من جنود الدعوة في مدينة الباب
مصطفى بيراوي :علم من أعلام الدعوة الاسلامية .. من الرعيل الاول الصادقين .. يعمل بصمت ويخطط بصمت .. يعرفه الجميع معلم متواضع في مدرسة طارق .. صاحب فكر نير واخلاص .
سياسي يهتم بآلام أمته وله تحليل رائع للاحداث ... رجل الملمات , صاحب الدعوة في سيرها ومازال .. كان يقود المظاهرات هاتفا :
في سبيل الله قمنا نبتغي رفع اللواء فليعد للدين مجده أو ترق منا الدماء
تشهد له بذلك ساحة السراي العتيقة لما أعدم العبد الخاسر عددا من الدعاة في مصر .
وطالما قاد جموع الشباب لحضور حفلات الجماعة في حلب .. وقادهم الى دمشق لاستقبال الداعية الكبير الشيخ السباعي يوم قدومه من أوربا الى دمشق .
كتب بالخط العريض على جدران مدرسة طارق كلمات السباعي ( يارسول الله لسنا منأمتك ان لم نعمل لمجد يتصل بك سببه .. وبشريعتك نسبه )
الدكتور عبد الباسط عباس : من قدامى من استجاب للدعوة الاسلامية .. كان مفكرا أكثر منه قولا .. صائب الفكر متزن .. محاور جيد .. كان مشبعا بالافكار الحركية الاسلامية..درس في دمشق وتخرج من جامعتها طبيبا بيطريا .. يحسب لكل خطوة مكانها .. استفدنا من عميق فكره سباق للمكرمات .. أفطرنا في جامع أبي بكر وذهب كل الى بيته فاذا بزوجنه تنعيه الينا .. وقد أقمنا له حفل تأبين في مسجد الصديق حضره كبار العلماء والدعاة .. انه يستحق مناحة نساء كل البلدة لو جاز النواح .. قال شاعرنا واحذري النواح والبكا ياسعاد
عبد القادر حسن : تعرفت عليه وهو طالب في ثانوية المعري بحلب ثم تردد على مقر الجماعة فكان عضوا عاملا فيها ..وكان أصحاب الجاهلية من العائلة يخشون الجماعة لان الكثير من أبنائها ينتمون اليها .. كان أبو حسن من أعضاء الادارة في فرع الباب وعلم من أعلام أعلامها .. وكان هو وأبو أنس أخوان متلازمان في السراء والضراء .. صاحب فكر نير واخلاص .. رجل الملمات اعتقل عند تمشيط البلدة ونقل من وزارة التربية لانه كان يفسد الجيل بتعاليم الاسلام هكذا كانت دولة البعث .. غادر الى السعودية الى نجران وظل وفيا لدعوته رغم جراح الغربة والمحن والالم وتوفي في نجران .. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته .
الحاج محمود الصباغ : من قدامى الجنود .. ممن تؤرخ بهم الدعوة في بدء سيرها في المدينة .. في العمل كان في الطليعة .. وفي المظاهر كان الجندي المجهول .. يعيش على الكفاف ويأكل بعرق الجبين .. لم يجعل الدعوة سلما الى الغنى قنع بدكان صغيرة وكتيبات .. وعاش محمود الفعال وحسن السيرة .. تجده في الملمات حاضرا .. زوج ابنته الى مجاهد دعوي ومانظر الى المهر وكان كاتب العقد الشيخ عبد الله النعمة رحمه الله ..
محمد عبد الملك : أخ عزيز .. مخلص للدعوة .. عاشها بقلبه ولحمه ودمه .. نقلها معه يوم غادر وطنه للسعودية .. ظل قلبه الكبير معلقا بدعوته ينشرها في ربوع وطن جديد .. ولايبخل عليها بمال أو جهد وعلم .. الدعوة كانت حلمه إذا نام .. وأمله إذا مشى .. كان مع أمثاله سهخرات لله وفي الله .. وكان حداة الركب في نجران الشعراء شريف القاسم ومحمود مفلح .. وحادي الركب الجندي المجهول ابن قناقوي حسن بكار اليوسف ونعم الاخ الذي كانت داره مركز اشعاع وضياء..درّس محمد عبد الملك في نجران وخطب على منابرها وتوفي فيها .. رحمه الله واسكنه فسيح جناته .
( 11 ) - من رجال الدعوة في حلب :
الاستاذ عبد الحميد الاصيل
علم من أعلام الإصلاح والعمل الإسلامي الجاد والمتنور في حلب شعاره الله غايتنا ومحمد قدوتنا والقرآن دستورنا .
من الرجال العظام المؤسسي لجماعة حلب مع الأستاذ الشاعرعمر الأميري والشيخ عبد الفتاح أبو غدة والأستاذ عادل كنعان والمحامي عبد القادر السبسي والقاضي عبد الوهاب الالتونجي .فناله مانال من ألم وعناء فصبر واحتسب .
رجل صالح بكل ماتحمل الكلمة من معنى .. صالح في دينه وصالح في تعامله مع طلابه وصالح مع الناس ، صادق اللهجة والمعاملة ، قوي الشخصية لايخاف في الله لومة لائم ونحسبه كذلك ولانزكي على الله أحدا ، محبا للخير لايتأخر عما يطلب منه إن كان خيرا
كان محبا ومخلصا لعمله عرفته ثانوية المأمون وكان عضوا في مجلس إدارة ثانوية الغزالي الخاصة التي يديرها الأخ عادل كنعان وكان يعتبرها معلما من معالم الإصلاح يساهم بتقدمها بكل مايستطيع .
