سيد زكريا خليل أسد سيناء
من أبطال أكتوبر البطل سيد زكريا خليل وأعتبر في عداد المفقودين ولم تعرف بطولته إلا في نهاية عام 1996 ففى عام 1955 وفي مدينة برلين الألمانية دخل دبلوماسى إسرائيلى إلى السفيرة المصرية لمقابلة المسؤلين بها ثم قام بتسليم متعلقات البطل الجندى الشهيد سيد زكريا خليل وأخبرهم بأن هذا الجندى هو أسد سيناء وتمكن خلال معارك أكتوبر 1973 من إبادة سرية كاملة من القوات الخاصة الاسرائيلية وهذا الدبلوماسى الاسرائيلى كان جندياً فى تلك الحرب وشاهداً على بطولة وشجاعة الجندى المصرى البطل الشهيد سيد زكريا خليل الأمر الذى دفعه إلى إطلاق لقب أسد سيناء عليه وطالب الحكومة المصرية بمنحه أعلى الأوسمة العسكرية ونشرت جريدة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية ووكالات الأنباء العالمية إسم الجندى البطل الشهيد سيد زكريا خليل وبطولته.
وضعت هذه المتعلقات الخاصة بالبطل الشهيد سيد زكريا خليل في ركن خاص بالقاعة المخصصة لسلاح الصاعقة بالدور الثانى بالمتحف الحربى بالقلعة مع لوحة نحاسية نقش عليها وجه البطل واسمه ومتعلقات البطل الشهيد سيد زكريا خليل التى سلمها الدبلوماسى الأسرائيلى وهى : بطاقة عسكرية لتحقيق الشخصية ومبلغ مالى عبارة عن ورقة فئة الجنية و3 ورقات فئة العشرة قروش وقطعة معدنية فئة العشرة مليمات وحوالة بريدية مرسلة لأهله بمبلغ 18 جنيهاً وخمسين مليماً وتلغرافاً به عنوان المرسل إليه الحوالة والعنوان هو : الأقصر – أبو الحجاج – نجع الخضرات وكذلك خطابان أحدهما من أخيه محمود الذى يكبره سناً وكان أيضاً مجنداً بالقوات المسلحة فى تلك الفترة ويخبره فيه بموعد أجازته الميدانية وتمنياته أن توافق فى جزء منها أجازة أخيه لكى يتقابلا خلالها أما الخطاب الآخر فقد كتبه سيد ليرسله إلى أخيه محمود يوصيه فيه بإخوته البنات ويطلب من أسرته ألا تحزن إن أصابه شىء خلال الحرب وعلو منزلة الشهيد عند ربه كما أرسل سلامه لجميع أفراد عائلته ولكن تأخر وصول هذا الخطاب لمدة 22 عاماً حيث حالت ظروف الحرب دون إرساله وظل داخل حافظته مع الجندى الاسرائيلى حتى سلمها للسفارة المصرية فى برلين عام 1995 أيضا من متعلقات البطل الشهيد سيد زكريا خليل تصريح أجازة بأسمه من يوم 18 حتى 25 سبتمبر عام 1973 وتلغراف من وحدته تطالبه بقطع أجازته وتسليم نفسه لوحدته يوم 24 سبتمبر 1973 وذلك لظروف بدء مناورة الخريف التى تمت العمليات الحربية تحت سترها ثم حافظة جلدية سوداء مقلمة بخطوط بيضاء كانت تضم هذه المحتويات.
