الحاج بكري
جدي الحاج بكري رسلان
جدي لامي الحاج بكري رسلان
دفين المدينة المنورة .
في حي الكلاسة كانت ولادته عام 1920 من اسرة عريقة حلبية الاصل والمنشأ
احب الله ورسوله وكان رجلا صالحا مصلحا
ما وجدت شخصا عرفه الا امتدحه بالصلاح والحكمة ورجاحة العقل
سمع من صديقه المقرب شيخنا الشيخ.. عبدالرحمن كرام .. امام جامع الهبراوي في الكلاسة عن الاجر العظيم والمكانة العالية لمن يسكن المدينة وينال شرف الموت فيها وان يوارى في جنة بقيعها
( من استطاع منكم ان يموت في المدينة فليفعل )
كان غالب حديثه في مجالسه عن الحج ورفاق الحج وصحبة الحج وذكريات الايمان وزيارة المصطفى العدنان
ومنه تعلمت حب الحج وحب مكة والمدينة وادب الجوار
احب المدينة وسعى الى السكن بها وما كان من وسيلة الا ان دفع خالتي الصغرى لان تكمل تعليمها وتتعاقد للتدريس في مدينة بدر القريبة من المدينة المنورة عام 1975
ومع تردي حالته الصحية ومنع الاطباء له من مغادرة حلب . لكنه اصر على السفر . وحمل على اكتاف محبيه الى الطائرة التي اقلته الى مهبط قلبه وملتقى روحه . وشفيعه المصطفى صلى الله عليه وسلم
كان يأنس كثيرا لجواره لشهداء احد وكان يتردد الى مقبرتهم بشكل يومي ويقضي الساعات بين بساتينها واهلها الطيبين الذي بادلوه الحب والاخوة والكرم
عاد من حجه في نفس السنة وزار حبيبه المصطفى والتقى بوالدي رحمه الله في مكة والمدينة مع جمع من الاهل والصحاب
كان الشوق ياخذه الى حلب حيث الاهل والاولاد والاحفاد ولكن حب المدينة والموت بجانب حبيبه المصطفى كان يأسر لبه ويجتاح كل مشاعر الشوق والحنين
في اخر لقاء مع والدي ذكر الجميع بكل حب وحنان وشوق لم ينس لا صديقا ولا حبيبا الا وارسل له باقات من السلام والاشواق وكانه يودعهم الى حلمه الجميل ونهايته السعيدة
وبعد شهر من الحج كان موعده مع ربه فقد تردت حالته الصحية لينقل على عجل من بدر الى المدينة المنورة
وكأنه يقول . لبيك يارسول الله . خادمك يتشرف بجوارك في الدنيا والاخرة
ودفن بقرب قبر سيدنا عثمان ابن عفان .
حدثني شيخنا الشيخ الدكتور محمود ميرة الذي كان صديقه وحبيبه ان النور كان يشع من وجهه وابتسامة الرضى والفوز تبدو على محياه
وان قبره كانت تفوح منه ريحا طيبة
احب الله ورسوله . سعى للمدينة وفاز بالرضى والقبول
كنت وانا اقيم في المدينة احسب ان جدي معي يواسيني في غربتي ويخفف عني المي ووحدتي
رحمك الله ياجدي الحبيب . ورفع الله مكانتك في الدارين . وجعلك من المشمولين بشفاعة جارك وحبيبك المصطفى .
ورحم الله والدي الذي كان يحبك ويجلك وحفظ الله امي الحبيبة واطال الله بعمرها المديد ومتعها بكمال الصحة وموفور العافية
وسوم: العدد 742