ثم صار معاونا لمدير التعليم في حلب فكان إداريا حازما لايعرف المحسوبية والوساطة والرشوات وهو مؤلف كتب الرياضيات للاعدادي والكفاءة ، وسطت له القاضي الالتونحي لتعيني وكيل معلم في مدينة الباب بالذات فكان أن عينني في قرية سوسيان .
سافر أولاده إلى السعودية ولحق بهم بعد أن أنهى عمله في وزارة التربية وبقي هناك حتى توفاه الله .
المربي القدير .. الاداري الحازم .. الصادق المحب .. المتواضع المخلص الأستاذ( عبد الحميد الأصيل ) رحمك الله وأسكنك فسيح جناته .
12 - من هدي القران .... ( سورة تبارك )
1 - واسمها سورة الملك وهي ثلاثون آية تشفع لصاحبها كما جاء في الحديث الشريف .. ويسمى الجزء 29 باسمها من القران .. وقد أبدع سيد رحمه الله في كتابه الظلال في شرحها والتعليق على درر آياتها .. لذا أدعو كل مثقف أن يستمتع في شهر رمضان بما أبدع هذا الداعية الشهيد حول هذه السورة .. وأدعو كل اخ وكل مسلم لحفظ هذه السورة وتحفيظها لزوجته وأولاده .. وأن تكون ضمن تلاوته في صلاة التراويح لهذا الشهر المبارك .
2 – في هذه السورة آيات سأقف عندها.. أولها قوله تعالى :
( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا ) سئل الفضيل بن عياض الرجل الصالح الذي نور صفحات تاريخنا بورعه وتقواه ماأحسن العمل ؟قال أصوبه وأخلصه .. أي عمل يعمله المسلم لابد أن يكون فيه صواب واخلاص .. صواب موافق للشريعة ينسجم معها .. منطلق من معينها .. فلو بنى انسان مسجدا
وأوصى ان يدفن في هذا المسجد فوصيته باطلة لأنها ليست صوابا .. فالدفن لايكون في المسجد بل في مقبرة المسلمين .. وأي عمل ليس فيه اخلاص اي نية أنه لله مرفوض .. ومثاله من قاتل من أجل العصبية أو ليرى مكانه أو ليبدو بطلا أو للمغنم لاأجر له ولاثواب .. اما من جاهد لتكون كلمة الله العليا فهو المجاهد وان قتل فهو شهيد مبرور .
3 – جلس ثلاثة من زعماء قريش قرب الكعبة يتناقشون .. قال أحدهم اخفضوا اصواتكم كي لايسمع رب محمد مانقول فيخبره .. فنرل قوله ( وأسروا قولكم أو اجهروا به انه عليم بذات الصدور ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) .
4 – آخر السورة آية تقول : ( قل ان أصبح ماءكم غورا فمن يأتيكم بماء معين ) ونجيب نحن التالين للسورة رب العالمين .. أجل ثم أجل رب العالمين .. لقد غار نهر الذهب في مدينتنا فلو أتينا بحفارات الارض لما استطعنا أن نعيد ماء النهر .. ولا استطعنا اعادة عين الطويلة .. ولا جب بلايا .. لقد كانت مدينة الباب فيما مضى انهارا تجري .. وكانت المدينة جنة خضراء .. فمن يستطيع اعادتها سوى الرب الجليل لقد فهمنا من احاديث رسول الله عليه السلام ان جور السلطان وفسوق الناس وكثرة المعاصي يؤدي الى جعل الديار بلاقع .. ولولا اطفال رضع وشيوخ ركع وبهائم ترتع لصب البلاء على العباد صبا .ز ولصارت مجاعات وجفاف وتصحر ( ولو أن القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء ....)
ألم تسمع ياأخي عن فقدان الماء في مناطق من حلب ...وكيف يعيش من فقد الماء .. كيف يعيش الناس المحاصرون في حمص والغوطة ودوما والتضامن .... آيها الصائمون استفغروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا .ز. اللهم لايكشف البلوى الا أنت .
5 – أحد من تربوا على موائد العلمانية ففسق عن دين ربه .. قال عن صلاة الاستسقاء ولعله كان مخمورا وقد شمر عن ساعديه بسواعدنا سننزل المطر وبارادتنا سنتحدى القدر .. فكان جواب الجبار هزيمة حزيران وعارها المدوي .. ربنا لاتؤاخذنا بما فعل السفهاء منا .
في عام الرمادي وهو عام أسود مر على المدينةفي عهد الفاروق عمر رضي الله عنه قلب رداءه المرقع ب 11 رقعة وهو الخليفة واخذ بيد العباس وقال باكيا اللهم كنا نستسقي بنبيك وها نحن نستسقي بعمه العباس قال اهل المدينة لم يكن في السماء غيمة فصار فيها بعد الدعاء مثل الترس ثم امتدت وانتشرت ثم رعدت وامطرت السماء سحا حتى امتلت شوارع المدينةبماء المطر .
آيها الصائمون ...
ادعوا ربكم تضرعا وخفية .زاذكروا الله ذكرا كثيرا في أيام رمضان ولياليه .. وسبحوه بكرة واصيلا ادعوه في الأسحار واهل بيتكم صغارا وكبارا يؤمنون .. واغتنموا لحظات السحر .. ان القران كان مشهودا .. بماذا ؟ بالملائكة .
وسوم: العدد 652