العالم المفسر الداعية أمين أحسن الإصلاحي: نائب أمير الجماعة الإسلامية في باكستان
(1904- 1997م )
هو عالم من كبار العلماء، وأحد قادة الجماعة الإسلامية في الباكستان، اعتقل مع المودودي، وسبق له أن ترك الجماعة لدخولها المعترك السياسي والانتخابات، ولكن كتبه ما تزال تُدرَّس ضمن مناهج الجماعة.. برع في التفسير والحديث والسياسة والدعوة إلى الله ...
المولد والنشأة :
ولد الشيخ أمين أحسن الإصلاحي بن الحافظ غلام مرتضى بن وزير علي بقرية ( بمهور ) من ضواحي ( أعظم جره ) في إقليم يو –بي الهندية في عام 1904م ، ولم يذكر التاريخ مولده بالضبط، وكانت أسرته متدينة معروفة بالعزة والشرف في القرية وكانت قبيلته تعرف باسم (راجبوت ) وكان والد الإصلاحي رجلاً فلاحاً، وكان جو بيته جواً دينياً وأهله كانوا يمتثلون بأوامر الله سبحانه وتعالى .
دراسة الشيخ الإصلاحي ومراحل تعليمه :
بدأ دراسته الابتدائية في قريته حيث تعلم الكتابة والقرآن الكريم وبعض كتب الفارسية، وعندما بلغ عمره عشر سنوات ، والتحق بمدرسة الإصلاح بـــ((سرائي مير)) التي تقع بإحدى ضواحي أعظم كرى بمشورة أحد علماء قريته، وكان هذا في عام 1914م، فأقام الشيخ في المدرسة المذكورة إلى عام 1922م ، فتخرج في هذه المدرسة ، ونسب إليها ( الإصلاحي) .
-وتتلمذ الشيخ الإصلاحي على أيدي عدد من أساتذة مدرسة الإصلاح ولكنه تأثر بأستاذه الكريم الشيخ عبد الرحمن النكرامي الذي رباه تربية حسنة من ناحية العلم والأخلاق . ويقول الشيخ الإصلاحي : (( عندما التحقت بمدرسة الإصلاح لم أكن مجتهداً في المطالعة والدراسة ولكن بسبب الشيخ النكرامي أخذت اجتهد في التعلم، ولاسيما في مادة اللغة العربية والخطابة .
ولكن الفلسفة والاقتصاد لم تكن من المواد المدرسية المحبوبة لديه، وكان ضعيفاً في مادة علم الميراث والفرائض .
واشتهر الإصلاحي بالخطابة في هذا الزمن فقد زار الشيخ محمد علي جوهر مدرسة الإصلاح، فكلف الشيخ الإصلاحي بإلقاء خطبة من قبل مسؤولي المدرسة نيابة عن طلاب المدرسة أمام الضيف الكريم، ففرح الشيخ محمد علي جوهر بإلقاء الشيخ أمين الإصلاحي فوهبه الشيخ الفراهي مجموعة كتبه جائزة لحسن خطابته .
الشيخ الإصلاحي كاتباً :
بدأ الشيخ أمين أحسن الإصلاحي يكتب حول موضوعات مختلفة، وهو طالب في المدرسة وعندما تخرج في المدرسة في عام 1922م طلب منه الشيخ محمد مجيد حسن أن يعمل في جريدة (مدينة ) التي كانت تطبع بمدينة (بجنور) في إقليم يو – بي ، وكان لهذه الجريدة دور كبير في مجال السياسة والأدب لمسلمي الهند، فعين الشيخ الإصلاحي نائباً لمدير الجريدة المذكورة ، وكان ابن ثماني عشرة سنة، وبقي الإصلاحي يعمل في الجريدة سنتين ونصف، وكان للشيخ محمد مجيد حسن مجلة أسبوعية للأطفال باسم (( غنجة )) فعين الإصلاحي مديراً لهذه المجلة .
وكانت هناك جريدة أسبوعية تصدر باسم (سج ) ومعناها (الصدق) تحت إشراف الشيخ عبد الماجد الدريابادي، فعمل الإصلاحي في هذه الجريدة كذلك .
