يا أنا

ليس أدلَّ على صيرورة المتحابّين في الله شيئًا واحدًا حقًّا، حتى إن الحبيب لَيقولُ لحبيبه: يا أنا- من قول رسول الله -صلى الله عليه، وسلم!-: "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ تَعَالَى فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ إِمَامٌ عَدْلٌ وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللهِ وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي المَسَاجِدِ وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا فِي اللهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ"؛ فقد جعل الرجلينِ المتحابَّيْنِ في الله رجلا واحدا، وإلا كان المُظَلّون ثمانية لا سبعة! وكما كَمَنَ شرطُ خيرية المسلمين في "تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وتُؤْمِنُونَ بِاللهِ"، كَمَنَ شرطُ تحابّ الرجلين في الله في "اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ"، بحيث لا يجوز لأحد هذين أو هؤلاء أن يرتاح حتى يبلغ الغاية، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم! 

وسوم: العدد 1080