الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يحث المسلمين على الاستعداد لاستقبال ليلة القدر بقلوب صافية وأعمال صالحة
الحث على الوقوف مع قضية الأمة في فلسطين
ويناشد الحكومات الإسلامية والعربية بالمصالحة مع شعوبها، وإطلاق سراح معتقلي الفكر ولاسيما العلماء، وحل الخلافات البينية في إطار الأخوة الإسلامية،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه (وبعد)
في هذه الليالي المباركة وأمتنا تستشرف ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر، وما يدعو ذلك إلى إصلاح الأنفس والقلوب والأرواح والعقول والسلوك؛ بحيث يخرج المسلم من هذا الشهر أقرب إلى الله تعالى، وأكثر صلاحا وسلوكا.
وبناء على ذلك، فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ينتهز هذه الفرصة، في العشر الأواخر؛ ليؤكد على ما يأتي:
أولا: يدعو الاتحاد المسلمين لتهيئة الأنفس لتحري ليلة القدر واستقبالها بقلوب صافية، ومزيد من الأعمال الصالحات، وقيام الليل والتهجد، قال تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ* سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ) [القدر:1-5].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم " من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا: غُفر له ما تقدم من ذنبه "متفق عليه.
و"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره، وفي العشر الأواخر يجتهد مالا يجتهد في غيرها" رواه مسلم. وقالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيا الليل، وأيقظ أهله، وشد المئزر" متفق عليه.
ثانيا : يطالب الاتحاد بالوقوف بكل قوة مع قضايا أمتنا، ولا سيما القضية الفلسطينية والقدس الشريف التي تتعرض لمحن شديدة ونكبات جديدة، ورفع الحصار الشامل عن غزة، فأهلها مرابطون، يدافعون عن قضيتنا العادلة، ويضحون بدمائهم في سبيل الله، فيجب علينا أن نقف معهم ومع جميع أهل فلسطين.
ثالثا : يناشد الاتحاد الحكومات الإسلامية والعربية بالسعي الجاد، وبذل كل ما في الوسع؛ لإصلاح أحوال الأمة سياسيًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا وإنسانيًّا، وحل الخلافات البينية، في إطار الأخوة الإيمانية قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الحجرات : 10 ]
رابعا: يناشد الاتحاد الدول الإسلامية بإطلاق صراح معتقلي الفكر والرأي، ولا سيما العلماء، وتحقيق آمال شعوبها وتطلعاتها في حياة كريمة، وإصلاحات حقيقية.
خامسأ : يطالب الاتحاد العالم الإسلامي والعالم الحر بالوقوف مع المهجرين والنازحين والمنكوبين والفقراء والمستضعفين، وتقديم يد العون والإغاثة لهم، كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْر لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الحج : 77 ].
{وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } [التوبة: 105].
أ . د على القره دغي أ . د يوسف القرضاوي
الأمين العام الرئيس
وسوم: العدد 775