-وعمل الإصلاحي مرة في جريدة ( الناظر) التي كانت تصدر تحت إشراف ظفر الملك علوي والشيخ الدريابادي .
الشيخ الإصلاحي مترجماً :
عندما كان الشيخ الإصلاحي يعمل في الجرائد والمجلات كاتباً قام بترجمة بعض الكتب العربية إلى الأردية منها :
1-هندوستاني جاسوس : يشتمل هذا الكتاب على قصة العين الهندي الذي ذهب إلى تركيا ليقتل مصطفى كمال باشا وقد طبعت الكتاب مكتبة جريدة مدينة (بجنور ) .
2-تاريخ الإسلام : للشيخ محي الدين الخياط ، المؤرخ المشهور فقد قام الإصلاحي بترجمته إلى الأردية بثلاث مجلدات وقد طبعته الجريدة المذكورة .
الشيخ الإصلاحي مدرساً :
ثم تولى الشيخ الإصلاحي التدريس في مدرسة الإصلاح سنة 1925م، ودرس فيها الأدب العربي والتفسير والفلسفة والتاريخ ..وغيرها من المواد الدراسية ومع اشتغاله بالتدريس بدأ يتلقى علم التفسير على يد الأستاذ عبد الحميد الفراهي المعروف بحميد الدين رحمه الله الذي كان وحيد عصره، وبرع في العلم، ولم يزل الإصلاحي ملازماً له إلى أن توفي الفراهي عام 1930م .
-قام الإصلاحي بتأسيس مجمع علمي باسم ( الدائرة الحميدية ) في مدرسة الإصلاح – وأراد أن يهتم بالتهذيب والإشاعة لكتب الفراهي المخطوطة وفعلاً قام بنشر كتب الفراهي وترجمتها إلى الأردية .
أصدر مجلة شهرية باسم (الإصلاح ) نسبة إلى هذه المدرسة .
وظل الإصلاحي يصدر مجلة الإصلاح إلى عام 1939م .
وبعد وفاة الشيخ الفراهي قصد الشيخ أمين أحسن الإصلاحي إلى الشيخ عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري- رحمه الله -.
وكانت تشد إليه الرحال من الأقطار، فقرأ عليه الشيخ الإصلاحي نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر للعسقلاني، وجامع الترمذي .
ويقول الإصلاحي : وكنت أسأل عن حل مشكلة تتعلق بمتن الحديث، فيقول الشيخ المباركفوري : انظر في سنده وبعد إلقاء النظر في سند الحديث أقول لأستاذي : سنده صحيح .
فيقول الأستاذ : إذا تقدم . ويقول الإصلاحي بعد هذا : إنني تعلمت من دروس المباركفوري أن المحدثين يركزون على الإسناد فقط، ولا يهتمون بتحقيق متن الحديث وبقي الإصلاحي يدرس في مدرسة الإصلاح، ويتعلم على يد المباركفوري إلى أن توفي في عام 1935م، وترك الشيخ الإصلاحي مدرسة الإصلاح في عام 1943م
الجماعة الإسلامية في باكستان :
وعندما تأسست الجماعة الإسلامية في عام 1941م على يد الأستاذ أبي الأعلى المودودي (1979 م ) عين أمين أحسن الإصلاحي عضواً من أعضائها رغم أنه لم يشترك في حفلة تأسيسها ولكن الشيخ منظور أحمد النعماني نشر اسمه في قائمة مؤسسي الجماعة وكان المكتب الرئيسي للجماعة في دار الإسلام ب(تهان كوت) بالهند، فطلب الإمام المودودي من الشيخ الإصلاحي أن ينتقل من (سرائي مير) إلى دار الإسلام، فاستقال الإصلاحي من مدرسة الإصلاح بعد أن شعر فيها ببعض الصعوبات، وانتقل إلى دار الإسلام نائباً عن المودودي عند غيابه، وظل الإصلاحي يدافع عن الجماعة الإسلامية ورئيسها، وكتب حول ذلك عدة كتب ومقالات ونشرت فيما بعد في كتاب باسم (تنقيدات ) الذي سوف يأتي ذكره ضمن مؤلفات الإصلاحي .
