مالك بن نبي .. كيف تعامل غيره مع الظاهرة القرآنية؟

بن نبي يقبل النقد.. يتحدث بن نبي عن زميله بن ساعي بإعجاب شديد، حيث لم يعجب بغيره ذلك التقدير والإعجاب. وسبق أن ذكرت في بعض مقالاتي، من أراد أن يعرف بن نبي على حقيقته، عليه أن يعرف شخصية بن ساعي، فإنها المفتاح الرئيسي لغوص أعماق شخصية بن نبي. لكن بن نبي يتطرق لنقد زميل بن ساعي، فيما جاء في محتوى كتابه "الظاهرة القرآنية"، ويقول له غير كافي، ويرضى بن نبي بالنقد ويعلق عليه، لكن تبقى الصداقة قائمة والأخوة دائمة.

ويتحدث بن نبي في صفحة 257 عن إنتقاد زميله بن ساعي لكتابه "الظاهرة القرأنية"، وأخبره أن دراسته كانت ناقصة، وأبلغه بعدم رضاه عن إهداءه الكتاب، ووصفه بقوله "mon maitre".

خبث المخابرات الفرنسية.. يتحدث بن نبي وإلى غاية صفحة 259 عن المخابرات الفرنسية التي تلاحقه، ويصفها بالمخابرات النفسية، باعتبارها تحط من شأن المرء، وتستدرجه للانتحار كما حدث له، وتغرس فيه القنوط واليأس والفشل والاستسلام.

مسقاوي وكتاب العفن.. خلال قراءة صفحتي 258-259 ، يرى القارىء أن الأستاذ عمر مسقاوي تعامل مع كتاب "العفن"، على أنه أضاف له الجديد، وأنه استفاد منه في تصحيح بعض المعلومات، وأكد له ما درسه وعرفه عن بن نبي، خاصة وأنه قارن "العفن" بمذكرات شاهد القرن ، وكتب أخرى مثل "وجهة العالم الإسلامي".

جمعية العلماء وكتاب "الظاهرة القرأنية"..  المتصفح لصفحة 313، يرى أنه كان  من المفروض، حين نشر بن نبي كتابه "الظاهرة القرأنية"، أن تكون جمعية العلماء الجزائريين سباقة لمناقشة محتوى الكتابة من الناحية السلبية والإيجابية، لكن صمتها تجاه الكتاب وتجاه صاحب الكتاب أساء كثيرا للفكر وأهل الفكر، وكأن التطرق لمثل هذه المواضيع وهي الظاهرة القرآنية، حكرا على علماء الدين دون غيرهم من أهل الرأي الثاقب أمثال المفكر مالك بن نبي، رحمة الله عليه.

إن صمت الجمعية تجاه "الظاهرة القرآنية"، كان ظاهرة بحد ذاته، ومسيئا إلى الفكر وبن نبي والكتاب.

تملق بن نبي للساسة.. ساند بن نبي بقوة محمد نجيب، حين أطاح بالملك فاروق. وحين إنقلب عليه زميله عبد الناصر، ساند بن نبي عبد الناصر بقوة. وساند بقوة بن بلة حين كان أول رئيس للجزائر المستقلة. وساند بقوة بومدين حين أنقلب على بن بلة في انقلاب 19 جوان 1965.

بن نبي ظل يساند الانقلابيين، ولا ندري أواخر حياته كيف كان موقفه مع النظام السياسي الجزائري يومها، الذي لانجد له أثرا في كتاباته المتأخرة.

ونحن هنا لسنا بصدد المعاتبة أو التأييد، فله ظروفه والوضع الراهن، لكن من الأمانة العلمية ونحن نتتبع آثاره بحب وإعجاب، أن يذكر موقف بن نبي من السلطة السياسية في الجزائر وخارجها، وتفتح نافذة للمتتبع أن يقف على الموقف السياسي للمفكر الذي يقرأ له ومعجب به.

حرق كتاب الظاهرة القرآنية".. جاء في صفحة 337، أن كتاب الظاهرة القرآنية أحرق في ظروف غامضة، وما بين أيدينا هو جوهر الكتاب.

عالمية اللغة العربية.. جاء في صفحة 373، أن القرآن الكريم نقل اللغة العربية ذات اللهجة المحلية إلى لغة عالمية، "لكي تنقل فكرة الثقافة الجديدة والحضارة الوليدة".

يتطرق بن نبي في صفحة 374 وعبر كتابه "الظاهرة القرآنية"، وانطلاقا من كونه يبدع في اللغة الفرنسية وعايش الثقافة الغربية عن قرب، متشبعا بثقافته الإسلامية، أن كلمات القرآن جاءت بطريقة سهلة وغير مركبة، بحيث يستحيل أن تجد لها معنى في اللغات الأجنبية بتلك السلاسة والسهولة.

أخلاق القرآن.. يرى  صفحة 379، ودائما عبر كتابه "الظاهرة القرآنية، أن الإنجيل والتوراة جاء في مجال الأخلاق بمبدأ سلبي يتمثل في لا تفعل الشر وافعل الخير، بينما القرآن في مجال الأخلاق جاء بمبدأ إيجابي يتمثل في "مبدأ لزوم مقاومة الشر". "كنتم خير أمة أخرجت للناس.." آل عمران 3.

وسوم: 636