((معا نتدبر القرآن)) ح11 (سورة يوسف)
((التمكين بعد الابتلاء))
هي سورة مكية، نزلت في المدة بين عام الحزن وبيعة العقبة تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم، وسميت بذلك لذكر قصة يوسف فيها، وفي السورة مقاصد عدة، والذي نختاره أن مقصد السورة العام هو: ((التمكين بعد الابتلاء))، فكل آيات السورة تدور حول هذا المقصد، فقد تحدثت السورة عن:
حسد إخوته له: إِذ قالوا لَيوسُفُ وَأَخوهُ أَحَبُّ إِلى أَبينا مِنّا وَنَحنُ عُصبَةٌ إِنَّ أَبانا لَفي ضَلالٍ مُبينٍ ﴿٨﴾.
ومحنة الجب والاستعباد: جاءَت سَيّارَةٌ فَأَرسَلوا وارِدَهُم فَأَدلى دَلوَهُ قالَ يا بُشرى هـذا غُلامٌ وَأَسَرّوهُ بِضاعَةً وَاللَّـهُ عَليمٌ بِما يَعمَلونَ ﴿١٩﴾.
وفتنة المرأة: وَراوَدَتهُ الَّتي هُوَ في بَيتِها عَن نَفسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبوابَ وَقالَت هَيتَ لَكَ قالَ مَعاذَ اللَّـهِ إِنَّهُ رَبّي أَحسَنَ مَثوايَ إِنَّهُ لا يُفلِحُ الظّالِمونَ ﴿٢٣﴾.
ومحنة السجن: قالَت فَذلِكُنَّ الَّذي لُمتُنَّني فيهِ وَلَقَد راوَدتُهُ عَن نَفسِهِ فَاستَعصَمَ وَلَئِن لَم يَفعَل ما آمُرُهُ لَيُسجَنَنَّ وَلَيَكونًا مِنَ الصّاغِرينَ ﴿٣٢﴾.
والتمكين بعد الابتلاء: وَكَذلِكَ مَكَّنّا لِيوسُفَ فِي الأَرضِ يَتَبَوَّأُ مِنها حَيثُ يَشاءُ نُصيبُ بِرَحمَتِنا مَن نَشاءُ وَلا نُضيعُ أَجرَ المُحسِنينَ ﴿٥٦﴾.
وعاقبة الصبر: قالوا أَإِنَّكَ لَأَنتَ يوسُفُ قالَ أَنا يوسُفُ وَهـذا أَخي قَد مَنَّ اللَّـهُ عَلَينا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصبِر فَإِنَّ اللَّـهَ لا يُضيعُ أَجرَ المُحسِنينَ ﴿٩٠﴾.
والرفعة بعد الابتلاء: وَرَفَعَ أَبَوَيهِ عَلَى العَرشِ وَخَرّوا لَهُ سُجَّدًا ... ﴿١٠٠﴾.
وسنة التمحيص: حَتّى إِذَا استَيأَسَ الرُّسُلُ وَظَنّوا أَنَّهُم قَد كُذِبوا جاءَهُم نَصرُنا فَنُجِّيَ مَن نَشاءُ وَلا يُرَدُّ بَأسُنا عَنِ القَومِ المُجرِمينَ ﴿١١٠﴾.
فالسورة تعلمنا وتريد منا: أن نتأسى بيوسف في صبره على البلاء حتى يكون النصر والتمكين، حتى قالوا عنها ما قرأها محزون إلا انشرح صدره.
((سورة الرعد))
((قدرة الله تعالى))
هي سورة مكية على الراجح، وسميت بالرعد لذكر الرعد فيها، وفي السورة مقاصد عدة، والذي نختاره أن مقصد السورة العام هو: ((قدرة الله تعالى))، فكل آيات السورة تدور حول هذا المقصد، فقد تحدثت السورة عن:
قدرة الله تعالى: اللَّـهُ الَّذي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيرِ عَمَدٍ تَرَونَها ثُمَّ استَوى عَلَى العَرشِ وَسَخَّرَ الشَّمسَ وَالقَمَرَ كُلٌّ يَجري لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمرَ يُفَصِّلُ الآياتِ لَعَلَّكُم بِلِقاءِ رَبِّكُم توقِنونَ ﴿٢﴾.
التشكيك بالقدرة: وَإِن تَعجَب فَعَجَبٌ قَولُهُم أَإِذا كُنّا تُرابًا أَإِنّا لَفي خَلقٍ جَديدٍ أُولـئِكَ الَّذينَ كَفَروا بِرَبِّهِم وَأُولـئِكَ الأَغلالُ في أَعناقِهِم وَأُولـئِكَ أَصحابُ النّارِ هُم فيها خالِدونَ ﴿٥﴾.
ومظاهر القدرة: هُوَ الَّذي يُريكُمُ البَرقَ خَوفًا وَطَمَعًا وَيُنشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ ﴿١٢﴾.
وبيان المهمة والعاقبة: وَإِن ما نُرِيَنَّكَ بَعضَ الَّذي نَعِدُهُم أَو نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّما عَلَيكَ البَلاغُ وَعَلَينَا الحِسابُ ﴿٤٠﴾.
فالسورة تعلمنا وتريد منا : أن نؤمن بقدرة الله تعالى، وأن نستدل بمظاهرها في الكون في الدعوة للإيمان.
((سورة إبراهيم))
((التوحيد والشكر))
هي سورة مكية، وسميت بذلك لذكر جانب من قصة إبراهيم فيها، وفي السورة مقاصد عدة، والذي نختاره أن مقصد السورة العام هو: ((التوحيد والشكر))، فكل آيات السورة تدور حول هذا المقصد، فقد تحدثت السورة عن:
الدعوة للتوحيد والشكر: وَلَقَد أَرسَلنا موسى بِآياتِنا أَن أَخرِج قَومَكَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النّورِ وَذَكِّرهُم بِأَيّامِ اللَّـهِ إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبّارٍ شَكورٍ ﴿٥﴾.
ومجازاة الشكر بالزيادة: وَإِذ تَأَذَّنَ رَبُّكُم لَئِن شَكَرتُم لَأَزيدَنَّكُم وَلَئِن كَفَرتُم إِنَّ عَذابي لَشَديدٌ ﴿٧﴾.
وعاقبة كفر العقيدة والنعم: أَلَم تَرَ إِلَى الَّذينَ بَدَّلوا نِعمَتَ اللَّـهِ كُفرًا وَأَحَلّوا قَومَهُم دارَ البَوارِ ﴿٢٨﴾.
وعظيم نعم الله: وَآتاكُم مِن كُلِّ ما سَأَلتُموهُ وَإِن تَعُدّوا نِعمَتَ اللَّـهِ لا تُحصوها إِنَّ الإِنسانَ لَظَلومٌ كَفّارٌ ﴿٣٤﴾.
وشكر إبراهيم: الحَمدُ لِلَّـهِ الَّذي وَهَبَ لي عَلَى الكِبَرِ إِسماعيلَ وَإِسحاقَ إِنَّ رَبّي لَسَميعُ الدُّعاءِ ﴿٣٩﴾.
فالسورة تعلمنا وتريد منا: أن نوحد الله ونشكره من خلال توحيد وشكر الأنبياء له.
وسوم: العدد 824