الإسلامية في مرحلة لم يكن هناك عمل إسلامي جاد، يحمل على عاتقه مسؤولية النهوض بحمل الأمانة وإرشاد أبناء الأمة.

المجلد الثامن : صيقل الإسلام (آثار سعيد القديم):

يضم الرسائل الآتية:

1- محاكمات عقلية في التفسير والبلاغة والعقيدة (ترجمة وتحقيق)،

2- قزل إيجاز: حاشية الأستاذ النورسي على "السلم المنورق" المنظوم لشيخ الإسلام عبدالرحمن الأخضري (ت: 983هـ) في علم المنطق، مع شرح الملا عبدالمجيد.

3- تعليقات على برهان الكلنبوي: رسالة في علم المنطق أيضاً؛ عبارة عن تعليقات وتقريرات الأستاذ النورسي على كتاب "البرهان" للعالم المحقق إسماعيل بن مصطفى الكلنبوي (ت: 1205هـ). وهاتان الرسالتان ألفهما الأستاذ النورسي باللغة العربية.

4- السانحات

5- المناظرات

رسالتان باللغة التركية تسلطان الأضواء على الأوضاع الاجتماعية والسياسية في فترة ما قبل الحرب العالمية الأولى، حيث أُلّفتا والدولة العثمانية تعاني ما تعاني في أيامها الأخيرة، وقد دبت فيها أمراض شتى وعلل متنوعة، لذا تضمان الحلول الوافية والعلاجات الشافية لها، وفي الوقت نفسه تضمد الجروح الغائرة التي أصيبت بها الأمة الإسلامية جمعاء وتضع البلسم الشافي عليها بأسلم وسيلة.

6- المحكمة العسكرية العرفية:

 وهي دفاع الأستاذ النورسي أمام المحكمة العسكرية العرفية في عهد الاتحاديين، والمسماة بـ "شهادة مَدْرَسَتَيْ  المصيبة"؛ إذ عندما طالب الأستاذ إصلاح التعليم، وتأسيس جامعة في شرقي الأناضول باسم مدرسة الزهراء ألقي في مستشفى المجاذيب، وبعده أقُتيد إلى المحكمة العسكرية بتهمة مطالبته بعودة الشريعة.

7- الخطبة الشامية: وهي التي ألقاها في الشام بيّن فيها أمراض الأمة الإسلامية ووسائل علاجها.

8- الخطوات الست: ألّفت رداً على احتلال الإنجليز لإستانبول، تفنّد أباطيلهم، وتشدّ من عزائم المسلمين في تلك الأيام المظلمة.

المجلد التاسع: سيرة ذاتية :إعداد

سيرة حياة بديع الزمان سعيد النورسي مستخلصة من جميع مؤلفاته ومرتبة حسب التسلسل التاريخي.

المجلد العاشر: الفهارس

              

المصادر :

(1) الرجل والاعصار : ترجمة واعداد  احسان قاسم الصالحي ،الدار البيضاء،2008

(2) بديع الزمان سعيد النورسي- نظرة عامة عن حياته وآثاره – تأليف: احسان قاسم الصالحي، دار سوزلر للنشر ، استانبول،  1987 .

(3) في ضيافة النوريين : الاستاذ الدكتور عشراتي سليمان ، الجزائر

(4) لقاء تلفزيوني مع الأستاذ إحسان قاسم الصالحي – القناة الفضائية التركية  Dost tv   

(5)مقال للاستاذة الصحفية عزيزة باحدو، المغرب ،عن الاستاذ احسان قاسم الصالحي .

(6) لقاء شخصي مع الاستاذ احسان قاسم الصالحي .