انتقال الشيخ أمين أحسن الإصلاحي إلى باكستان :
وبعد تأسيس باكستان في عام 1947م انتقل الإصلاحي مع أعضاء الجماعة الإسلامي من دار الإسلام بالهند إلى لاهور، وبدأ العمل بمشروع علمي وهذا المشروع سبب تأليف كتابه الرياسة الإسلامية، وسيأتي ذكره في مؤلفاته .
-وفي عام 1951م عقد أول انتخابات برلمانية، وشاركت الجماعة الإسلامية في هذه الانتخابات، وكان الإصلاحي أحد أعضائها الذين رشحوا أنفسهم ، ولكن لم ينجح أحد منهم بل فشلت الجماعة كلها .
-وفي عام 1953م بدأت حركة ختم النبوة ضد القاديانية ، وكان زمام الحركة بيد العلماء الكبار، وكان بعض أعضاء الحكومة من القاديانية من مثل : سر ظفر الله خان الذي كان وزير الخارجية في باكستان، وبدأت الحكومة بسجن العلماء ومن بين هؤلاء الشيخ الإصلاحي الذي سجن لمدة سنة ونصف.
وبدأ الإصلاحي يفكر في تفسير القرآن وتدبر القرآن، ووضع خطته الأساسية في أيام السجن .
استقالة الإصلاحي عن الجماعة الإسلامية :
بعد تأسيس باكستان بدأت الجماعة الإسلامية تسهم في السياسة، واختلف الإصلاحي مع قادة الجماعة في شؤون السياسة الانتخابية، وكان رأي الإصلاحي أن هذه السياسة تضر الجماعة ومقاصدها، خاصة وأن نتائج الانتخابات مع الجماعة التي عقدت سنة 1951م أيدت موقف الإصلاحي ومن هنا بدأ الخلاف بين المودودي والإصلاحي، وحاول بعض أصدقاء الجماعة الصلح بين الرجلين، ولعب الأستاذ عمر بهاء الدين الأميري سفير سورية بباكستان، ولكن لم ينتج هذا الجهد، فاستقال الأستاذ الإصلاحي من الجماعة في آخر يناير عام 1958م وبعد استقالته من الجماعة حضر المودودي وفاوض معه الرجوع عن الاستقالة وقال له الإصلاحي : ( أنا عرفتك وأنت عرفتني هذا فراق بيني وبينك وسبيلنا متفرق ولن نلتقي أبداً ..)) .
وبعد استقالته من الجماعة بدأ الناس يستفسرونه عن أسباب استقالته وأجابهم فأقنعهم الإصلاحي بأسلوب حسن – وكذلك كتب عدة مقالات – وقد نشرت في مجلة ( الميثاق ) الشهرية تحت إشراف الإصلاحي – حول الخلاف بينه وبين المودودي وبين وجهة نظره بغاية الوضوح وبعد ذلك جمعت هذه المقالات في كتابه مقالات إصلاحي .
برنامج الإصلاحي لخدمة الدين :
وعندما فرغ الإصلاحي عن الجماعة بدأ بتأليف تفسير كتاب الله العزيز لذي سماه (تدبر قرآن )، ونشر بعض أجزائه في مجلة (المنبر) التي يصدرها الشيخ عبد الرحيم أشرف من مدينة لائل بور ( فيصل آباد حالياً ) .
وبعد ذلك أصدر الإصلاحي مجلة شهرية باسم ميثاق في يونيو عام 1959م وفي عام 1958م بدأ الإصلاحي يدرس تفسير القرآن بعض الطلاب، وازداد عددهم حتى وصل إلى عشرين .
وفي عام 1961م درسهم الإصلاحي الأدب العربي وصحيح مسلم .
واستمرت حلقة تدريسه إلى عام 1965م ، وفي هذا العام استشهد ولده (أبو صالح ) مدير الجريدة اليومية مشرق التي كانت تصدر من لاهور في حادثة الطائرة المصرية وتوقف تدريسه وتأليفه لشدة الغم والهم في نفس العام .
