رجال على طريق الدعوة
نمت ساعتين واستيقظت لأنه مرّ بخاطري وتجلى لناظري قوافل الشباب المسلم في مظاهراتهم وتجمعاتهم ، قلت لنفسي عرّف بهم من لايعرفهم من جيل الشباب
أولهم ( عبد الله العمر الشيخ ويس )
كان اسمه في بلدنا مدينة الباب ( الزعيم ) وهو زعيم حقا في نشاطه وحيويته وخدماته للصغير والكبير من إخوانه ، استفدت من نشاطه فجعلته مسؤولا عن أطباء مشفى حلب فقام بعمله على خير الوجوه ، يكفيه أن عمه كافل الأرامل واليتامى في مدينة الباب ( ابو ماهر ) رحمه الله .
غضب عليه الحزب القائد فتم نقله من سلك التربية والتعليم مع إخوانه إلى وزارة أخرى ( المالية )
طُرد من بلده وشرّد وجاء إلى عمان ، إلتقيت به في مهجره فكان أعز من يكرم ضيفه وأستاذه ، لاحظت عليه ضيق وقته من خدمتي لأنه منصرف لخدمة المرضى من أبناء وطنه الكبير يرافقهم إلى المشفى الإسلامي ، يكلم هذا الطبيب ويصرف الدواء لذاك .
وشهد له بذلك الشيخ سعيد حوى رحمه الله فذكره في كتابه ( هذه تجربتي وهذه شهادتي ) وأنه استطاع أن يحل مشكلة الطبابة للسوريين المهاجرين ونجح في ذلك أيما نجاح مما أوجد حوله الحساد والنقاد ؟
وصاهره ابن الشيخ سعيد حوى منظرّ الجماعة فكان نعم الأخ معاملة واحتراما .
الزعيم عاش في حركة دائبة أقلقت المخابرات الأردنية فطلبت منه مغادرها الأردن ، فغادر إلى اليمن ووضع نفسه تحت قادة الركب الإسلامي فكان مندوب الطلاب السوريين لدى رئاسة الجمهورية اليمنية ، وقابل رئيس اليمن عدة مرات وحصل على الاقامات لاخوانه جزاه الله خيرا .
والتهبت اليمن بتصرفات ولد يقول أنه يسعى لاعادة ولاية الفقيه فأراق الدماء وعمت الفوضى ، وعاش الزعيم بين حرائق اليمن فأين يذهب ؟
سوريا أدانته بالقانون ٤٩ والاردن طردته ، وإخوانه تخلو عنه في الفترة الأخيرة وعن مساعدة اولاده المشردين وهم حملة الدكتوراة والماجستير .
أيها الدعاة :
إن القائد عليه الصلاة والسلام يقول لنا المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ، اي لا يسلمه للضياع والتشرد والبؤس
وأنا أشهد بحق أن هذا الرجل مظلوم ، وديننا يأمرنا أن ننصر المظلوم ، ونكون عونا له
ونحن أيها الدعاة والقادة في شهر رجب ، شهر محرّم ، الظلم فيه محرّم .
أيها الدعاة المؤمن بأخيه ويد الله مع الجماعة إن تراحمت وتعاطفت وتماسكت !!
سيدنا وقائدنا محمد عليه الصلاة والسلام أمرنا أن نغيث الملهوف فهل نسمع لبيك !
والا سأقول :
أضاعوه وأي فتى أضاعوا
ليوم كريهة وسداد ثغر
خلوني لمعترك المنايا
وقد شرعت أسنتها بنحري
وها أنا اسمع صوت الزعيم من بعيد يقول :
أيها الطغاة ، أيها البغاة لقد دمرتم الوطن ، ومزقتم شعبه وفتحتم الحدود لكل من هبّ ودبّ ، وفتحتم سماء الوطن لكل الأعداء ، وسمحتم لكل طامع أن يخوض في بحاركم وينشئ المطارات على أرضكم ، إن المغول لم يفعلوا فعلكم ، وإن التتر يخجلون من صنيعكم ، أكل هذا من أجل أن تسود الطائفية القرمطية ؟
إن ساعة الحساب قريبة وإن رب السموات والأرض سيدمدم عليكم على ماصنعوا من خزي وعار ودمار ، وسيدمر الكرسي ومن عليه ( إن بطش ربك لشديد )
ربنا إليك أنبنا وعليك توكلنا ، اللهم أشدد على قلوبهم ، واطمس على أموالهم ، فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الاليم
رب لا تذر على أرض سوريا من الكافرين والمجوس ديارا ، إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا .
اللهم ياقوي يامتين مزّق من مزّق سوريا ، نكس رايتهم يارب ، زلزل الأرض تحت أقدامهم .
أما أنا المشرد الزعيم فأقول :
وطني لو شغلت بالخلد عنه
نازعتني إليه في الخلد نفسي
وأقول وفي العين دمعة
وفي القلب حسرة :
أحرام على بلابله الدوح
حلال للطير من كل جنس
حفظك الله ورعاك وسدد على الحق خطاك .
والله أكبر ولله الحمد ،
ولاحول ولا قوة إلا بالله .
فرجك ياقدير .
وسوم: العدد 715