فضيلة المرشد العام السابع لجماعة الإخوان المسلمون الأستاذ محمد مهدي عاكف
رجال حول القرآن
الرجل الذي دخل السجن شابا عنده 27 عاما وخرج وعنده 45 عاما وتزوجته فتاة ابنة 25 ربيعا لما علمت
قصة شاب حرم من شبابه ولم يفرط في دينه ولا في كرامته
- من مواليد الدقهلية (المنصورة) 1928م. بطل الجمهورية في ألعاب القوى وحصل على ليسانس الحقوق وقائد مركز تدريب المجاهدين بجامعة إبراهيم باشا (عين شمس)
أحد القادة الميدانيين في كتيبة بدر والكشافة الشعبية في حرب الاستقلال والتصدي للعصابات الصهيونية في فلسطين 1948م. حتى تمت خدعة دخول الجيوش العربية وسحب المتطوعين وعلى رأسهم البطل أحمد عبدالعزيز ومهدي عاكف فاستشهد البطل أحمد عبدالعزيز ورحلوا عاكف لمصر ثم أفرج عنه قبل ثورة يوليو
قام بعملية بطولية ناجحة لإنقاذ اللواء عبد المنعم عبدالرءوف أحد زعماء ثورة يوليو المخلصين بعد انقلاب عبد الناصر على الثورة في 1954م.
سلم نفسه بعد تهديد عبد الناصر بإعدام عشرين قياديا إذا لم يسلم عاكف نفسه! حكم عليه بالإعدام وتم وقف الحكم بعد تدخل الملك فيصل لوقف جميع أحكام الإعدام السياسية لعلماء المسلمين في مصر وتغير الحكم للمؤبد !
تنقل في جميع السجون المصرية وقضى فيها 27 عاما وناله تعذيب بشع حتى خرج الدود من جسده !!
خرج 1974م ورفض كتابة رسالة تأييد للسادات
خرج من السجن وعمره 45 عاما وكان لم يتزوج! وأبدت إحدى بنات الإخوان وعمرها عشرون عاما وأخت الأستاذ الدكتور محمود عزت وهي الكريمة بنت الكرام بأن تتزوج منه إن رغب!
تزوج وأنجب ثلاثة أولاد وخرج من مصر وطاف المراكز الإسلامية في العالم فزار أربعين دولة في العالم وترأس المركز الإسلامي في ميونخ عدة سنوات ثم عاد لمصر ليدخل البرلمان عن شرق القاهرة خمس سنوات ليقدم للمحاكمات العسكرية من جديد ويقضي خمس سنوات
ويتولى قيادة الإخوان بعد انتخابه مرشدا عاما خلفا للمستشار المأمون الهضيبي!
تقدم باستقالته من منصب المرشد لإرساء مبدأ المرشد السابق في عهد مبارك
رفض الانقلاب العسكري بشدة ودخل سجون العسكر من جديد
سبقه بين يدي الله كل الذين ظلموه والذين افتروا عليه وجميع القضاة الذين حاكموه على مدار ستين عاما وكذلك كل خصومه السياسيين من جيله ومن بعد جيله!
التاريخ يعيد نفسه وما فعله القتلة في طريقة دفن الإمام الشهيد حسن البنا يتكرر مع فضيلة المرشد محمد مهدي عاكف فيدفن دون أن يُصلى عليه في المسجد ولا يصحبه في الدفن إلا نفر لا يتجاوزون الخمس أو العشر ... ..
ونحن نقول للظالمين والطغاة المستبدين ... اعملوا ما شئتم فإن الله بما تعملون بصير... واعلموا أن الله ليس بغافل عما يعمل الظالمون... واعلموا أيها الفسدة أنكم إلى زوال واندثار .. وسيلحق بكم الخزي والعار في الدنيا والآخرة ... وهؤلاء الشهداء أحياء عند ربهم فرحين بما آتاهم الله من فضله ...
ومن أعظم البشرى أن يعلن بأن فضيلة المرشد سوف يصلى عليه في المسجد الأقصى وباحاته ... وبتركيا يصلى عليه ويقام له حفل تأبين وأن العشرات من الدول تصلى عليه صلاة الغائب.. وأن الملايين من المسلمين في كل أنحاء الدنيا يصلون عليه... ومع كل ذلك فإن الملائكة تصحب ركبه إلى المقبرة بعدد لا يعلمه إلا الله... وتحضر الصلاة عليه في الدنيا كلها...
رحم الله فضيلة المرشد وغفر الله له وأسكنه أعلى الجنان مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما.
أيها الأحباب أكثروا من الدعاء لفضيلة المرشد ولمن سبقوه من مرشدينا وإخواننا.. ولجميع شهدائنا ... وسيروا على دربهم الذي ترنموا به ويترنم به كل الإخوان المسلمون الموت في سبيل الله أسمى أمانينا ... ونردده في كل يوم مع ورد الرابطة ... وأحيها بمعرفتك وأمتها على الشهادة في سبيلك .. نعم صدقوا الله فصدقهم... فأخلصوا واصدقوا الله ليصدقكم بأن يتخذ منكم شهداء...
*شذرات من وحي حياة وممات البطل الشهيد*
طبت حيا وميتا أيها البطل الشهيد، وأرعبت الخونة حيا وميتا، وكنت خير دعوة للإسلام حيا وميتا، وكانت حياتك لله ومماتك لله: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}. الأنعام: 162 - 163.
بذلت الجهد والوقت والمال في حياتك لرفع راية الإسلام عالية خفاقة، وبذلت دمك لتروي شجرة الإسلام لتتعمق منها الجذور، وتورق فروعها وتمتد أغصانها، لتفيء البشرية المعذبة والمصطلية بنار ولهيب نتاج فكرها الباطل المظلم المضلل... والذي لن يخلصها منه إلا أن تفيء إلى رحمة الإسلام وعدله....[ يعلم الله أن البكاء يغالبني وأنا أكتب تلك السطور، ولا أملك إلا أن أقول من فاته أن يجلس مع فضيلة المرشد السابق فقد فاته خير كثير
في فترة من الزمن كنت أشارك في كتابة رسالة فضيلة المرشد... ولم أكن مهيئًا نفسيا لمثل هذا العمل العظيم.. وفي أول لقاء طلب مني أن أقوم بكتابة وصياغة ما تناقشت فيه اللجنة التي كانت تجتمع أسبوعيا لذلك... فاعتذرت حتى أتعرف على ما سبق من رسائل، وحتى أتهيء نفسيًا لهذا العمل الجليل.. وقد منحني فضيلة المرشد تلك الفرصة..
ولا أنسى ما قاله لي فضيلة المرشد السابق ليمنحني أن أكتب بكل قوة وبكل شجاعة: "أنت تتحدث بلسان المرشد..."
وكأن لسان حاله يقول أكتب على أنك المرشد، أو انتحل شخصيتي وأنت تخط الرسالة..." ...
نسأل الله الثبات حتى الممات ويا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك وأحسن خاتمتنا كما أحسنت خاتمة فضيلة المرشد واجعل خير أيامنا يوم نلقاك فيه.