وفي عام 1967م بدأ الإصلاحي يلقي المحاضرة الأسبوعية عن موضوع التفسير في بيت صديقه الدكتور أسرار أحمد وهو رئيس منظمة خدام القرآن بلاهور، وانقطعت هذه السلسلة بعد مدة بسبب اختلافه الفكري مع الدكتور أسرار أحمد حول مسألة الرجم .
وفي عام 1971م أصيب الإصلاحي بمرض النسيان، وقد فرغ من تفسير سورة بني إسرائيل، وظل مريضاً سنة ونصف حتى شفاه الله تعالى من هذا المرض .
وفي يونيو 1971م استطاع مرة أخرى أن يكتب بقية تفسيره .
قيام الإصلاحي في رحمن آباد :
لم يكن الشيخ الإصلاحي شغل مستقل الذي يسبب له قضاء حوائجه، وتحمل مؤنته علماً بأن الشيخ كان مريضاً ، وهو بحاجة ماسة للعلاج – وكانت لزوجته أرض زراعية في إقليم البنجاب بضواحي مدينة ( شيخو بورة ) بقرية اسمها ( خانقاه دوكران ) وبدلها الإصلاحي برحمن آباد بعد انتقاله إليها .
وانتقل الشيخ إلى القرية المذكورة ، وبدأ يشرف على الأمور الزراعية، ويصرف بقية أوقاته في تأليف تفسير تدبر قرآن .
وكان يخطب الجمعة في مسجد القرية المذكورة ، ويساعد أهل القرية في حل مشاكلهم الدينية والدنيوية وفي عام 1979م مرضت زوجته ولم يجد الشيخ تسهيلات علاجها في القرية، وأجبرت الظروف الشيخ الإصلاحي للرجوع مرة أخرى إلى مدينة لاهور، واستمر الإصلاحي مشغولاً في تأليف تفسيره حتى انتهى منه في عام 1980م وفي رمضان 1980/ 1400ه فرغ الشيخ من تفسيره، وقال بعد هذا : وبعد كتابة هذه الأسطر الأخيرة من تفسير تدبر القرآن وضعت رأسي أمام الله سبحانه وتعالى ساجداً وشاكراً لنعمه علي وداعياً اللهم لو وفقتني لخدمة كتابك العزيز فتقبله مني، واجعله سبباً لمغفرتي، ولا أتمنى شيئاً غيره .
تأسيس مجمع تدبر قرآن وحديث في محرم 1400ه / 1980م :
وبعد أن انتهى الشيخ الإصلاحي من تفسيره قام بتأسيس مجمع تدبر قرآن وحديث وانتخب الإصلاحي رئيساً للمجمع، ولم يزل رئيساً من وقت تأسيسه إلى أن توفي صباح يوم الاثنين 15 ديسمبر 1997م في لاهور بعد عمر يناهز أربعاً وتسعين سنة .
وكان الشيخ يلقي المحاضرة الأسبوعية لتفسير القرآن الكريم ومحاضرة في الأسبوع حول موضوع أصول الحديث ونفس هذه المحاضرات الأخيرة نشرت فيما بعد في كتاب باسم مبادئ تدبر وكذلك درس موطأ أمام مالك كاملاً وجزءاً من صحيح البخاري .
وأهم الأعمال التي قام بها المجمع هو إصدار مجلة شهرية باسم تدبر ودروس الإصلاحي المذكورة لا تزال تنشر في هذه المجلة، وكان الشيخ خالد مسعود الباحث المتقاعد في مكتبة قائد أعظم بلاهور تلميذ الإصلاحي الخاص مديراً لهذه المجلة ويؤدي دوراً كبيراً لتطوير ونشر الفكر الفراهي والإصلاحي - رحمهما الله .
وكان الشيخ الإصلاحي عالماً جليلاً وأديباً فذاً بين قراء اللغة الأردية في شبه القارة الهندية كلها، وقام بدور مهم في نشر معارف القرآن وتوجيه المثقفين إلى حقيقة دين الإسلام .
