المفكر والأديب الإصلاحي محمد كرد علي

رجالات سورية

clip_image001_c982c.jpg

 

ولد محمد بن عبد الرزاق بن محمد كرد علي في دمشق سنة (1293هـ/1876م) وهو من رجال الفكر والأدب والإصلاح والمدافع عن اللغة العربية. كان رئيسا لمجمع اللغة العربية في دمشق منذ تأسيسه عام 1919م حتى وفاته. أصله من أكراد السليمانية (من أعمال الموصل). ونشأ في أسرة كريمة، لأب كردي وأم شركسية.

تعلم في الكتّاب القراءة والكتابة والقرآن الكريم، ودرس المرحلة الإعدادية في المدرسة الرشدية، ثم أتم تعليمه الثانوي في المدرسة العازارية.

وتلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة "كافل سيباي" حيث تعلم القراءة والكتابة ومبادئ العلوم الإسلامية والحساب والطبيعيات، ثم انتقل إلى المدرسة الرشدية (الثانوية)، ودرس بها التركية والفرنسية، وفي هذه الفترة مالت نفسه إلى القراءة ومطالعة الصحف، ووجد والده عونا له في إشباع هذه الرغبة، حيث كان يساعده على اقتناء الكتب.

اتصل بعدد من علماء دمشق المعروفين ينهل من علمهم وأدبهم: (الشيخ سليم البخاري، والشيخ محمد المبارك، والشيخ طاهر الجزائري)، وقرأ عليهم كتب الأدب واللغة والبلاغة والفقه وعلم الاجتماع والتاريخ والفقه والتفسير والفلسفة.

عمل كاتباً في قلم الأمور الأجنبية سنة (1310هـ/ 1892م) وهو في السابعة عشرة، وكان يعرف الفرنسية والتركية. في العام 1897م عُهد إليه بتحرير جريدة (الشام) الأسبوعية الحكومية، واستمر مدة ثلاث سنوات. ثم أخذ كرد علي يراسل مجلة (المقتطف) المصرية لمدة خمس سنوات، فانتقلت شهرته إلى مصر.

رحل كرد علي إلى القاهرة سنة 1319هـ/1901م، ولبث فيها شهوراً عشرة تولى خلالها تحرير جريدة الرائد المصري، عاد بعدها إلى دمشق فراراً من وباء الطاعون الذي انتشر في مصر بتلك الفترة. وبعد عودته إلى دمشق، رُفعت إلى واليها التركي وشاية به ففتش بيته، وظهرت براءته فهاجر إلى مصر عام 1905 أو 1906م وأنشأ مجلة المقتبس الشهرية نشر فيها البحوث العلمية والأدبية والتاريخية. وتولى إلى جانب ذلك تحرير جريدة "الظاهر" اليومية، ولما أُغلقت دعاه الشيخ علي يوسف صاحب جريدة المؤيد - وهي يومئذ كبرى الجرائد في العالم الإسلامي- إلى التحرير فيها؛ فعمل بها إلى سنة (1326هـ/ 1908م) حيث غادر القاهرة إلى دمشق بعد الانقلاب العثماني فيها.

في دمشق أعاد إصدار مجلة المقتبس التي كان قد أصدرها بالقاهرة، وجريدة يومية أسماها المقتبس. ولما اشتدت عليه حملات المغرضين واتهامات أصحاب النفوذ والسلطات غادر دمشق سراً إلى فرنسا، وأقام بها فترة، فوقف على حركتها العلمية، والتقى بساستها ومفكريها، وقد كتب عن هذه الرحلة التي أقامها بباريس 35 مقالة نُشرت في كتابه "غرائب الغرب".

استطاع محمد كرد علي تحقيق حلمه في إنشاء مجمع علمي عربي وذلك بعد استقلال سورية عن الدولة العثمانية. ففي فترة حكومة الملك فيصل عرض الفكرة على الحاكم العسكري رضا باشا الركابي الذي وافق على قلب ديوان المعارف برئيسه وأعضائه مجمعاً علمياً عربياً. وكان ذلك في الثامن من حزيران عام 1919م، وعُين محمد كرد علي رئيساً للمجمع واستمر حتى وفاته.

كان كرد علي أول من أسس مجمعاً علمياً عربياً، ثم تلاه مجمع اللغة العربية في مصر ثم بعض المجامع الأخرى في عدد من بلدان الوطن العربي.

كتب محمد كرد علي العديد من المؤلفات منها:

خطط الشام: طُبع سنة (1344هـ/1925م) في 3 أجزاء، وهو من أهم كتبه.

الإسلام والحضارة العربية: وطبع في القاهرة في مجلدين سنة (1353هـ/ 1934م).

تاريخ الحضارة: جزآن، ترجمه عن الفرنسية.

غرائب الغرب: مجلدان.

أقوالنا وأفعالنا: ويضم عددًا من مقالاته الإصلاحية، وطبع بالقاهرة سنة 1946م.

دمشق مدينة السحر والشعر.

غابر الأندلس وحاضرها.

أمراء البيان: جزآن. وطبع بالقاهرة سنة 1937م

القديم والحديث: وهو منتقيات من نقولاته.

كنوز الأجداد في سير بعض الأعلام.

الإدارة الإسلامية في عز العرب.

غوطة دمشق.

كما حقق كتباً من عيون التراث العربي، منها:

سيرة أحمد بن طولون للبلوي، وطُبع في دمشق سنة (1358هـ/1939م)

المستجاد من فعلات الأجواد للتنوخي، وطبع بدمشق سنة (1366هـ/1946م)

تاريخ حكماء الإسلام للبيهقي، وطبع بدمشق سنة (1366هـ/1946م).

كتاب الأشربة لابن قتيبة وطبع بدمشق سنة (1367هـ/1947م).

كما كتب مذكراته في 4 أجزاء.

لقي الله في (17 رجب 1372هـ/ 2 نيسان 1953م). في دمشق ودفن بجوار قبر معاوية بن أبي سفيان.

وسوم: العدد 664