العالم الفقيه عبد الوهاب مهيّة

clip_image002_c8262.jpg

clip_image004_0eda3.jpg

clip_image006_548c1.jpg

قرأت لحد الآن عشرة كتب للعالم الفقيه المشتغل بعلم الحديث عبد الوهاب مهيّة، وهي على التوالي..

1.   "تبشير أهل الطاعة بمشروعية الذكر وقراءة القرآن جماعة".

2.   "ماوقع من الشّوب في مسألة تقصير الثوب".

3.   "الراية المنصوبة في جواز رفع اليدين بالدعاء بعد المكتوبة".

4.   "صفة صلاة الصحابة رضي الله عنهم".

5.   "ركعات الليل".

6.   "طرح العتاب في جواز إسبال الثياب".

7.   "إعلام النخبة بسنية حمل العصا في الخطبة".

8.   "المحبّرة للرد على من حرم الصلاة في المقبرة".

9.   "إبلاغ المتأوّل أن نثويب في الأذان الثاني وليس الأول".

10.                    "قنوت السلف في صلاة الصبح وبين خطإ من قال إنه بدعة".

تمتاز هذه الكتب العشرة التي قرأتها كلها بالعديد القليل من الصفحات، حيث تمتد مابين 32 صفحة إلى 151 صفحة.

والقارئ المتتبع لكتب عبد الوهاب مهيّة، يقف على جملة من الملاحظات، ينقلها بدورها إلى كل من يسعى للفطرة السليمة في فهم الفقه، دون تعصب وبصدر واسع، وتقبل الآخر، وهي..

يتطرق لنقاط معينة محدّدة لكنه يضعها في إطارها العام، بما رزق من فقه واسع ودقة استنباط، ومقارنة عجيبة مميّزة بين مابين يديه من علم مراجع غزيرة، وما يملكه الآخر من روايات زادها فهمه وفقهه توضيحا وبيانا.

باللغة البسيطة، والألفاظ النقية، والأخلاق العالية. فهو لايشتم أحدا، ولا يستهزئ من أحد، ويحترم الجميع بما فهم المخالفين له والشاتمين له، ويذكرهم بما يليق من وصف ولقب.

بالإلمام الواسع بالأحاديث النبوية الشريفة، والمعرفة الشاملة لرجال الحديث، ودقة الاستنباط، وحسن إختيار الدليل المناسب للحالة المناسبة، والرد الجميل على من خالفه الرأي، وإحترام الرأي الآخر المخالف له، ولا يتعصب لإمام أو محدث أو مذهب بعينه، وينتقد بأدب، ولا يفرض عليك رأيه، ويناقش مخالفه من المرجع الذي إعتمد

ومازال صاحب الأسطر، كلما عثر على كتاب جديد لعبد الوهاب مهيّة إشتراه، وسعى لنسخه إن لم يجد نسخة للشراء، كما فعل من قبل مع كتاب "قنوت السلف" إلى أن إشتراه خلال هذا الأسبوع.

وبما أن صاحب الأسطر قرأ آخر كتاب له خلال هذا الأسبوع ، وهو "قنوت السلف في صلاة الصبح وبين خطإ من قال إنه بدعة"، فإنه يبدي الملاحظات التالية..

يعرض عرض المحدث آراء المخالفين من الأولين والآخرين، وناقشها بأدب وإحترام، ودعمّ رأيه بروايات مختلفة نقلها عن الأولين والآخرين. وراح يمحص كل رواية، ويجيب كل مخالف بالرواية التي إعتمد عليها، ثم يبيّن له ماخفي عنه، ويعرض رواية أخرى لم يستطع المخالف أن يتطرق إليها.

وتوصل إلى أن القنوت قبل الركوع وسرا، هو العمل الذي واضب عليه سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مات، وواضب عليه الخلفاء الراشدون، وأقره الصحابة والتابعين وتابع التابعين والأمة جمعاء إلى يومنا هذا. وماتقوم به الأمة من قنوت في الصبح ، هو ماعمل به الأولون والآخرون منذ 15 قرنا، دون أن ينكر عليها أحد.

رحم الله سادتنا علماء الجزائر، الأحياء منهم والأموات، ورضي الله عنهم وأرضاهم جميعا.

يوصي صاحب الأسطر الفقهاء، والمشتغلين بالحديث والروايات، والأئمة، والخطباء، والوعاظ، بقراءة كتب العالم الجزائري المتمكن في علم الحدث، فإن في أرجائها فهما واسعا، وأسلوبا يناسب الجميع، وفطرة سليمة للفهم، وصدر واسع لتقبل الآخر، وأداب جمة في النقاش، وتمحيص شديد لكل رأي ورواية، وإستنباط عجيب للأحكام، ووضع الرواية والحديث في سياقها المناسب، والمعرفة الجيدة للرجال ورواة الحديث.