الشيخ عبد الوهاب سكر رحمه الله
رجال عرفتهم وغادرونا
الكلمة الخامسة والعشرون
الشيخُ الأنيس الَّلطيف السُّكَّر عبد الوهاب سكر
أمام باب الإدارة الغربية في الخسروية شيخٌ وقورٌ أنيق، وسألتُ نفسي وأنا أراه مَن هذا الجليل ! أريدُ أن أتعرَّف عليه لأنني سأكون طالباً في هذه الثانوية بعد شهر تقريباً، نعم لقد بدا حرصي على معرفة هذا الشيخ على وجهي، فأجابني أحدهم: إنه الشيخ عبد الوهاب سكر. وتابعت إشباع الفضول بالتساؤل وطرح الأسئلة: هل يُدرِّس هذا الشيخ طلاب الصف الأول الإعدادي ؟ فأجاب: "من الممكن" فَرِحتُ ورُحتُ أنتظر الافتتاح، وبدأ العام الدراسي ليدخل علينا الأستاذ الشيخ نفسه عبد الوهاب سكر، ويدرّسنا مادة درسيَّة تُدعى "أعلام الإسلام" والكتاب المدرَّس من تأليفه، فيا فرحتي اشتدِّي.
أنيقٌ في لباسه، أنيقٌ في كلامه، أنيقٌ في مِشيته، أنيقٌ في عبادته، أنيقٌ في سلامه، يحبُّ العلم وطلبه وتدريسه ومذاكرته، فهو مَن كان يكرِّر على مسامعنا:
فأدِمْ للعلم مذاكرةً ... فحياةُ العلم مذاكرته
زرتُه في بيته مرات، وفي كل مرة كنت المستفيدَ المنتفع، وأتابع سِمَة الأناقة لأقول: أنيقٌ في تواضعه، أنيقٌ في خدمة ضيفه، سبحان من أعطاه ومنحه فجعله موهوباً مرتَّباً محبوباً، كان يَعِظ الناس في المسجد، ويتنافس حالُه وقالُه في التأثير في الناس نفعاً وخيراً.
أيها الشيخ الجليل: طِبتَ حَيَّاً ومَيتاً، وجُزيتَ عنِّي وعن زملائي طلبة العلم أفضل الجزاء وأحسنه وأجزَلَه، لم نقدِّرك حقَّ قدرك في حياتك، فها نحن أولاء في ليلة الظَّلام نفتقد السُّكَّر البدر، ستبقى معْلَمَ هداية على طريق النور الذي افتتحه سيد الأنام محمد صلى الله عليه وسلم واستمرَّ يرعاه بورثة له أمثالك، فالحمد لله والشكر لله على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى ورَّاثه الذين هم مصابيح الهدى تنجلي عنهم كل فتنة ظلماء.
محمود عكام
وسوم: العدد 719