آفات المصلين!
لم يجعل الإسلام الصلاة عمود الدين إلا لأنها تتضمن منهجا لترقية العقل وتزكية الروح، ولتطهير القلب والوجدان من الأدران وزراعة أشجار الإرادة في عرصات الشخصية.
وفي عصرنا هذا قلّ من يقيمون الصلاة بقوامها العقلي الذي يتضمن الوعي بمقاصدها، ومن يقيمونها بقوامها الروحي الذي يتضمن الاتصال بخالق الوجود واستمداد الطاقة الروحية منه، ويقيمونها ٠١بقوامها المادي الذي يتضمن كمال التذلل والالتزام بتعاليم المشرع، والاستفادة الجسمية التي تساعد على الاستمتاع بالعافية والحياة الطيبة.
وبسبب عدم إقامة الصلاة بحق؛ فقد وجدنا أناسا يصلون لكنهم لا يتورعون عن معاقرة الكبائر ومضاجعة الموبقات؛ حيث رأينا من يصلون (الفجر) دون أن تصدّهم عن ممارسة (الفجور)، ورأينا من يصلون (الظهر) دون أن تحجزهم عن عشق آفة (الظهور)، ويصلون (العصر) وهم غائبون عن روح (العصر)، ويصلون (المغرب) وشخصياتهم تنحدر في طريق (الغروب)، ويصلون (العشاء) لكنهم أبداً لم يتخلصوا من (العشَى الفكري)!
وسوم: العدد 898