الإمام الشيخ محمد أبو زهرة ...

الشيخ حسن عبد الحميد

أئمتنا وقادتنا ( 2)

أبدع رحمه الله في كتابه عن سيد المرسلين وخاتم النبين عليه السلام ، عن طريقه عرفت الفقه الإسلامي :

 فقد كتب عن أبي حنيفة وفقهه ، وكتب عن مالك وفقهه ، وعن الشافعي وفقهه ، وعن أحمد وفقهه ، بل كتب كتابا ممتعا عن فقيه الشيعة جعفر الصادق ، كتب عن ابن تيمية وعن ابن حزم وأبرز أفكارهم واجتهاداتهم الفقهية ، رحم الله أئمتنا العظام

ومؤرخ الفقهاء المتمكن لابد أن يكون فقيها لا مؤرخا فحسب ، كتب في التفسير وأسباب نزول القران  

وإلى الذين يقولون أين العلماء ؟؟؟ 

هاهي سيرتهم ، لكن أين التلاميذ ؟؟؟؟

نحن نملك ألسنة للنقد ، ومعاول للهدم ، نعرف الحق ولا نعرف الواجب ؟؟؟ 

هل رأيتم كيف يتعامل النصارى مع بابا الفاتيكان ؟؟ 

رؤساء دول كبرى تقبل يده ويمشون خلفه 

ونحن ساستنا تهاجم قادتنا فطالت الألسنة العلامة الفقيه يوسف القرضاوي وقالوا عنه إرهابي لأنه أفتى بجواز العمليات الاستشهادية في أرض العدو في فلسطين 

ياحسرة على العباد لا تعرف للعالم قدره 

 إذا غضبنا من العالم لأتفه الأسباب قذفنا أبشع الكلام في سب لحيته ، ولحيته لاذنب لها هي رمز لنبي عظيم عليه الصلاة والسلام ، وأنا أشك في إيمان من قذف طالب علم باقذر لفظ (خ .. ) في لحيته ؟؟؟؟

زارنا الشيخ محمد أبو زهرة في الخسروية بحلب فأضاءت جنباتها بالنور ، نعم هناك علماء أساءوا لدينهم ووطنهم هؤلاء نكلهم إلى الله وليوم يرجعون فيه إليه ، 

نحن ننسى هدي نبينا عليه السلام ( ليس منا ) ألم تسمع باسقاط الجنسية عن مواطن خان وطنه ، أتريد معرفة الحديث ، صلوا عليه أولا ، وأنا أقول اللهم صل على محمد خاتم النبين 

( ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا ومن لم يعرف لعالمنا حقه ) رواه الترمذي 

 أعد هذا الحديث مرة ومرات فلا نجد عند الكثيرين منا ظلالا ، غمز رجل سيدنا علي رضي الله عنه ويذكر فضل الصديق والفاروق رضي الله عنهما ، قال علي رضي الله عنه ، يوم كنا نحن الرعية كانت الفتوحات وكانت العظمات ، أما الآن فأنت وأمثالك رعيتي !!!! 

الشيخ محمد أبو زهرة مثال لعالم يفتخر الإسلام به ، وهو قدوة لكل طالب علم ، وفي الجهاد علم وجبل يناطح الجوزاء ،

وفي النضال والدفاع عن الإسلام صاروخ مهاب ، تحدى الكبار من ذوي العز والسلطان ، واحد من كل شعب مصر قال للعبد الخاسر عبد الناصر : لا . 

جمع بطل الهزائم طمس الله ذكره ، ونكس رايته في الدنيا والأخرة ، جمع علماء الأزهر ليملي عليهم تعاليمه فقال له أبو زهرة رحمه الله : اسكت لا تتكلم في غير اختصاصك ، ولأول مرة يسمع سارق الحكم من أهله وقد جعلته أبواق الصحافة بطلا ، أخبار اليوم والأهرام والمصور جعلته بطلا ؟؟؟ أليس هو مخترع صواريخ كرتونية سماها الفاخر والظافر والناصر ؟؟؟ 

أبو زهرة باسم الإسلام وباسم الأزهر ، باسم العمامة التي يحملها على رأسه قال لناصر : لا ، فألغى القائد المظفر الاجتماع ، 

وكذلك الأمر مع طاغية الجزائر حين أعلن عن اشتراكية الإسلام فطلب الشيخ الكلام واعتلى المنبر قائلا على رؤساء الدول أن يعرفوا قدرهم ويتركوا الحديث في العلم لأهله ، فبهت رئيس الدولة وغادر القاعة .

ودعي هذا العالم الجليل إلى ليبيا ،  وكان  يحكمها مجنون ومهرج تلميذ للعبد الخاسر ، ولأنه عربي لايستقبل ضيوفه إلا في خيمة ؟؟؟ وإذا زار بلدا أوربيا كلفت السفارات بتأمين خيمة حُراسُها بنات حلوات شقراوات بلباس عسكري ؟؟؟ 

قابل هذا الزعيم وفد العلماء وفيه العلامة الشيخ مصطفى الزرقا ومحمد أبو زهرة سيد كل من وضع العمامة على رأسه ، وفي الحوار قال القذافي لأبي زهرة اسكت ، قال أبو زهرة وقد انتفض كالأسد العصور ولك انت تسكت مو أنا ، أنت ياولد من جاء بك الاستعمار والاميريكان لتحكمنا بالجزمة وووووو ، يقول استاذنا الزرقا قربت منيتنا وشعرت بخوف بشري ، فهو حاكم مجنون جعله البترول حاكما واختاره العبد الخاسر ممثلا له في المغرب العربي ، واعتذر معمر وخرج من الاجتماع محمر الوجه فهذه أول مرة يسمع كلمة لا ، ويجرؤ فرد من أمة العرب أن يرد عليه ، خرج من أسقط الحكم السنوسي الوطني وعاد بعد فترة ليعتذر من أبي زهرة قائلا أنت ضيف ليبيا وأنا الذي أسكت لتتكلم أنت وانقشعت الغمامة وانتهت رواية استاذنا الزرقا رحمه المولى

كانت صراحته في مواجهة الظالمين واضحة لا لبس فيها ولا غموض وقد حُورب  لأجلها فما تخاذل أو استكان ، هاجمته الصحف وآذته بالقول فما زاده ذلك الا تمسكا بالحق 

نادى بتطبيق الشريعة في الحياة وقرر بوجوب اختيار الحاكم اختيار حرا ، وأن اختيار الحكام الصالحين هو السبيل لوقاية الشريعة من عبث العابثين ، كان من طراز العز بن عبد السلام لا يخاف في الحق لومة لائم في وقت سكتت فيه الأصوات طلبا للسلامة  ، وتصدى لمشروع تحديد النسل 

 أتاه الله فصاحة في الحق وبلاغة في الذود عن حياض الإسلام ، إمام وثيق في فقهه دقيق في علمه ، رحمه المولى وأسكنه فسيح الجنات 

والله أكبر والعاقبة للمتقين 

وفرجك ياقدير

وسوم: العدد 676