ارتقي بحسن تعاملك
يعتقد الكثير أن الإتيكيت أو ما يصطلح عليه فن التعامل هو بذلة أنيقة ، أو نظارة ماركة ، أو سيارة فارهة ، أو تفنن في استعمال الأثاث ، إن كل هذه المظاهر غير منكرة أو ممنوعة ، و لكنها ليست في فن التعامل في شيء إن الإتيكيت ذوق راق ، و أسلوب مبدع ، يوظفه أصحاب التربية المبدعة ، يبدأ باحترام الإنسان لنفسه ، و باحترام الانسان لخصوصية غيره ، لأن أصحاب الأذواق الراقية لهم حاسة خاصة في التعامل ، فلا تسمح كرامتهم مس كرامة الإنسان مهما ارتفع او انخفض ، شأنه شأن الأساليب المبتكرة و في التعامل مع عادات و تقاليد المجتمع .
و من أخص ما يتميز به هؤلاء المبدعون تلك المرونة التي تطبع نفوسهم ، لين في غير ضعف ، إنهم واقعيون في علاج المشكلات يؤثرون الحلول السلمية عند الاختلاف ، قلا يجنحون للعنف بكل أشكاله و لكنهم يتجملون بخلق الصبر و الثبات و القدرة على المقاومة ، كما أنهم لا تنقطع عنهم روح الدعابة و الملاطفة فهم مرحون منبسطون يشع الأمل في وجوههم .
فهم ظرفاء في التعامل يلقون التحية على من يعرفون أو لا يعرفون ، يخرجون أعذب الكلام الممزوج بروائع العواطف ، يحسون بآلام الضعفاء ، يكرهون الظلم بكل أشكاله و ألوانه ، ، لا تمنعهم عزة النفس أن يعتذروا عن أخطائهم ، بارعون بفنون النصيحة ، و قد اقتبست لكم من توجيهات الإمام الشهيد حسن البنا قوله : ( يا أخي لتكنْ نصيحتُك لأخيك تلميحا لا تصريحا وتصحيحا لا تجريحا )
فهم لا يسخرون من أحد ، لا يغتابون لا يتغامزون أو يتلامزون ، فهم يرعون العشرة بين الناس ، فهم بارون بآبائهم ، محسنون لأزواجهم ، واصلون لأرحامهم ، محسنون لجيرانهم ، هم لطفاء مع الجميع ، تعلموا تلك السجايا و الخلال من دينهم .
لقد علمنا الحبيب أصول هذا الخلق في حديث جامع عن أبي ذر ومعاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن) رواه الترمذي وقال: حديث حسن.
قال الإمام البخاري رحمه الله حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا شعبة عن واصل الأحدب عن المغرور قال : لقيت أبا ذر بالربذة وعليه حُلة وعلى غلامه حُلة ، فسألته عن ذلك فقال : إني ساببت رجلاً فعيرته بأمه ، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ((يا أبا ذر! أعيرته بأمه ؟ إنك امرؤٌ فيك جاهلية ، إخوانكم حولكم ، جعلهم الله تحت أيديكم ، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل ، وليلبسه مما يلبس ، ولا تكلفوهم ما يغلبهم ، فإن كلفتموهم فأعينوهم"2.
فمتى نرتقي بحسن تعاملنا ؟
وسوم: العدد 771