الزبير بن العوام .. فارس الإسلام
الزبير بن العوام : صاحب السيف الصارم ، والرأي الحازم ، قاتل الأبطال ، وباذل الأموال
أحد العشرة المبشرين بالجنة ، وجار النبي عليه السلام في الجنة ، ابن عمة رسول الله عليه السلام ، أمه صفية بنت عبد المطلب ، وزوجته أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهم
الزبير : أحد الستة الذين رشحم عمر الفاروق رضي الله عنه للخلافة في وصيته عند مماته
من السبعة الأوائل ممن أسلم بالنبي عليع السلام ، وعمره لم يتجاوز الخامسة عشر ، ولاقى العذاب الشديد
وكان من المقربين من المصطفى عليه السلام ، ومن المحبين له صلى الله عليه وسلم القائل ( إن لكل نبي حواريا ، وحواري الزبير ) ، والحواري هو خاصة الإنسان وناصره .
كان أحد التجار الذين وهبوا كل مايملكون في سبيل الله حتى مات مدينا .
من أعظم الفرسان في التاريخ الإسلامي ، وشهد جميع الغزوات والمعارك مع النبي عليه السلام :
- في أحد خرج أحد كبار المشركين ، صاحب البنية القوية ، وقال من يبارز ، فلم يخرج أحدا ، فقفز الزبير وأسقطه من بعيره وقتله ، فكبّر المسلمين .
- في بدر نزلت بسيماه الملائكة ، فعن عروة بن الزبير قال : كانت على الزبير يوم بدر عمامة صفراء ، فنزل جبريل على سيماء الزبير، فكان الزبير أحد مغاوير الإسلام ، فقتل عبيدة بن سعيد بن العاص ، ونوفل بن خويلد ، والسائب بن عابد
- في غزوة الأحزاب قال صلى الله عليه وسلم ( من يأتيني بخبر القوم ) قال الزبير رضي الله عنه أنا يارسول الله
- في حنين شاهد الزبير مالك بن عوف قائد المشركين وزعيم هوزان يحوطه أصحابه يحمونه ، فتوغل بكل شجاعة بين الصفوف وزعزعها بنفسه وحيدا وفتح الطريق للمسلمين
- في اليرموك كان أفضل من شهدها ، واخترق يومئذ صفوف الروم من أولهم إلى آخرهم مرتين ، وكان جسده يمتلأ بالطعنات والجروح ، وكان شديد الولع بالشهادة .
- في واقعة الجمل عام ٣٦ هجرية
عندما قُتل عثمان كان الزبير من المبايعين لعلي ، فذهب هو وطلحة للعمرة ثم للبصرة لينتقموا لمن قتل عثمان .
كان الزبير وطلحة وعائشة في صف ، وعلي رضي الله عنه في الصف الآخر ، انهمرت دموع علي عندما رأى أم المؤمنين عائشة في هودجها بأرض المعركة ، وصاح بطلحة : ياطلحة أجئت بعرس رسول الله تقاتل بها ؟؟
وصاح : يازبير نشدتك الله ألا تذكر قول الرسول عليه السلام ( يازبير أما والله لتقاتلنه وأنت له ظالم ) فرد الزبير على علي رضي الله عنهما : نعم أذكر ، وكنت قد نسيته ، والله لا أقاتلك ، وعاد هو وطلحة ولم يشتركا في الحرب .
وعندما أبصرا عمار بن ياسر يحارب في صف علي تذكرا قول الرسول عليه السلام لعمار رضي الله عنه : ( تقتلك الفئة الباغية )
انسحب الزبير وطلحة من القتال ، ودفعا ثمن ذلك الانسحاب حياتهما ، وترصد لهما الأعداء ، لحق الزبير عمرو بن جرموز في وادي السباع القريب من البصرة فقتله وهو نائم وقيل وهو يصلي ، وأخذ سيفه ورأسه إلى علي ، يحسب أن عليا سيفرح بهذا الخبر ، فرفض علي رضي الله عنه مقابلته وقال للحاجب :
( بشر قاتل ابن صفية بالنار )
ولما جاؤوا بسيفه لعلي قبله وبكى وقال :
سيف طالما والله جلا به صاحب الكرب عن رسول الله
فذهب علي ودفن الزبير وطلحة ووقف يودعهما بكلمات جليلة فقال :
إني لأرجو أن أكون أنا وطلحة والزبير وعثمان من الذين قال الله فيهم ( ونزعنا مافي صدورهم من غل أخوانا على سرر متقابلين ) الحجر ٤٧
وقال سمعت بأذناي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( طلحة والزبير جاراي في الجنة ) رواه الترمذي .
أوصى الزبير بن العوام ابنه عبد الله قبل مماته بقضاء ديونه قائلا له ( إذا أعجزك ديني فاستعن بمولاي )
قال ابنه : أي مولى تعني ؟؟
فقال الزبير ( الله نعم المولى ونعم النصير )
رضي الله عن الزبير ، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء ، وجمعنا به في الجنان مع النبين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا
والله أكبر والعاقبة للمتقين
وفرجك ياقدير
وسوم: العدد 682