الشوق للبلاد
إخواني الكرام لقد ذكرني شعر الأخ بركات الأسود وشوقكم إلى السفيرة، شوقَ بلال رضي الله عنه إلى مكة المكرمة بعد الهجرة، وإن العواطف لا مكان لها في أمرٍ جلل وهو الهجرة في سبيل الله لإقامةِ الدين، إذ أصبح بلال حادي جيوش الحق والهدى والنور المبين، وكذلك فإن رسول الله موسى عليه السلام حينما دعا ربه : (واجعل لي وزيراً من أهلي...)، ذكَّره ربه بنعمه عليه بقوله : *{وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا ۚ فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَىٰ قَدَرٍ يَا مُوسَىٰ وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي... }*
[طه : 40-41]، فأنتم إخواني يجب أن تعلموا أن الملايين من المسلمين السوريين الذي أُخرجوا من ديارهم بغير حق فقد اصطنعهم الله ليعودوا بقيادة العصبة المؤمنة إلى بلادهم لمهمةٍ عظيمة وهي إقامة الدين، والرجوع إلى الإسلام الحق المبين...
إخواني اعرفوا مهمتكم، يجب أن تكونوا قادة للمسلمين المهاجرين وتَحولوا دون من يريد أن يحرف هذا الركب عن طريق الرجوع إلى الدين، فأخرجوا العواطف المضعفة للنفوس من رؤوسكم ولتنعقد قلوبكم على أن تكونوا من الذين اتبعوا بإحسان إخوانهم السابقين الأولين *{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}*
[التوبة : 100]
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.
وسوم: العدد 834