نجم الدين الواعظ: المفتي ، والفقيه، والعالم الموسوعي
( 1298- 1396ه ) / (1880- 1976 )
هو العلامة الفقيه نجم الدين بن ملا عبد الله أحمد رجب الدسوقي الشهير بالواعظ من عشيرة المعاضيد التي تسكن أغلبها في قضاء عنه في محافظة الأنبار غرب العراق، وهو مفتي، وفقيه، وعالِم موسوعي، من أهل بغداد، لم يحظ عالم من العلماء باحترام أهل السنة في العراق ما حظي به الشيخ رحمه الله تعالى ، ولا زالوا يذكرونه بإجلال واحترام . ولد في محلة سوق حمادة في منطقة الكرخ ببغداد عام 1298 هـ / 1880م.
ونشأ في كنف والديه في أسرة كريمة مؤمنة صالحة، فتعلم القرآن، وهو صغير السن ،
دراسته وإجازاته :
درس الشيخ نجم الدين أوليات العلوم على مشاهير علماء بغداد، ومنهم :
1- الشيخ عباس القصاب : درس عليه العلوم الدينية والعربية والآداب والفقه .
2- ثم انتقل للدراسة عند الشيخ غلام رسول الهندي، وهو الذي لقبه بالواعظ، قبل أن تبرز فيه موهبة الوعظ.
3- ولقد أكمل دراسته العلمية عند الشيخ عبد الوهاب النائب في الرصافة، وحصل منه على الإجازة العلمية في علوم المنقول والمعقول .
4- كما حصل على إجازة الحديث دراية ورواية من شيخ الحديث في الشام الإمام المحدث بدر الدين الحسني المغربي نزيل دمشق .
أعماله ووظائفه :
بعد فراغه من حياة التلمذة تصدر للتدريس المؤهل له في جامع عادلة خاتون .
ثم مدرسة نائلة خاتون الشرعية الكائنة مقابل جامع الحيدرخانة والتي اندرس أثرها، ثم عين إماماً وخطيباً وواعظاً في جامع حنان بجانب الكرخ عام 1922م .
ثم تصدر للتدريس في مدرسة الرواس
ثم المدرسة الوفائية في عام 1946م
ثم عين واعظاً وخطيباً في جامع مرجان عام 1947م
وكان مدرساً في جامع العدلية الكبير
وانتقل بعدها إلى مدرسة جامع القبلانية الشهير عام 1956م، والكائن قبالة المدرسة المستنصرية.
ثم نقل بعد ذلك إلى جامع الإمام الأعظم في الأعظمية .
ثم إلى جامع العسافي قرب داره في شارع الضباط في حي الشماسية ببغداد، وظل يزاول عمله فيه حتى أحيل على التقاعد عام 1965م، وكان له مجلس للوعظ حسبة في جامع العسافي يختلف إليه العلماء والأدباء .
-وعين مدرساً في كلية الشريعة، وتخرج على يديه علماء كثيرون .
وكان من أنشط علماء بغداد وأفذاذهم في الوعظ والإرشاد حتى اشتهر بالواعظ ، وكان على صلات حميمة بالعشائر العراقية كما حظي بمنزلة كبيرة في نفوس أبناء تلك العشائر زادت في حبهم له مواقفه الوطنية والقومية المعروفة من الأحداث .
مشاركاته وعضويته وأهم إنجازاته :
كان رحمه الله عضواً في هيئة إدارة جمعية الهداية الإسلامية.
ورئيساً لجمعية الآداب الإسلامية.
وانتخب رئيساً لرابطة علماء العراق .
ثم مفتياً للديار العراقية .
-وأنشا مسجداً في منطقة الصليخ باسم جامع الآداب.
-وجددت جمعية الآداب في عهده بناء جامع كاظم باشا في منطقة الفحامة شمال الأعظمية.
انتخب عضواً في المجلس العلمي، ثم عضواً في المجلس الأعلى، ثم استقال منه.
صفاته وأخلاقه :
كان الشيخ نجم الدين شخصية فذة له مكانته الاجتماعية ذات صلات بالعشائر العراقية، وكانت له ملازمة لشخصيات عراقية معروفة في الكرخ وله منزلة كبيرة في نفوسهم، وكان يدعو الناس لخوض التظاهرات في وقت الأزمات، ويشحذ الهمم، ومن أبرز مواقفه المشهودة يوم حث الناس للتظاهر في ثورة مايس عام 1941م، وكان في وقتها نائباً لرئيس جمعية الدفاع عن فلسطين.
ورشح نائباً عن منطقة الكرخ في أول مجلس نيابي في العراق فرفض ذلك خشية أن ينصرف إلى شؤون الدنيا والأمور السياسية، واختار الانصراف إلى خدمة الإسلام بالتدريس والوعظ والإرشاد، وانتخب الشيخ نجم الدين رئيساً لجمعية رابطة علماء العراق، وتفرغ للدراسة والتأليف والدعوة والوعظ.
كما سافر مرات عديدة إلى مصر والحجاز والشام وله علاقة أخوية ومذكرات منوعة مع علماءها، ومن العلماء الذين تتلمذوا عنده، وأخذوا دروس العلم والوعظ عليه الشيخ أحمد حسن الطه إمام جامع الإمام الأعظم.
تصدر للافتاء بإجماع علماء العراق بعد وفاة شيخ العلم والعلماء الشيخ قاسم القيسي رحمه الله تعالى
كما عرف عنه بتأثيره الكبير على سامعيه، فأحبوه، وحرصوا على حضور مجالس وعظه في مساجد بغداد وبخاصة في شهر رمضان، وكان يفتتح دروسه بعد البسملة والقراءة ببيت من الشعر مشهور هو:
يا علماء الدين! يا مـــــــــــــــلح البلد
من يصلح الزاد إذا الملح فـسد
من مؤلفاته :
وله الكثير من المؤلفات الإسلامية، منها :
1-الدين الحنيف - طبع في بغداد - 1954م.
2-غاية التقريب في شرح نداء الحبيب .
3-بغية السائل في شرح منظومة العوامل - لعبد الوهاب الناب .
4-الاعتصام .
وفاته :
بعد حياة حافلة قضاها بالبر والتقوى توفي فضيلة المفتي نجم الدين الواعظ ليلة السادس من شهر صفر عام1396 هـ / 7 شباط 1976م.
تم إذاعة نبأ وفاته في إذاعة بغداد، وحضر الكثير من علماء بغداد إلى داره في الأعظمية، وشيع بموكب مهيب من داره إلى جامع الإمام الأعظم حيث صلي عليه ثم شيع إلى مثواه الأخير، محمولاً إلى الكرخ ، وسط صيحات التهليل والتكبير، تخترق الجموع المشيعة أعلام الحزن وأصوات الدفوف تعلن للملأ بحزن وألم فقد العالم الصالح، ودفن في مقبرة الشيخ معروف الكرخي في حجرة مصلى الجنائز.
ورثاه العلماء والشعراء منهم الأستاذ باقر سماكة بقصيدة يقول بمطلعها :
لقد غاب نجم الدين (واعظ) أمة ستبقى برغم الموت آثاره الغر
مصادر :
1-مجلة التربية الإسلامية - تصدرها جمعية التربية الإسلامية - بغداد - العدد الخامس - السنة الخامسة والثلاثون - مقالة (من تاريخ علماء بغداد، نجم الدين الواعظ) - آب 2001م.
2-أسماء من الذاكرة – ناصر محسن المعاضيدي - صحيفة الزمان : عربية يومية دولية مستقلة .
3-المجمع الفقهي العراقي .
وسوم: العدد 735