وللشيخ بعض الاجتهادات الخاطئة، ولكن يصر عليها بالرغم من قوة حجج خصومه مثل مسألة الرجم فقد ناقشه الدكتور أسرار أحمد فلم يرجع .
موقف الإصلاحي من مناصب الحكومة :
لم يكن الشيخ الإصلاحي يحب الشهرة لا المناصب الحكومية بل يبتعد عنها بقدر الإمكان وفي عام 1956م شكلت الحكومة الباكستانية لجنة القانون الإسلامي فعين الإصلاحي عضواً لهذه اللجنة وبقي فيها سنتين ينظر إلى أعضاء اللجنة ومقاصدها وطرق عملها حتى وصل إلى نتيجة أن الحكومة ليست مخلصة في تنفيذ القانون الإسلامي وتعرقل عمل اللجنة لذلك قرر الشيخ الإصلاحي عدم قبول أي منصب حكومي .
وفي عام 1960م قام محمد أيوب للانتخابات وترشحت فاطمة جناح منافسة له وأيدت الجماعة الإسلامية بقيادة المودودي فاطمة جناح فما كان من الشيخ الإصلاحي إلا أن أيد محمد أيوب بطريقة غير مباشرة ونشر عدة مقالات في مجلة ميثاق استفادت منها الحكومة ونشرتها على نطاق واسع .
وبعد مدة التقى الرئيس محمد أيوب بالشيخ، وقدم له الشكر؛ لأنه أيده في الانتخابات وعرض عليه المناصب وكان الشيخ بأمس الحاجة إلى المال ولكنه أجاب : ما أيدتك بكتابة حول موضوع رئاسة المرأة وإنما كتبت معبراً عن مسؤوليتي الإسلامية ولذلك لا أريد منك جزاء ولا شكوراً واعتذر .
وفي عام 1974م عرضت عليه حكومة ذو الفقار علي بوتو المساعدة ورفض الجائزة لأنه كان يخدم دينه ( وما اسئلكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين .
وفي شهر آب عام 1977م أرسل الجنرال محمد ضياء الحق الشيخ ظفر أحمد الأنصاري إلى الإصلاحي ليهنئه بقبول منصب عضو في اللجنة الاستشارية (مجلس الشورى ) التي يريد ضياء الحق تشكيلها في باكستان فاعتذر الإصلاحي واعتذر بثقل سمعه وأنه مشغول بالتفسير ...وقدم له الرئيس ضياء الحق مساعدة مالية فاعتذر بشدة وقال : أنا درويش وقد أعطاني الله كل شيء .
وهذا الرفض يدل على إخلاص الرجل وبعده عن الشهرة والمناصب وقناعته وهذا شأن العلماء الربانيين عبر التاريخ .
وكان اختلاف الإصلاحي مع المودودي يدور حول الحجاب والقومية الإسلامية وشرط القرشية للحاكم والرجم وبعض مباحث الحديث التفصيلية ورغم ذلك كانت العلاقة بين الرجلين علاقة محبة واحترام ولا تزال كتبه تدرس بين أوساط الجماعة وفي مدارسها ، وكان يقول رغم استقالتي فإن الجماعة جماعتي وأنا كنت فيهم سبعة عشرة سنة ..وفوزها هو فوزي وفشلها هو فشلي .
وعندما توفي الإمام المودودي عام 1979م حضر الشيخ الإصلاحي في المكتب الرئيسي للجماعة في منصورة مدينة لاهور وتأسف على موته وقال مراراً ذهب اليوم صديقي وعندما سأله الصحفي عن المودودي فقال : ما تعرفون منزلته ؟ ذهب الرجل الذي كان عارفاً بطبيعة الرسول وقال للناس : الناس لا يعرفون شخصية المودودي فأين الآن مثله ؟ وقال مرة لو تريد أن تفهم الإسلام فعليك قراءة كتب المودودي ولو تريد أن تخدم الإسلام بالكتابة فعليك أن تتبع طريقة المودودي الداعية.
