فخامة الرئيس محمد علي بك العابد (1867- 1939)

الشيخ حسن عبد الحميد

أول رئيس للحمهورية السورية

يحفظ القرآن الكريم.

يحمل شهادتي الدكتوراة في الحقوق الدولية، وفي الهندسة المدنية من السوربون

يتقن سبع لغات حية.

عمل مستشارا للسلطان عبد الحميد، وسفيرا للسلطنة العثمانية في واشنطن.

فاز برئاسة الجمهورية بالانتخاب، واستقال بعد أربع سنوات.

لم يتقاضى راتبًا وتبرع بكامل ثروته لخزينة الدولة.

وكان يُطعم ألف صائم في رمضان.

كان محمد علي بك العابد يرحمه الله علامة موسوعيًا، واسع الثقافة، من خيار الزعماء وفضلائهم. أبوه أحمد عزت باشا العابد ابن هولو باشا ابن عمر آغا العابد. حفظ القرآن الكريم في كتاتيب دمشق، ثم انتقل إلى بيروت فدرس في المدرسة البطريركية ثم في مدرسة الشيخ عباس التي كان يدرّس فيها الأمام محمد عبده، وبرع في علوم اللغة والعلوم الشرعية والعصرية، فكان يحفظ ألفية ابن مالك وغيرها من المتون إلى جانب اتقانيه لسبع لغات حية، سافر إلى فرنسا وتخرّج في جامعة السوربون حاملا شهادتي الدكتوراة في الحقوق الدولية، والهندسة المدنية، ثم عاد إلى استانبول فعيّنه السلطان عبد الحميد مستشارًا قانونيًا في قصره، ثم سفيرًا للدولة العثمانية في أمريكا، وخلال وجوده هناك جرت مسابقة لتصميم بناء جسر كبير، فقدم تصميمه وفاز على جميع المتسابقين.

 وبعد سقوط الدولة العثمانية عاد إلى دمشق وفاز بعضوية المجلس النيابي، ثم المدير العام لمالية سوريا (وير المالية)، وفي سنة 1932م جرت أول انتخابات لرئاسة الجمهورية السورية، ورشّح الفرنسيون صبحي بركات بينما رشّح الوطنيون محمد علي العابد، وفاز العابد بنتيجة الانتخابات فكان أول رئيس للجمهورية. وبقي في هذا المنصب أربع سنوات دون أن يتقاضى شيئًا من راتبه، ثم استقال بعد تأزّم العلاقات بينه وبين رئيس الوزراء الشيخ تاج الدين الحسيني.

وفي عهده تم اعتماد النشيد الوطني السوري، من كلمات الأستاذ خليل مردم بيك، واعتُمد العلم السوري لأول مرة بعد الاحتلال الفرنسي، وتم مد خط الحافلات الكهربائية (الترام) إلى المهاجرين، وتوسيع شبكة الكهرباء بمدينة دمشق. أقام مدة في مدينة جنوا الإيطالية، وكان أغنى أغنياء الشرق، وهو الممول الخفي لأكثر نشاطات الكتلة الوطنية، وكان مطبخ قصره الشهير في حارة قولي في ساروجة يُطعم ألف صائم في رمضان، تبرع بثروته لخزينة الدولة، وأُطلِق اسمه على الشارع التجاري المهم الموازي لشارع 29 أيار، والممتد من ساحة السبع بحرات إلى البرلمان، ترك من الأولاد نصوح، ومحمود مختار وقد أقاما في استانبول.

الله يرحمه ويحسن إليه ويرزقنا مثله مرة ثانية.

وسوم: العدد 673