هارون الرشيد
رجال من التاريخ :
رجل من عظماء أمتنا الذين طأطأ الروم رؤوسهم له ، وأحنوا هاماتهم رهبة منه ، حاول أعداء تاريخنا أن يصوره بصورة شارب الخمر الماجن ! صاحب الجواري الحسان والليالي الحمراء ؟
ماأحوجنا إلى مثله نحن الذين صرنا بين الأمم مهزلة ، ماأحوجنا إلى مثل هذا الرجل الذي يعتبر درة في تاج التاريخ الإسلامي تضاف إلى درة ثانية هي المعتصم
قال عنه أحد المستشرقين أنه كان صاحب جواري وغلمان ! وكذبوا :
⁃ كان رحمه الله من خيرة الخلفاء يحج عاما ويغزو عاما ، حج إحدى حجاته من بغداد إلى مكة ماشيا على قدميه ، وإذا حج أحج معه مئة من الفقهاء وأبنائهم ، وإذا لم يحج أحج ثلاثمئة رجل بالنفقة والكسوة ، وكان يتصدق كل يوم بألف درهم من صلب ماله ، ويصلي كل يوم مائة ركعة
⁃ مات رحمه الله مجاهدا في مدينة طوس شمال إيران ، رفع يديه إلى السماء وهو في الغرغرة قائلا ( يامن لا يزول ملكه ارحم من زال ملكه ) سنة ١٩٣ هجرية وعمره ٤٥ سنة
⁃ قال عنه ابن خلكان ( كان من أنبل الخلفاء وأحشم الملوك ، ذا حج وجهاد وغزو ، وشجاعة ورأي
⁃ كلنا يذكر عبارته لنقفور ملك الروم الذي نقض العهود السابقة وأرسل له كتابا بذلك ، فكتب الرشيد : ( بسم الله الرحمن الرحيم من هارون الرشيد إلى نقفور كلب الروم قد قرأت كتابك ياابن الفاجرة ، والجواب ماتراه لا ماتسمعه ) ثم سار ليومه فلم يزل حتى نزل مدينة هرقل ، وكانت غزوة مشهودة وفتحا مبينا
⁃ بنى المساجدالكبيرة ، وأضاء الطرقات والمساجد ، وغدت بغداد في عهده قبلة طلاب العلم ، عاصره الإمام الشافعي والإمام مالك بن أنس
⁃ دعا هارون الإمام مالك إمام دار الهجرة ، دعاه إلى قصره في بغداد لتدريس ولديه الأمين والمأمون ، اعتذر الإمام العظيم قائلا بأدب : ياأمير المؤمنين العلم يُوتى ولا يأتي ، فرضخ الخليفة الذي كان يملك نصف الدنيا ، الذي قال للغمامة : امطري حيث شئت يأتيني خراجك ، فانظر كيف كنا بالإسلام وكيف صرنا بغيره كالاقزام ، ككرة القدم تتقاذفها الأرجل ، أرجل قادة الشرق والغرب
⁃ ماأعظم جلال العلم وعظمة هذا الدين ، الأمين والمأمون على ركبهما في مسجد النبي العظيم عليه السلام يسمعان درس الإمام مالك في كتابه العظيم ( الموطأ )
⁃ أقام هارون الرشيد وليمة للوجهاء والوزراء والعلماء وكان من بينهم عالم جليل لكنه ضرير ، بعد الطعام قام الضرير ليغّسل وهناك من يصب على يديه الماء ، قال الخليفة : أتدري من يصب الماء على يديك ! قال الضرير لا ، قال إنه هارون الرشيد ، مااهتز العالم ولا ابتعد وإنما بجرأة وثبات قال : إنما أكرمت العلم ياأمير المؤمنين ، وليسمع المفتي الضال الذي يقبل أيادي من قتل ودمر أهالي حلب وهجٰرهم ، ليسمع هؤلاء علماؤنا لا أنت ؟
⁃ دخلت على الرشيد امرأة من رعيته فقالت : ياأمير المومنين أقرّ الله عينك ، وفرحك بما أتاك ، لقد حكمت فأقسطت ، فسألها الرشيد من تكونين أيتها المرأة ؟ فقالت : من آل برمك ! التفت الرشيد إلى الحاضرين وقال : أتدرون ماذا قالت المرأة ؟ قالوا ماقالت إلا خيرا ، فقال الرشيد الفطن أنتم لم تفهموا كلامها ! فقولها اقرّ الله عينك أي أسكنها عن الحركة يعني العمى ، وقولها : فرحك بما اتاك تقصد به قول الله ( حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة ) الانعام ٤٤ ، وأما قولها لقد حكمت فاقسطت أخذته من قوله تعالى ( واما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا ) الجن ١٥، فتعجب الحاضرون من بلاغة المراة وذكاء الرشيد
⁃ هارون الرشيد الخليفة العباسي الخامس ، ولد في مدينة الري سنة ١٤٩ هجرية ، استعمل الرقة عاصمة له مابين عامي ٧٩٩ هجرية و ٨٠٠ من الهجرة على صاحبها افضل الصلاة وأتم التسليم
⁃ أنتم هتفتم في الصغر يوما ما النشيد السوري وفيه نفاخر الدنيا ( فمنا الوليد ومنا الرشيد ، فلِم لا نسود ولِم لا نشيد ) كلمات الشاعر خليل مردم .
الوليد هو باني مسجد بني أمية في دمشق ، والرشيد هو الذي يتهمه كلاب المستشرقين بأنه صاحب خمر ونساء ، وفشروا وهانوا وخسئوا ، فالهارون بالنسبة للقطط هو سيدهم ، وبالنسبة لتاريخنا فهو ملك المجد والإباء
⁃ بالله عليكم ياسادة أعيدوا عهد الطفولة إلى اذهانكم فمنا الوليد ومنا الرشيد ، وبداية النشيد ( حماة الديار عليكم سلام ، أبت ان تذل النفوس الكرام )
قولوا لحماة الديار لقد خريتم الديار ، وأتيتم من ينوب عنكم الدب الأحمر ليكمل خرابكم ، وياريخ سجل ، ونقول لكم قول مفتيكم الضال في البرلمان الأوروبي ( شالوم ) شالوم ياحماة الديار شالوم ، فمن يتخلى عن السلام عليكم أيها المفتي الضال الممثل لسوريا المستباحة من كل دب وقاق وذئب ؟ فهو ضال .
⁃ ياحماة الديار عليكم شالوم ، أجل شالوم ؟ أليست إسرائيل نحن واياها بنو عمومة وأمننا من أمنها ؟
⁃ سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، استغفرك وأتوب إليك ، واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين
اقرأوا التاريخ أيها الناس وابتعدوا عن ألف ليلة وليلة وعن كتب جرجي زيدان ( العباسة أخت الرشيد )
⁃ والله أكبر والعاقبة للمتقين وفرجك ياقدير
وسوم: العدد 705