والبطل الشهيد سيد زكريا خليل سيد زكريا خليل من قرية البياضية بحضن الجبل ضواحى مدينة الأقصر ومن مواليد عام 1949 وحزن حزناً كبيرا بسبب نكسة 5 يونيو عام 1967 وأبدى دهشته لأخيه الأكبر محمود وسأله : كيف لهذا الكيان الصهيونى أن تكون له الغلبة على هذه الأمة العريقة بتاريخها وأمكانياتها ؟ وأصر بالثأر لشهداء مصر وعندما تم تجنيده ألتحق بسلاح الصاعقة وأثبت فى تدريباتها مهارة فائقة دفعت به ضمن أقوى تشكيلاتها ضمن أفراد الكتيبة التى كان يقود رجالها البطل العميد برادة وفى يوم الأحد 7 أكتوبر 1973 الموافق 11 رمضان 1393 هجريا تم تكليف البطل سيد زكريا خليل مع مجموعة من أبطال الصاعقة بالتوجه إلى عمق سيناء على الجانب الآخر من منطقة الممرات لمنع قوات العدو الاحتياطية من إجتياز أحد هذه الممرات ووقف تقدمها على الأقل لمدة 24 ساعة حتى يكتمل عبور قواتنا المدرعة لقناة السويس وقبل أن يأخذ الأبطال أماكنهم فى الهليوكوبتر المعدة لنقلهم إلى مكان العملية وأثناء تزويدهم بالسلحة والذخائر والتعيين من أطعمة ومشروبات تكفيهم لمدة 24 ساعة على الأقل فوجئ البطل النقيب على قائد هذه المجموعة بسيد يرفض أخذ المعلبات الغذائية فقال النقيب على : لماذا ترفض أخذ التعيين ؟ فقال سيد : يا أفندم أنا عايز بدلاً منه كمية من الذخائر .. فقال النقيب على : إنت عارف أن مدة العملية 24 ساعة على الأقل لآزم تتناول خلالها طعام فقال سيد سيد : يا أفندم كفاية علىّ زمزمية المياه … أنا يمكن أصبر على الجوع وعلى العطش .. لكن موش حا أقدر أتحمل أن العدو موجود أمامى وذخيرتى خلصت وموش قادر أتعامل معه .. وبالفعل أمر النقيب على لسيد زكريا خليل بكميات إضافية من الذخائر على حساب تعينه بما لا يسبب له عائقاً أثناء حركته وأدائه لمهامه المكلف بها .
أقلعت الطائرة الهليوكوبتر فى الجو حاملة الأبطال ثم حطت بهم بحذر فى النقطة المطلوبة والأبطال أنتشروا بسرعة فى مسرح العملية وظلوا من الصباح حتى العصر في سكون وفجأة ترامى إلى مسامعهم أصوات جنازير دبابات قادمة من جهة الشرق تعلوها طائرة هليوكوبتر تتقدمهم لتأمين الطريق وما هى إلا لحظات وكان رتل مدرعات العدو القادم فى خيلاء وغرور نحو الممر الجبلى فى متناول أسلحة أبطال الصاعقة المصرية وكانت لحظة البداية عندما إنفجر أحد الألغام المضادة للمدرعات التى زرعها أحد الأبطال فى إحدى دبابات العدو فشلت حركتها ولم يعطى أبطال مصر الفرصة لباقى دبابات العدو بالفرار وتم تدمير الدبابات الإسرائيلية
وتمكن البطل سيد زكريا خليل من تدمير 3 دبابات إسرائيلية وقتل طاقمها المكون من 12 جنديا إسرائيليا وبعد أن استشهد رفاق البطل سيد زكريا بدأ يتعامل مع القوات الإسرائيلية وكان يضرب على الإسرائيليين وينتقل من مكان لأخر ونظرا لتعدد الضرب من عدة أماكن طلب القائد الإسرائيلي المدد والعون فحضرت طائرة هليوكوبتر إسرائيلية محملة بسرية مسلحة ولكن البطل سيد زكريا خليل تمكن من إصابة الطائرة وأصطاد الجنود أثناء القفز الواحد تلو الأخر وقضى على السرية الإسرائيلية بالكامل وكانت تضم 22 إسرائيليا وساد الصمت في المكان.
