كنْ من القليل الصالح ، واحرص على تكثيره ، مااستطعت !
الكلام عن القلّة والكثرة ، متعدّد الوجوه ، متنوّع الأشكال، في القرآن الكريم ،وفي الحديث النبوي! ومنه : الكلام عن القلّة المؤمنة ، والقلّة العالِمة .. ومنه : الكلام عن الكثرة الكافرة ، والكثرة الجاهلة والضالّة .. وغير ذلك !
قال ، تعالى ، عن قلّة الشاكرين : (وقليلٌ من عبادي الشَكور).
وقال ، تعالى ، عن الإيمان والعمل الصالح :
(وإنّ كثيراً من الخُلطاء ليَبغي بعضُهم على بعضٍ إلاّ الذين آمَنوا وعملوا الصالحاتِ وقليلٌ ماهم).
وقال ، عزّ وجلّ ، عن نبيّ الله نوح : (حتى إذا جاء أمرُنا وفارَ التنّورُ قلنا احمِلْ فيها من كلّ زوجين اثنَين وأهلكَ إلاّ مَن سبقَ عليه القولُ ومَن آمنَ وما آمنَ معه إلاّ قليلٌ).
وقال ، عزّ وجلّ ، عن نصره للقلّة المؤمنة : (فلمّا فصَلَ طالوتُ بالجنود قال إنّ الله مُبتليكم بنَهَر فمَن شربَ منه فليس منّي ومَن لمْ يَطعمْه فإنّه منّي إلاّ مِن اغترَفَ غُرفةً بيدهِ فشَربوا منه إلاّ قليلاً منهم فلمّا جاوزَه هو والذين آمَنوا معه قالوا لا طاقةَ لنا اليومَ بجالوتَ وجنودهِ قال الذين يَظنّون أنهم مُلاقو الله كمْ مِن فئةٍ قليلةٍ غَلبتْ فئةُ كثيرةً بإذنِ الله واللهُ مع الصابرين ).
وعن صفات القلّة والكثرة ، يقول ، تعالى : (قلْ لايَستوي الخبيثُ والطيّبُ ولو أعجَبَك كثرةُ الخبيث فاتّقوا الله يا أولي الألبابِ لعلّكم تُفلحون).
وقال ، تعالى ، عن كره الأكثرية للحقّ (لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ).
وقال ، عزّ وجلّ ، عن عدم علم الكثرة :
(لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).
وقال ، تعالى ، عن عدم إيمان الكثرة : (وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين).
وقال ، عزّ وجلّ ، عن ضلال الكثرة ، وإضلالها :
( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ).
وفي الحديث الشريف :
(يوشك أن تداعى عليكم الأممُ ، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها»، فقال قائل: ومِن قلة نحن يومئذ؟ قال: «بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوّكم المهابة منكم، وليَقذفن في قلوبكم الوهن»، فقال قائل: يا رسول الله ، وما الوهن ؟ قال: «حبّ الدنيا، وكراهية الموت).
وقال الشاعر:
وسوم: العدد 858