وفاته :
وبعد وفاة الشيخ الإصلاحي فتحوا وصيته فإذا به يطلب أن يصلي عليه القاضي حسين أحمد والجماعة الإسلامية فلما صلى الجمع عليه بكوا وأحسوا أنهم أصبحوا يتامى مرة أخرى بعد رحيل المودودي والإصلاحي رحمة الله عليهما .
أحواله الاجتماعية والأسرية :
وفضيلة الشيخ المفسر متزوج ولديه ثلاث بنين وهم :
أبو صالح : أديب صحافي استشهد في حادثة الطائرة المصرية بالقاهرة سنة 1965م
-أبو سعد اصلاحي : هو يسكن في قرية بمهور في ضواحي أعظم جره بالهند ويشرف على الأمور الزراعية وهو حي يرزق حتى عام 1999م .
-أبو سعيد الإصلاحي : كان يعمل في مجلس البنوك الباكستاني وعين رئيساً لبنك قومي وتقاعد من رئاسته وهو حي يرزق ويسكن حالياً في مدينة لاهور .
آثاره العلمية :
الشيخ أمين أحسن الإصلاحي عالم كبير بحق شغل أوقاته بالمفيد النافع له ولأبناء مجتمعه وكان متفرغاً لطلب العلم وتعليمه والتصيف فيه وكان لزوجته أرض زراعية تدر عليه الأرباح وتقضي حوائجه ...
وأهم مؤلفاته :
1-تدبر قرآن : وهو من أبرز مؤلفاته وطبع عدة مرات في 8 مجلدات ثم طبع مرة أخرى في 9 مجلدات .
2-مبادئ تدبر قرآن : للشيخ عبد الحميد الفراهي وهو تفسير لبعض سور القرآن أسماه : تفسير نظام القرآن وقام الإصلاحي بترجمته إلى الأردية ونشره في مجلة الإصلاح وكتب عدة مقالات بين فيها أصول التفسير عند شيخه الفراهي .
3-مبادئ تدبر حديث :
4-حقيقة الشرك والتوحيد .
5-حقيقة الصلاة .
6-حقيقة التقوى .
7-الدعوة إلى الدين وأسلوبها .
8-الدولة الإسلامية : يشتمل هذا الكتاب على المباحث الأساسية للتصور الإسلامي عن الدولة وشروط الخلافة وبخاصة شرط القرشية .
وتحدث عن شروط والواجبات للدولة الإسلامية ثم تحدث عن حقوق غير المسلمين والأقليات في الدولة الإسلامية .وتحدث عن شروط الطاعة وكيف انحرف الحكام عن منهاج النبوة وتحدث عن أوصاف المسؤولين والعمال : القدوة والحلم والجود والتنزه عن الانتقام والاستقامة على الكتاب والسنة .
9-حل الاختلافات الفقهية في الدولة الإسلامية .
10-تزكية النفس .
11- مكانة المرأة في المجتمع الإسلامي .
12-أحكام الحجاب في القرآن الكريم .
13- نقديات .
14- توضيحات .
15- التعليق على تقرير قانون الأسرة .
16-مقالات الإصلاحي .
17- المسائل الأساسية للفلسفة في ضوء القرآن الكريم .
18-تفهيم الدين .
19- تدوين القانون الإسلامي : محاضرات ألقاها في الكليات والجامعات الحكومية بين فيها الفراق بين القانون الإسلامي والوضعي ، وذكر التطور في القانون الإسلامي ، وتحدث عن مصادر القانون الإسلامي من كتاب وسنة وقياس وإجماع ..وطرح الاجتهاد بديلاً عن الإجماع .. وذكر العرف والمصلحة ، وتكلم عن الاجتهاد وضرورته وأهميته .وانتقد القانون الوضعي وبين أهمية الاجتهاد المعاصر ...
شيوخه :
1-الشيخ عبد الحميد الفراهي : أسس مدرسة الإصلاح، وكتب في التفسير الموضوعي وتوفي عام 1930م في مدينة منور في الهند .
2- الشيخ عبد الرحمن المبارك فوري : قرأ عليه سنن الترمذي ، ولد عام 1283ه وهو صاحب تحفة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي .
