ماذا يريد الإنسان

عبد الرحمن السيد

[email protected]

الإنسان لا يريد إلا السعادة وكل ما يقوم به إنما يقوم به من أجل الحصول على السعادة وكل ما يريده لا يريده إلا لأنه يظن أنه يسبب السعادة، فهمه الأوحد هو الحصول على السعادة...

فهو ينتج ويخترع لأنه يريد أن يُحصِّل السعادة عن طريق حياة مريحة يظن أن فيها السعادة.

وهو يدرس الدورات وطرق النجاح لأنه يعلم أنها سبب لتحصيل السعادة.

وفي النهاية ترى شخصين:

- الأول: يركب سيارة فارهة ويأكل أكلا طيبا وعنده أجمل نساء الأرض وعنده أسرع وسائل الإتصال والتكنولوجيا...... لكنه لا يزال يبحث عن السعادة، التي هي هدفه الأول الذي ما اخترع كل ذلك إلا من أجله..

- وترى في المقابل شخصا: بسيطا يسير على قديمه يأكل كسرات من الخبز الجاف غير متزوج لا يملك شيئا من وسائل التقدم أو التكنولوجيا يعيش بين الجبال ثيابه قديمة بل ومرقعة لكنه وجد السعادة... فلم يلتفت إلى شيئ آخر لأنه وجد ما يريد فهو ينظر إلى صاحبنا الأول بشفقة وحنان.

أيهم أهنأ عيشا؟ وأيهم حقق أهدافه؟ وأيهم أكثر تقدما وحضارة؟

الإنسان بنظرته التي تغيرت عن الحقيقة يقول مهما كان الأول أفضل وأسعد لأنه يملك ما يريد في هذه الحياة، أما السعادة سوف تأتي وبلا شك مع ما يملك لكن عليه أن يغير بعض الأمور البسيطة ثم تأتي السعادة، ولكن الواقع يكذب ذلك، الواقع يقول أن السعادة ليست بيدي أو بيدك.. إنما السعادة بيد من برأ الكون وصورك إنها بيد الله وحده، يعطيها لمن يشاء، أعطاها لمحمد صلى الله عليه وسلم وصحبه وهم في نظرتنا القاصرة لا يملكون مثقال ذرة من التقدم والحضارة.

إذن فلنعد إلى أنفسنا ولنغير تلك المفاهيم الخاطئة؛ إذ أن تغييرها سبب من أسباب السعادة، ولتعلم أيها الحبيب أنك كلما اقتربت من الله كلما كنت للسعادة أقرب وعلى قدر قربك تكون سعادتك، في الدنيا والآخرة.

وبذلك تكون سعادتان..سعادتان دنيويتان:

الأولى: لأني أعلم أن هذا العمل سوف أجازى عليه جزاءً عظيما فأنا أتلذذ بهذا الجزاء... الإنسان في هذه الدنيا قد يعمل عملا من الأعمال الدنيوية ولكن عندما يعلم أنه سيتقاضى في نهاية العمل أجرا كبيرا يتلذذ بهذا العمل وكلما كان الأجر أكبر كلما كان التمتع بهذا العمل أكبر، وكذلك بالنسبة لعمل الجنة إذ لا جزاء أعظم من نعيم الجنة.

والثانية: أن الله يجعل في قلب من يقوم بهذا العمل سعادة من عنده؛ هو سبحانه مصدرها، ولا يُدرى عن كيفيتها المهم هو الإحساس بالسعادة، حيث يقول الله: (( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ))..

أسأل الله لكم التوفيق والسعادة .....ولنا لقاء.....