الشيخ المجاهد أمين يكن
رجال عرفتهم :
أمين عبد الرحمن يكن :
أمين للرجولة والوفاء
رسول للمحبة والإخاء
الشهم النبيل ، الآغا ابن الآغا .
سليل آل يكن ، ( ويكن معناها ابن أخت السلطان ) ، حفيد باني جامع العثمانية ومدفون فيها ، جده الوزير عثمان باشا والي دمشق ثم حلب ثم مصر ، حفيده الشهيد السعيد أمين يكن تقبله الله .
نشأ وترعرع في كنف عائلة ثرية ورغم ذلك إلتزم السلوك الإسلامي وانتسب للحركة الإسلامية ، وهو في السادسة عشرة من عمره ، كلفه إلتحاقه بالجماعة إلى سخط والده وحرمانه من مباهج الثروة .
والده عبد الرحمن رحمه الله كان إذا مشى في شوارع الباب رنت الأرض تحت قدميه وقام له الوجهاء وقعدوا مرحبين .
تميز بالجدية والحزم والذكاء ، فأعاد بناء التنظيم وهندسته ، كان رجلا ومفكرا ونشيطا ، جعله العلامة المحدث الفقيه عبد الفتاح أبو غدة نائبا عنه في العمل الإسلامي العام ، ونال ثقته وإعجابه .
عام ٥٨ شارك الأمين في عهد الوحدة بانتخابات الاتحاد القومي وعمره ٢١ سنة ونجح فيها مزاحما الكثير من الشخصيات السياسية والاجتماعية ، ساعده في هذا النجاح الانتماء الإسلامي .
قاد الدعوة في أخطر مراحلها ، وقعت على عاتقه قيادة الجماعة في سورية من ١٩٦٣ حتى ١٩٧٥ ، فوضع الأسس المتينة والراسخة ، واستطاع مع إخوانه أن يبني تنظيما قويا في ظروف شديدة القسوة يخيم عليها الاستبداد على البلاد من أقصاها إلى أقصاها .
كان صاحب حجة ورأي ، قوي الشخصية ، يملك مقومات القيادة ، عاش بقلبه وروحه للإسلام ودعوته ، علاقتي به تحتاج إلى كتاب مستقل ، عشنا معا وسكنا معا ، كلفني مع الشيخ عبد الله علوان بقيادة النشاط المساجدي في حلب وريفها ، وطلب منا زيارة الأردن حيث قابلنا عمر بهاء الأميري رحمه الله .
تعرض اليكن للملاحقة والاعتقال والسجن والتعذيب والاغتراب ، فصبر صبر الرجال حتى يئس المحققون من أن يحصلوا على شيء فخرج من السجن ليعود إلى موقعه في قيادة الجماعة بهمة عالية .
حكم عليه بالإعدام وأطلق عليه الرصاص مرات ومرات ، اختبأ في دار أبي رشيد اشهرا ، كان يطلبني وأتلقى تعليماته وهو الأصغر مني سنا ويناديني بشيخي ، وكان الرشاش فوق رأسه ، إلى أن غادر بلده حلب وهربناه إلى لبنان عن طريق تل كلخ ورافقه مجموعة من الشباب المسلح بقيادة محمد الشيخ ويس رحمه الله .
ثم أقر الابتعاد عن الساحة السياسية والسعي للعودة إلى الوطن وعاد أواخر ١٩٧٦ سرا إلى سوريا ، ووضع تحت الإقامة الجبرية ، وظلت عينه على البناء الذي أشرف على بنائه .
لعب دورا هاما في محاولات التهدئة في السبعينيات والتسعينيات فنجم عن ذلك إطلاق سراح عدد كبير جدا من المعتقليين السياسين .
حين استدعاه الرئيس الهالك تحاور معه لمدة ست ساعات متواصلة وكان على بابه الرؤساء ، لكن ثمة رجال نافذون في النظام كانوا ينظرون بعين الريبة لجهود اليكن ، وأن الفرصة قد حانت لاستئصال التيار الإسلامي في سوريا ، وقد تم ذلك .
وأثناء اللقاء مع هذا الشبل الإسلامي صهر أحفاد سلاطين آل عثمان بيّت له الموساد انتقاما لأنه لمع أكثر من اللازم !
أخونا أبو عابد أراد إخراج فلاحيه من أرضه بعد أن بنى بيتا له وعرض عليهم أن يبني لهم خارج اراضيه فرفضوا ، وكانوا عامة بسطاء ، فكرهم في أنفسهم وتفاهتهم على لسانهم ، جهل وعصبية وحقد وتفاهة !
جعلتهم يترصدون به للانتقام ، وهناك من رجال الموساد من يشجعهم فقتلوه في رمضان وهو صائم رحمه الله .
وهكذا فعل الجهل والتعصب القبلي والحقد المصلحي فأهدر دم الرجل العظيم أبو عابد ، وتعصب للقتلة أقاربهم وأحقادهم يريدون أملاك الشهيد فاستنجد أولاده بأهل الخير والشهامة ووعدوا بإحالة الأمر إلى القضاء ، وصوردت الأملاك ، والشرع مع المظلوم حتى ينتصر ، وعلى الظالم حتى ينكسر .
ولو سألني القضاة مارأيك لقلت والله يشهد أن أبا عابد مظلوم ، وقاتلوه ظلمة ، ومناصروهم ظلمة ، وأخذ دوره ومحلاته وأراضيه ظلم في ظلم ، ولعنة الله على الظالمين !
أيها الناس : نبينا عليه السلام قال ( اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ) رواه مسلم .
الظلم حرمه الله سبحانه وتعالى على نفسه ، وحرمه على الناس فقال تعالى : ( ياعبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما ، فلا تظالموا ) رواه مسلم
ومنه غصب الأرض ، فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي عليه السلام قال ( فمن ظلم قيد شبر من أرض طوقه من سبع أرضين ) متفق عليه
أيها الظالم اعلم أن دعوة المظلوم مستجابة لاترد ، قال عليه السلام ( اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافرا ، فإنه ليس دونها حجاب ) حديث أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
لا تظلمن إذا ماكنت مقتدرا
فالظلم أخره يأتيك بالندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه
يدعو عليك وعين الله لم تنم
آمل من المحامي القدير خالد الخطيب ، والمستشار عبد الرحمن علاف أن يدافع عن المظلومين وهو من أعرف الناس به .
يا أقارب الشهيد ، يا أولاد الشهيد عرفت فيكم الشهامة والعدل ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) ٧ سورة محمد .
وإلى السادة القضاة أقدم هدية من كتاب الله تقول ( وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ) ٥٨ النساء
فكل خطباء الجمعة في العالم الاسلامي ينهون خطبتهم بقوله تعالى ( إن الله يأمر بالعدل والاحسان ) ٩٠ النحل .
وأنا والله لست خصما لأحد ولكني أقول كلمة حق مرة .
ياقضاة الشرع كونوا مع المظلوم وهو الحاج أمين رحمه الله ، حياكم الله ياقضاة العدل ، حيا الله من يقف مع المظلوم حتى ينتصر وعلى الظالم حتى ينكسر .
سلام عليك أبا عابد :
سلام على الحكمة التي اختزنتها في قلبك وعقلك .
سلام عليك جبلا شامخا يصمد في أعماق الزنازين .
رحمك الله كنت رجلا حين عزّ الرجال ، وبطلا حين قلّ الابطال .
سلام عليك أيها المجاهد في الخالدين .
والله أكبر ولله الحمد .
وسوم: العدد 718