-وأبرز تلامذته :
1-صدر الدين الإصلاحي : ولد عام 1916م في سلطان فور في ضواحي أعظم كره في الهند .ودرس في الابتدائية في بندول ثم التحق بالمتوسطة في بلريا كنج وتخرج فيها في سنة 1929م والتحق بمدرسة الإصلاح وظل يدرس بها من 1929 إلى سنة 1937م وبعد تخرجه انضم إلى الجماعة الإسلامية بقيادة المودودي وعمل باحثاً بقسم التأليف ورجع إلى سيد سلطان فور عام 1940م بأمر من الشيخ الإصلاحي نشر مسألة النكاح والمسلم والإمامة الكبرى وكتب في مجلة ترجمان القرآن كما كتب عن حقيقة النفاق وكتب تلخيص تفهيم القرآن في مجلد كما كتب 25 مؤلفاً .
توفي عام 1999م .
2-الشيخ خالد مسعود : تتلمذ على يد الشيخ الإصلاحي وقرأ عليه القرآن واللغة العربية وموطأ مالك وصحيح البخاري ومسلم وترجم كتب الفراهي حكمة القرآن والنظام في الديانة الإسلامية وقد طبع الكتابان في مجلة حكمت قرآن وقام بترتيب دروس الشيخ الإصلاحي ونشرها في مجلة تدبر وقد ألف أسباق النحو وألف عدة كتب للأطفال وما يزال يكتب حول السيرة النبوية .
3-الشيخ محمد سليم : يترجم تفسير تدبر قرآن إلى الانجليزية .
4-والمدرسان قمر الدين إصلاحي والشيخ عبد الرحمن الناصر اللذان يعملان في مدرسة الإصلاح في الهند حتى عام 2000م .
وكتب عنه :
-وقد كتب الأستاذ الدكتور / الحافظ افتخار أحمد رسالة دكتوراه تحت عنوان: (( منهج الشيخ أمين أحسن الإصلاحي من الاتجاه اللغوي في تفسير (( تدبر القرآن )) ...
-تفردات أمين أحسن الإصلاحي في تفسير تدبر قرآن – إعداد شاكره بروين وإشراف علي أصغر سليمي – صدر سنة 1989م ، ص 216 .
-تفردات الإصلاحي : محبوب أحمد عابي ، إشراف الأستاذ علي أصغر سليمى عام 1990م ، ص 169 .
-تفردات الإصلاحي (سورة القصص إلى سورة الصف ) – محمد قاسم ، إشراف علي أصغر سليمي ، عام 1991م ، ص 199 .
-تفردات الإصلاحي – فاطمة الزهراء ، إشراف الأستاذ علي أصغر سليمي سنة 1992م ، ص 187 .
-تفردات الإصلاحي (سورة ص إلى سورة التحريم ) – محمد أشرف القرشي ، إشراف علي أصغر سليمي سنة 1992م ، ص 207 .
وكتب د. عبد الرؤوف ظفر مقالاً عن نظرية الحديث للإصلاحي : أثبت فيه أن الإصلاحي لاينكر الحديث بل يرد على منكري السنة ولكنه يسخر أحياناً من بعض الأحاديث التي لم يستطع فهمها وله تفسير خاص بالرجم مخالف لأقوال السلف .
وكتب خورشيد أحمد مدير مجلة ترجمان القرآن مقالاً طبع في المجلة في حلقتين في عدد آذار ونيسان عام 1998م بعنوان تذكرة الإصلاحي ونقد موقف الإصلاحي الذي أنكر العمل بحديث الآحاد وأنكر حد الرجم .
رحم الله الأستاذ الراحل الداعية وجراه ربنا خيراً عن الدين وأهله وعن الجماعة الإسلامية وجنودها وغفر لنا وله ونردد مع الشاعر :
كفى المرء نبلاً أن تعدّ معايبه ...
- مراجع الترجمة :
- منهج الشيخ أمين أحسن الإصلاحي من الاتجاه اللغوي في تفسير تدبر القرآن – افتخار أحمد .
- الموسوعة الميسرة في المذاهب والأحزاب والجماعات المعاصرة – الندوة العالمية للشباب الإسلامي.
وسوم: العدد 706