رجال على طريق الدعوة (٢)
مرّ بخاطري وتجلى لناظري قوافل الشباب المسلم في مظاهراتهم وتجمعاتهم ، فقلت في نفسي عرّف بهم من لا يعرفهم فقد صاروا قطعة من التاريخ ، قلت العدد كبير ؟ قالت النفس : عرّف بسطرين ولا تشطح ، ورغيف للجائع أفضل من الحرمان ، فإليكم الأسماء بدون تفصيل .
أبدأ بالشهداء تقبلهم المولى :
١/ فاروق الحمد : جار طيب ، وشاب خلوق ظريف أنيق ، إذا سمع المؤذن يقول حي على الفلاح أسرع مهرولا إلى جامع الصديق ولسان حاله يقول لبيك لبيك ، داهمت بيته مفرزة من الموساد فوجدت عنده مسدسا ! يالطيف ؟ أهين في بيته وديس على ظهره ولطم على خده وجر بثياب ممزقة إلى سيارة الأمن ولم يعد !
غادرنا إلى الدار الاخرة رحمه الله
٢/ محمد شحود حطاب :
أنشأ خلية جهادية ثارت على الظلمة وأخافت دولة الإرهاب ، لم يجد مكانا يؤيه فحفر بئرا في سفح جبل الدير ثم أنشأ غرفة في داخله ، وظل فترة شبحا مخيفا للظلمة وأعوانهم كان يقول هؤلاء لايفهمون إلا بلغة المسدس ، وأخيرا قبضوا عليه باسلوب قذر وأعدموه ، وربطوا جثته المباركة بسيارة وسحلت في الشوارع إرهابا للجماهير ، وذهبت جثته المباركة ومن كان معه ولايعرف مصيرها ، رحمه مولانا وأقرّ عينه إن شاء الله بالانتقام من الظالمين البغاة .
٣/ محمد مهدي عثمان :
ممول صامت للحركة الإسلامية في مدينة الأحرار ، له نشاط تجاري هائل مع أهل الخير في حلب ، دعم الشباب المجاهد قولا وفعلا ،
عرض عليّ أن ينقلني إلى ليبيا عندما اشتدت الضغوط الأمنية فرفضت فراق الوطن ، أخذ وعذب تعذيبا تشكو منه الجبال الصم ، ولفظ أنفاسه ولسانه يهتف الله أكبر ، قولوا رحمه الله .
٤/ الدكتور حسان كمال :
طبيب مسلم ، صاحب ثقافة إسلامية عالية ، لم تفارقه صلاة جماعة في مسجد الصديق ، قاد مظاهرة ضد طغيان البعث في المدينة ، وسيق إلى السجون والمعتقلات ، درّس الفقه والحديث فيها ، وأعدم في ليلة ظلماء ودمه يلعن الطغاة ، رحمه الله
٥/ محمد جمعة جواد من تادف خرج ولم يعد رحمه الله ، ومحمد عوض من تادف أيضا وهو من رجال التربية والتعليم ، أهملته نقابة المعلمين ، فصل من التعليم وعين في البلدية ، اختفى في ليلة ظلماء وذهب مع الموساد وقضى في سجن تدمر ربع قرن ، أي ٢٥ سنة تعذيب وجوع وضرب وشتيمة ورفس ودولاب وتشبيح في غرفة لا سقف لها ، يغمره الثلج وتبلله الأمطار ويصدمه البرد ، وهو صابر صامت مع اخوته مصطفى المعمو ونعمان فارس طريح الفراش ، وعدنان واكي رحمه الله ، وعبد الوهاب الحاج ربيع وغيرهم وغيرهم ينادون يارب ، فاستجاب لهم ربهم ، وخرجوا من السجن حطاما ، خرج العوض ليجد صغاره قد تزوجوا وصاروا شيوخا ،
ومثل هؤلاء الكثير يشكون إلي انه لم يسال عليهم أحد لا من قريب ولا من بعيد ، ولله الأمر من قبل ومن بعد .
