فقيد مدينة الباب وحلب المستشار الكبير علي أحمد الزكور
نعم إنه فقيد مدينة الباب ، لأنه من مدينة الباب أبا عن جد ،
ووالده أحمد من رجالاتها
ولد الفقيد في دار عربية لوالده أحمد الزكور رحمه الله ، مكانها عند مدخل حديقة ثانوية البحتري سمتها وزارة المعارف باسم البطل قاهر الطليان عمر المختار ، وانتقلت بعدها المدرسة إلى الجهة الشرقية من البلدة قرب الراهب .
عمه الشيخ أديب الزكور ، خاله الحاج كنجو الاسماعيل الفرواتي في السوق الشرقي
كان من مفاخر القضاء بحلب ، وكيل النيابة فيها ، كان للمظلوم محاميا وملاذا ، كان مثالا يحتذى .
اتسم بالنزاهة والاخلاص والحب والوفاء ، يدور مع الحق حيث دار ، ولانزكيه على الله والله حسيبه
عشت في بيته أوقاتا سعيدة من الاكرام والاحترام .
كان رحمه الله يستقلبني إذا زرته في سرايا حلب عند الباب ويودعني للباب ، تواضعا منه وكرم أخلاق ،
أجل لقد خسر القضاء في حلب رجلا قل أمثاله في التواضع والأدب .
هو صديق وابن بلد عاش في رحابها فترة ثم أثر الاقامة في حلب ،
كنت أزور الفقيد في بيته مع الداعية المبرور أبو رشيد ستواق رحمه الله فيلقانا الأخ الحبيب أبو أحمد مهللا ومرحبا ..
إن أخانا علي الزكور يعتبر من أعلام الحركة الاسلامية ، خسرته الحركة الاسلامية التي كان بقلبه معها
ويتابع تطورها ، ويدعو لها من أعماقه ، وهو واحد من قافلة الأعلام في القانون بحلب :
أمثال القاضي عبد الوهاب الالتونجي و المحامي عبد القادر السبسبي والمحامي فؤاد قسطلي والمحامي عمر كركولي رحمهم المولى ،
وحيا ربنا الأحياء منهم كالأستاذ خالد الخطيب الذي هو تراث نادر للحركة الاسلامية المعاصرة وعبد الرحمن علاف وفقه الله ابن الشيخ علي علاف رحمه الله .
رحم الله القاضيين علي الزكور وعبد الوهاب الالتونجي فقد كانا أعلاما ونورا في ظلام الحياة
مرات كثيرة اتحفنا بها الاخ علي الزكور بكرمه الباذخ ،
كم آنسنا بعذب حديثه ، فثقافته الاسلامية عالية ، وكنت ولله الحمد أمده بكل طريف وجديد من كتب الثقافة الاسلامية كان آخرها كتاب معالم في الطريق للشهيد سيد قطب رحمه الله ، لذا أقول أن فقده يمثل خسارة لرجال القضاء في حلب ، وخسارة لمدينة الباب ، وخسارة لاحبابه ؟؟
وخسارة لي شخصيا ، فقد كان من الأحبة النادرين في إخلاصهم ومحبتهم لرفاق العمر .
رحمه المولى كان زينة السراي ، يهابه الكبير ، ويرجو عطفه الصغير ،
وعمل قاضيا في دمشق في القصر العدلي فيها قرب سوق الحميدية .
اللهم أسكنه فسيح الجنات ،
اللهم إن كان محسنا فزد من حسناته ، وإن كان مسيئا فتجاوز عن سيئاته ،
وإغفر له ياحنان يامنان ، اللهم لانزكيه عليك ، ولكنا نحسبه أنه آمن وعمل صالحا ..
اللهم ارحمنا إذا اشتدت الكربات ، وتوالت الحسرات ، وفاضت العبرات ، وتكشفت العورات
اللهم أنزل على أهله الصبر والسلوان
أبناء حلب والباب أعظم الله أجركم
أبناء الفقيد الراحل أعظم الله أجركم
الابن الكريم محمد عامر الزكور أعظم الله أجرك ، وأحسن عزاءك
إن العين لتدمع ، وإن القلب ليخشع ، وإنا على فراقك أيها الحبيب لمحزونون
إنا لله وإنا إليه راجعون
والله أكبر والعاقبة للمتقين
وسوم: العدد 667