من أعلام الفرات

قاسم ميثاق الحسين

clip_image001_ffd36.jpg

الشاعر أحمد بن عبدالغفور الراوي رحمه الله من شعراء العربية الكبار ، لم ينصف في حياته و لم يوف حقه من التقدير والتكريم والتوثيق والدراسة بعد وفاته وكنت قد ذكرت في مشاركة سابقة أنه أحرق شعره أمام أنظار أولاده وفي هذه المشاركة سأذكر ابياتا لولده ( ماجد  ) وهو شاعر مجيد يعاتب فيها والده رحمه الله على إحراقه لشعره يقول فيها : 

ألا يـا والِديْ جــــافاكَ هَم / وعمَّكَ من غيــــــوثٍ ما يَعمُّ

نَثرْتَ الدُّرَّ من كَفَيْــكَ نثراً/ بأطرافِ الفـــــلاةِ وقُلتَ : لُمُّوا

وقد جَشَّمْتَني تجميعَ شِعر/ تنـــــــــــاثرَ أيَّ آفـــاقٍ أأم

ووجدت من خلال اطلاعي المتواضع قصيدة جميلة ورائعةللشاعر أحمد الراوي رحمه الله  عن ( الفرات  )

يقول فيها( منقولة ) :

قـلـبـي لـذكرِ الصِّبــــا والضِّفتـيـن صَبـــــــا

وحـرَّكت كـامـنَ الأشــــواقِ ريحُ صَبــــــــــا

والنَّهـر والشِّـــــــــعـرُ لا تفريـقَ بـيـنهـمــــا

كلاهـمـا واهــبٌ للنّـاسِ مـا وَهـبــــــــــــــا

فذاكَ يبــــعث فـي الأوراق خضرتَهــــــــــــا

وذا يُخــــلِّد فـي الأوراق مـا كُتِبــــــــــــــــا

ظلٌّ ظلـــيلٌ ورَوْحٌ عـــــــــــــــاطرٌ وشـــذًى

لـدى معـيـنٍ مـــــدى الأيّام مـا نَضَبــــــــــا

أمّا الـحقـولُ فـحدِّثْ عــن محـاسنهــــــــــا

ولا تَقُلْ بـالغَ الـوَصَّــــــافُ أو كَذَبـــــــــــــــا

مـا بـيـن خُضــــرتهـا حـيـنًا وصُــــفرتهـــــــا

تُريك سنــــدسهـا الـزّاهـي أو الـذَّهـبـــــــا

ولـيــلةٍ بـات فـيـــهـا الـبــــــــدر مُرتســـــمًا

فـي الـمـاء حتى تـوهَّمـنـــاهُ قـد رسبـــــــا

والجسـرُ إذْ تعكــــس الأمـواه صـــــــــــورتَهُ

تُريك جِســـــــريـن مقـلــوبًا ومـنـتصـبــــــــا

جســـــرٌ يـمـثِّلُ بـيـتَ الشَّـــعـر إذ فتلـــــوا

مـن الـحديـــد لـــــدى تعـلــــيـقه طُنُبـــــــا

له أصــــولٌ رســــت فـي الـمــاء ثـــــــــابتةً

أمّا الفروعُ فســـل عـن هـامهـا السُّحـبــــــا

بــــــوركتَ يـا واديًا ضمَّ الـحضــــــــــــارة معْ

بـداوةٍ وســــــقى الأعـنـــاب والرُّطَبـــــــــــا

وضــــمَّ فـي جـانـبـيــــه كلَّ فـاتـــــــــــــنةٍ

تــــــريك فـي لـحظاتٍ ظبـيةً وظُبــــــــــــــا

بـيضـاءُ مـن معـشــرٍ طـابت أصــــــــــولهُمُ

قــــد أدركـوا الـمـجـد جَــــــدًا صـالـحًا وأبــا

تخشى عليها شعـــاعَ الشَّمس إن طلعت

أو هـبَّتِ الرّيــــــح إلا أن تكـون صَبــــــتـــــا

إذا دخلــتَ القُرى أو فـي حــــواضرهـــــــــا

وجـــدتَ فـيـهـا القِرى للـبأس مـصطحـبـــــا 

   رحم الله الشاعر وأسكنه فسيح جنته