انتظر البطل سيد زكريا خليل برهة وفى حذر خرج ببطء من مكمنه يستطلع ما حوله فلم يشاهد سوى جثث زملائه شهداء الصاعقة وحولها تتناثر أشلاء جنود الأعداء هنا وهناك وبدأ الظلام يزحف على المكان فتحرك سيد ببطئ وحذر بعد أن أدى دوره فى منع عبور العدو من هذا الممر الجبلى طيلة اليوم بعد معارك شرسة ولما تأكد له خلو المكان من أى أثر للحياه تقدم حاملا بندقيتة الآلية فى اتجاه الممر ليعود للقوات المصرية ولم يبقى ببندقيته سوى رصاصتين فقط ولكن أثناء سيره على حفرة يختبئ بها جندى اسرائيلى وما كاد أن يمر حتى بادره الجندى الإسرائيلي الغادر وبيد مرتعشة بعدة طلقات فى ظهره بيد مرتعشة فسقط البطل شيد زكريا خليل وكان الإسرائيلي يظن أن سيد أحد الشخصيات التاريخية وجاء ليساند جنود مصر .
في خوف وحذر اقترب الإسرائيلي من الشهيد الجندى البطل سيد زكريا خليل فوجده قد فارق الحياة فقال الإسرائيلي : يالهذه الشجاعة والمهارة والبطولة النادرة ثم رفع يده وأعطى التحية العسكرية للشهيد سيد زكريا خليل واحتفظ بمتعلقاته ثم قام بدفنه وإطلاق 21 طلقة في الهواء إجلالا وتعظيما لشجاعته وبسالته .. الإسرائيلي له لم يعرف ما الذى دفعه إلى ذلك ولكنه وجد نفسه فى هذا الوضع لبعض الوقت إعجابا وتقديرا لهذا الجندى المصري البطل الذى استطاع أن يبيد سرية إسرائيلية بالكامل.
الرسالة التي كتبها البطل الجندي الشهيد سيد زكريا خليل إلى أخيه بتاريخ 4 أكتوبر 1973 جاء فيها :
إنني أكتب لك هذه الرسالة وأنا في ظروف غير عادية .. أما إذا اصبحت شهيدا فلا تحزنوا على أبدا لأني سأكون في منزلة عند الله لا يصل إليها أحد إلا الأنبياء وقال الله في كتابه الكريم (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) صدق الله العظيم .. وهذا مرادي من الله عز وجل وهذا ما أتمناه طوال حياتي.
ملحوظة : احتفظوا بهذه الرسالة ربما تكون الأخيرة مني لكم والله أعلم.
قال التاريخ وقالت سجلات الشرف :
سيد ومجموعته بيكيلوا الضربات
كترت خسارة العدو أفراد ومعدات
وبسرعة زود عداده ومزيد من القوات
وطيرانه اشتغل وسرية للإسقاط
يضرب حصار ع الرجال ويكونوا من الأموات
فــكر بطلنا وقال : لازما أفك الطوق
اختار مكان ع التبـه وطلع ليهم من فوق
ومدفعه في إيديه ومقابل الموت بشوق
رصد جنود العدو سرية بالكامل
جنود مظـــــلات من جيشهم العامل
هلل وكبر وقال : أنا مصري ومقاتل
أنا اللي ح أحصدكم ورصاصي دا منــاجل
حصد رؤوس الفصيلة وحتي قائدهم
غير بس واحد فلت خد نفسه من بينهم
واختفى في حفرة وعاجل البطل برصاص دمدم
وراح بطلنا شهيد وبسمته ع الفم
شكل الشهيد شده قرب وقال : أشاهده
سلاحه في شماله قابض عليه بيده
وكف إيده اليمين طابق على بعضه
قابض على حاجة .. إيه ياترى عنده ؟
قام العدو يفكها ويشوف إيه عنده
لقاها حفنة تراب غالية من أرضه
بعد مافات علي الحكاية عشرين سنة وأتنين
كان فيه لقاء دبلوماسي والمكان برلين
قال اللي قتل البطل وسط اللي كانوا حاضرين
قال : اللي مات كان أسد وتبته كانت عرين
أبدا ماهو من الإنس دا كان بطل أساطير
دا وسام شرف للبطولة ويشهد السامعين
ودي شهادة عدو عن أسد مصريين
ودي حكاية ياساده .. وياما فيه حكايات
واحلف لكم مية يمين .. ياسادة ياحضرات
إن ابنكم ابن مصر .. عايش وانه مامات
طلب الشهادة ونالها .. واللي نالها مامات.
وسوم: العدد 743