الشيخ القاضي عبد الوهاب الالتونجي
أبو الحركة الاسلامية المعاصرة في حلب
اسمه عند والديه وهبي ، أي هبة الله لهما ،
واسمه عند اخوانه أبو الحركة الاسلامية في حلب ،
فهو من مؤسسي دار الارقم ، مع الشاعر الوزير السفير عمر بهاء الاميري وثلة من الاخوة الكرام السبسبي وسامي الاصيل
ومن هذا هو الارقم ؟؟
هو ابن أبي الأرقم داره على الصفا ، مركز يجمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
ودار الأرقم في حلب مقرها بجانب مخفر باب النصر عند طلعة العثمانية
صار الرجل قاضيا للشرع ثم للصلح في مدينة الباب ،
وحضرت في حلب حفلا أقامه إخوانه له لالباس العمامة ، لأنه اصبح قاضيا للشرع .
تركي الاصل ،
وكلمة التونجي اتت من ألتو ( الذهب ) وجي ( صانع) ،
فكلمة التونجي تعني بائع الذهب أو الصايغ
تزوج عظيمنا ابنة الحاج اسماعيل الخطيب ابنة مدير مدرسة قتيبة الباهلي ، وكان اسمها ايام فرنسا ( اي كول دو باب ) اي مدرسة مدينة الباب ، وتسمى ( المكتب )
وداره في مكان المصور أديب في مدينة الباب وحلويات العلي ، وفيها سكن أخونا الدكتور نور الدين عتر وهو الذي شهد بان الشيخ الالتونجي حجة في الأحوال الشخصية ،
حجة : اي امام فيما يتعلق بالزواج والطلاق والنفقات والاحوال الشخصية
وهو قانون سوري مطبق في المحاكم الشرعية وقد وضعه قضاة اعلام في مقدمتهم الشيخ علي الطنطاوي شيخ الادباء واديب الفقهاء
شيخنا الالتونجي كان يصيف كل عام في دار عمه اسماعيل الخطيب ويحضر معه عدد من الرفقة في مقدمتهم أخونا الشيخ الداعية علي علاف الذي كان يلازمه في حله وسفره ،
ولما صار قاضيا للباب سكن في منتصف شارع خللو في دار سكنها الدكتور القباقيبي ،
وكانت هذه الدار في عهد قاضينا ناديا لزعماء البلد ، به يسمرون وبه يتناولون الاطايب ، كرم باذخ ووجه بشوش ، ووظيفة كبيرة تنحني لها الهامات ، هو في الباب كلمته تدخل شخصا الى السجن او تهبه الحرية ؟؟؟
قاض نزيه تعلو رأسه عمامة على الطربوش ، لباسه بنطال قضوي ، لا بنطلون جنيز ، مع جاكيت طويل ، لا كرافة ولا رسن ، اذا دخل السراي خشعت الاصوات ووقف الجميع اجلالا ، انه القاضي الشرعي وحاكم الصلح
كانت له علاقة بثورة رشيد عالي الكيلاني على الانكليز ، حيث شارك شباب الارقم بقيادة فوزي حمد اخوانهم في العراق ثورتهم على الانجليز
وفرّ للقادة منهم مأوى ، ثم نقلهم الى موتور الزرقا في الباب الى ان قبض عليهم واعدموا
وكان عضوا فاعلا في مظاهرات حلب ضد الاحتلال الفرنسي التي كانت بقيادة الشيخ مصطفى الزرقا والشيخ معروف الدواليبي ، وسجن قاضينا وناله مانال في سجنه فصبر واحتسب ،
وله نشاط كبير في مؤسسات حلب الخيرية رحمه الله
كان الشيخ مصطفى السباعي رحمه الله إذا حضر لحلب فبيته ليس في فندق بارون بل في بيت وهبي بيك ...
الالتونجي رحمه الله كان مقره دائما الصفوف الخلفية بعيدا عن الأضواء ؟؟
وهو يدير أكبر حركة اسلامية في سوريا ، ورئيس الهيئة التشريعية للاخوان المسلمين في سوريا عام ٥٤
لا يخشى في الله لومة لائم ، صعب المراس لاتلين له قناة ،
خلوق متواضع .. استاذ في الشعبانية ..
استاذ في كلية الحقوق بحلب ..
سنة ١٩٧٦ أحيل الى التقاعد فعاد الى مكتبه في المحاماة بحلب مع رفيق دربه المحامي عبد القادر السبسبي
اعرف والده المحترم جدا ، وشقيقه قاسم : امين سر الهيئة ، كانت ام القاضي ترسل لولدها معي كبة بصينية ولم تكن معروفة في الباب ، فكنت أخذ قطعة وأشمها وأقضم أطرافها وأعيدها الى مكانها ،
انجب رحمه الله ولدا سماه رضوان فهو ابو رضوان فان وصله صوتي فله مني التحية ولاخيه رافع ولاخواته السلام ولابيهم الرحمة والغفران
كان والدي حافظ القران عنده موظف برتبة مباشر ،
اي يباشر تنفيذ الاحكام رحمه الله ، وكان لنا جاه مستمد من جاه فضيلة القاضي ثم الحاكم ، وقل ان تجتمع الوظيفتان في شخص واحد قاضي للشرع وحاكم للصلح
شجعني رحمه الله على افتتاح فرع للجماعة في مدينة الباب ،
وهو من صنع لنا الختم أسكنه المولى فسيح جناته
كنت ألمحه وهو يؤمن طبخته بنفسه يشتري الكوسا والقرع ، وهناك من يكفيه ذلك ، فالاذن موظف عند الدولة لا عنده ؟
رأيته مرة في سوق الخابية يتأبط زراعي الاميري والسباعي ويقودهما الى مضافته في محكمة حلب فهلل ورحب ، كان رحمه الله يشجع أمثالي من الصغار ، فإذا رأني فجأة وانا مدرس في سيف الدولة في الفرافرة ، قال بأعلى صوته أهلا أهلا ،
هذا التواضع من قاض كبير يخجلني ، ولا يرضى ان أقبل يده ، مع انه لو دخل الى محافظ حلب ظل واقفا حتى يقعد فضيلة القاضي ، الذي صار في آخر أيامه قاضيا ممتازا في دمشق ، ثم رئيس محكمة النقض فما غيرته الايام ، ولا شمخت له أنف ، هو هو وهبي أبو رضوان
رحم الله أبا الحركة الاسلامية في سوريا ، وصانع أمجادها ، مؤسس دار الارقم المعروفة بشاطها مع الاميري ،
فلا يسألني غرّ هل هو من الاخوان ؟؟
واجيب انه ابو الاخوان وامهم ،
يستطيع كل داعية ان يقول ماقاله الفررذق
اولئك أبائي فجئني بمثلهم
اذا جمعتنا ياجرير المجامع
رحم مولانا قائدنا العظيم ، توفي في حلب سنة ١٩٨٣ ،
والله اكبر ولله الحمد ، عليها نحيا وعليها نموت
وسوم: العدد 667