يوم الجمعة .. خير الأيام

د. بدر عبد الحميد هميسه

يوم الجمعة .. خير الأيام

د. بدر عبد الحميد هميسه

[email protected]

يوم الجمعة هو خير الأيام وسيدها , ويكفيه شرفاً وفخراً أن الله تبارك اختصه بالذكر والثناء في كتابه الكريم فقال عز من قائل : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9) سورة الجمعة .

وعن أنس بن مالك  رضي الله عنه في قوله عز وجل:  " ولدينا مزيد " قال : يتجلى لهم في كل جمعة.

قال العلماء معنى المغفرة له ما بين الجمعتين وثلاثة أيام أن الحسنة بعشر أمثالها وصار يوم الجمعة الذي فعل فيه هذه الأفعال الجميلة في معنى الحسنة التي تجعل بعشر أمثالها .ولما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الكفارات قال : الْمَشْيُ عَلَى الأَقْدَامِ إِلَى الْجُمُعَاتِ ، وَالْجُلُوسُ فِي الْمَسْجِدِ خِلاَفَ الصَّلَوَاتِ ، وَإِبْلاَغُ الْوُضُوءِ فِي الْمَكَارِهِ ، قَالَ : مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ عَاشَ بِخَيْرٍ ، وَمَاتَ بِخَيْرٍ ، وَكَانَ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّه. المسند الجامع 46/373.

من آداب  يوم الجمعة :

1- الاغتسال والتطيب :

قال تعالى : " يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32) سورة الأعراف .

وعن عبد الله بن أبي قتادة رضي الله عنه قال دخل علي أبي وأنا أغتسل يوم الجمعة فقال غسلك هذا من جنابة أو للجمعة قلت من جنابة قال أعد غسلا آخر إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من اغتسل يوم الجمعة كان في طهارة إلى الجمعة الأخرى. رواه الحاكم (1044) في السلسله الصحيحه (2321) .

قال أبو حاتم : قوله صلى الله عليه وسلم : لم يزل طاهرا إلى الجمعة الأخرى ؛ يريد به من الذنوب لأن من حضر الجمعة بشرائطها غفر له ما بينها وبين الجمعة الأخرى .

2- التبكير في الذهاب إلى الصلاة :

3- الصلاة ركعتين عند دخول المسجد :

4- الإفساح للناس وعدم تخطي الرقاب:

5- الإنصات إلى الخطبة وعدم اللغو :

6- الإكثار من الذكر والدعاء :

قال تعالى : "فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10) سورة الجمعة .

7- قراءة سورة الكهف :

عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين .سنن البيهقي الكبري(5792) حديث رقم : 6470 في صحيح الجامع.

8- الاكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم  :

من محظورات يوم الجمعة :

1-  ترك بعض الناس لصلاة الجمعة أو التهاون بها:

 2- السهر ليلة الجمعة إلى ساعات متأخرة من الليل :

وهذا يؤدي إلى النوم عن صلاة الفجر، فيكون الإنسان بادءاً يوم الجمعة بكبيرة من الكبائر، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: أفضل الصلوات عند الله صلاة الصبح يوم الجمعة في جماعة.الصحيحة:1566.

3-ترك الاغتسال والتطيب :

4-التأخر في الحضور إلى الصلاة :

5- البيع والشراء بعد آذان الجمعة : والله تعالى يقول : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9) سورة الجمعة,  قال ابن عباس رضي الله عنه: يحرم البيع حينئذ  وكما يحرم البيع يحرم الشراء.

6- جلوس بعض الناس في مؤخرة المسجد قبل امتلاء الصفوف الأمامية:

بل وبعضهم يجلس في الملحق الخارجي للمسجد مع وجود أماكن كثيرة داخل المسجد. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأَوَّلِ ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلاَّ أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لاَسْتَهَمُوا ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لاَسْتَبَقُوا إِلَيْهِ ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ وَالصُّبْحِ لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا.أخرجه البُخاري615 ومسلم912.

 7- تخطي الرقاب والتفريق بين اثنين وايذاء الجالسين والتضييق عليهم.

8-  الإنشغال عن الخطبة وعدم الإنصات إلى ما يقوله الخطيب:

9- إفراد يوم الجمعة بصيام التطوع :

10- ومن أخطباء الخطباء:

تطويل الخطبة وتقصير الصلاة، فعن عمار قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّ طُولَ صَلاَةِ الرَّجُلِ ، وَقِصَرَ خُطْبَتِهِ ، مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِهِ ، فَأَطِيلُوا الصَّلاَةَ ، وَاقْصُرُوا الْخُطْبَةَ ، وَإِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا.أخرجه أحمد 4/263(18507) و"مسلم"3/12(1964) .

وعدم الإعداد الجيد للخطبة واختيار الموضوع المناسب، وبعده عما يحتاجه الناس, وكثرة الأخطاء اللغوية في الخطبة لدى بعض الخطباء.