٧/ أحمد فيصل : معلم مجاهد ، كانت داره مخبأ للمجاهدين الكبار في حلب ، أخذ وعذب ليعطي معلومات عن عبد الله علوان فأبى
عذب عذابا فريدا من نوعه ، وضع منفاخ الهواء الكهربائي في أسفله ونفخ ، ونفخ حتى تمزقت أحشاءه
مات وهو يصرخ الله أكبر ولله الحمد ، تقبله الله
٦/ حسين رشيد العثمان :
أكرم من عرفت نشاطا وهمة ، نلت من كرمه وجوده في آخر يوم قضيته في سوريا قبل سفري للسعودية مهاجرا ، كان من كبار الموظفين في وزارة الإعلام عُذب حتى الموت رحمه الله وشلت يد الظالمين ، تقبله الله .
٧/ ابراهيم الحمد الصالح واخوه عبد الكريم الحمدو الصالح :
ذاقا مرارة السجن في تدمر عاد حيا إبراهيم حافظ القرآن الكريم ، ومات تحت التعذيب عبد الكريم طالب الفيزياء والكيمياء ، وأستاذ العلوم في جامع العشرة للشباب المسلم ، خريج جامع الشيخ بدر في المدينة ، أخذ من جامعته ولم يعد ، مات وهو يهتف الله أكبر وذهب إلى رب كريم بعفوه ورحمته
٨/ صادق عثمان : هتّاف المظاهرات الإسلامية ، صوته كصوت أسد هصور يهتف الله غايتنا ومحمد قدوتنا والقرآن دستورنا والجهاد سبيلنا ، داهمه مرض لم يرحمه فانتقل إلى الدار الآخرة شابا ، بكى عليه الصغير والكبير في مدينة الباب ، قولوا أنتم رحمه الله وتقبله عنده وحشره مع الصالحين
٩/ زاهد عيسى : واسمه في السجلات الرسمية مصطفى وهذا ماحماه من أيدي الظلمة ، ظلوا لسنوات يبحثون عن مصطفى فظنوه ميتا ، كان رحمه الله قائد المظاهرات الإسلامية ، اسمه مخيف وحركته دائمة ، رحمه الله كانت وفاته خسارة للصف المسلم .
١٠/ وفي الحركة الإسلامية أبطال منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ، منهم المجاهد البطل الصبور علاء شرقاط كان يعمل في الرقة ، زرته أنا والشيخ عبد الله علوان ونعمنا بطيب كرمه وبشاشة وجهه ، قضى في سجن تدمر أعواما طوال وخرج للحياة يحمل العاهات لكنه يحمل همة مسلم يقول في سجوده ربي الله .
١١/ وهناك أخوة أشير إليهم كانوا مخلصين وكانوا يكثرون سواد المسلمين ، لهم نشاط مشهود في العمل والجهاد والمظاهرات ، انه عمل طيب وجهاد مبرور منهم :
محمد خليل عدي ، ومحمد سعيد ابو مغارة ومحمد الهباش وعبدو البوشي الذي غيّر رايته ولكنه ظل تحت راية الإسلام ، وهو مقتنع أن كل الدروب تؤدي الى الطاحون
١٢/ محمد البوشي الشاب النشيط همه أن ينتصر دينه ، شارك مع أقاربه في بناء جامع عبد الرحمن بن عوف في الباب ومسجد ابي حنيفة النعمان في تادف وفقه المولى لكل خير
١٣/ مهند الخطيب : داعية لدينه أينما حل وارتحل ، في تادف خطيب البلد ، وفي عنتاب نجم الجماهير ، وصانع الأمجاد لدينه ، ينشر العلم أينما حلّ ويحمله إلى أرض المهجر بلدا بلدا ، أنشا بجهود المخلصين مجمعا دعويا في عنتاب يخطب فيه باللغة العربية وفقه الله لكل خير .
١٤/ ومن الدعاة الذين عاشرناهم وخبرناهم وعرفنا فيهم صدق الاخاء ، وحب الدعوة المحمدية
عبد القادر حسن الحاج قدور هاجر من وطنه وتوفي في نجران ودفن فيها وخلّف شبابا أطهارا حسن ومروان وعبد المنعم حفظهم الله
١٥/ وفي نجران جنوب السعودية عاش معنا الغربة والدعوة محمد عبد الملك ثم ذهب إلى ربه طاهرا مطهرا وعاد للوطن حطاما حيث مات ودفن في تراب وطنه رحمه الله ، وحسن بكار اليوسف عاش في نجران داعيا وهو الآن في عنتاب تاجرا حياه الله وقواه ووفقه لكل خير .
والله أكبر والعاقبة للتقوى .
وسوم: العدد 718