في أدب الوعظ والواعظين
بحصة منذ زمن أريد أن ألفظها ..
يقول الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كما هو في صحيح البخاري : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة مخافة السآمة علينا .
هذه رسالة فصيحة ناطقة دالة معبرة على أن صفحات الواتس ومنشورات الفيس وتغريدات التويتر ليست عرندسا لضخ المواعظ بمعدل عشرين أو ثلاثين موعظة في الدقيقة أو في الساعة أو في اليوم .
الحديث الشريف يعلمنا أن الوعظ يجب أن لا يكون رشا يبعث السآمة والملالة في نفوس الناس . وأي واعظ أرقى وأنقى وأقدر على التأثير في العقول والقلوب من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
هذه المنابر ، منابر التواصل على اختلاف المسميات ، جميعا ليست منابر وعظ . وقص ولصق من كتب الأولين كما يفعل الكثيرون . جميل من المرء أحيانا أن يزين صفحته بالموعظة والموعظتين ، والآية والآيتين والحديث والحديثين .., ثم لا بد أن يتحقق من هذه الصفحات الغاية من الارتباط بها ، والتواصل مع سكانها الافتراضيين
- وأول شيء يرجى من هذه المنابر
التعارف الجميل ، وتبادل المشاعر في فرح أو حزن ، وتوثيق العلاقات بما ينفع الناس مما يمكث في الأرض .
- وثاني ما يرجى من هذه الصفحات :
تبادل الأفكار القيمة الرصينة ، والرؤى السديدة ، بحيث يشيع بين أصدقاء هذه الصفحات نوع من الرؤية المتقاربة ولا أقول الموحدة عن قضايا الكون الكبرى ويحصل بين الناس نوع من التقارب والانسجام الفكري على الصعد كافة الدينية والسياسية والاجتماعية ..
- وثالث مايرجى من هذه الصفحات تبادل المعلومات ..
تحيط بعلم وأحيط بآخر ، فتخبرني وأخبرك . كما هدهد سليمان حين قال ، أحطت بما لم تحط به . ولكل منا ميدان معرفي يسبق ويبرز فيه . فنكتسب معارف أكثر بوقت أقصر وجهد أقل . وليس أن نظل كما تقول العرب نتبارى في مخص الماء . في الشكوة يجب أن تضع اللبن لتحصل على الزبد . وإذا وضعت الماء لن تحصل على شيء
: وبعض القول ليس له عناج ,,,كمخض الماء ليس له إتاء
ورابع ما يرجى من هذه تامنابر :
تبادل الأخبار في عالم المعرفة والسياسة والاجتماع والاقتصاد . وتحويل هذه المنابر إلى بدائل للنوادي والمنتديات في دول أغلق فيها الاستبداد النوادي والمنتديات . فلنحول هذه الصفحات صوتا داعيا للحق نظل ننادي كما كنا من قبل : يا سامعين الصوت حتى نجتمع على نصرة مظلوم وإغاثة لهفان. ..
في زمن مضى كانوا يسمون الحي الكبير الممتد " الصايح " أي حيث يصل صوت المستغيث المستجير من جهات الصوت الأربعة . فلنجعل هذه المنابر مرتقى يرتقيه العاملون .
يا إخوتي لا أكتب ما أكتب رغبة عن ذكر الله . وفي الرواية عن أحد الأئمة أنه بعد أن أنهى درس الفقه . صاح أحد الحصور على طريقة العوام : اذكروا الله ...فقال له الشيخ : وماذا كنا نفعل إذن ؟!
أظننا نحتاج لنعرف معنى الذكر الحق بحاجة إلى من يشرح لنا نظرية الثقوب السوداء والمادة السوداء بلغة مبسطة تجعلنا حين نفهم نقول بحق : لا إله إلا الله ..
ابحث عن كتاب علمي في أي ميدان واقرأ وتفكر وتعلم ثم اهدنا منه من القطوف ما يهديه المحبون في الفلانتين ..
قديما كنت أفرح كلما وجدت كتابا من التراث اليوم أكبر أهمي أن أتابع آخر الإصدارات ..واغفروا لأخيكم فقد أتعبتني هذه البحصة وأنا أنضنضها منذ سنوات ..
وسوم: العدد 820