الشاعرة الكبيرة نازك الملائكة في ذكرى رحيلها
يصادف اليوم 20 حزيران 2017 الذكرى العاشرة لرحيل الشاعرة العربية الكبيرة نازك الملائكة التي رحلت بعد عزلة اختيارية طويلة دفعت الكثيرين للذهول عند إعلان خبر وفاتها ظناً منهم أنها ماتت منذ زمن ..
ولدت هذه الشاعرة في بغداد عام 1923 في بيئة ثقافية فقد كان والدها صادق من أهل النحو واللغة صنف دائرة معارف كاملة وكانت أمها سلمى الملائكة ( أم نزار ) شاعرة لها ديوان ( أنشودة المجد ) والملائكة لقب أطلق على العائلة من قبل جيرانها بسبب ما كان يسود البيت من هدوء فانتشر اللقب وشاع ، نظمت الشعر وهي صغيرة ، تخرجت من دار المعلمين العليا ـ قسم اللغة العربية عام 1944 ثم درست الموسيقا في معهد الفنون الجميلة وتخرجت منه عام 1949 وحصلت على ماجستير في الأدب المقارن من إحدى جامعات الولايات المتحدة الأمريكية وعينت بعد ذلك أستاذة في جامعة بغداد ثم البصرة وبعد ذلك الكويت ، تزوجت من زميلها في التدريس الدكتور عبد الهادي محبوبة عام 1962 ، وأنجبت منه ولداً واحداً أسمته ( البراق ) عاشت في القاهرة منذ عام 1990 في عزلة اختيارية بعد أن اشتد عليها مرض الأعصاب وازدادت صحتها سوءاً إثر وفاة زوجها بعد ذلك بفترة قصيرة إلى أن توفيت في 20 حزيران 2007 عن عمر يقارب 85 عاماً بسبب إصابتها بهبوط حاد في الدورة الدموية ودفنت في مقبرة خاصة للعائلة غرب القاهرة بعد جنازة اقتصرت على الأهل فقط .
تعتبر الشاعرة الراحلة أول من كتب الشعر الحر( شعر التفعيلة ) عام 1947 ( قصيدة الكوليرا ) بالتزامن مع الشاعر العراقي الراحل بدر شاكر السياب إثر تفشي وباء الكوليرا وفتكه بالناس ، وقد وضعت عروضاً مفصلة له في كتابها ( قضايا الشعر المعاصر ).
حازت على جائزة البابطين عام 1996 وكرمتها دار الأوبرا المصرية عام 1999 إلا أنها لم تحضر حفل التكريم بسبب المرض .
أهم مؤلفاتها : في الشعر ( عاشقة الليل ـ شظايا ورماد ـ قرارة الموجة ـ شجرة القمر ـ مأساة الحياة وأغنية الإنسان ـ ويغير ألوانه البحر ـ للصلاة والثورة ) وفي القصة القصيرة مجموعة ( الشمس التي وراء القمة ) وفي الدراسة الأدبية ( قضايا الشعر العربي المعاصر ـ محاضرات في شعر علي محمود طه ـ مآخذ إجتماعية على حياة المرأة العربية ـ التجزيئية في المجتمع العربي ـ سايكولوجية الشعر ـ الصومعة والشرفة الحمراء ) وقد طبعت أعمالها الشعرية الكاملة عدة مرات و تحتل مكانة مميزة في الشعر العربي .