العلامة الإمام الشيخ : عبد الله سراج الدين رحمه الله

الشيخ حسن عبد الحميد

من أعلام حلب .. 

clip_image002_21340.jpg

إذا ذكر العلم أشارت الأيدي إليه ... 

وإذا ذكر الصلاح والتقوى ظهرت لك في سماء حلب كلمة تنادي ( هاؤم اقرءوا كتابيه )

أنت تسأل ربك في كل صلاة ( اهدنا الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعمت عليهم ) 

الشيخ عبد الله سراج الدين ولا أزكيه على الله هو من الذين أنعم الله عليهم ...

طالب الخسروية ، حافظ القرآن الكريم ،

افتتح المدرسة الشعبانية بحلب سنة ١٩٦٠

زرته مرة ، بل ومرات فشعرت كأني في رياض الجنة أقطف من ثمارها ، وأشرب من سلسبيلها ، شعرت في نفسي كأني مع واحد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عن الصحابة الكرام ....

أنوار تتلألأ وتواضع جم ، وعلم ينفع به ، فقيه محدث ، عالم عامل ، مفسر مجتهد ، رحمه المولى ..

صهره محدث حلب العلامة الدكتور الشيخ نور الدين عتر حفظه الله ، كان مدرسا في مدينة الباب كنت أكرمه فهو خيار من خيار ، 

ولما نقلت إلى حلب كنت أزور الصهر وأكرمه بلبن الباب ودبس بندورتها قواه الله .

والده الشيخ محمد نجيب سراج رحمه الله كل من لم يره في قلبه حسرة لأنه لم ير وليا من أولياء الله يمشي على الأرض ، وخسارة كبيرة أني لم أتعرف عليه فقد كنت صغيرا جدا .

أكرمني المولى بزيارة ولده الشيخ عبد الله المدرس في جامع باب الحديد بحلب ، المدفون في المدرسة التي كان يدرس بها ( الشعبانية ) في إحدى الغرف ، غرفة وقف دفن الموتى  رحمه الله

لما سمع رحمه الله وهو البعيد عن السياسة وأوحالها ، سمع أن العبد الخاسر سيشنق بعض دعاة الإسلام وفي مقدمتهم الفقيه القانوني عبد القادر عودة ، ومحمد فرغلي وإخوته ذهب الشيخ عبد الله إلى القاهرة مع وفد العلماء الشيخ محمد النبهان والشيخ محمد الحامد شيخ حماة لعلهم يقنعوا طاغية مصر أن لا يرتكب جريمته ، قال الشقي : شنقوا البارحة ولم يرغبوا بمقابلة العبد الخاسر ، وعادوا رحمهم المولى .

لما بدأت أحداث عام ١٩٨٠ وجد الشيخ رحمه الله الخطر محققا يوجب الخروج من البلاد ، فهاجر إلى المدينة المنورة ، وطالت مدته ، وسكن على طريق قباء ، زاره الوزير السعودي أحمد زكي يماني في بيته مع الشيخ عمر ملاحفجي رحمه الله ، ومنحه أقامة سعودية سميت ب ( إقامة التعبد ) ، لكن الشيخ رحمه المولى عاد إلى بلده بعد فترة زمنية ، وعاد إلى التدريس في الجامع الأموي بحلب ، وفي جامع بنقوسا .

كان رحمه الله ينهج منهج العزلة ، ولا يخالط الناس إلا بمقدار مايؤدي عمله لخدمة العلم والدين ، لكنه كان يعنى بما يجري من أمور للمسلمين في البلاد ، وفي البلاد الإسلامية فيصرح بإنكار المنكر ، وانصرف لتأليف الكتب ، وترك كتبا أثرى بها المكتبات الإسلامية منها :

١/ سيدنا محمد رسول الله 

٢/ التقرب إلى الله.   

٣/ الدعاء  

٤/ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم 

٥/ الصلاة في الإسلام  

٦/ تلاوة القرآن المجيد ...... 

وكتب التفاسير الكثيرة .

وهنيئا هنيئا لمن وجد محلا له ليسمع درس الشيخ في  باب الحديد ، وجامع الحموي وجامع بنقوسا والجامع الأموي بحلب وجامع سليمان رحمه المولى .

يوم وفاة الشيخ عبد الله سراح الدين رحمه الله ٢٠٠٢/٣/٤ توقف سير المركبات  في حلب وانقطع السير حزنا على وفاة ولي من أولياء الله في الأرض .

رحم الله شيخ الإسلام ، الورع الرباني ، العالم العامل ، المحدث الحافظ ، الفقيه المحقق ، المفسر المجتهد ، وأسكنه المولى فسيح الجنان 

( مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ٦٩ ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما ٧٠ ) النساء

والله أكبر والعاقبة للتقوى 

وفرجك ياقدير

وسوم: العدد 691